ساعة في عين الكحل


محسن لفته الجنابي
2017 / 1 / 10 - 00:11     

إجازة لساعة واحدة مكرمة أغدقتها علي شهرزاد السمينة فرغم تثاقلها بالهموم بقيت الى حد ما شبه جميلة بل كريمة
سأقضيها في الباب الشرقي لأشارك بإفتتاح معرض الشهداء تحت نصب الحرية
للأسف وصولي تزامن مع وقوع الأنفجار فكانت السيارات تسرع والشوارع تفرغ فألغيت الفكرة
وأستبدلتها بأن أعرّج على قاعة كولبنكيان لألقي نظرة فبيننا علاقة سرية سرمدية بدأت مع الصبا أيام متحف الفن الحديث اللاعودية
قرب البوابة كان هنالك بائعان يتحدثان يقول أحدهما للآخر :
(دير بالك أبو حمودي لأن صار فترة ماضربوا بهاي المنطقة .. ) حسبتها رسالة من ذلك النوع الذي لا يأتي صدفة بل تملك عنوان وطابع بريدي سماوي مليء بالحقيقة ، جررت نفسي مسرعاً نحو بوابة قريبة تؤدي الى محلة عتيقة أختصرت منها الطريق نحو مكاني الموسوم وأنا أردد مرتجلاً بعض ترانيمي:
كما الورود يقطفون مع الصباح
ماتوا من الفقر أغنياء بالجراح
طاهرة أرواحهم كالوطن المستباح
فيما الجناة يلاحقونهم بالنباح
أيا رحمة الكون أغسليهم
بغداد عاصمة الكحل الذي أبدعته الثقوب السوداء الغريبة فصارت مترهلة بعيون كحيلة رهيبة
أنتهى ولن ننتهي أقسمت شهرزاد السمينة.