ضباع البورجوازية الوضيعة الروسية تغرق في الفاشية


سعيد زارا
2016 / 12 / 15 - 20:44     


في الأيام الأخيرة تناقلت كل وسائل الإعلام مأساة مدينة حلب في سوريا التي دمرت بالكامل و لعل الإنسان الفاقد لإنسانيته سيفجع مما ألحقته الضباع الروسية و عصابات الأسد و مافيا حزب الله الموالية لإيران بالمدينة التي صارت حطاما على جثث ساكنيها الأبرياء. بدأت اكتب بعض الكلمات لعلها تكتمل مقالا لأنشره في الحوار المتمدن فوجدت مقالا للرفيق البولشفي فؤاد النمري منشورا على صفحة إيلاف بعنوان "روسيا الفاشية" فيه شرح واف للحالة التي وصلت إليها روسيا الآن من فاشية غير مسبوقة و هي تقصف المدنيين العزل و قد أتت على كل مساكنهم حطاما و خرابا و هي ,أي روسيا, الأرض التي أنجبت البلاشفة العظام الذين حرروا البشرية من الذئاب الهتليرية. لذلك ارتأيت أن تكون مقالتي مرتكزة و منطلقة من مقالة الرفيق النمري لأنها فصلت و فضحت الصيرورة التاريخية للبورجوازية الوضيعة الروسية و التي يجهلها أو يتجاهلها معظم الشيوعيين وغير الشيوعيين.

صعدت النازية و الفاشية تهدد تطور حضارة بني البشر و قد تعهد هتلر بإقامة الرايخ الثالث يستعبد فيه شعوب العالم و ينهبها لمدة تصل لألف عام و مثلها تفعل الآن الفاشية الروسية و هي تحارب الشعب السوري بوكالة من عصابة الاسد.

يعرف الكثير من الكتاب النازية و الفاشية على أنهما وجه للامبريالية و الرأسمالية و في هذا جهل بحقيقة الرأسمالية التي تستعمر لتصريف فائض إنتاجها من السلع و هي بذلك توسع من طبقة البروليتاريا المنتجة الحقيقية للثروات فتحبل بالشيوعية حتى قال ماركس عنها في مقدمة البيان الشيوعي أن شبح الشيوعية يحوم في سماء ارويا. أما النازية فهي تستعمر لتنهب ثروات الشعوب دون أن تنتج لتبادل فهي تنهب دون أن تتاجر في قوى العمل الخالقة لفائض القيمة و هي الخصيصة الأولى للرأسمالية.

قد يتساءل احدهم فيقول كيف تنزعون صفة الامبريالية عن الرأسماليات الكلاسيكية لأنها لم تعد استعمارية و تصفون روسيا بالفاشية و التي ليست بالاستعمارية أيضا؟؟؟

في الإجابة على مثل هذا السؤال أسوق مقتطفا للرفيق النمري من مقالته "روسيا الفاشية" يقول فيه: "لسوء حظ البورجوازية الوضيعة السوفياتية أن الأوضاع الدولية اليوم لا تشبه تلك التي كانت سائدة في ثلاثينيات القرن الماضي قبل أن يسحق الاتحاد السوفياتي النازية والفاشية في القارة الأوروبية وقبل ثورة التحرر الوطني العالمية وقد نجحت في تحرير جميع المستعمرات والبلدان التابعة وفك روابطها بمراكز الرأسمالية العالمية . كانت النازية الهتلرية والفاشية الموسيلينية تنهب شعوب العالم بقوة السلاح لإطعام شعوبها وليس لمراكمة الأموال , تلك كانت اشتراكية هتلر الذي كان يفاخر بمعارضته للنظام الرأسمالية."

على هذا الإضاءة الهامة أضيف بما قاله معلم البلاشفة لينين على أن التاريخ لا يعيد نفسه و إن أعاده كان تراجيديا و مأساويا. النشأة المشبوهة للنازية و الفاشية تحت رعاية المخابرات الامبريالية لصد المد الأحمر فما كان لها فعل معاكس على من رعاها , فهزمت القوى الرأسمالية قبل أن تصد المد الشيوعي البولشفي الممثل في الاتحاد السوفياتي فطالت وحشيتها مستعمرات الإمبراطوريتين الرأسماليتين انجلترا و فرنسا. أما الآن و قد تغيرت مفاعيل النظام الدولي حيث تمت تصفية الاستعمار منذ بداية السبعينات و حيث الرأسمالية انهارت بفعل تخليها عن الإنتاج البضاعي الرأسمالي فان صعود البورجوازية الوضيعة الروسية سلم الفاشية أصبح الآن أكثر تهديدا على مصائر البشرية مما كانت عليه البورجوازية الوضيعة الألمانية و الايطالية أيام هتلر و موسيليني.

لم تتوقف بشاعة الفاشية الروسية في مساندتها لعصابة الأسد الذي هجر الملايين من الشعب السوري و قد قتل ما يزيد عن ثلاثمائة ألف مدني إلى المشاركة الميدانية و قصف المباني أكانت مسكنا أو مدرسة أو مستشفى تسقط حطاما خرابا على جثث السوريين .

البورجوازية الوضيعة الروسية لم تدمر روسيا و فقط بل كانت الفاعل الرئيس وراء تخلف العالم كل العالم إلى الانتقال إلى الاشتراكية عندما ألغت الخطة الخماسية الخامسة بعد اغتيالها ستالين, و عليه فإنها المسؤولة الأولى على ما يتخبط فيه عالم اليوم من فوضى, و لكن و للأسف الكبير ما زلنا نرى من دعاة الماركسية من يقف موقف روسيا.

قد يرى القارئ الكريم لهذه الأسطر الأخيرة غلوا فيما إذا كان البلاشفة كانوا على عتبة أن ينقلوا الاتحاد السوفياتي إلى الشيوعية و العالم إلى الاشتراكية لولا إلغاء الخطة الخماسية الخامسة, لكن ضمانة هذا التصريح تكمن في ما كتبه التاريخ و أقرته وقائعه.

كان للتخطيط الاشتراكي الذي كان يحيا بالماركسية الفعل الحاسم في تقدم دولة دكتاتورية البروليتاريا في الاتحاد السوفياتي , و بفعل ثلاث مخططات الخماسية الأولى فقط استطاع الاتحاد السوفياتي الذي أنهكته الحرب الأهلية و المؤامرات الخارجية لإسقاط البولشفية أن يبني دعائم الاشتراكية الصلبة للانتقال السليم إلى الشيوعية حيث نافس اعتى الامبرياليات في الإنتاج بل و أكثر من ذلك كانت نسب نموه ترتفع من سنة لأخرى في حين كان العالم الرأسمالي يتخبط في أزمات فيض الإنتاج و الركود الذي سببته أزمة 1929.

تصدت قوى التقدم الاشتراكية السوفياتية للذئاب النازية بعد أن منيت اعتى الامبرياليات بالهزيمة بسهولة لم يتوقعها هتلر نفسه, فضحت شعوب الاتحاد السوفياتي و هي تلبي نداء ستالين لمحاربة النازية و إنقاذ البشرية من الوحش الهتليري.

استطاع الاتحاد السوفياتي بفعل خطة خماسية واحدة و هي الخطة الخماسية الرابعة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية إن يبني ما دمرته القطعان النازية . فقد أعاد المخطط إعادة اعمار 1700 مدينة و 70000 قرية بمبانيها السكنية و الإنتاجية و التعليمية و العلاجية و الترفيهية بل و قد حقق نموا فتق ما كان عليه الاتحاد السوفياتي قبل الحرب. فكيف لهذه الوقائع التي أقرت قوة المخططات الخماسية في البناء الاشتراكي التي كان لها الفضل في رفاه شعوب الاتحاد السوفياتي و في إنقاذ البشرية من النازية أن لا تلغي هدفها الذي كان نقل الاتحاد السوفياتي إلى عتبة الشيوعية و تفكيك الرأسمالية العالمية.

أهداف الخطة الخماسية الخامسة هي من زاد من سعار البورجوازية الوضيعة في الاتحاد السوفياتي لتقدم على انقلابها على المشروع اللينيني في خمسينات القرن الماضي و إلغائها الخطة رغم اغتيالها ستالين.

لكن لماذا نبدأ دائما من هذا المنعطف لتفسير ما ألت إليه البورجوازية الوضيعة الروسية , لان : " بذور الفاشية الروسية , يقول الرفيق النمري, بدأت بالنمو في العام 1953 عندما أملى العسكر، وهم الشريحة المتقدمة من طبقة البورجوازية الوضيعة السوفياتية العريضة، أملوا على الحزب الشيوعي السوفياتي إلغاء خطته التنموية الخماسية من أجل تحويل الأموال الهائلة المخصصة أصلاً لإنتاج أسباب رفاه الشعوب السوفياتية إلى الصناعات العسكرية التي لم يكن الاتحاد السوفياتي بحاجة إليها ومن المعروف أن أسّ الفاشية هو إنتاج الأسلحة."

إن ما تفعله الفاشية الروسية على الأراضي السورية من جرائم شنيعة ضد الإنسانية جمعاء قد استجلب العار لشعب روسيا المعطاء و المضياف الذي حرر العالم من النازية و ساهم في تقدم البشرية بعلومه الغزيرة.

روسيا الآن فاشية و هي لاراسمالية تحاصر التقدم و هي تضيق قوى الإنتاج و تدمرها بالتخصص في إنتاج الأسلحة . روسيا الآن فاشية و هي على نهج خروتشوف و بريجنيف اضرابهما في محاربة الاشتراكية السوفياتية و العالمية عندما تخلت عن حركة التحرر الوطني بل و دبرت الانقلابات الرجعية على التنمية الاشتراكية.

المجد و الخلود للشعب السوري البطل الذي كشف فاشية روسيا وريثة البورجوازية الوضعية السوفياتية التي انقلبت على المشروع اللينيني و اظهر للعالم كله أنها الخطر الكبير الذي يهدد مصائر البشرية.