الى (أبو نؤاس) الشامخ في بغداد


بلقيس حميد حسن
2016 / 12 / 7 - 13:00     

خاء
ميم
راء
هل رحلَ الندمانْ
أماتوا ؟
هل أعلن مفتي بغداد العزلةَ للشاعر في هذا الشارعِ
هل مرّ العسسُ وأُغلق بابُ الحانْ ؟
فلماذا ترفعُ كأسكَ دون ندامى ؟
ما كنتَ وحيداً في قصر العباسيين
كان الشعب يقاسمكَ الغبطةَ في ليلِ الحرمانْ
ويعلكُ كربَ القهرِ ويشربُ خمراً
في صحتكَ
نسمعُ صوتاً
يلهجُ
خاء
ميم
راء
كحارسِ دجلة
تقف طوال سنين
ِّتردّ عيون الشرِّ
تسمعُ بوح العشاقِ
وأسرارَ المحرومين
تواسيهم ،
تبكي
حتى حين الليل يفيضُ بصمتِ المقتلوين
نرى كأسكَ لامنتمياً
يُرفع للقاتلِ والمقتول سواء
يحايدُ في الشرِّ وفي الخيرِ
لأنّ الجمعَ تربى تحت لهاثكَ مرفوع الرأسِ
أبناؤك هم
تحضنهم في سودِ الأيامِ
تميطُ لثام الروح ليبتسموا
والخمر حياة
خاء
ميم
راء
.............
بالأمسِ جنانْ،
مرتْ خائفةً ،
طاردها جندُ السلطانْ
دخلت في النهر عروساً
تبحثُ عن خاتمها الضائع
خاء
ميم
راء
النشوةُ في هذا الليل الحالك
معراجٌ للروحْ
والسكرُ بشيرٌ وأذانْ..
..........................
جنان هي حبيبة الشاعر أبو نؤاس
5-12-2016