لماذا يحب الشيوعيون فيدل كاسترو

سمير خطيب
2017 / 11 / 28 - 14:14     

2016 / 11 / 28
نحبه لأنه نصير الفقراء وقاهر الغطرسة الأمريكية والامبريالية .
نحبه لانه كان شيوعيا مبدئيا صادقا .
نحبه لأنه نصير المستضعفين وحركات التحرر بالعالم أينما كانوا بغض النظر عن قوميتهم ودينهم ولونهم .
نحبه لأنه ناصر شعبنا الفلسطيني وأيده عندما لم يعترف أحد بقضيتنا وقد قال جملته المشهورة : "اليهود حمقى لأنهم احتلوا دولة شعبها لا يكل ولا يمل"، ولأن كوبا الدولة الوحيدة من أميركا اللاتينية التي صوتت ضد قرار التقسيم عام 1947 ، وكانت أول دولة من تلك القارة التي قطعت علاقتها مع إسرائيل عام 1973 بعد أن صادر المركز الثقافي الإسرائيلي عام 1972 لأنه يبث دعاية صهيونية.
نحبه لأنه احب شعبه واخلص له وأمضى عمره في خدمته فقد كان مثالا للقائد النظيف ، الشريف المتفاني في العمل فقد أسس كوبا الحديثة وأمم كل الامتيازات الاقطاعية ومن ضمنها مقاطعة أبيه، وحينما أهداه صدام حسين سيارتي مرسيدس بعد مؤتمر هافانا لعدم الانحياز عام 1979 لم يركب بهما وباعهما بالمزاد العلني وادخل ثمنهما لخزينة الدولة ، تماما كما فعل لينين حيث بنى الاتحاد السوفييتي من العدم ورحل ولم يكن في جيبه إلا ستة روبلات ، وكما فعل ماوتسيتونغ حيث بنى الصين الشعبية وتحولت من دولة تجر الثيران محراثها الزراعي إلى أرقى دولة صناعية بالعالم وكان ينزل للشوارع يكنس الطرق مع عمال النظافة ، وكذلك هوشي منه في الفيتنام الشيوعية . وجوهر الأمر هو أن هؤلاء لم يتربوا فكريا ومبدئيا على فكرة الغنائم والرشى والامتيازات الخاصة عكس تجار المواقف الذين يعيبون علينا اليوم حزننا برحيل رجل عظيم نصير الفقراء وداعمهم في كل مكان .
رحل كاسترو بعد أن ادار الحكم في كوبا سنوات طويلة وقد اتهمه البعض بالدكتاتورية وقتل معارضيه وسجنهم ولكن لا يمكن لأحد أن ينكر ما قدمه للشعب الكوبي، ففي أوائل الستينات أغلق الجامعات لمدة سنة وأرسل طلبة الجامعات لتعليم الأميين والفقراء ورفع معدل القادرين على القراءة من 74 بالمئة إلى 96 وبدأ نظام رعاية صحية مبنيا على الطب الوقائي وارتفع متوسط عمر المواطنين بعد ذلك إلى 78 ، شخص عرف قيمة التعليم والصحة لشعبه وهذا يكفي، وهو القائل :" في كوبا يموت الناس من الهرم وليس من المرض " ومن أراد فهم الشيوعية واهتمامها بالفرد ومصلحته فهذا هو المثال الحقيقي .
نحب كاسترو كشيوعيين لأنه افهم العالم كله ان السلطة في أعلى درجاتها هي خدمة لكل الشعب بلا تمييز وان القائد هو جندي ابدًا ومقاتل ابدًا وأن الثوري لا يتقاعد حتى في هرمه ..
يحب الشيوعيون كاسترو لأنهم يؤمنون بمن معه الحق لأنهم أحرار، بينما العبيد يؤمنون بمن معه القوة والمال لذلك لا أعجب من دفاع الأحرار عن الضحية ودفاع العبيد عن أولياء نعمتهم وجلاديهم . ولهذا قال شاعرنا العظيم توفيق زياد
يا رفاقي في كوبا الأبية
عندي لكم من بلدي تحية .