فلسطين _ إنتفاضة الأسرى الفلسطينيين رسالة للجميع..!


باقر الفضلي
2017 / 4 / 23 - 17:39     



لقد بات جلياً للفلسطينيين، والعرب جميعاً؛ حجم المعاناة، التي يكابدها الأسرى الفلسطينيون في غياهب سجون الإحتلال الإسرائيلي، تلك المعاناة، التي باتت تمثل، صورة صادقة عن معاناة الشعب الفلسطيني بأجمعه، وكل من تربطه بالشعب الفلسطيني، علاقة الإنتساب القومي العربي منذ الإحتلال عام 1948 وحتى اليوم، الأمر الذي لم يعد، مجرد حدث عابر، أو مجرد ردة فعل من قبل الإدارة الإسرائيلية حسب، بقدر ما هو تخطيط محسوب الأبعاد في نتائجه وأهدافه؛ فالمحتل الإسرائيلي، في تنكيله المتواصل بالشعب الفلسطيني، وتكبيله بكل صنوف الإرهاب والتعسف التي لم تنقطع طيلة تسع وستين عاماً، وتحت مسامع وأنظار ا|لأمم المتحدة، وفي مقدمتها الدول الكبرى وعلى الخصوص الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، التي كانت الفعالة في خلق تلك المعاناة وإدامة سعيرها كل هذا الوقت، الأمر الذي لم يجد معه ضحايا الإحتلال، من الفلسطينيين السجناء، غير المواجهة المباشرة بأجسادهم؛ بإعلانهم الإضراب العام عن الطعام، حتى تنفيذ مطالبهم..!
إن ألإضراب العام لللأسرى الفلسطينيين عن الطعام، والذي شمل جميع الأسرى الفلسطينيين السجناء وفي مقدمتهم المناضل الفلسطيني السجين مروان البرغوثي ، حالة لها معناها الوطني والعربي العام، وتمثل صرخة في وجه الإرهاب والإحتلال الإسرائيلي المسلط على رقاب الفلسطينيين، لما يزيد على نصف قرن، وقد رسمت صورة من النضال الجماعي للشعب الفلسطيني، الذي يخوضه من أجل تثبيت حقه في السيادة على أرضه المغتصبه، في نفس الوقت الذي يعبر فيه عن إنتفاضة شعب طال أمد صبره تحت ظل الإحتلال، وموقف إحتجاج بوجه االمجتمع الدولي، لسكوته المطبق على التمادي الإسرائيلي المتواصل، لإنتهاكات حقوق الإنسان، والتنكر لقرارات هيئة االمتحدة،، ناهيك عما ترتكبه قوات الإحتلال من تجاوز وإيغال يصل حد كتم أنفاس المناضلين من الفلسطينيين، المحتجين على تصرفات قوات الإحتلال,..!؟
لقد هزت إنتفاضة الأسرى الفلسطينيين، أركان النظام الإسرائيلي لدرجة إنعكس صداها حتى على وسائل الإعلام الإسرائيلي، التي إستقبلتها بغضب وعدم إرتياح وحذرت من تداعياتها المقبلة..! (1)

وليس أدل في أعلان الإضراب العام للأسرى الفلسطينيين، من كونه، رسالة واضحة المعاني لكافة القيادات الفلسطينة، من ضرورة إعادة النظر في موقفها من وحدة الموقف الفلسطيني، وتعزيز وحدتها الوطنية خلف منطمة التحرير الفلسطينية، لدعم المقاومة الفلسطينية، وهذا ما أخذت بوادره تظهر على الساحة السياسية والجماهيرية، في دعمها لأضراب الأسرى العام، رغم تزايد القمع الإسرائيلي، حيث أعلنت حركة فتح يوم الخميس المقبل يوم إضراب شامل كخطوة اسنادية للأسرى يشمل جميع مناحي الحياة ...!؟

إن دعم ومساندة الإضراب المفتوح للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية؛ هو واجب وطني وعربي وأممي، لا بد منه، ويأتي منسجماً مع الوثائق الدولية ومنها حقوق الإنسان، والشرعية البدولية، ومن خلاله سوف يتجلى موقف الجامعة العربية، الذي سوف يعكس الموقف المساند والداعم لنضال الشعب الفلسطيني ومقاومته الوطنية..!المجد لنضال الشعب الفلسطيني، من أجل حقوقه الوطنية، وتأسيس دولته الوطنية، طبقاً للمواثيق الدولية؛

هذا في الوقت الذي ساند فيه المكتب التنسيقي لدول حركة عدم الانحياز، والتي تضم 120 دولة وتعتبر أكبر تجمع سياسي دولي، بياناً أكد فيه على تضامن الحركة مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام، وأعرب البيان عن تضامن الحركة مع هذا التحرك السلمي وغير العنيف، من قبل الأسرى والمعتقلين احتجاجاً على المعاملة اللاإنسانية من قبل إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، ومطالبتها باحترام حقوقهم الإنسانية وفقاً للقانون الدولي وحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي. (2)
باقر الفضلي/2017/4/22
__________________________________________________________________-
(1) http://amad.ps/ar/?Action=Details&ID=169810
(2)http://amad.ps/ar/?Action=Details&ID=169947