«22شباط/فبراير فجر جديد في حياة الثورة والشعب»


رشيد قويدر
2017 / 2 / 8 - 13:14     

رشيد قويدر
في مثل هذه الأيام من كل عام، حين يطل شهر فبراير شباط، ومنذ أول ذكرى للانطلاقة (22/2/1969)، تحتفل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بذكرى انطلاقتها، ومعها في الوطن والشتات وأماكن اللجوء المختلفة، كل القوى الوطنية والتقدمية والديمقراطية الليبرالية، والعلمانية واليسارية، انطلقت تحت شعار: «طريق اليسار طريق النصر» ثم: «22 شباط/فبراير فجر جديد في حياة الشعب والثورة»..
وتتحول احتفالات الذكرى للتأكيد على دورها ودربها النضالي في مختلف الميادين، والثقافي والتعبوي في معارك الكفاح السياسية والعمالية والعسكرية (القوات المسلحة الثورية، كتائب النجم الاحمر، كتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية)، والاجتماعية والطبقية، التي تخوضها الجماهير الشعبية الكادحة، في الوطن ومخيمات اللجوء، في ظل الظروف العنصرية تحت الاحتلال الفاشي، دفاعاً عن الحقوق الوطنية، والحقوق الاجتماعية ومطالبها ومصالحها الديمقراطية العادلة، وفي سبيل التحرر الوطني وإنجاز دحر الاحتلال الفاشي العنصري..
وبالنظر لدورها الوطني التاريخي ما زالت الجبهة الديمقراطية، تؤدي دوراً سياسياً وثقافياً وفكرياً نوعياً هاماً في تعبئة الناس، وجماهير الشعب وحمل همومها والدفاع عنها، ورفع راية النقد والتغيير والإصلاح، وتأصيل أفكار التحرر الوطني، والتحرر والتقدم والتنوير، في مصداقية شعارها: «22 شباط فجر جديد في حياة الثورة والشعب»، و« طريق اليسار طريق النصر».
في هذا العام بدأت احتفالاتها من إقليم سوريا، بالعيد الثامن والأربعين لانطلاقتها، ومن مخيم خان دنون جنوب العاصمة السورية دمشق، لخص بها نائب الأمين العام للجبهة فهد سليمان أهمية ذكرى الانطلاقة، بالقول: «عيدنا محطة أخرى نجدد فيها النضال لإنهاء الانقسام واستعادة البرنامج الوطني الفلسطيني»، إنهاء الانقسام بموجب الاتفاقات الموقعة في القاهرة من قبل القيادات الفلسطينية، حكومة وحدة وطنية شاملة تشرف على انتخاب مجلس وطني جديد، بالتمثيل النسبي الكامل، وفق اللائحة المغلقة يتولى المجلس إنجاز المراجعة السياسية لصالح برنامج وطني موحّد وموحّد، ومراجعة تنظيمية لإصلاح أوضاع منظمة التحرير الفلسطينية، وسحب الاعتراف بإسرائيل، وتشكيل المجلس المركزي في دورته الأخيرة، ووقف التنسيق الأمني، ومقاطعة الاقتصاد الإسرائيلي، واستنهاض وحماية المقاومة الشعبية، والتمسك بحق عودة اللاجئين الى ديارهم وممتلكاتهم التي شردوا منها في العام 1948 وفقاً للقرار 194..
يدفعنا الحديث في هذه المناسبة عن مجلة «الحرية» صاحبة التاريخ العريق، التي تجاوزت العقد السادس، انطلقت وبدأت بالصدور واتخذت دوراً ريادياً، فأطلق عليها: «مجلة التقدميين العرب»، وتواكبت مع انطلاقة الجبهة الديمقراطية، وما تزال تواصل الصدور، رغم الإمكانيات المتواضعة وشح الموارد المالية، ورغم زحمة مطبوعات المال السياسي وفضائيات البترودولار، فهي تؤدي رسالتها السياسية، ودورها التنويري والوطني، والتحريضي التعبوي، ترفع مشعل التنوير العلمي والثقافي.. إنها إشعاع تنويري، وشعلة متوقدة للفكر السياسي الفلسطيني المعاصر، والتقدمي العربي والثقافة العقلانية.
عاصرت «الحرية» الصراع الفكري والسياسي الوطني والقومي، الإقليمي والأممي، بفترة صعوده، فحملت صفة المنبر السياسي ـــــ الفكري والثقافي، وشكلت ظاهرة ثقافية فكرية مستنيرة متجددة متفاعلة مع الواقع والعالم، عبر تبنيها الفكر العلمي والثقافة التقدمية الجماهيرية، ونشر الأدب الإبداعي الملتصق بقضايا الشعب، والمعبر عن نبض الشارع، المرتبط بحركة الحياة، وأحلام الفقراء.
بهذه الرسالة احتضنت الأقلام العربية الممنوعة رسمياً عربياً من «الصرف»، وأخذت على عاتقها نشر الكلمات المضيئة، وتحدي الظلمات، من الحالك القروسطي.. وتحولت إلى منبراً للحوار والسجال الحضاري الهادف والبناء، للكتاب والمثقفين والمفكرين والمبدعين في العالم العربي، بطرحها محاور جديّة وحيوية لصيرورة الثقافة الإنسانية الديمقراطية التقدمية، ونشر ثقافة التسامح والحوار والحجة بالحجة..
تحية للجبهة الديمقراطية في عيدها الثامن والأربعين .. وتحية لها في مواصلة اذكائها الوعي السياسي والفكر العلمي المستنير..
وتحية فلسطينية وعربية لمجلة «الحرية»، نموذجاً للصحافة الوطنية الإشعاعية التي ترتقي بوعي الانسان.. وتحية لاستمرارها على طريق الحرية والاستقلال، والخلاص من نير الاحتلال وقوى الشر والبغي والعدوان، ومن قيود القهر والظلم والاستبداد ... على درب الحرية والعدالة الاجتماعية..