البيروقراطية مرض مزمن بالحركات الشيوعية


قاسم محمد حنون
2016 / 12 / 23 - 18:02     

ما من مرحلة تاريخية الا ويكون التنظيم حاضرا بالمشاركه او الحسم او الانحراف ويرافق ذلك خيانات وتراتبية ومركزه منفصله عن التعبير الفعلي للعمال والمجموعات داخل تلك المنظمات .. ان المسالة التنظيمية عند لينين هي احد ا الشروط الاساسية للثورة. وعند ماوتسي تونغ الجسر او القارب الذي يصل بين النظرية والممارسه , وتالين يقول ايضا لايمكن القضاء على الامبريالية بدون تنظيم مرن مدرب مكافح ثوري مجرب والخ ....وفي عالمنا المعاصر ونتيجة للتغيرات الاجتماعية والتباعد بين الطبقات والاستغلال الناجم عن الركض وراء البرح وتمركزه بزوايا منحسره على الافراد والاقلية حتى بات يدمر البيئه من اجل مزيدا من الاستثمار وفتح اسواق ونتج عن ذلك حروب متواصله وعقيده نفسيه مدمره لجزيرتنا الكونية وهجره وعبيد وعماله رخيصه وافيون وابشع انواع العبودية المعاصرة وهذه هي البربرية .. حتى بات رفضها من قبل أناس ومثقفين ومدافعين عن حقوق الانسان من غير الشيوعيين مواجهة هذا النظام الاجتماعي الراسمالي ونعته بانه غير لائق ومحطم لكل اماني البشرية بالتحرر ,والانعتاق من الماضي القديم ,والوعي المزيف الذي طال البشرية ... مازالت البشرية لاتنعم بيوم واحد للسلام حتى طال هذا الارهاب والكراهية كل قارات الكوكب وافرز صراعا بلبوس ديني وعنصري تصدر المشهد الانساني باعلامه وتربيته وقياداته : هذا من الجانب البرجوازي لوجه العالم , اما الوجه الاخر الثوري والشيوعي العمالي فهو يترنح تحت تلك الضربات وينقسم على نفسه ولن تجدي الوحده المجرده لليسار او دعوات القومية العربية او اقصى اليسار المناهض للستالينية بدعوى الوحده والتلاحم الطبقي بجمله الثورية الاشتراكية ومحتواه البرجوازي الصغير .. لقد شهدت بعد سقوط صدام الدموي ونظامه الفاشي صور لقاده دينين ورموز وكذلك لقاده شيوعيين حيث يلمع اتبعاهم من الجنود المنفذين باسم الديمقراطية وحرية التعبير صور هؤلاء القاده ومن يعترض فبالمركزه والتراتبية يطرد ويهمش وطال هذا القانون الديمقراطي الداخلي الاف المناضلين, كنت ابتسم لاننا كشباب عاصرنا وعشنا اجمل ايام حياتنا تحت وطاة التدخل الشخصي والسياسي للنظام بمجمل حياتنا الاجتماعية والشخصية وكان يلهو بنا كيفما يشاء يضحك نضحك يبكي يجب ان نبكي يقاتل نقاتل : واذا قال صدام قال العراق .. التجربه المدمره والكريهه تلك هي التي جعلتني ابتسم من اناس ربما لم يعرفوا ماهي البيروقراطية عمليا وكانهم ناضلوا من اجل القياده كي يكونو قادة بيروقراطيين وقيادين وهكذا دواليك .. وهانحن نشهد هذا التحكم والمركزه بالاحزاب مقابل الفرد او الكادر المناضل كما كانت الدوله مقابل الفرد بشكل مباشر .. مازال بعضنا يتوهم هذا لكن نظرة تاملية مع قرائه نقدية وممارسه طويله تشعر مباشرة انك منفصل عن هذا النوع من القيادات التي لاتمثل المحتوى الواقعي للطبقه والفقراء بل يتصارعون اعلاميا ونظريا وحدهم ويبقون على الدوام بشكل ثابت ومتسيد ويقررون القرارت والمؤتمرات دون ان تكون مشاركا معهم فقط كتب عليك يافطة للتنفيذ باطار ديمقراطي وحر وبالتصويت وحتى نصريحك كاقلية مخالفه وعلنية ربما يدوم بصعوبه شديده ولدي دلائل وللاخرين كذلك من اي حركه ربما .. لكن الجنود المناضلين يناضلون في سبيل خطط واقوال ورؤى الاموات والاحياء من القياده كما هو البرلمان التعددي كممثل هو الذي يعبر عنك دون ان تعزله باي لحضه وتمهد لهذا النظام الداخلي الذي يسمح لك بذلك : وكيف يتبلور مادامت الحركات ككل هي متمركزه ومنفصله عن الواقع الاجتماعي وغريبه عنه لذلك عن طريق النظام الداخلي التي تكون به ضليعه جدا للابقاء على هذا النوع من التنظيم . ان النضال ضد البيروقراطية داخل المنظمات والنقابات والجمعيات هو اشد من النضال بمجابهة المستغلين. ولا تحل المشكلة بتنمية الوعي وبإعطاء الدروس مهما كان مستوى المربين والكتاب بالحركات الثورية بل بالمساهمة في تنامي وعي العمال بما هو طاقه مبدده ومستقله عن التنفيذ والاوامر والعمل الروتيني لكل حركه. فعلى السياسة الثورية ان تتماثل للحلول التي يجابهها العمال في العمل والموقع الانتاجي والحلول التي تصلح للمجتمع كله , فالعامل هو اب وقارئ جريدة ويجلس في المقهى وله روابطه الاجتماعية الاخرى واهتماماته الحياتية بالتربية والتعليم والتسوق والخ الخ. دائما بالعراق مثلا نسمع ومن شخصيات قيادية وقريبه لها يقول ( والله جماعتنا خوش يكتبون ويفهمون) هذا التصور ربما العفوي هو يعني انه ثمة اختصاصيين يعلمون العمال الثورة بمعزل عن نشاطهم ونضالهم اليومي, ( يقول كورنيليوس لم يستطع ماركس سوى استخلاص النتائج من النضال البروليتاري الباريسي وقد كان له الدور الضخم في القيام بذلك وان مضمون الاشتراكية هو نشاط الجماهير المبدع هذا, وما لا تستطيع استباقه نظرية قط .) ليس البرامج والنظرية هي اصدار حقائق ازلية, بل المساهمة في النضال في سبيل تحرر العمال والبشرية. ينعكس هذا المرض البيروقراطي تاريخيا على المجموعات الثقافية والراديكالية التي ترفض التحكم بالجمل لكنها عمليا تشيد بقرطه من اشد انواع التحكم بلا أي نظام مرن بحجة عدم التحزب واللاسلطوية لكنها تفرز فردا واحدا يقرر دون ان يكون للأخرين قانون كي يشارك او يعترض وان اعترض فهو وحيد ويكون تنظيمه الوحيد هو الفيس بوك وفردانيته القاتلة ..هذا لن يحدث في امريكا او اوربه بل بالعراق حيث شاهدنا كيف جر بضع افراد من المثقفين الاحتجاجات باتجاه حكومي اشد رجعيه من الحكومة الرسمية رغم وعي افرادها وقناعتهم بالضد من التحزب والتنظيم ولكنهم واجهوا الفردانية البيروقراطية التي تنمو وربما سيكون مستقبلنا هذا النموذج من الدوله الديمقراطية المستبدة والفوضى الخلاقة وايهام الطليعة حول هذا الافق الذي ساد لفترات طويله بغياب أي نقد للتنظيمات والحركات مستقل وغير منحاز .. ان الاستبداد ينمو في صفوفنا بالعائلة والتربية والثقافة الجديدة كما تنمو العبودية بالعائلة وتصبح عادات اشد خطرا من أي جهاز او اجرام اخر .. ليس التنفيذ او التقليد او النقل هو من يطور الفكر بل النقد من خلال الممارسة الحيه بالنضال الواقعي لينتج فكرا يمثل الواقع في حينه ولا يوجد شيء ثابت كما الأيدولوجيات الدينية والخرافية التي تستند على الثوابت من العادات والتقاليد والتسيد والعبودية والمراتب والأستذة بالتنظيم .. تلك هي الاشتراكية العلمية التي يجب ان تعكس بالتنظيم الايدلوجيا المدمرة لكل ما هو ثابت وساكن .. كل شيء بتغير وبصيرورة اجتماعية وطبيعية الا التنظيمات بالحركات الثورية تحت ذرائع امنية تارة واخرى متعالية ونرجسية للإبقاء فوق التنظيم والمكروب الثوري ويدير كل شيء معدا التكنيك الفني دون أي راي او مقترح للعمال بقراراتهم ووصاياهم وتكتيكاتهم واستراتيجيتهم وذلك لان العمال منغمسون بواقعهم وحياتهم ومطالبهم التي لا تعبر تلك المؤتمرات والاجتماعات عن همومهم وتطلعاتهم وهذا هو السبب الرئيسي برايي بنفور العمال من النقابات والاحزاب الثورية المنفصلة تماما عن حياتهم وتمثل مصالح فئات وطبقه اخرى بجمل ثورية واشتراكية وبمحتوى برجوازي انتهازي.