فوز ترامب و عودة الامبراطية الامريكية


محمد فريق الركابي
2016 / 11 / 9 - 15:29     

فوز ترامب و عودة الامبراطية الامريكية
محمد فريق الركابي

بعد اشهر من المنافسة الشرسة للوصول الى البيت الابيض , بين مرشحي الحزب الجمهوري دونالد ترامب و الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون , نجح ترامب في الفوز على منافسته الديمقراطية , في انتخابات صعب معها توقع من سيفوز في النهاية , ليصبح الرئيس الخامس و الاربعون للولايات المتحدة , بسبب كثرة الازمات التي تحيط بالولايات المتحدة من جانب , و العالم من جانب اخر , و كذلك اختلاف الوعود التي اطلقها كلا المرشحيَن لمواجهة تركة الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما , الذي عمل خلال فترة رئاسته , على اتباع سياسة النأي بالنفس , و الاكتفاء بالمراقبة و توجيه النصح في احسن الاحول , الامر الذي جعل البعض ينظر الى الولايات المتحدة كدولة ضعيفة و غير قادرة على مواجهة ازمات العالم , بل تسببت سياسة اوباما في نفور حلفاء الولايات المتحدة و الاتجاه الى عقد تحالفات جديدة لتأمين مصالحها.


ليس مهما شخص الرئيس نفسه بل ما يستطيع فعله , و الامر نفسه ينطبق على ترامب , الذي وصل الى منصب الرئيس , بعد الوعود التي الزم نفسه بها امام الشعب الامريكي , الذي لم يكن راغبا في استمرار الحزب الديمقراطي بحكم البلاد , بعد فشل سياسة اوباما في الحفاظ على سمعة الولايات المتحدة الامريكية على اقل تقدير , و سوء ادارته للعلاقات الخارجية و فشله في وضع الحلول لازمات اقحم ادارته بها , و هو ما استغله دونالد ترامب في حملته الانتخابية , من خلال اتهامه المستمر لإدارة اوباما بأنها سهلت ظهور داعش , و فشلها في عودة الاستقرار الى العراق , بعد سحب القوات الامريكية بصورة عبثية , ليكون في مواجهة عصابات الارهاب , و كذلك ملف سوريا و ازمتها المستمرة , و مواجهة روسيا العدو التقليدي للولايات المتحدة التي استغلت سياسة اوباما المترددة و استطاعت ان تفرض نفسها كشريك في حكم العالم.


وصول دونالد ترامب الى حكم الولايات المتحدة الامريكية , بعد ان خالف التوقعات بفشله و عدم قدرته على نيل ثقة الشعب الامريكي على خلفية تصريحاته المثيرة للجدل , يفرض عليه جملة من الالتزامات , التي ربما تكون سببا في عودتها ( الولايات المتحدة ) الى سابق عهدها كدولة عظمى , لها القدرة على التعامل مع ازمات العالم و السعي لحلها ايضا , بعيدا عن التردد الذي اعتاد اوباما عليه , و البدء بمرحلة جديدة في ملف محاربة الارهاب الذي لم يكن خلفه جادا فيه , و القدرة على انهاء حالة الفوضى التي تمر بها منطقة الشرق الاوسط , كل هذه التحديات و ربما اكثر تنتظر حلولا من الرئيس ترامب الذي يصف نفسه بأنه لا يهزم ابدا .