دجلة والفرات تنعى ضفافها


محسن لفته الجنابي
2017 / 1 / 6 - 22:54     

أيام دراستنا في المعهد البريطاني تعلمنا أن أغنى كلمة في اللغة الأنجليزية هي كلمة (نهر river) ومؤكد ستسألون (كيف؟) وسأجيبكم بالتأكيد:
کل نهر لديه ضفتين والضفة باللغة الأنجليزية هي (bank) وتعطي نفس المعنى لكلمة (بنك) وهو المصرف الذي تحفظ فيه الأموال ولاينضب من النقود وبذلك يكون النهر هو أغنى كلمة كونه يملك أثنين من البنوك واحد لليمين والثاني للشمال
وكثيراً مانقول (فلان عنده بنك) وهو تعبير مجازي نقصد به أن ذلك الفلان لديه أموال قارون فكيف بالنهر وهو يملك ضفتين يعني (بنكين)
وبعيداً عن التبختر الفارغ الذي يجعلنا ننتشي (على المامش) بأن لدينا نهرين عملاقين تتفرع منهما آلاف الأنهر وكذا.. دون جدوى من تلك الهبة التي منحت لنا دون عناء فإن الفكرة أعلاه تبدو مستوحاة من الأرجوزة الشعبية التي تقول (يامسعده وبيتك على الشط ومنين ماملتي غرفتي) نرى أنفسنا في هضبة منبسطة لاتملك ضفاف فصارت مفلسة فالضفاف مرتكزات يستند عليها وجود الشيء وهي وحدها تجعل للنهر قيمة ومعنى ليكون أغنى مافي الوجود إذا ماقورن بالنفائس الثمينة في الدنيا
وهنا يبرز سؤال هل أننا فعلاً لدينا رافدين وهل أن التسمية التي نطلقها على بلدنا صحيحة بأننا بلاد الرافدين ..أم أننا في هضبة قاحلة !

(سخرية حول موقعنا من البناء الحياتي الكوني) أنتهى.