مفهوم الحرية في الاسلام والشيوعية


مالوم ابو رغيف
2017 / 4 / 2 - 10:46     

ينسب الى الخليفة عمر بن الخطاب قوله متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا.
لو ان المستغرب والمندهش كان غير الخليفة عمر بن الخطاب لصدقنا استغرابه واندهاشه وتسائلنا معه ايضا متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا. غير اننا ليس مثل الخليفة الثاني الذي يدعي انه لا يعرف متى أُستعبدت الناس، فنحن نعرف ان ما اصطلح على تسميتها بـ حروب الفتوح الاسلامية التي شنها عمر بن الخطاب وغيره من الخلفاء كانت من الاسباب الرئيسية للاستعباد، وان النساء اللاتي وقعن في الأسر لم يلدن اطفالهن احرارا ، ولدتهن عبيدا وفقا لتشريع رباني ومباركة قدسية نصت عليها الكتب السماوية وعمل بها وطبقها حرفيا الخليفة عمر بن الخطاب الذي يتسائل باستهبال متى أُستعبدت الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا.
عمر بن الخطاب مثل سلفيه، النبي محمد والخليفة الاول ابو بكر الصديق يعرف ان احد اسباب العبودية هي الحروب التي شنها المسلمون ضد القبائل والشعوب الاخرى، يعرف كما يعرف سلفاه بان السبي هو القانون الالهي الذي شرع لاستعباد الناس ، فهل له ان يستغرب ويندهش وقد ساهم باستعباد الاف مؤلفة من الرجال والنساء والاطفال وجعلهم يورثون العبودية؟!!!!
الحرية ليس من مفردات الدين بينما العبودية هي احدى مفرداته. كما ان العبودية ليس لها في الاسلام مفردة تناقضها او تخالفها الا اذا حُولت الى وصف حال لشخص، الحر والعبد.
لكن العبد لا يرتبط بمعادلات التناقض مع الحر، فالحر ليس نقيضا للعبد اذ انه، اي العبد، عندما يثور ويكسر الاغلال يطمح ان يكون حرا. هو لا يجد نفسه متناقضا مع حالة يناضل من اجل الوصول اليها، انه يثور ويناضل من اجل القضاء على حالة يود انهائها، ذلك ان بقائها يعني تهديدا له بالعودة اليها. انه لا يثور ضد الحرية بل ضد العبودية. انه يثور ضد السيد، ضد المالك، ضد قانون الملكية ضد العبودية وليس ضد الاحرار. من جانب أخر ان الحر لا يملك نزعة او ميول استعباد الناس، ذلك ان الحر ليس بوسعه استعباد الآخر. نذكر هنا قول لينين الصائب ان امة تستعبد امة اخرى لا يمكن ان تكون حرة.
ينبغي هنا الاشارة الى الفرق الكبير بن المفاهيم الحضارية والمفاهيم الدينية ذلك ان عدم الانتباه الى الفرق بينهما يسبب ارتباك والتباس في استيعاب الفكرة معرض البحث.
اغلب المفاهيم الدينية تختلف عن المفاهيم الحضارية وان تشابهت مفرداتها ومصطلحاتها وعناوينها واسمائها وتواريخها.
فالحرية في الاسلام لا تعني الحرية الحضارية التي نصت علهيا دساتير الامم الديمقراطية.
فالحرية حسب المفهوم الاسلامي لا تعني حرية الكلام ولا حرية الكتابة ولا حرية الاعتراض ولا حرية اختيار المعتقد ولا حرية تقرير المصير ولا حرية اختيار الدين ولا حتى حرية الموت او حرية الحياة.
الحرية في المفهوم الاسلامي تعني ان تشتري نفسك من المالك بان تدفع له مبلغا لقاء ما قدر بقيمتك، ولك ان تحمد الرب كلما رخصت قيمتك وتلعنه على غلائها اذ انك عندها لا يكون بمقدروك دفع ثمنها.
لنا هنا ايضا ان نشير حسب الفقهة الاسلامي لماذا لا تعني الحرية سوى تلك التي يجد الانسان في معادلة بيع وشراء بين ثلاثة، المغلوب على امره والنخاس والمشتري. ذلك ان الانسان في المحصلة الاخيرة يجد نفسه مربوطا بقانون ديني ينص على استعباد جسده ولا يشير باي حال الى تحرير روحه من ثقل الاستعباد.!
ذلك ان العبيد في المجتمع الاسلامي وعندما يتحررون وان هم تساووا مع الاحرار، يجدون انفسهم في عبودية اخرى هي عبودية الخضوع لرجال الدين الذين هم ظل الله على الارض.
سيكتشف العبيد ان الاحرار لا يختلفون عنهم وهم عبيدا، ذلك انهم مستعبدون وفق قوانين الدين والملكية ، وفق قوانين الفقهة، وفق قوانين الحرام والحلال، وفق قوانين العبادات، وفق قوانين الطوائف، وفق قوانين الاسلام السياسي، وفق قوانين الحاجة.
الحرية الحقيقة ، كسر قيود الاله، كسر قيود الموروث، كسر قيود الجنس، كسر قيود العشيرة كسر قيود الدين كسر قيود الحاجة.. الحرية هي مقاومة الاستعباد بكل تنوعاته وعناوينه واشكاله...
الشيوعية هي الحرية التامة اذ انها لا تعني غير حالة الخلو الشامل والكامل من قوانين الاستعباد بكل انواعها.. وليس لها مفهوم اخر..