الاتحاد السوفياتي و القضيه الفلسطينيه 15


عبد المطلب العلمي
2017 / 2 / 13 - 12:27     

الاتحاد السوفياتي و القضيه الفلسطينيه 15

عبد المطلب العلمي

رؤوس اقلام بخصوص خطاب الوفد السوفياتي الى الدوره الرابعه للجمعيه العامه للأمم المتحده حول قضيه اللاجئين الفلسطينيين


31 آب 1949

سري

1. إن قضية اللاجئين الفلسطينيين هي جزء لا يتجزأ من القضية الفلسطينية ككل. الحل الجذري لهذه المسألة، وكذلك القضيه برمتها، يعتمد الآن على التنفيذ السريع لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة من 29 تشرين الثاني 1947 و إقامة دولة عربية مستقلة في الجزء العربي من فلسطين ، مما سيجعل ممكنا لجزء كبير من اللاجئين العودة إلى ديارهم و المباشره بالعمل السلمي الخلاق.
2. لقد نشأت مشكلة اللاجئين الفلسطينيين نتيجة لسياسة بعض الدوائر الاحتكارية في انكلترا والولايات المتحدة، الذين يرغبون في اطاله امد التسوية الشاملة للقضية الفلسطينية في محاولة لإعادة النظر في قرار الجمعية العامة المؤرخ 29 تشرين الثاني عام 1947،من اجل تأمين موقعا عسكريا استراتيجيا واقتصاديا ملائما لهم، على حساب مصالح الشعبين العربي والعبري.
3. من المعروف أن الدوائر الامبرياليه الانكليزيه و الامريكيه ،مهدت الطريق للاعمال العسكريه في فلسطين،بسياسه افشال إيجاد حل سلمي للقضية الفلسطينية و بذلت الجهود لإعادة النظر في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني 1947 ، مما جلب على الشعبين العربي والعبري معاناه جسيمه، وأولدت مشكلة اللاجئين الفلسطينيين. وفي هذا الصدد، كتبت الصحيفة المصرية "صوت الأمة"بتاريخ18 اذار 1949، أن "السياسة العدوانية للولايات المتحدة هي السبب الأساسي للمأساة التي يعاني منها اللاجئين العرب".
4. الآن هذه الأوساط نفسها، التي أوجدت في الواقع مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، تحاول استغلال معاناة ضحايا سياساتها، ومستمره في مقاومة تسوية سلمية شاملة في فلسطين، واستبدالها بتدابير متباهيه ملطفة يمكن أن تخفف بشكل جزئي فقط من محنة اللاجئين، و ليس القضاء عليها، و حل المشكلة برمتها.
5. من تقارير الصحافة الدولية، يتبين ان مشكلة اللاجئين الفلسطينيين تخضع للمساومة خلف الكواليس و وسيلة للضغط على الحكومات العربية والعبريه ، و لجنة الأمم المتحدة للتوفيق، كما هو متوقع، تحولت إلى اداه بيد دوائر الاحتكار الامريكيه التي تسعى إلى فرض حلها لهذه المشكلة ،منتجه المزيد والمزيد من الخطط الجديدة، معقده الوضع في فلسطين و مطيله امد الحل الشامل للقضية الفلسطينية.
6. ويمكن أن يعزى هذا إلى حقيقة أن لجنة التوفيق لا تتكلم بلسان الأمم المتحدة ،بل بلسان الدوائر الحاكمة في الولايات المتحدة. ذكرت الصحف أن سفير الولايات المتحدة لدى لجنة التوفيق بورتر سمح لنفسه في 31 تموز 1949 وعد الدول العربية لمساعدة دولاريه فورية إذا وافقوا على قبول عدد معين من اللاجئين. ذكر مرارا وتكرارا في الصحافة أن الدوائر الحاكمة في الولايات المتحدة مارست ضغطا كبيرا على حكومة دولة إسرائيل. هذا الامر تؤكده مذكره ممثل إسرائيل لدى الأمم المتحدة، السيد ايبان في 29 تموز 1949.
7. في هذا الصدد، فإن صحيفة"الهاميشمار"( تل أبيب) كتبت في 20 حزيران 1949، " أن جميع القضايا المتعلقة بإحلال السلام بين الدولتين العبريه والعربية - قضايا الحدود ومستقبل القدس واللاجئين - تناقش من قبل الأمريكان كما لو أن الولايات المتحدة وليس الأمم المتحدة ،هي الهيئة الدولية المشروعة التي يمكن أن تقدم المشورة بشأن قضية فلسطين. والآن تعتبر الولايات المتحدة فلسطين كمجال نفوذ خاص بها، والرئيس ترومان يطرح مطالب آمره لحكومة إسرائيل، في حين أن (وسطاء) و (موفقين) يفعلون كل ما هو ممكن لمنع الاتصال المباشر بين العبريين والعرب في لوزان. "
8. لجنة الأمم المتحده للتوفيق ، لا تستمع لمطالب اللاجئين الفلسطينيين أنفسهم. ويمكن ملاحظة ذلك من قرار مؤتمر اللاجئين الفلسطينيين، الذي انعقد في 28 تموز 1949 في مدينة زحلة (لبنان).في هذا المؤتمر ممثلي اللاجئين العرب الموجودين الآن في سوريا، لبنان، مصر، شرق الأردن والجزء العربي من فلسطين، دعوا الى الالتزام بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 29 تشرين الثاني 1947 و رفض خطة برنادوت بشكل قاطع ، وعارضوا تقسيم الجزء العربي من فلسطين بين الدول العربية أو ارتباطه بأي منها. ودعا المؤتمر إلى إقامة دولة مستقلة في الجزء العربي من فلسطين، و عارض مشاريع توطين اللاجئين الفلسطينيين في الاماكن الموجودين فيها حاليا ،معتبرا ذلك مشاريعا امبريالية اجنبيه.
9. وبالتالي، فإن مشاريع لجنة الأمم المتحدة للتوفيق تتعارض مع التطلعات الحقيقية للاجئين الفلسطينيين، الذين يرون أن الحل لمشكلة اللاجئين ممكن فقط بتنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني 1947 بروح صادقة و بثبات. وينبع من ذلك أن لجنة الأمم المتحدة للتوفيق غير قادره على القيام بمهامها ، لان أنشطتها لم تنطلق دفاعا عن مصالح الشعبين العربي والعبري،بلعن تطلعات الدوائر الاحتكاريه الانكليزيه و الامريكيه .
10. لا يمكن إنكار حقيقة ان لجنة التوفيق تعترف في الفقرة 15من التقرير الثالث، بأنها لم تنجح في تنفيذ قرار الجمعية العامة من 11 كانون الاول 1948. لجنة الامم المتحده للتوفيق ، أداة غير مناسبه وغير قادرة على معالجة اهم القضايا الخاصه بفلسطين. على هذا الأساس، يقترح الوفد السوفياتي حل اللجنة ووضع مراقبة وقف الأعمال العدائية و إقرارالسلام في فلسطين على مجلس الأمن.
11. لا يمكن للأمم المتحدة أن تستمر في قبول اطاله امد الوصول الى حل جذري لقضية اللاجئين و استبدالها بتدابير ملطفة - المساعدة الطوعية المؤقته.

ينبغي عليها أن تركز جهودها على تحقيق حل لهذه المسألة، من شأنه أن يسمح لللاجئين الفلسطينيين التطبيق الفعال لعملهم، وبالتالي خلق امكانيات موثوقة وكافية لوجودهم.
12. يرى الوفد السوفيتي ان الحل الجذري لمشكلة اللاجئين - هو إبرام اتفاق للسلام بين الدول العربية من جهة، ودولة إسرائيل من جهه اخرى، فضلا عن الاسراع بتنفيذ قرار الجمعية العامة المؤرخ 29 تشرين الثاني عام 1947، بشأن إنشاء دولة عربية مستقلة في الجزء العربي من فلسطين. مثل هذا الحل للمشكلة في مصلحة قضية السلام والحل الجذري لقضية اللاجئين.