قطاف العشق..( قصيدة)


سنان أحمد حقّي
2016 / 11 / 8 - 16:15     

قطاف العشق..

دعني
أتركُ كل الأحزان
ودعيني أعتزلُ الوحده
وكآبتيَ المرّه
أتركُ كلّ بكائي
ونحيبي وملال الأيام
كي أرغبَ بالبهجةِ ، أغمرني بالبسمات
بالفرحِ العارمِ بالضحكات
لن أنظرَ إلاّ لمسرّات الأنسام
وحفيفِ ثيابِكِ فوق العشب..
في الفتنةِ دهشه
فالدهشةُ أو أن تُبهرني الطيبه
تغمرني..
بالخجلِ البصريِّ وبالطلعِ وبالعلّيق
الدهشةُ قُبله
والدهشةُ أن لا نبكي ، لا نتألّمَ ، لا نشكو، لا يعتصرُ الخونُ نضارتنا
الدهشةُ أو
ضجرٌ خلّفهُ إيقاعُ ذبول العينين
الدهشةُ أو أن نصرخَ : الله الله !
أن نرغبَ بالموتِ من الحب
أو أن نتعفّر َ بالآهات
آهاتِ صبايا مفتونات
ليس الشعرُ نثارا من كلمات
بل نارٌ ولهيبٌ ونثارٌ من أشواقٍ ولقاءات أو حسرات
هيّا نقطفُ بعضَ الألوان الغرقى
من بعض زهيراتِ تطفو فوق الماء
كي نجعلَ أفواهَ الصبيةِ تفغر
أو نجعلَ كل الأطفال يُثيرون الدنيا ضحكا أو مرحا أو ..
لا أرغبُ إلاّ رؤيةَ أزهارٍ تتفتّح
وقلائدَ تلمعُ تحت الشمس
الثلجُ مثيرٌ
والمطرُ المتواصلُ أيضا
قوسُ قُزحْ
من فرحٍ ومسرّات
أو أوراق يصنعُ منها شيخٌ ماهر
أزهارا وزوارقَ مدهشةً بيضاء
أسرعَ من لمحٍ بالبصرِ
أكرهُ أن تبكين
أو تنتحبين
أكرهُ ما يُلقيكِ إلى الحزنِ أوِ الضّجرِ
وأحبُّ وقوفكِ عند المرآة
أو أحضرَ تغيير ثيابكِ في غرفةِ نومٍ ملكيّه
فوقَ فراشٍ يبعثُ رائحةَ اللافندر
وشُعاعٌ نوريٌّ يُرسلُهُ القمرُ الشاحب
آه
كم أهوى أن تتراقصّ قدّامي خصلاتٌ الريحان
فأشمُّ عبيرَ سنينَ مضت
أن أملاَ تلك الغرفةَ بالضحكات
أن أمرحَ أن أقفزَ أن أركضَ أن أغمرني بالتوهان
...
مازلتُ أرى الدنيا بعيون الأطفال
أقطفُ من عشقكِ فاكهةً من كل الألوان
فتعالي
نستبقُ الأفراح َ ونُبحرُ في الخلجان
....
إن أنكرَ كلُّ الناسِ عليّ حبوري
ما كنتُ لأقبلَ منكِ النكران
دائبةُ الجريِ هي الغدران
فدعيني أجري
أعتزلُ الوحدةَ والأحزان
....
ليس الكونُ سوى بضعِ إشارات
أو إيماءات
هذا هو قولُ الشمسِ
تُشرُقُ ثمَّ تغيب
هذا هو قولُ القمرِ المتجوّلِ كلَّ مساء
هذا هو ما تبغي الأشجارُ كتابتهُ في سفرِ الأكوان
والأزمان
هذا هو سرُّ تناسلِ كل الأحياء
فلنصغي
كي نفهمً قول الكون
أن نقرأَ ما معناه
فالكونُ إشارات
ليس سوى محضِ إشارات
أو إيماءات
أو إيحاءات
فلننظر في مطلعِ يومٍ لم يُشرق بعد
ولنتأمّل ..ما نوع الوعد
ولنصنع نحنُ لموعدنا شاره
نحملُ فيها كل الشّوقِ وكلَّ العشقِ وكل التيهِ وأسفاره
فالكونُ إشاره.


( سنان في 8 منه )