كلمة طلعت الصفدي في الذكرى التاسعة لرحيل المناضل الوطني الكبير / جورج حبش بغزة


طلعت الصفدي
2017 / 1 / 29 - 19:48     

الرفيق الأمين العام للجبهة الشعبية / احمد سعدات المناضل الكبير الذي لا زال يقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي، الرفيقات والرفاق في المكتب السياسي واللجنة المركزية وكوادر ورفاق الجبهة، تحية الوطن وشرف الانتماء له ..
باسم فلسطين التي ننتمي إليها وتنتمي إلينا، باسم الأرض التي نتجذر فيها وتتجذر فينا، باسم الشعب القائد والمعلم الأول، باسم كل المسحوقين والفقراء من العمال والكادحين والفلاحين والمرأة والشبيبة والمثقفين الثوريين وكل الوطنيين المخلصين لقضية شعبهم، باسمكم جميعا ننحني إجلالا وإكبارا لكل الشهداء والراحلين،وللرفيق القائد الوطني الكبير مؤسس حركة القوميين العرب، والأمين العام الأول للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين/ الرفيق جورج حبش .
نلتقي اليوم في الذكرى التاسعة لرحيل القائد الثوري،المتمرد،المنتفض على واقع الهزيمة التي حلت بشعبنا الفلسطيني وبالشعوب العربية، نتاج مؤامرات الثالوث الدنس الامبريالية العالمية والحركة الصهيونية ودولة الاحتلال الإسرائيلي، والأنظمة العربية الرجعية التي ركعت وسلمت رقاب الشعوب العربية وسمحت بنهب خيراتها، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية راعية الإرهاب والتطرف في العالم . .
رحل النجم الأحمر، ابن فلسطين. رهن حياته دفاعا عن حقوق شعبنا الفلسطيني في الحرية والاستقلال والعودة، كان قوميا عربيا، وحدويا، علمانيا، تقدميا، ماركسيا وأمميا. آمن بالفكر الثوري وبقوانين التطور في الطبيعة والمجتمع والتفكير البشري،وبالعقل، وبالإنسانية وبحقوق الإنسان، وبأن الإنسان موقف وقضية. زاوج بين النضال التحرري والنضال الاجتماعي، آمن بالديمقراطية الاجتماعية والإنسانية، وبضرورة الدفاع عن المسحوقين والفقراء والمهمشين، وعن حقوق المرأة ،معتبرا أن الجماهير الشعبية هي صانعة الثورة، وحامية الوطن، ومصلحتها الحقيقية في قيام دولة فلسطين الديمقراطية التقدمية. لقد حدد الحكيم جوهر الصراع الذي يخوضه شعبنا الفلسطيني والشعوب العربية ضد النظام الامبريالي العالمي، وأن شعبنا يخوض معركة التحرر الوطني، وأن التناقض الرئيس مع الاحتلال الإسرائيلي باعتباره العدو الأول الذي لا يهدد القضية الفلسطينية فقط بل يهدد وجودنا على أرضنا. لم تنحرف البوصلة عن هذا الهدف، مؤكدا على طبيعة الصراع على الأرض والإنسان، فمن يملك الأرض يملك الدولة، ولهذا فالاحتلال الإسرائيلي يمارس الجرائم والعدوان ضد كل الفلسطينيين وفي مقدمتهم الشباب لإجبارهم على الهجرة، أو تحويلهم إلى متطرفين وتكفيريين كداعش والنصرة ،وإما الانتحار، ينهب الأرض ويقيم مستوطناته ويحاصر القدس ويشن الحروب ويحاصر قطاع غزة ويداهم كل البلدات والقرى في الضفة الغربية... الخ لقد آمن الحكيم بقدرة شعبنا على مواجهة المحتلين، والتصدي للفكر الوهابي والتكفيري، وكل الظلاميين، مؤكدا أن التغيير حتمي إذا ما توفرت الإرادة ووحدة الهدف، وتحددت الإستراتيجية السياسية والكفاحية. آمن بالكفاح الوطني بأشكاله المختلفة الاقتصادية والسياسية والفكرية والكفاح المسلح والمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وقدمت الجبهة مع رفاقهم وإخوتهم في الحركة الوطنية الآلاف من المعتقلين والشهداء نذكر منهم ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، والرفيق أبو على مصطفى الذي اغتالته قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد عودته إلى أرض الوطن. . . لقد آمن الحكيم بالجماهير الشعبية وبقدرتها على صنع التاريخ، ولأنه من صلب هذه الجماهير فقد صنع مع رفاقه في الحركة الوطنية الفلسطينية التقدمية والعربية والعالمية تاريخا نضاليا وفكرا ثوريا ورؤية اشتراكية لإنهاء استغلال الإنسان لأخيه الإنسان، وهو الذي مزج النظرية بالممارسة، وكان من أوائل الذين أسسوا منظمة التحرير الفلسطينية ومدافعا عنها باعتبارها الكيانية الموحدة لشعبنا بكافة أطيافه وطبقاته وفئاته الاجتماعية، التي عززت الهوية الوطنية الفلسطينية، تحتاج لتفعيل وتطوير وتعزيز دورها كقائدة نضاله، ورفض كل محاولات البحث عن بدائل لها مهما تقلص دورها وشابها العديد من التراجع أو محاولات إلحاقها بالسلطة الفلسطينية، فلا زالت هي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني وهي الشرعية الفلسطينية للكل الفلسطيني، تحتاج لمشاركة كل الأطياف والمكونات الفلسطينية دون الهيمنة عليها من أي طرف أو محاولة استخدامها لمصالح ذاتية أو إقليمية. آمن الحكيم بوحدة الشعب الفلسطيني، رافضا الانقسام والحصار وأدان كل المحاولات لحل الإشكالات الداخلية بالسلاح بل بالحوار الوطني الشامل ،وعلى قاعدة وحدة وصراع الأضداد.
لا أحد ينكر المتغيرات الدولية العاصفة في منطقتنا العربية والدولية، وجوهر الحراك الدولي في المرحلة الأخيرة بدءا من قرار مجلس الأمن باعتبار أن الاستيطان غير شرعي، واجتماع اللجنة التحضيرية في بيروت، ومؤتمر باريس ولقاء موسكو، وتولي رونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وتغيير موازين القوى في الصراع الدائر في سوريا والعراق ومصر، ونجاحهما في توفير مناخ للمصالحات مع المعارضة، وتصريحات ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، ودعوات ضم الضفة الغربية لإسرائيل، والحراك داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 وتصديهم لجنود الاحتلال،وهدم قرية أم الحيران واستشهاد المربي يعقوب أبو القيعان، وتعرض الرفيق أيمن عودة لاعتداء عنصري، كلها تؤكد أن الصراع في المنطقة لن ينته ما لم يحقق الشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية، حقه في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية دون مستوطنين ومستوطنات، وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة لديارهم طبقا للقرار 194، فسلاحنا في وحدتنا وفي إنهاء الانقسام، والتمسك بقرارات الشرعية الدولية. ورغم تراجع وتهميش القضية الفلسطينية بسبب الصراعات المذهبية والطائفية في البلدان العربية ويغذيها الغرب الاستعماري والدول الرجعية، فان جوهر الصراع في المنطقة يؤكد أن الشعوب العربية لن تتنازل عن القضية الفلسطينية، وستبقى في ضميرها الحي وشعورها المصيري. .
إن اجتماع اللجنة التحضيرية في بيروت رغم اللقاء الودي بين كافة القوى، فان الخلافات لا زالت قائمة، وفي مقدمتها مكان انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني وزمانه، وموظفي حركة حماس، وتعثر انعقاد المجلس التشريعي، مع استمرار الانقسام والتفرد في اتخاذ القرارات المصيرية بعيدا عن الشراكة الفعلية بين كافة القوى، كما لم يجر وضع آليات حتى تلك التي جرى التفاهم عليها. ومع ذلك فان الخطوة الأولى تقع على عاتق الرئيس الفلسطيني محمود عباس للتشاور مع كافة القوى الوطنية ومكونات المجتمع الفلسطيني من أجل العمل على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية مهمتها العمل على وحدة الشعب الفلسطيني، وتعزيز صموده على الأرض، وتوفير مستلزمات الحياة الكريمة من العمل والكهرباء والماء والسكن واعمار غزة وفتح المعابر، وقضايا الجماهير الحياتية والمعيشية كافة، وتوقف تجاوزات الأجهزة الأمنية، وإعطاء مساحة ضرورية لحرية التعبير والصحافة واحترام الرأي والرأي الآخر، ومقاومة الاحتلال بكل الوسائل بما فيها المقاومة الشعبية والتركيز على تعزيز دور م.ت.ف وتطويرها لتعبر عن الكل الفلسطيني، والتحضير لانتخابات رئاسية وتشريعية وللمجلس الوطني الفلسطيني بعد التوافق على تحديد مكانه وزمانه آخذين بعين الاعتبار مختلف المتغيرات الداخلية والعربية والإقليمية والدولية. .
باسمكم نرفع صوتنا عاليا كل التحية للجماهير العربية الفلسطينية في أراضي 48 التي توحدت واشتبكت مع جنود الاحتلال في قرية أم الحيران ،وإدانتنا للممارسات العنصرية والتطهير العرقي وسرقة أراضي المواطنين المتجذرين في أرضهم قبل التاريخ كما ندين الاعتداء الهمجي على المناضل الرفيق أيمن عودة رئيس القائمة العربية الموحدة . ومن أقوال الحكيم :
ثوروا فلن تخسروا سوى القيد والخيمة
قسما ببرتقال يافا وذكريات أللاجئينا سنحاسب البائعين لأرضنا والمشترينا
إن المقاتل غير الواعي سياسيا كأنما يوجه فوهة البندقية إلى صدره
تستطيع طائرات العدو أن تقصف مخيماتنا وأن تقتل شيوخنا وأطفالنا وأن تهدم بيوتنا ولكنها لن تستطيع أن تقتل روح النضال فينا.

الوفاء للقائد الثوري والاممي الرفيق جورج حبش ، ولذكراه ولمدرسته الفكرية والثورية ولنضاله وتاريخية ولأفكاره التي من الحركة الوطنية الفلسطينية وقادة المجتمع التعلم من دروس نضاله وتعليمها لكل الثوريين والديمقراطيين ، واستلهام العبر لمواجهة العدو القومي والطبقي ، فالرفيق شعلة نضالية لن تنطفئ وستبقى منارة لكل الأجيال القادمة.

المجد للمقاومة ، المجد للجريح والمعتقل المجد لكل من يرفع راية النضال من أجل تحقيق أهدافنا الوطنية.

لا للتطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي
ولا اعتراف بيهودية الدولة كما يحلم نيتنياهو
القدس الشرقية والغربية الموحدة هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين
يسقط يسقط الانقسام
العامل والفلاح والطالب والمثقف والمرأة هم عنوان الشعب الكادح
لا لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس
المجد للمقاومة ، المجد للجريح والمعتقل المجد لكل من يرفع راية النضال من أجل تحقيق أهدافنا الوطنية.
الحرية للأسرى الحرية، والشفاء العاجل للجرحى
طلعت الصفدي
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني
26/1/2017