سوق الهال - 7-


بابلو سعيدة
2017 / 3 / 27 - 10:16     

سوق الهال " 6 "

تنامى عدد الجرحى والمعطوبين في بلدة ياشوط جرّاء حربٍ مجنونة ، دعمتها لوجستيّاً العثمنةُ الخوزقة ، ومال نفط الأعراب . وأثناء دفن الشهداء ، يصطفّ جمهور المصلّين وراء الشيخ عمران الذي كان يردّد دائماً في صلواته واحاديثه وخُطبه . ــ الدنيا حقيرة ، وفانية. وما اضعفك يا إنسان، حيث ذبابة تقتلك . ظلّ الاستاذ بعيداً عن جمهور المصلّين . وقد انضمّ إليه فتىٍ لديه 47 جيناً .. سأله الأستاذ: . ــ كيف حال البقرة الحلوب التي تُشرف على إدارتها وإطعامها ؟ ردّ عليه الفتى بصوت جُهوريّ. ــ لقد باعها رئيس انعاش الريف في سوق الهال بثمن باهظ . وسأله الاستاذ ثانية . ــ أيهما افضل في نظرك البقرة الحلوب أم الجمهور الذي يردّد وراء الشيخ أثناء دفن الميّت . الدنيا حقيرة .. . ونحن حُقراء ؟ . اجاب الفتى ضاحكاً. ــ لا يا استاذ البقرة الحلوب فيها فائدة ، ولها مساحة عزٍّ في سوق الهال واحترام لدى أصحابها . أمّا الذين يحتقرون الحياة الدنيا ، والعمل وذواتهم فلا ثمن لهم مطلقاً في سوق .... الهال .