حول واقع الصراع الطبقي الوطني في مصر ومآلات الانتفاضة الشعبية ومهام الشيوعيين


الحزب الشيوعي الثوري - مصر
2016 / 12 / 8 - 20:40     

بحث من الحزب مقدم بتاريخ 30 أبريل 2016م

الرفيقات والرفاق
تحية ثورية حمراء
أما بعد
إن ما حدث وما زال يحدث في مصر لهو من أكثر ما يعبر عن الوضع وواقع الصراع الطبقي،
فبعد إنتفاضتين كان يأمل الشعب المصري وبخاصة القوى السياسية أن تكون إحداهما ثورة حقيقية من أجل التغيير، لكن ما حدث من واقع سوء التنظيم وعدم وجود قوى سياسية أو حزب سياسي ينظم الجماهير بعد فترة كبيرة من حكم عسكر قديم جديد قام بتهميش وتسطيح وعمل على زيادة إفقار الشعب المصري وتزييف وعيه فكان ذلك ينبئ بتحويل آمال الجماهير في ثورة إلى مجرد إنتفاضة، نعم إنها إنتفاضة شعبية كبرى ولكن كان أمل جماهير الشعب المصري في التغيير قوي ولذلك كانت الإنتفاضة إنتفاضتين وكان الغضب غضبين، ولذلك كان رد الثورة المضادة قوي وعنيف دفاعاً عن بقائهم ودفاعاً عن الرأسمالية الكبرى وجنرالات الجيش شركاء هذه الرأسمالية في الهيمنة والسيطرة على ثروات ومقدرات هذا الشعب ووكيل الإمبريالية في المنطقة، بل أصبح العسكر في مصر عميل لعدة عملاء وليس عميلاً مباشراً، وعلى رأس هؤلاء العملاء السعودية و وكلاء الخليج،
ومن هنا كان لزاما علينا أن نوضح حقيقة الصراع الطبقي وما يدور في مصر وما هي أهدافنا وإستراتيجيتنا في مقاومة هذا الأخطبوط العسكري، فوضعنا عدة محاور هي كالتالي :-
1- غياب الحريات و القبضة الامنية و منع التظاهر و حبس الديمقراطيين و المثقفين و التعاون مع التيارات الدينية و الاحتجاز الغير قانوني و القبض العشوائي : -
فها هو النظام يفرض قبضته الأمنية على كل من يدافع أو يشتبه به أنه يدافع عن حقوق وحريات الشعب المصري، وها هي حالات الإختفاء القسري كثيرة وما زالت مستمرة ، بل إمتدت إلى غير المصريين وعلى سبيل المثال ريجيني الإيطالي، بل لا يقتصر الوضع على مجرد الإختفاء القسري، فها هم يعذبون ويقتلون من يعتقلونهم ويخفونهم، وقد رأينا تبعات ذلك من البرلمان الأوروبي وتوصياته تجاه مصر بمنع المساعدات العسكرية والإقتصادية والمطالبة بالتحقيق في حالة ريجيني
- وفي ظل عجز النظام عن حل الأزمات الإقتصادية وتبعاً لذلك المشكلات الإجتماعية وقضايا الحريات و القضايا السياسية، نجد هذا النظام يتعاون مع الرجعية بكافة أشكالها الدينية، فاستعان بالأزهر ورجال دينه، وخرجت علينا الفتاوي تلو الأخرى بتكفير وتضليل ولجان لمحاربة الفكر والمفكرين ، وتبع ذلك أحكام قضائية بإزدراء الأديان لعدة مفكرين، لكنه وجد ذلك لا يكفي في تضليل الشعب المصري أو أن يشغله عن إحتياجاته الأساسية ومشكلاته الرئيسية، فاستعان بالسلفيين وعلى سبيل المثال في البرلمان، لكن الوضع ما زال كما هو عليه ومشكلات الشعب المصري تزداد ويزداد الوضع الإقتصادي سوءاً يوماً بعد يوم، وتتدهور أغلب الصناعات الصغيرة وأيضاً ينهار الحرفيين وتبعاً لذلك يتم تسريح العمال وتزداد البطالة، فعاد لما كان يقوم به الحرس القديم من هذا النظام العسكري، عاد للصفقات مع الفصيل الإرهابي في هذا النظام وجناحه اليميني الديني الرجعي، عاد لعقد صفقات مع الإخوان المجرمين والذين أسقطهم الشعب المصري من ذاكرته، بل كانت ضربة قاضية لهم في مصر تأثروا بها حتى في البلدان الأخرى، وحتى البلدان التي تدعمهم وعلى سبيل المثال تركيا فها هو النظام يفرج عن مرسيهم ويعطيه حكماً بالبراءة في قضية التخابر ويسقط عنه حكم الإعدام، هذا الحكم الذي أصدره الشعب على الجماعة بالفناء والمحو من ذاكرة التاريخ، لكن النظام لا يرتضي حكم الشعب ويعقد معهم صفقات، وكان حكم البراءة على مرسيهم بداية الظهور الحقيقي الفج لحقيقة ما يتم عقده من صفقات خلف الأبواب المغلقة.
- والنظام العسكري لا يفهم في الديمقراطية ولا الحوار، بل لغته هي القمع والقمع فقط، ولذلك يقوم باحتجاز كل من يشتبه به لمجرد قوله كلمة في وجه هذا النظام ويعارض إفقار الشعب، وتتوجه لهم تهم هي غاية في العجب، فمنها على سبيل المثال تهمة لرفيق من رفاقنا بأنه شارك في أحداث 25 يناير، ويا عجباً فهل يناير تعد الآن سبة في جبين الثوار والسياسيين والشعب المصري العظيم الذي خرج من أجل التغيير !!!؟
فهل بعد هذا يشك أحد في أنهم يرون في يناير نكسة وليست إنتفاضة كبرى من أجل التغيير !؟ بل زاد الطين بلة باعتقال رفيق آخر بتهمة قلب نظام حكم السادات !!!
2- التصالح مع رأس المال و فتح الباب للمستثمرين و إرضاءهم و إلغاء الدعم و ارتفاع الاسعار والمحروقات و المعيشة : -
بعد بيان الحكومة الذي عرضه رئيس الوزراء على مجلس الشعب والذي لم يأتي بجديد في هذا البيان، بل أكد على نية الحكومة في إلغاء الدعم نهائياً وإرتفاع الأسعار وتبني سياسة الإستعمار تحت مسمى الإستثمار، ويتضح ذلك جلياً في خطابات رئيسهم السيسي في كل المحافل الدولية ودعوته للصين وفرنسا وغيرها إلى الإستثمار في مصر وتسهيل الإجراءات والإعفاءات الضريبية والجمركية وكل سبل نهب ثروات هذا الشعب، ويفاجئنا هذا الرئيس العسكري القمعي الفاشي بزيارته إلى كوريا الجنوبية، هذه الدولة التي تعمل من خلالها الإمبريالية الأمريكية على وأد حركة الشعوب التي تريد الإشتراكية والخلاص من الإستغلال والفقر والجوع والبطالة، هذه الدولة التي تهدد أمريكا من خلالها جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية "كوريا الشمالية" بضربها بالنووي ونسف هذا الشعب كما حدث من قبل في هيروشيما وناجازاكي، هذه سياسة الحرب وإستعراض القوى وفرض القيود وإحتلال العالم من خلال السيطرة على مقدرات وثروات الشعوب بالكرة الأرضية، فأي سياسة هذه !؟ ولماذا كانت الزيارة لكوريا الجنوبية وليست كوريا الشمالية !؟ إن الأمر واضح وصريح في أن هؤلاء الحكام والجنرالات في مصر وكلاء للإمبريالية وعميلاتها في المنطقة من أجل الهيمنة والسيطرة على الشعوب في ربوع المعمورة
- ويرى البعض وبخاصة من القوى السياسية أن النظام عاد من جديد بالتصالح مع رأس المال من خلال عدة إجراءات قام النظام بها مع عدة رجال أعمال كان من المفترض الحجز على أموالهم وبخاصة من الحرس القديم داخل هذا النظام ومنهم حسين سالم وأحمد عز وغيرهم، لكننا نرى أن هذه الرؤية خاطئة، حيث نقول : متى كان النظام في خصام مع هؤلاء حتى نقول أنه يعود للمصالحة معهم !؟ فلم يكن النظام يا سادة أبداً في أي فترة من فتراته في خصومة مع هؤلاء الرأسماليين السارقين النهابين أبداً، بل هي مجرد تكتيكات يقوم بها هذا النظام للخروج من المأزق الذي وضعه فيه الشعب المصري بداية من 25 يناير ، بل من قبل ذلك بداية من خروج القوى السياسية في 2005 رافضة التوريث للحكم بل ورافضة إستمرار مبارك نفسه في حكم البلاد، فليس هذا إلا مجرد تمثيلية سخيفة لتضليل هذا الشعب.

3- أزمة سد النهضة و التعطيش الاجباري الذي سيطول المصريين و الاراضي :-
إن فشل الإدارة الحاكمة في مصر في التوصل مع أثيوبيا إلى إجراءات تساعد في حل الأزمة حول سد النهضة ونهر النيل أصبح يهدد الشعب المصري والأراضي الزراعية بالخطر، وحتى المحاصيل الزراعية التي تحتاج مياه كثيرة في ريها أصبحت تتهدد بالفناء من مصر، بعد أن كانت ضئيلة جداً بل أصبح الأمر مرتبط بالكيان الصهيوني حيث رأينا في عناوين الأخبار أن إسرائيل مستعدة للتدخل في حل مشكلة المياه بين مصر وأثيوبيا مقابل التنازل عن جزأ كبير من سيناء ولذلك يتضح لنا لماذا يقوم النظام بتهجير أهالي سيناء وإشاعة أخبار عنهم في إعلامهم الكاذب المزيف بأنهم إرهابيين وخونة، وحتى من يطالب بتهجير أهالي سيناء منهم على إستحياء يقول أن هذا مجرد إجراء من أجل القضاء على الإرهاب، وقد رأينا في برلمانهم من يطالب بتهجير أهالي سيناء وحدثت أزمة بداخل البرلمان حيث قام أعضاء البرلمان السيناويين بمواجهة هذا المشروع ومن يطالب به وكانت مشكلة كادت تطيح بأعضاء من هذا البرلمان بل خرج علينا اللواء أركان حرب كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة باتهام أهالي سيناء بالعمالة وطالب بتهجيرهم لمواجهة الإرهاب .

4- مهامنا العاجلة التنوير و التثوير و التثقيف و صنع نواة الحزب البلشفي و الالتحام بالجماهير وتبني القضايا الوطنية :-
ومن هنا إنطلقنا منذ بداية نشأة الحزب في العمل على بناء تنظيم قوي يضم بين جنباته هذا الشباب الثائر الذي خرج مطالباً بالتغيير رافعاً راية الحرية والعدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانية، ليشارك العمال وحلفائهم من الفلاحين الفقراء وكافة جماهير الشعب المصري في صنع تغيير حقيقي من خلال عمل تنظيمي لتوضيح الرؤية ورفع مستوى الوعي للفقراء "وعي الفقر"، ويعمل الحزب الشيوعي الثوري في مصر على المشاركة في دورات بناء الكادر وبخاصة من الشباب، والتغلغل داخل المصانع والمناطق الريفية والإلتحام بالجماهير، فقد كنا ومازلنا ضد لقاءات الصفوة بعيداً عن الشارع المصري ودعونا وما زلنا ندعوا إلى النزول بمستوى الخطاب إلى الجماهير بالشارع مع الحفاظ على عدم ضياع المعنى السياسي الحقيقي للصراع الطبقي، ويظهر ذلك في لائحة الحزب لدينا حيث وضعنا مبدأ لم يوضع من قبل في أيٍ من الأحزاب الشيوعية القديمة، هذا المبدأ يقول بمشاركة عضوين بشكل أوتوماتيكي منتخبين من كل محافظة خلاف القاهرة والأسكندرية "العاصمتين المركزيتين" وتمثيلهم في اللجنة المركزية، وقد استشفينا ذلك من تعليمات المعلم العظيم لينين بإشراك عمال أميين في اللجنة المركزية حتى ولو كان مستوى ثقافتهم ووعيهم ضئيل لضمان سلامة الحزب وبقائه على الطريق الصحيح.
ومن هنا كان تبنينا لقضايا وطنية يشارك فيها رفاق وقوى سياسية أخرى في مشروع يحمل خطوط عريضة لبرنامج تغيير حقيقي، وكانت الدعوة لتكوين لجان شعبية في كافة ربوع الوطن للحفاظ على أهداف ومطالب إنتفاضة يناير والقيام بثورة إشتراكية كبرى تطيح بهذه الرأسمالية الحاكمة والبدء في تنفيذ مشروع يمهد لقيام الإشتراكية في مصر على أيدي أبناء هذه الثورة
عاش نضال الطبقة العاملة وحلفائهم من الفلاحين والطلاب الإشتراكيين
عاشت الأممية الشيوعية
عاش الحزب الشيوعي الثوري - مصر
الحزب الشيوعي الثوري - مصر
جريدة الشغيلة لسان حال الحزب على المستوى المحلي الداخلي