تيران وصنافير مصرية.. أول هزيمة للانقلاب


الاشتراكيون الثوريون
2017 / 1 / 17 - 01:06     


فرحة الانتصار كبيرة بين صفوف ثوار يناير وجماهير الشعب المصري بصدور حكم المحكمة الإدارية العليا ببطلان اتفاقية بيع تيران وصنافير. لم يكن لهذا الحكم أن يصدر لولا الضغط الشعبي والتضحيات الكبيرة التي قدَّمها شباب ثورة يناير ومجهودات فريق هيئة الدفاع الذي خاض نضالًا قانونيًا عظيمًا.

عقد عبد الفتاح السيسي هذا الاتفاق في الغرف المغلقة مع العدو الإسرائيلي، والإدارة الأمريكية، والسعودية، وذلك استكمالًا لدور النظام المصري كعراب للسلام وتطبيع العلاقات وحماية مصالح إسرائيل، ببيع تيران وصنافير للسعودية، وذلك لتحقيق أكثر من هدف: أولًا رد جميل السعودية على دعمها ومليارات الدولارات التي دفعتها للنظام المصري للقضاء على ثورة يناير. ثانيًا، فتح المجال أمام علاقات مباشرة مع إسرائيل تريد السعودية أن تقيمها مع العدو. ثالثًا، ضمان مصالح إسرائيل بجعل مضيق تيران دوليًا بما يصب في مصلحة إسرائيل.

لقد عطَّلت حملة “مصر مش للبيع” هذا الاتفاق إلى حدٍ كبير، وعلينا ألا نغفل للحظةٍ عن قضيتنا؛ فمناورات النظام مستمرة، وإننا في حركة الاشتراكيين الثوريين نرى أن معركتنا يجب أن تستمر، فهذا النظام لن يتوقف عن بيع كل مقدرات فقراء الشعب المصري. وإذا كنا قد رفعنا شعار مصر مش للبيع في قضية تيران وصنافير كقضية وطنية في مواجهة خطط دعم مصالح إسرائيل والنظام السعودي الرجعي، فإننا يجب أن نرفع شعار مصانع المصريين مش للبيع ومستشفيات المصريين مش للبيع وغيرها.

القضية الوطنية لا تنفصل عن القضايا الاجتماعية، فمصالح الرأسمالية المصرية وكبار الضباط ورجال السلطة مرتبطة بمصالح العدو الإسرائيلي. أما نحن فقراء هذا الشعب، أصحاب الأرض وأصحاب الثروة في هذا البلد، فلا يجمعنا بإسرائيل إلا العداء.

وفي هذا الإطار لا يجب أن نسقط في فخ اعتبار نواب مجلس الشعب المؤيدين لهذا النظام ولتحالفاته مع إسرائيل والسعودية حلفاءً لنا في هذه المعركة. إن رفض بيع تيران وصنافير لا ينفصل أبدًا عن معارضة الانقلاب العسكري واتفاقيات العار مع العدو. سيقولون لنا أنهم ضد بيع الأرض لكنهم يثقون في عبد الفتاح السيسي. أما نحن فنقول تيران وصنافير مصرية ويسقط عبد الفتاح السيسي.

كما إننا لا نعوِّل أبدًا على أجهزة هذه الدولة. وإذا كان قد تسرَّب في وسائل الإعلام أن هناك جهاز “سيادي” يرفض الاتفاقية، فإن كل ما هو سيادي في هذا البلد هم رجال هذا النظام وحماته، وإن ظهرت بينهم بعض التناقضات أو الخلافات فلا يجب أن ننخدع بهم. علينا أيضًا أن ننقِّي حركتنا وشعارتنا من أي مسارٍ ذكوري يحط من شأن المرأة المصرية شريكة النضال “الارض مش عرض”، شعارنا الصحيح: “احنا أصحاب الأرض”.

إن معركة في قضية تيران يجب أن تمتد لتشمل قضية سيناء وأهلها. النظام يقتل ويعتقل ويخفي قسريًا أهالي سيناء تحت مزاعم الحرب على الإرهاب. وكان تصفية شباب العريش المعتقلين للتغطية على فشله حتى في هذا الملف. وإذ نحيي انتفاضة أهالي العريش ضد جرائم الداخلية في حق أبنائهم نعلن تضامنّا الكامل معهم وندعو كل شركاء الحملة الشعبية “مصر مش للبيع” لتقديم الدعم وتسليط الضوء على ما يجري من جرائم ضد سيناء وأهلها.

كل التحية لشباب ثورة يناير وجماهير الشعب المصري على انتفاضتنا في مواجهة هذا الاتفاق، هذا هو انتصارنا الأول على سلطة الانقلاب العسكري، انتصار ليس صغيرًا. هذا النظام قدَّم نفسه باعتباره حصن الوطنية، وحارس الحدود، اتهمنا بالخيانة وهو الساهر على أمن إسرائيل ها قد انفضح أمره أمام الجميع وعلينا استكمال المسيرة حتى نسقطه.

إننا في الاشتراكيين الثوريين سنعمل على ونطالب بـ:
– محاكمة هذا النظام بتهمة الخيانة.
– الإفراج عن معتقلي الأرض وجميع المعتقلين.
– إسقاط قانون التظاهر.
– حفظ قضايا معتقلي الأرض ومعتقلي التظاهر والرأي.

يسقط الانقلاب العسكري .. تسقط مملكة آل سعود