القاصة saboh maisa الخوري سليمان - 4 -


بابلو سعيدة
2017 / 2 / 27 - 09:32     

الخوري سليمان " 4 "
نهض من نومه قبل شروق الشمس . وارتدى ثيابه على عجلٍ . وتناول كوباً من النبيذ المزّ الأبيض. وفي الطريق صادف فتىً منغوليّا أكولا من قرية العرقوب. وعندما وصلا إلى مقام الشيخ رجب، وجدا الجمهور قد ودّع سلمى الوداع الأخير // سأل الاستاذ، الفتى ــ هل مثوى المربّية سلمى، الجنة ؟ . أجاب الفتى مبتسماً. ــ طبعاً مثواها الجنة . سأله الاستاذ ثانية. ــ أيّهما تُفضِّل ، الحياة في الدنيا أم الحياة في الجنّة؟ . أجاب الفتى ضاحكاً ــ الحياة في الدنيا لا تُطاق بسبب جنون البشر وغلاء الأسعار، خلال سنوات الربيع العربي أمّا الخمر واللبن والعسل في الجنة... فُمشاع للجميع . وفي يوم شتويّ بارد ، كان السقوط ثلجيّاً. وكان قد غطّى أسطحة المنازل، لحظة التقت أم العبد بالأستاذ، أمام حديقة منزله، والدموع تنهمر من عينيها، قائلة له بألم وحزن شديدين:. ــ زوجي حيدر هو الآن جائع . ولا توجد مدفأة في غرفته. ولا أحد من اولاده يهتمّ به. ولم يتكرّم أحدٌ من سكّان القريةوهو الآن طريح الفراش. وتبيّن فيما بعد بأنّ " أبو العبد " قد سقط على الارض مضرّجاً بدمائه، نتيجة شدّة جوعه، وعدم وجود مدفأة مازوت أو حطبٍ أو غازٍ او كهرباء في غرفته المظلمة . وقد فارق الحياة في فبراير 2015 . واثناء الوداع ، شارك الاستاذ مع رهطٍ في جنازة " أبو العبد " . وقد تمّ دفنه على عجل . وقال الاستاذ لبعض معارفه بعد مرور اسبوع على دفنه : الشيء الغريب الذي أثارني وأدهشني ، هو أنّ أولاده الخمسة لم يقدّموا وجبة طعام لوالدهم ، وهو طريح الفراش . ولم يستدعوا طبيباً لإسعافه، وهو مضرّجٌ بدمه لكنّهم أقاموا نفقة خاصة على روحه بتوزيع ربطات من الخبز الابيض على أهل بلدتهم بناء ... على توصية من عمّهم الخوري ... سليمان