رسالة إلى المناضلة اليسارية الشاعرة بلقيس حسن-بشأن مزايدات الجهلة حول الداخل والخارج


التيار اليساري الوطني العراقي
2017 / 1 / 31 - 20:52     

رسالة إلى المناضلة اليسارية الشاعرة بلقيس حسن-بشأن مزايدات الجهلة حول الداخل والخارج

بلا رتوش -صباح زيارة الموسوي :رسالة إلى المناضلة اليسارية الشاعرة بلقيس حسن-بشأن مزايدات الجهلة حول الداخل والخارج

كتبت المناضلة اليسارية الشاعرة ( للأسف هناك من يناقش بإسلوب مستفز ولاعلاقة له بأدب النقاش.
ثم هناك من يناقش فقط لأجل النقاش لاغير، دون معرفة بالقصد من الموضوع الذي يطرح ولا بتفاصيله، مبتعدا عن صلب الموضوع فعندما نتحدث عن أمر يأخذنا لأمر آخر، وهذا مضيعة للوقت وتعب للأعصاب بدون نتيجة .
كما أن هناك من هو أسوأ من هذا وهو لايعترف لمن هو خارج العراق بقول أي كلمة وبكل مناسبة وقال انت تسكنين باوروبا ونحن بالعراق، وكأنني جئت لأوروبا نزهة
.
لكل من يفرق بين عراقيي الخارج والداخل أقول نحن خرجنا على البعث ووقفنا بوجهه وتعرضنا للملاحقات والرعب والتهديد وفقدنا كل شيء وعشنا هلعا ومات أغلبنا تحت التعذيب وتعذبنا كثيرا لننقذ أنفسنا من موت محتم يطاردنا، كما عشنا حروبا في بلدان أخرى وانا شخصيا عشت حرب لبنان والعوز والفقر وعدم وجود وثائق رسمية وطوال عمرنا ونحن غرباء مقهورين مات أغلب اهلنا واستشهد ولم نره ، في الوقت الذي كانت الأغلبية تصفق وتفدي القائد بالدم وتحصل على المكاسب ..
فالرجاء عدم المزايدة في هذا الأمر لاننا أبناء وطن واحد فكما عانى من عاش بالعراق ،عانى أيضا من هو بالخارج ولو تعلمون ان حياة الخارج لاتساوي شيئا وهي والموت واحد مهما كانت لماقلتم هذا.
اصدقائي
سألغي من صداقتي أي تعليق به محاولة للحط من أي موضوع يطرح، كذلك سألغي من صداقتي أي شخص يفرق بين أبناء العراق بكلمتي الداخل والخارج..
آسفة على هذا ولكن هناك حدود للتحمل. تحياتي للجميع)....


المناضلة اليسارية والشاعرة بلقيس حسن ....تحية عراقية خالصة

ان العراقي الوطني داخل الوطن يقدر ويفتخر بالمناضلين الأبطال الذين تصدوا للنظام البعثي الفاشي المقبور صدام واستشهد غالبية الذين لم يتمكنوا من الإفلات إلى المنفى من معركة غير متكافئة .
إذ تمتع النظام الفاشي بكامل جبروته نهاية السبعينيات،في الوقت كان فيه جيش المناضلين اعزلا يواجهه بالإرادة الثورية وحدها.

اما اؤلئك الجهلة الذين قسم منهم لم يكن حتى مولودا في ذلك الزمان،ولم يكلف نفسه حتى عناء قراءة كتاب واحد عن اهواله،وعاش مطية تحت نظام المقبور صدام يقوده كالقطيع من حرب إلى أخرى،فلا قيمة لهذيانه،لإنه لا يزال يعيش حالة القطيعية اما تحت رعاية هذا الزعيم القطيعي الطائفي أو ذاك ،ام قطيعية تحت زعامة الكيبورد يمارس صفاقاته.

واذا كان خيرة الأجيال اليسارية قد اضطروا نهاية السبعينيات لمغادرة الوطن بطرق محفوفة بمخاطر الموت،وتركوا ذويهم وجامعاتهم ووظائفهم وبيوتهم وممتلكاتهم،حتى لا يسلموا رؤوسهم للجلاد البعثي مذلة او قطعا،ولم يتجاوز عددهم بضعة آلاف،فإن ملايين المواطنيين العراقيين قد أجبرتهم حياة الجحيم في الثمانينيات و التسعينيات إلى الهرب خارج العراق لا معارضة للنظام سياسيا،وإنما للحصول على حياة آمنة اقتصاديا، ومنهم من هجروا قسرا على يد البعث الفاشي.

اما المفارقة المضحكة فهي ان غالبية الذين يتصدرون المواقع السلطوية في بلادنا،خصوصا من الأحزاب المتاجرة بالطائفية الشيعية،كانوا قد فروا الى ايران من أداء الخدمة العسكرية ولم يسجل لهم اي نشاط سياسي معارض للنظام البعثي الفاشي ،بل إن الكثير منهم من أكمل دراسته الجامعية في وقت كنا فيه نحن اليساريون مطاردون،فعلى سبيل المثال لا الحصر،في الوقت الذي اضطر فيه قادة الحركة الطلابية اليسارية لترك دراساتهم الجامعية وهم في الصفوف المنتهية مثل الشهيد البطل منعم ثاني أكمل ابو مهدي المهندس دراسته في الجامعة التكنولوجيا ذاتها وفر لاحقا من الخدمة العسكرية ، واضطرار الشهيد البطل خالد يوسف ترك دراسته أكمل هادي العامري دراسته وفر من الخدمة العسكرية،اضطرار الشهداء علي جبار سلمان ولطيف كاظم ترك الدراسة الجامعية والاستشهاد لاحقا،ناهيكم عن المئات من المناضلين الذين اضطروا إلى ترك الدراسة وكان مصيرهم السجن والاستشهاد والهروب إلى المنفى، أكمل غالبية من يتواقح اليوم دراسته حينها مقبلا أقدام البعثيين الفاشست.

اخيرا ،لابد من التذكير بأن الوطنية العراقية الحقة لا تفصل بين عراقي وعراقي أينما كان داخل الوطن أم خارجه،وإنما يحددها الموقف الوطني المقترن بالفعل من كل حسب طاقته.