فلسطين _ محمد القيق ؛ أمل في طريق الحرية..!(*)


باقر الفضلي
2017 / 2 / 28 - 20:27     

فلسطين _ محمد القيق ؛ أمل في طريق الحرية..!(*)

مهما حاولت الإدارة اليمينية الإسرائيلية من السدور في إضطهاد الشعب الفلسطيني، وإجباره على العيش في ظل دولة مذهبية ذات لون واحد، فإنها وفي جميع الأحوال، ستظل تدور في حلقة مفرغة من المحاولات البائسة لإخماد شعلة الحياة والصمود الفلسطينية، التي لم تنطفيء يوماً منذ أكثر من تسع وستين عاما؛ فالشعب الفلسطيني ما إنفك في كل لحظة من حياته، يوقد شعلة الحياة؛ وصورها تتعدد، ورموزها تتكاثر، وليس محمد القيق إلا واحد من تلك الرموز الوطنية الفلسطينية، التي ما فتأت تشتعل في طريق الحرية الفلسطينية، بإرادتها الثابتة، ووعيها الوطني ، الذي لم يقف أمامه، حائل أو مانع، من جبروت ذلك الإضطهاد الإسرائيلي التعسفي ، إن وقفة الرمز الفلسطيني الصحفي محمد القيق، مثل على الصمود والبطولة الفلسطينية التي لا تضاهى، لشعب أخذ على عاتقه إرسال الدروس الغنية بالمآثر الوطنية للشعوب التي لم تركع أمام الإضطهاد والإذلال..!!
المجد لنضال لصمود الشعب الفلسطيني، والحياة لرموزه الإبطال محمد القيق ومن سار في طريقه، ولا يسعنا في هذه الحالة إلا إعادة نشر ما كتبناه من سطور بحق هذا الرمز البطولي الفلسطيني سابقا، الأسير المناضل البطل الصحفي محمد القيق..!!


فلسطين _ ألأسير الفلسطيني الصحفي محمد القيق
بين إرادة الصمود وتعنت الإحتلال..!؟

باقر الفضلي
واحتمالُ الأذَى ورُؤيةُ جانِيهِ ..
غِذاءٌ تَضوى بهِ الأجسامُ

بعد أكثر من ثلاث وثمانين يوماً من الصمود المتواصل، وبكبرياء المناضل الفلسطيني، يتحدى الأسير الفلسطيني محمد القيق، كل جبروت وتعنت وغطرسة الإحتلال الإسرائيلي، وهو مدرك لحجم الخطر الذي يتهدد حياته كل لحظة يمضيها داخل سجون الإحتلال، كما ويدرك مدى العناد والتعنت الذي لا طائل بعده من قبل سلطات الإحتلال والإدارة الإسرائيلية، التي وضعت نفسها موضع ذلك التحدي، غير المشروع، في مواجهة أسير، لا يمتلك سلاحاً غير إرادته الشخصية، وأمل شعبه في تلك الإرادة، فهو يعلم بأنه ليس وحده في هذا المعترك غير العادل، وبقدر ما يعول شعبه على صموده في الكفاح من أجل حرية الوطن، يعول هو نفسه على إرادة شعبه في الكفاح من أجل حقوقه كشعب في أرضه المغتصبة، وضد الإنتهاكات المستمرة ضد حقوق الإنسان التي يرتكبها الإحتلال ضد مواطنيه ليل نهار..!؟؟

إن المأساة التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني اليوم، وخاصة من يرزح منهم في سجون ومعتقلات الإحتلال، قد فاقت في هولها ما يعجز المرء عن وصفه، وبات ضحاياها، حديث الإعلام العالمي كل يوم، ومع التضامن المتواصل مع الأسير، أصبح كثير من يترقب نهاية الختام المفجع لنهاية المناضل الفلسطيني محمد القيق، وهو يلفظ أنفاسه في سجون الإحتلال، نتيجة الضعف والوهن الذي حل بجسمه بسبب طول فترة الإضراب عن الطعام الذي جاوز الثمانين يوما، وتعنت الإحتلال في رفضه المتواصل لإطلاق سراحه، أو نقله الى مستشفى آخر في الضفة الغربية، ناهيك عن تلكؤ السلطات القضائية بإتخاذ القرار المناسب لإطلاق سراحه..!؟

إن عقوبة ما يدعى بالإعتقال الإداري، بحد ذاتها تعتبر إنتهاك صارخ للقانون الدولي لحقوق الإنسان، وهي جريمة ضاعت فيها كل الأبعاد القانونية للجرمية؛ والضحية التي تقع فريسة لمثل تلك الجريمة، لا تجد أمامها من خلاص غير التمسك بالوسائل الشخصية المتعارف عليها في الدفاع عن نفسه، ومنها الإضراب عن الطعام، وهي وسيلة فيها من الإضرار بالضحية ما يتجاوز كل حدود القواعد التي تلزم الجهة الجنائية، في توفير كل ما يحمي الضحية المرتهن لديها، دون إرتكابه جريمة تذكر، بل على سبيل الشبهة لا أكثر، أو لمعلومات سرية يفترضها المسؤول الإداري في المنطقة، دون إطلاع المعتقل أو الآخرين على تفاصيلها، كل هذا وبخلاف نصوص "العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية" ..!؟؟

لقد أوغلت سلطات الإحتلال الإسرائيلي في إستخدام سلاح الإعتقال الإداري بحق المناضلين الفلسطينيين، لدرجة أصبحت معها، غير مبالية بإزدياد أعداد المعتقلين، في وقت تبدو فيه غير مكترثة بالشرائع والقوانين الدولية والمناشدات الإنسانية لإطلاق سراح الضحايا، فلم يعد يهمها ما تنتهي اليه مصائر المعتقلين إداريا، والعذاب الذي يتعرضون له جراء لجوءهم لوسائل الدفاع الشخصية لإسماع أصواتهم المعارضة لإعتقالهم ، وليس بعيداً عن الذاكرة مصير المناضل الفلسطيني محمد علان، وقبله الشهيد ميسرة أبو حمدية الذي قضى نحبه في السجون الإسرائيلية، جراء التعنت الإسرائيلي..!؟(*)

إن وقفة المناضل الفلسطيني الصحفي محمد القيق الشجاعة اليوم في زنزانته في السجن الإسرائيلي، ومن سبقه من المناضلين الفلسطيين في وجه عقوبة الإعدام البطيء المفروضة عليهم من قبل سلطة الإحتلال الإسرائيلي، لا تختلف في صورتها ومغزاها عن الصورة التأريخية للبطولة والشجاعة، التي جسدها الشاعر العربي أبو الطيب المتنبي، في بيته الشهير :
( وقفت وما في الموت شك لواقف كأنك في جفن الردى وهو نائم )
فصمود المناضل الفلسطيني لثلاثة أشهر ونيف، وهو يصارع بتحد فارق، مشيئة سلطة الإحتلال الإسرائيلي، إنما يجسد بذلك، حقيقة الصراع، الذي جاوز مداه أكثر من ستين عاماً بين شعب سلبت أرضه وإمتهنت كرامته، وقدم الآلاف من الشهداء، وبين إحتلال إستيطاني، بات يؤرق الجميع، ويزهق أرواح كل من يحاول الوقوف بوجهه، هذا في وقت يلوذ فيه المجتمع الدولي ممثلاً بهيئاته الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة، ولجان حقوق الإنسان بالصمت، بل ويقدم ما وسعه من الدعم، لما تتخذه سلطات الإحتلال من إجراءات منافية لحقوق الإنسان، بحق الشعب الفلسطيني..!؟
فليس أمام المرء وأمام الموقف البطولي الذي يقفه المناضل الفلسطيني الصحفي محمد القيق، إلا أن يضم صوته الى صوت جمعية الأسرى والمحررين الفلسطينييين، "حسام"؛ [[ التي باركت الانتصار الأسطوري الذي حققه الأسير الصحفي محمد القيق بعد معركة الإرادة التي خاضها لأكثر من 94 يوما ضد سياسة الاعتقال الإداري ورفضا للممارسات الحاطة بالكرامة التي تعرض لها خلال فترة التحقيق معه من قبل مخابرات الاحتلال . واعتبرت الجمعية أن ما حققه الأسير القيق هو انتصار يضاف إلي سجل انتصارات الحركة الوطنية الأسيرة في وجه السياسات والقوانين العنصرية التي تنتهجها دولة الإحتلال للنيل من كرامة وصمود الأسرى البواسل مؤكدة بأن الأسير القيق لم يكن لينتصر لولا روح التحدي والإرادة غير المسبوقة التي تسلح بها في معركته العادلة والتي أحدث خلالها شرخا غائرا في جدار سياسة الاعتقال الإداري التعسفي .]](**)
باقر الفضلي/ 2016/2/26
___________________________________________________________________
(*) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=352571
(**) http://amad.ps/ar/?Action=Details&ID=112487