عرض كتاب الحضارة وفلسفة التأريخ للكاتب سعدون هليل ..وهو لقاء مع الدكتور محسن محمد حسين


اسعد الاماره
2017 / 4 / 1 - 12:05     

صدر للكاتب الصحفي سعدون هليل كتاب بعنوان الحضارة وفلسفة التأريخ، وهو لقاء مع الدكتور محسن محمد حسين، سبق للكاتب الصحفي سعدون هليل أن أجرى عدة لقاءات فكرية دونها في صحف ومجلات علمية محلية ومواقع اليكترونية منها لقاء مع الدكتور حسام الآلوسي، والدكتور عقيل الناصري، والدكتور فالح عبد الجبار، والدكتور كريم الجاف، والدكتور ناظم جاسور، والدكتوره لاهاي عبد الحسين، والدكتور نبيل رشاد سعيد، والدكتور فيصل غازي، والدكتور شجاع العاني، والدكتور عامر حسن فياض، والدكتور محمد حسين الاعرجي، والقاص محمد خضير، والروائي حنون مجيد، والروائي أحمد خلف، والدكتور ناجح المعموري، والدكتور صبيح الجابر، والدكتور اسعد الاماره، والدكتور فارس عمر نظمي، والدكتور صاحب أبو جناح، والدكتور فاضل التميمي، والدكتور علي حداد، والدكتور سليم الوردي، والدكتور علي عباس مراد، والباحث الناقد فاضل ثامر، والباحث زهير الجزائري، والباحث زهير البياتي، والباحث جاسم العاصي، ورضا الظاهر وياسين طه حافظ، واعتقال الطائي، وناهده الرماحي، وغيرهم الكثير من المتخصصين في المجالات العلمية والبحثية والفنون والآداب، وفي هذا الحوار مع الدكتور محسن محمد حسين أتسم بعدة جوانب منها الفلسفية والتاريخية والسياسية والاجتماعية والنفسية فضلا عن الجوانب التربوية، تناول الكاتب الصحفي الاستاذ سعدون هليل السيرة العلمية والذاتية للدكتور محسن محمد حسين ثم السير التاريخية لبعض الشخصيات في تأريخ المنطقة العربية وأحداثها، وتأثيرهم الفكري في مسيرة الحياة الاجتماعية والثقافية، وفي الحقيقة تركت بصمات البعض منهم منحنيات في حياة شخصيات عربية تبوأت مراكز فكرية وسياسية.
تطرق الكاتب سعدون هليل في حواره مع الدكتور محسن محمد حسين لبعض مؤلفاته في التأريخ وفلسفة التأريخ، وعلاقة بعض المصادر الأساسية بتكوين اتجاهات جديدة لفكر سياسي أو ديني أو اجتماعي، أعتمد في تأسيسة على ما دونه لنا التأريخ بموضوعية، أم بتحيز واضح، ولكنه أصبح نتاج فكر لحركة يؤمن بها العديد من الأشخاص و المجموعات ، حيث تناول في هذا اللقاء عن العلاقة بين التأريخ والمعتقد الديني منذ بداية اهتمام الإنسان به، فهي إذًا محاورة بين كاتب متمرس في الفكر والصحافة والسياسة وفيلسوف في التأريخ، كان نتاجه خلطة فكرية فلسفية اجتماعية، لا نغالي إذا قلنا إنها نزهة فكرية وإبحار في التأريخ والفلسفة وعلوم الاجتماع والنفس والسياسة، والآداب.
حاور الاستاذ سعدون هليل الدكتور محسن محمد حسين لكي يفصح في فهم موسوعي للتأريخ بمختلف جوانبه، والوقوف على ما يجري اليوم من واقع يعيشه المجتمع العراقي والعربي والاسلامي، فضلا عن السياسة الدولية في تحريك الشعوب المغلوبة على أمرها، وهو موقف علمي عملي معًا فضلا عن أنه موقف إنساني يقيم فيه الوضع الحالي.
تناول الدكتور محسن محمد حسين المفكر الألماني أوزوالد شبنجلر، وتصوره للتأريخ ولفلسفته، ونشأة الحضارات وفنائها، ولكي يزيد الأمر وضوحًا طرح الدكتور محسن محمد حسين ما يعنقد "شبنجلر" أن التأريخ يمثل سلسلة متتابعة من الاحداث الفردية المتكاملة التي يسميها" ثقافات" ولكل ثقافة لها طابعها المتميز، اما اطار نظريته، فيستند في جوهره إلى الفلسفة الطبيعية، بدلًا من المبدأ التاريخي ولهذا أطلق على تفسيره" الخاصية البيولوجية الاحيائية" وطرح فيها أفكارًا بعيدة عن زمانه.
تناول الحوار أفكار "توينبي" وما كتبه الدكتور محسن محمد حسين عن ذلك وتم تسميته بـ ( التحدي والإستجابة) في قيام وسقوط الحضارات، ووصفت نظريته بـ إرادة الإنسان في صنع الحضارة لدى توينبي، ويصف الدكتور محسن محمد حسين توينبي بقوله أنه لم يكن مؤرخًا لجانب محدد من جوانب التأريخ الكثيرة، أو مهتمًا بتاريخ فترة أو حضارة ما، بل عكف على دراسة حضارة العالم بأسره، قديمه وحديثه طوال أكثر من نصف قرن من دراساته في عمق وخصوبة وموضوعية، ومن ثم فان ما يوجه إلى الباحثين وفلاسفة التأريخ من انتقاد كونهم يقيمون ابراجًا ضخمة من مادة محدودة، لا ينطبق عليه، فدراسته ليست دراسة قائمة على الاطلاع فحسب، وإنما حرص على أن يكون أكثر قربًا من موضوع دراسته باسفاره ورحلاته، وبذلك فهو أشبه بمؤرخ ميداني، إن جاز التعبير. أما من حيث قوة مادته التاريخية لا يكاد يناظره مؤرخ آخر، فكتابه " دراسة التأريخ" فهو فيض من المعلومات تضمها "6290" صفحة، يقدر عدد كلماتها بأكثر من ثلاثة ملايين كلمة، ويزخر بقدر هائل من المعلومات التأريخية والعلمية والدراسات الفلسفية والمفاهيم والمصطلحات الأدبية والدينية، تتناول جميع أقطار الارض فضلا عن تأليفه العديد من الكتب الأخرى.
تمت مناقشة عدة موضوعات مع الدكتور محسن محمد حسين منها أفكار توينبي عن التفسير العرقي – العنصري للتأريخ، والتفسير الديني للتأريخ، وفكرة وتأثير عامل الصدفة الذي يرفضه "توينبي" ويؤمن بالحتميات. وعرض أيضًا في هذا الحوار الفكري الفلسفي مادة علمية اكاديمية غنية بالمعارف والشواهد التأريخية، أستطاع الكاتب سعدون هليل أن يظهر ما لا ريب في وجود مالا يمكن التعبير عنه، ما بين الحرف المجهد، والكلم المشجون بالصدر وما لا يمكن قوله، وهي خصوصية مدون التأريخ كتابة وفلسفة وتدوينًا وهو في الآن ذاته سبر طور من أطوار التأريخ بالفكر والعمل الواقعي الاكاديمي.