مات ستالين ذبلت الاشتراكية


سعيد زارا
2017 / 3 / 3 - 18:50     

نحن على أبواب الذكرى 64 من وفاة قائد البلاشفة العظيم ستالين (5 مارس 1953) و لا زال العالم كل العالم يعاني الويلات جراء رحيله أو للدقة نقول ترحيله بالسم من طرف أعداء الاشتراكية.

إننا لن نفلت من اتهام أعداء الاشتراكية في إننا ندافع عن دور ستالين إلى حد العبادة, و لكننا نقول لهؤلاء اللذين نفخوا في أكاذيب النازية و افتراءات خروتشوف أننا أمام حقيقة و وقائع ساطعة تفقأ الأعين. فقد مات لينين و ترك شعوب الاتحاد السوفياتي تبيت على الطوى , رحل و لم ير لهيب حركة التحرر الوطني يأتي على الاستعمار , و رحل دون أن يرى الشيوعيين في البلدان الرأسمالية يكتسحون المقاعد البرلمانية , لكنه ترك إرثا عظيما , ترك خارطة طريق الاشتراكية, طريق محو الطبقات . خارطة لم يفك رموزها إلا تلميذه النجيب .

ستالين استلم الاتحاد السوفياتي بإنتاج اقل مما كانت تنتجه روسيا القيصرية قبل 1913. ستالين استلم الاتحاد السوفياتي محاصرا من كل الجبهات الداخلية و الخارجية. ستالين استلم الاتحاد السوفياتي لا يعرف ماهية التخطيط الاشتراكي.

لقد جعل ستالين من قضية الاشتراكية قضية تخص كل البروليتاريا العالمية و لم يجعلها قضية خاصة كما يدعي من يحلو لهم أن يهاجموا ستالين كمدافع عن الاشتراكية في بلد واحد. ستالين كان يعي بكل جوارحه , مقلدا المعلم لينين, إن أي نجاح يحققه الاتحاد السوفياتي في البناء الاشتراكي هو الضمان الوحيد لتقدم البروليتاريا في العالم كله نحو تحقيق الاشتراكية و إن أي إخفاق في البناء الاشتراكي في الاتحاد السوفياتي هو تعقيد لشروط الانتقال الاشتراكي في العالم بعد أن امتهنت الامبريالية مقاومة الشيوعية. " حاليا, يقول لينين, فبسياستنا الاقتصادية نؤثر بشكل رئيسي على الثورة الأممية. الكل يشاهد جمهورية السوفياتات الروسية, كل العمال, من كل بلدان العالم, بدون أي استثناء و أي مبالغة. و في هذا مكسب. على هذه الأرضية , الصراع يتطور على المستوى العالمي. فإذا حللنا هذه المشكلة, سنكسب المعركة , على وجه التأكيد و بدون رجعة. كذلك فان المشاكل المتعلقة بالبناء الاقتصادي تكتسي أهمية استثنائية. فيما يخص هذه الجبهة نحن مطالبون بتحقيق الانتصار بالتقدم الوازن و المتدرج, -تقدم سريع ...- لكنه مستمر و متصاعد.."


ستالين استلم الاتحاد السوفياتي أرضا خلاء خربتها القوى الرجعية و الرأسمالية, لكنه استلم خارطة الطريق التي خطها معلم البروليتاريا العالمية, فكان أن أنكر ذاته كما عهده البلاشفة دائما فعرف المفاتيح التي تفتح أبواب الاشتراكية التي لم تدخلها دولة قبل الاتحاد السوفياتي.


ستالين حرر المرأة من لعنة المطبخ لتدير شؤون العامة في حين كانت مثيلتها في العالم الرأسمالي المتقدم ممنوعة قانونيا بمزاولة الوظيفة العمومية, كما حرر الطفل من قبضة السلطة الأبوية الذكورية الرجعية ليسبح في عالم الخيال الخصب المبدع. و بكلمة ستالين أسس مملكة المرأة و الطفل.

ستالين رفع روسيا من الحلقة الأضعف في النظام الرأسمالي إلى أقوى دولة في العالم أنقذت البشرية من وحشية النازية و الفاشية, و كان ذلك بفضل خارطة الطريق التي رسمها معلم البلاشفة لينين و قد اهتدى إلى الطريق القويم في البناء الاشتراكي دون أن يخطئ مفاتيح الخارطة.

لينين رسم خارطة الطريق مهتديا بالماركسية , التي كان يصفها بكلية الصحة, بعدما أن طالتها تحريفات شيوعيي البورجوازية الوضيعة و بذلك أعاد لها القها و قد قرأ الماركسية قراءة عبقرية في عصر الامبريالية.

ستالين كان التلميذ النجيب للينين و بدوره كان التلميذ النجيب لماركس و انجلز .

ستالين نفذ خارطة الطريق التي رسمها لينين بعد أن كانت اللينينية موضوع هجوم شرس من طرف عصابات التروتسك و شيوعيي البورجوازية الوضيعة عامة, فأعاد للماركسية القها بإحياء اللينينية التي لا تحي إلا بالماركسية. فقد كان يقول دائما ا ن أي خطوة تخطوها السلطة السوفياتية في البناء الاقتصادي إنما تؤكد صحة تعاليم الرفيق لينين.

ستالين اشرف على الخطط الخماسية و جعل منها أداة لترويض ناصية القوانين الاقتصادية . فقط بثلاث خطط بنيت القواعد الصلبة للبناء الاشتراكي و فتحت أفاق الانتقال إلى الطور الثاني من الشيوعية و بخطة واحدة رابعة أعيد اعمار الاتحاد السوفياتي كاملا بل تعدى النمو الاقتصادي ما كان عليه قبل الحرب العالمية الثانية بعد أن تحمل كل أعباء و خسائر الحرب النازية. ستالين اشرف على الخطة الخماسية الخامسة التي كانت ستقضي على البورجوازية الوضيعة بعد أن تصلب عودها و فقدت البروليتاريا خيرة أطرها كما تراجعت أعدادها خلال الحرب و بعد أن اهتزت أركان دكتاتورية البروليتاريا. لكنه سمم قبل أن يقضي على من قضوا عليه أعداء الاشتراكية.

ستالين بنى الاشتراكية في سدس المعمورة و حول بلده من بلد المحراث اليدوي إلى بلد له السبق في غزو الفضاء , أطلق شرارة التحرر في المستعمرات و شبه المستعمرات و رسم طريق التنمية لها, و في عهده تقدم الشيوعيون في البلدان الامبريالية في إحراز شعبية , بين العمال و عموم الفلاحين و الطلبة, منقطعة النظير. لكن بعد وفاته أو بالأحرى ترحيله فقدت الاشتراكية سدس المعمورة و تراجع المستوى المعيشي لشعوب الاتحاد السوفياتي و ضلت البلدان المستقلة طريقها إلى التنمية الحقيقية و فقد الشيوعيون في العالم شعبيتهم و انهارت الديمقراطيات الشعبية إلى حد التآمر على البروليتاريا العالمية كما تفعل الصين الآن و هي تراكم دولارات زائفة, و فقد الشيوعيون نجم الشمال و انبعث شيوعيو البورجوازية الوضيعة من يساريين و تروتسكيين و فوضيين يلقون بقاذوراتهم على تاريخه المشرق.

فهل كان هذا مصادفة ؟؟؟ ليجب أعداء الاشتراكية و ليعترفوا كما تقر بذلك وقائع التاريخ أن ترحيل ستالين بتر و قطع تاريخ الاتحاد السوفياتي بل تاريخ الحركة الشيوعية العالمية إلى نصفين, تاريخ ما قبل 1953 كان فيه الاتحاد السوفياتي أقوى دولة و كانت فيه قوى التقدم الاشتراكية العالمية تقض مضاجع اعتي الامبرياليات , و تاريخ ما بعد تسميمه وترحيله بعد 5 مارس 1953 هوى فيه الاتحاد السوفياتي إلى الانحلال و أصبحت روسيا في مصاف الدول النامية و تراجع الفكر و الوعي الاشتراكيين بشكل مهول إلى حد تتجه فيه الإنسانية إلى البربرية.


المجد و الخلود لأب الشعوب ستالين.