هل انتهى الفرح من العالم


سيمون خوري
2017 / 2 / 10 - 03:11     

تحتضن غرفتي الدافئة بقايا جسدي، وذاكرة افترس شخير الزمن بعض من نتفها العتيقة.
وفي زحمة الثورات ، ضاعت أحلام كثيرة.
عرس قانا الجليل، وياسمين دمشق ،و تغريبة بني هلال .
تقوس ظهري قليلاً.
وعدت الى طفولتي ، أسترجع منها ذاكرة المشي على ثلاث.
وسقطت ألوان كثيرة ..
هكذا لم يبقى من إشارة المرور سوى ضوئها الأحمر.
بيد أني لا زلت أغني ..
"Amado mio "
سئلت " عرافة دلفي " الإغريقية
أهذا ما يسمونه بأرذل العمر ..؟؟
قالت: لا تحزن يا صديقي على ما فات..
فقد اجتاحت خيول الرومان سنابل القمح.
إنه زمن التشظي، والخيبة . دع الأناشيد تغمر ما تبقى من روحك على الطريق.
قبل أن تعود كمحارب ياباني مجنون، يحمل بقايا خردة ،الى قبوه الأخير.
ولا تبالي بكثير من الأسئلة التي يطرحها الناس،
انه نهاية العصر الطباشيري ، وبداية العصر الحلزوني ..؟!
حملت خيبتي على ظهري مثل " أطلس ".
تقوس ظهري قليلاً، بيد أني أرى الشمس كل يوم.
وأمشي في شوارع تتثاءب أرصفتها أسمال تحمل رائحة الموت
وعيون تتساءل ما سر هذه الجثث التي تتوافد علينا من شارع البحر؟
أمشي في شارع جسدي المنهك ..الى أين يقود هذا الشارع ؟
وفي المساء سأراقب شقوق السحاب
ما عساني أن افعل إذا ما سقط السحاب فوق رأسي ؟
وأتساءل كما تساءل " ثورو "
لماذا لا تقرع النواقيس في الكنائس حين تقتلع شجرة من مكانها؟
نعيا ً لها وحزناً على الطبيعة المجروحة ؟