ترامب اقتحم البيت الأبيض من أوسع أبواب الديمقراطية الامريكية !


علاء الصفار
2016 / 11 / 13 - 03:48     

لقد كانت فرحتي جداً كبيرة بوصول دونالد ترامب للبيت الابيض الدموي في أمريكا!
الرابط أدناه يوضح أمر الديمقراطية المزيفة و الدموية!
https://www.facebook.com/parshank.saeed/posts/10205705784123114
فاز د. ترامب وفاز الشعب الأمريكي, أن هذا النصر للأثنين يحمل في طياته أولاً أمر فرحتي لأني توقعت وتمنيت أن ينتصر ترامب على كلينتون, و ثانياً فهو يعكس أزمة النظام الامبريالي الأمريكي والسياسية والأخلاقية والاقتصادية.
فصعود د.ترامب يؤكد صدق الانتقادات الحادة للسياسة الأمريكية سواء داخل أمريكا أم خارجها. فالنجم الجمهورية ترامب, شكل ظاهرة غريبة للبلدان الرأسمالية, فقد تمطى ترامب للسلطة لغباء السواد الأعظم من الشعب الأمريكي و سقوطه الأخلاقي و السياسي, الذي تم التغطية عليه منذ تربع أمريكا كقوة عظمى وحيدة في العالم , لتصبح شرطي العالم و قرصنة غزو العولمة, فلذا أختفى الحس السليم للشعب الأمريكي نتيجة تحطيم رونالد ريغن و من بعده ج بوش الاب والأبن أسس القوانين التي كانت سائدة و مع قمع العناصر و النقابات و الحركات الناشطة في صفوف الشعب.
لقد جاء الكثير من المرشحين السيئين و التافهين في أمريكا لكن تصدى الشعب الأمريكي لهم وهزمهم, فقد هزم الجمهوريين مرشحين خطرين من مثل ميشيل باكمان ام هيرمان كين, فصعود ترامب يحدد سخف وعي الشعب الأمريكي و انحطاطه, وبلا إكراه و لا بطيخ. ففي العراق جاء البعث و صدام حسين بقوة التآمر و الدعم الانكلو_ أمريكي, وأن حكومة الفساد جاءت عبر غزو العولمة البربري للدولة التي يقبع فيها الجلاوزة في البيت الأبيض الملطخ بدماء الشعوب في العالم.
لقد عملت السياسة الأمريكية خلال عقود على تميع الصراع الطبقي و العمل على اجتثاث كل مفردات العقل و العلم في شأن التطور و الصراع الطبقي, فزال أسم البروليتاريا, ليتم تسمية العمال ونقاباتها ذوي الياقات البيضاء ,بالطبقة المتوسطة, لذا انحسرت القوى الشعبية تماماً و منذ أن شرع رونالد ريغان بأمر الليبرالية الجيدة, فهكذا تم تعمية الوعي وتسطيح الوعي السياسي تماما كما حدث ويحدث في البلدان العربية.
فهكذا صار الوعي جداً بائس مع انحطاط في القيم و الأخلاق و التوجه السياسي _ الأجتماعي, فالحثالات في أمريكا اليوم هي كما الحثالات في دول الربيع العربي, فهي من الغوغاء و التي تصفق للسفلة و الساقطين, تماماً كما يصفق الشيعة أو السنة أم الأكراد لشيوخهم و بلا أدنى وعي سياسي و مع تدني أخلاقي مرعب.
فالمهمشين في أمريكا تم أنتاجهم بالملايين عبر ضرب الميزان العملي و العلمي في الحياة الاقتصادية وذلك عبرغياب أمر الأنتاج و الخطط الاقتصادية و بتهريب الشركات للخارج, وربط الشعب بالراتب الخاوي من العمل الصناعي الأنتاجي لكسر الطبقة العاملة الأمريكية بتقليص الانتاج الصناعي داخل أمريكا للسيطرة على الجبهة الداخلية و التفرغ لعمليات النهب عبر غزو العولمة, فتم خلق جيش من العاطلين يتم تزويدهم بالدولارات المطبوعة الخالية من العمل الأنتاجي, لذا يتم الوعود بزيادة الراتب المزيف, مما خلق حقد طبقي في صفوف البروليتاريا الأمريكية ومع فقدان الوعي السياسي, فالدولار الذي بيد أغنياء البيت الابيض صار السيد و الإنسان صار عبده المغيب.
ومن جراء هذا النهج تم نمو الشعبوية و التطرف القومي و العداء للمرأة في بلد الديمقراطية المزيفة أمريكا, فهذا الوضع هو بمفهوم أدق هو تحويل البلد ألى كاتونات متعادية, فالكل ضد الجميع, الرجال
2/3
يخشون تسلط النساء و البيض يكرهون السود, وخاصة بعد رؤية الاسود العنسي اوباما في البيت الأبيض, و لما رأى الشعب المغيب في أمريكا خطر صعود هيلاري كلنتون تخندقوا لجانب الرجل د.ترامب, بربكم أليس نحن أمام حالة مشابهة لما يحدث في العراق, من تردي و تدهور سياسي و أخلاقي سواء للسلطة أم للشعب المغيب, الذي أنتجه صدام حسين و الغزو الأمريكي.
لقد عمل د. ترامب بعقل خبيث و غازل الوعي السياسي الواطئ كما عمل قبله هتلر في ألمانيا و صدام في العراق, فسلطته ستجمع توليفة من العنصريين و المعادين للمسلمين و المكسيك و الصين و إيران, و مع عداء للمرأة و العمال وحركتها النقابية في أمريكا. فالمتحمسين للسيد ترامب هم برابرة بطقم و ربطة عنق ينعقون تحيا الديمقراطية, خلافا لجند داعش التي تصرخ ألله و اكبر!
أن ما افرحني بصعود د.ترامب هو كشف الحقيقة للأزمات المتواجدة في الدولة الامبريالية الأعظم, و بهذا يكون انفضاح تاما لأمريكا و سياستها و من ثم هزيمة الرأسمالية في عقر داراها الحصين, فعدم المساواة والعنصرية في أمريكا لا يمكن أن يغطيها غربال بعد اليوم, وهي, في طريقها نحو الجحيم.
فإذا أخفقت الأشتراكية السوفيتية في روسيا فان الإنسان الروسي بقى إنسان و لذا نرى زحف روسيا نحو موقعها كدولة عظمى رغم كل الأختلاف الذي نحمله ضد السلطة, لكن الشعب الروسي لم ينهار, فهو هزم كل الأخطار سواء في الأماكن الأسلامية أم في القرم أو اليوم في الحرب ضد الإرهاب في سوريا.
أن الفقراء في أمريكا يجدون أنهم في دولة لحزبين بوجه واحد ضد مصالحها و طموحاتها, أي تتعرى الديمقراطية الأمريكية بأجمل صورها القبيحة, لتعني أنها دولة الحزب الواحد لكن بكذبة كبيرة أسمها الانتخابات الأمريكية التي لا يجد العمال, أي فرق في منهاج أو أخلاق قادة الأحزاب السياسية, فبالإضافة لبعدهم عن الشعب, و انتمائهم لعصبة ( %1) من الاغنياء التي تقود وتسوط الفقراء نحو الجحيم منذ أن جاء الكابوي الأمريكي رونالد ريغن للسلطة.
فالنظام الانتخابي المعتمد على الأغــلبية هو مأساة أمريكا التي سيقودها نحو الجحيم.
و هو حصيلة مجتمع منهار و بائس وماضٍ نحو الهزيمة, أسس له ر. ريغان كما عمل صدام حسين لتدمير الدولة و الشعب العراقي. فضرب الديمقراطية الحقيقة أدى لتسلط البلوتقراط ( سلطة حفنة الاغنياء), وهذه جاءت متزامنة مع اندحار الديمقراطية في الدولة الرأسمالية الغربية. فرغم الحرية في أمريكا إلا أن قوى الشعب الحقيقية لا يمكن تمثيلها بشكل صائب و منصف في الدولة و لو بحده الأدنى, فثلاث أرباع الشعب صاروا مهمشين و بلا أي حزب و لا نقابات عمال تحميهم.
فعدوى المرض لصعود اليمين العنصري المُتطرف قد أصاب و في العمق الدولة الأمريكية, أي أن الرأسمالية كنظام في تهرأ متواصل , لذا ليس مفاجئة لي أن يظهر د. ترامب على سطح السلطة التي هي تمثل ( سلطة الأغنياء المجانين)!
فترامب يعكس و يعبر عن الانحطاط المجتمعي المتداعي, عبر تصريحات العداء القومي و العنصرية الوقحة الراسخة في أمريكا. فهو يمثل وعي البيض في أمريكا, وفي أصعب توجهاتها البوليسية متجسدة في جهاز الشرطة الامريكية وعمليات قتلها للسود في الشوارع الأمريكية. ثم النفس العنصري ضد المسلمين و المكسيكيين واللاتينيين و الصينيين في أمريكا. فماكنة الأعلام عملت فعلها و مع تضافر الجهل و التضليل, فمرورا بأحداث الحادي عشر من سبتمبر و إلى استغلال أعمال التفجيرات في لندن و باريس و في أورلاندوو تم أنتاج وعي و ثقافة و أخلاقية عنصرية بائسة سواء في أوربا أم في أمريكا.
فطروحات الجرائد و المجلات و كل جهاز الأعلام الصهيوني سجلت حضورها الشديد على مدى عقود, فتمثلت بمفهوم حرب الشمال ضد الجنوب أو الحرب على المسلمين في أفغانستان و إيران, التي صيغة أن
3/3
الإسلام هو العدو بعد سقوط الشيوعية السوفيتية, ومن ثم أعمال الاعتقال حول العالم للمسلمين و خاصة في كوانتا مالا وإصدار قوانين معادية للهجرة واتخاذ إجراءات عنصرية وقمعية واعتقالات تعسفية تجاه المهاجرين والأقليات العربية والأفريقية و الإسلامي .
كل هذا الجهد جعل الأرضية خصبة للسيد د. ترامب للظهور على المسرح السياسي, لكن المصيبة تفاجأ البعض وأخترع من صنيعة جهدهم و ليصرخوا في كل دول أوربا, ما هذا الشبح المريع, متناسين كل التاريخ و كل الأعلام المنحط وكل جرائم الليبرالية الجديدة و كل العداء الذي قادته أمريكا سواء في أفغانستان أم العراق و ليبيا و اليوم في سوريا.
فهذا الشبح (د. ترامب) هو التعبير الأصيل ( الجن الذي ظهر من المصباح السحري) فركته السياسة الأمريكية و كل الأنظمة الرأسمالية التي انساقت في طريق ضرب الحركات الشعبية و النقابات العمالية, أي أن كما كان اختفاء نقابات العمال و أحزابها جعل هتلر ألمانيا أن يقود الحركة العنصرية البربرية في العالم. أي غاب القط ألعب يا ترامب!
اليوم أنتصر الشعب الأمريكي المغيب و أنتصر د. ترامب لتمثيل و قيادة الجنون و السقوط ليس في أمريكا و حسب بل و في العالم اجمع. أن ألمانيا و العراق تجاوزوا عهد الدكتاتورية, لكن الآن تظهر العنصرية وشرورها في أمريكا, و من الممكن أن تترعرع العنصرية في كل أوربا.
فدور الفرد في التاريخ أحياناً يكون مدمر.
لكن مع هذا أنا عند فرحي رغم الخراب, فدع د. ترامب يمر وليقو د أمريكا نحو الجحيم كما قاد صدام حسين العراق نحو الجحيم.
فمصائب قوم عند قوم فوائدُ.
يقال أن المسيح يظهر بعد أن يزداد الخراب في العا لم.
يقول المؤمن المسلم دعها تشتد وتزيد وتكثر فكلما اشتدت قرب فرجها وكلما أظلمت آن بزوغ فجرها.,
فهل ستزول أمريكا كقوة عظمى كما زالت روما كإمبراطورية جبارة, أو كما أصبحت بريطانيا العظمى ذيل لأمريكا.
هل ستصبح أمريكا ذيلاً للصين و روسيا.
فصبحانه الذي يقلب الطلي إلى خروف.
المصادر قراءة في اوراق عدد من الكتاب
نؤام تشومسكي* حامد الحمداني * و عدد من المقالات في الصحف الغربية!