ثوب العيرة ما بدفي


ناجي الزعبي
2017 / 1 / 23 - 04:30     


خطاب هليل بالغ الخطورة وان كانت احد اغراضه صرف الأنظار عن جملة من الخطوات التي اتخذت وستتخذ من زيادة ظالمة للاسعار للاستعداد للتدخل بسورية والمضي باتجاه الكونفدرالية مع العدو الصهيوني بعكس مصالح شعبنا ويؤشر لعمق الأزمة الاقتصادية القديمة الجديدة والتي كبرت وترعرت معنا وهي كذلك منذ عقود التي توقعها الاف الاردنيين المخلصين وحذر من السقوط في هاويتها الآلاف الاف المرات وخرجت الاحتجاجات والتظاهرات والندوات والخطب دون ان تلقى إذنا صاغية برغم استشرافها للمستقبل والنتائج الكارثية و التي مضينا اليها بخطوات ( منهجية )مثابرة حثيثة .

ولا حاجة بنا للتذكير بهذه الخطوات من :

هدر للمال ، العام وفساد ، وإذعان لإملاءات صندوق النقد، وإطلاق يد الليبراليين الجدد، وبيع المقدرات ، واستهلاك كل مواردنا المالية في مشاريع غير منتجة ، وسياسات التطفيش المتعمد الحمقاء للاستثمار والمستثمرين ، وتزامن السلطة والثروة، وحرماننا من مواردنا وثرواتنا والتنمية الوطنية الحقيقية المنتجة ، الى الاستبداد، وإخراس الاصوات والقوى الوطنية المخلصة،

ثم الارتماء في الحضن الصهيوني بدون تحفظ ، والنأي بالاردن عن الحضن العربي والاصدقاء المخلصين والانخراط بالمشاريع الاميركية الصهيونية الخليجية .

ان إدارة الازمة لن تحلها وعلى العكس ستعمقها وحكاية عجز ال 450 مليون ستمر هذه المرة وسيجري تحصيلها من جيوب المواطنين ، لكن ماذا عن القادم اذ لن يتبقى ما يمكن تحصيله فماذا يمكن فعله حين نواجه الحائط المسدود.

ان التبعية لاميركا لم تجني غير الويلات والدم والدمار وقد تبين ان اميركا تتخلى عن أدواتها وأصدقائها وعملائها دون ان يرف لها جفن

علينا ان نعي ذلك وتتكيف مع التحولات والمستجدات ، لقد ادركت تركيا ومصر ذلك وعملت على إنقاذ ما يمكن انقاذه بسياسة الباب الموارب ، وأنقذت مصر عنق الشعب المصري من مقصلة الخليج الذي نفض يديه من عمقه العربي والذي استنزفت اميركا ثرواته وموارده ونفطه وملياراته بالحروب وصفقات الاسلحة ولا زالت تبيت النية على التهام اخر دولار خليجي بالبنوك الاميركية وقانون جاستا وتصريحات ترامب تفصح عن ذلك .

وتحاول تركيا إنقاذ اقتصادها ووحدتها بالالتفات الى محيطها الإقليمي وعقد التحالفات التي تعود بالمنفعة وتاخذ بيد الاقتصاد التركي والوحدة الوطنية المهددتين.

الاردن يعيش ظروفاً اقتصاديةًحرجة وبالغة الخطورة وضعت الحكومات وطننا بها عن سابق عمد واصرار وتصور بإملاء اميركي صهيوني ، وهو امام خيارين:

ان يستمر الوضع على ما هو عليه وان يجابه الأفق المسدود وانفضاض كل الاصدقاء كالخليج فلم يعد خطابنا التقليدي يصرف من حماية للحدود وكونه خط امامي ومستعد للمساهمة في قمع الاحتجاجات والتعاون العسكري وكل هذه النوايا التي ما عادت تصرف لديهم ولا تساوي ريالا واحداً.

اضافة لانقضاض المخلصين و الملتفين حول الوطن ودفعهم دفعا لإعلان العصيان المدني في احسن الاحوال وجر الوطن لحالة من الفوضى والدمار والارهاب الذي يتربص بنا بعد ان رعيناه ودربناه واعتبرناه احد أدوات الولاء للمشروع الاميركي الخليجي

، وأما : اعادة السلطة للشعب ومشاركته في تحمل مهام المستقبل وصيانة الوطن واللجؤ للحلول والاصدقاء الحقيقيين كإيران وروسيا بعد التوجه الحقيقي للحضن والبعد العربي الاستراتيجي وفي مقدمته الشقيقة سورية .

وكما صمدت سورية عبر العدوان الدولي بقيادة اميركا بسبب تحالفاتها التي مدتها بعناصر الصمود سيتمكن الاردن من اجتياز الأزمة الطاحنة التي إفتعلتها السياسات الحمقاء بتعاون الحلفاء الحقيقيين المخلصين .

او الذهاب للحضن الصهيوني ورهن رقابنا للمشانق الاقتصادية الخليجية فنصبح كالمستجير من الرمضاء بالنار لنندم ساعة لا ينفع الندم



عمان 22/1/2017