بيروقراطية وتبقرط حزبي عمالي شعبي


قاسم محمد حنون
2017 / 3 / 14 - 01:45     

مرت جماهير العراق بسلسلة لاتنتهي من التحكم والتحوكم الفوقي الاجتماعي والشعبي عبر الديكتاتوريات البوليسية والدينية المتناقضة والمتعارضة في ان , حتى جائت الديمقرواطية الفوقية ايضا بهيئة بيروقراطية وقوى وارادات وقيادات جاهزة على المستوى الاعلامي والقانوني , وكان للعمال حصة من هذه البيروقراطيات حيث تحققت اتحادات ونقابات فوقية اعادة انتاج نفسها_ عبرنفس العقلية المتاحه وبغياب النقد والنمو الطبيعي للديمقراطية التي مازلنا نحلم بها رغم اشمئزازنا من الديمقراطية التي هي تؤم الديكتاتورية . الفرق الوحيد بين النقابات والاتحادات الحكومية المدعومة من الاحتلال ومن القوى المحلية الرجعية : وبين المعارضة للعملية الاحتلالية هي بيروقراطية تتعارض مع بيروقراطية شرعية اخرى .. لقد باتت الجماهير الشعبية تحت رحمة رموز دينية وقومية وطائفية وتحركها بهذا الاطار حسب مصالحها مادامت تؤمن الارباح للراسمالية العالمية مهما كانت مختلفه ايدلوجيا معها . وهذا ماطال بعمر تلك القوى وسيطرتها على الجماهير. لقد سطر هولاء الذين اطلقوا على انفسهم قيادات سحر وكتله من العواطف بعقلية الجماهير لتتحكم بها واستغلوا وقت تلك السلطه ونهبها واجهزوا على خناق الجماهير الشعبية عبر الحرب الطائفية ومقاتلة داعش ودوران تلك الحرب .. ومن جانب اخر خصخصة كل مؤسسات الانتاج بشكل منظم حتى بات كل شيء ملك للشركات التي هم فيها من اكبر المساهمين ومن جانب اخر ايضا برجزة قادة العمال وسمنتهم بشكل فوقي عبر ترسيخ وجودهم القيادي البيروقراطي للحيلولة دون ظهور حركة مجالسية منبثقة من حاجة العمال لمطالبهم واختيار قياداتهم المنتجين من الممارسة النظالية لها وليس من بهلاوانيات ومؤتمرات وبرامجيات فوقية تعيد وجودهم , وكل الصراع تحول بدلا من مواجهة ارباب العمل وسياساتهم : تحول بين القيادات بينهم للسيطرة على المنظمات وليس بنائها. لقد شارك في هذا الانتاج البيروقراطي السياسي لشل العمال واستقلالهم اولئك القاده المعارضين او القانونيين للعملية التاريخية البيروقراطية تلك التي اطالت من عمر الهيمنة على عقلية العمال وخلق وبث اليأس والسخرية بصفوف العمال باتجاه قاداتهم .. واصبحو راس بلا جسد ومعلق بالهواء : ومازال هذا الواقع عبر المقالات وبعض المكتبيات ومن خارج الواقع العمالي الطبقي مستمر يديمه الجميع , الذين يدعون حرصهم وللاخر على الطبقة العاملة والذين يدعون النظال القانوني والحقوقي عبر تدخل الدولة بين ارباب العمل والعمال . كثير ممن يدعون الطبقية والثورية الماركسية شكلو اتحادات ونقابات وشخصيات للسيطرة عليهم وعلى العمال بشكل تعليمي وببيان معلم يتنبا المستقبل , باللحظة التي ننتقد بها تاريخ قانوني حكومي سرق المجالسية التاريخية والنظالية للعمال وارخ لها عبر سيطرته البرجوازية للنقابات وانجز تاريخا مقلوبا بعقول القاده حول قانونية الاتحادات والنقابات العمالية الدستورية والشرعية .. رغم انها انبثقت وبزغت من التجمعات العامه والاضرابات العفوية والمنظمة لاحقا نتيجة الخبرة المكتسبه وليس ذكاء القاده والافراد , مازالو اولئك وبكل وقاحه يقولون ويتحدثون عبر جمل وصواعق وبراغماتية لكنها سياسيا تدعم اتحادات وحركات رجعية ذات شعارات ماوراء الوطنية حتى ؟ لتنطلق منها كرؤيا واستراتجية كما تفعل جميع الاحزاب الشيوعية بلا استثناء السيطرة على لجانها وتنظيماتها عبر هذا الشكل البيروقراطي وهي تدعي الحرية والديمقراطية الداخلية وذلك من خلال عدم السماح لتشكيل المناضلين لجانهم المستقله بالرغم من اجتماعاتهم المتكررة الفوقية مثل اللجنة المركزية او المكتب التنفيذي والسياسي والى اخره : يمارسون البيروقراطية التي توجت تاريخيا بالستالينية رغم ادعائهم واوهامهم بانهم ديمقرطيين وهذا هو اشد واقسى انواع البيروقراطية الواضحة والناعمة ايضا ..هنالك اتحادات تجيش العمال للانتخابات وتضللهم عبر الجوائز والسفرات والورشات وشخصنة الطبقة واختزالها عبر صراعات فوقية مكتبية انتهازية لاصلة لها بشكل فعلي لهموم وحاجات العمال للثورة وليس للحقوق فقط .. وهذا مانتج عشرات الاتحادات التي تتكرر بها الوجوه ووجوه القادة بالتحديد وبعض الموضفين الين يبحثون عن لقمة عيش عبر هذا الشكل البيروقراطي .. ونتيجة للتهميش الاجتماعي بفعل السياسات العالمية التي يتماهى معها النظام المحلي كما الاقطاع والاستعمار وتلك العلاقه الثنائية المتعانقه دائما والمتطورة باشكال انتهازية ومسميات مثل الديمقراطية والحرية والحقوق ولكن بنفس الواقع الطبقي وفجوة اللامساواة بين العمال والبرجوازية والقيادات العمالية .. لقد لعبوا اولئك القاده النقابيين ومن ورائهم سياسييهم من الشيوعيين والقوميين وغيرهم دور الدولة بين العمال لوضع القوانين والمساومة والتفاهم بل واحيانا الاخضاع على العمال للتخلي عن خلق تجمعاتهم ومواجهة كل اشكال الاستغلال والطرد وتقليل الاجور وبيع معاملهم وشرذمتهم. ان مجرد نقد وتحليل هذا التاريخ ووضعه امام العمال عبر اي وسيله نظالية وهذا مانفعله باتحاد المجالس والنقابات العمالية هو مبدا ربما لانملك في ضل هذا الصراع والهجمة الرجعية اليمينية على الطبقه العاملة ولكن لاندعي العدد ولانبث الاستسلام ولانوقع على اي اتفاقيات صندوق النقد الدولي وبكل جسارة مواجهة الخصخصة وعدم المساومة مع هذا الطرف الطائفي البرجوازي او هذا من اجل الحصول على مكاسب او قيادة اتحاد رسمي حكومي كل فائض قيمته من عرق العمال يصب بجيوب وترفيه المتكالبين عليه من نفس تلك العملية البيروقراطية التي هي نتاج كل تلك الحركات اللااجتماعية والبيروقراطية ..