رسالة سمير بن سعيد إلى أبراهام السرفاتي


موقع 30 عشت
2016 / 11 / 4 - 22:56     

توضيح من الموقع:

قبل نشر،و في القريب العاجل، حلقات دراسة "مسلسل تصفية المنظمة الماركسية ــ اللينينية المغربية "إلى الأمام" “، يضع الموقع أمام كل المناضلين و القراء، وثيقة ترصد لإحدى اللحظات المهمة من تاريخ التفكك و الانحطاط الفكري و السياسي لأحد رموز ما سمي بداية الثمانينات من القرن الماضي ب "مسلسل إعادة البناء" (إعادة بناء منظمة "إلى الأمام”). و نضعها هنا، الوثيقة ــ الرسالة التي بعثها أحد أقرب الأقرباء السياسيين لأبراهام السرفاتي و الذي رافقه في منفاه، لوضع المناضلين و القراء في صورة اللحظة ما قبل النهائية التي وصل إليها عميد الخط التحريفي سنة قبل التحاقه بصفوف النظام الكمبرادوري.

تقديم للوثيقة ـــــ الرسالة

هذه الوثيقة التي ينشرها موقع "30 غشت" لأول مرة مترجمة عن نص أصلي باللغة الفرنسية، هي عبارة عن رسالة بعثها سمير بن سعيد إلى أبراهام السرفاتي، و ذلك بتاريخ 4 ماي 1998، أي سنة قبل عودة أبراهام السرفاتي إلى المغرب.
و الرسالة تحمل توقيع صاحبها، الذي كان ساعدا أيمنا لأبراهام السرفاتي، عندما حل هذا الأخير بالديار الفرنسية، منفيا من طرف الحسن الثاني، بدعوى أنه برازيلي.
كان سمير بنسعيد بدوره منفيا بفرنسا منذ فشل ما سمي بمسلسل "إعادة البناء" للمنظمة في خريف 1985، و كان معتنقا لأطروحات هذا المسلسل، و عندما انعقد لقاء بباريس في ربيع 1994، للتداول في مسألة حل منظمة "إلى الأمام" و توقيف مجلتها بنفس الإسم، كان من اللذين وافقوا على ذلك.
و من موقع علاقته الخاصة بأبراهام السرفاتي، واكب مسلسل تراجعات هذا الأخير الفكرية و السياسية، بل و لمس تخبطه و تناقضاته التي دخلت مرحلتها الحاسمة سنة 1998، في طريق بدون رجعة نحو التحاق أبراهام السرفاتي بالنظام السياسي الكمبرادوري المغربي. في الحقيقة كانت سنة 1998 المحطة ما قبل الأخيرة لوصول أبراهام السرفاتي إلى المغرب، معتنقا و مدافعا عن القيادة السياسية للملكية من أجل "بناء المجتمع الديموقراطي الحداثي".
إن موقع "30 غشت" إذ ينشر هذه الرسالة فإنما للأسباب التالية :

1 ــــ لأنها كوثيقة تاريخية، ترصد جوانب هامة من مسلسل الانحطاط السياسي و الفكري لأحد قادة و أعمدة ما سمي ب "مسلسل إعادة البناء".

2 ــــ لأنها كذلك تبرز عجز و تناقض كاتبها، و هو من متبني أطروحات "مسلسل إعادة البناء"، في فهم الأحداث الجارية من حوله، و عندما حاول فهمها و استيعابها لم يجد من ترسانة فكرية أو سياسية لمجابهة الأطروحات الانهزامية لصديقه، سوى الركون إلى النسق الفكري و السياسي الذي تربى عليه منذ انطلاق "مسلسل إعادة البناء"، فلم تتجاوز انتقاداته حدود خط سياسي ديموقراطي و ليبرالي، و هذا كان حال العديد من المناضلين الذين سقطوا في فخ الأطروحات التحريفية الجديدة، فافترقت بهم السبل، منهم من لاذ بصمت القبور، و منهم من ركب الموجات الجديدة للفكر الليبرالي، بينما وجد البعض نفسه داخل تنظيم سياسي جديد، دون الإعلان الرسمي عن حل المنظمة، و قاموا بالمواكبة مداراة أو اقتناعا بالأطروحات التحريفية الجديدة.

3 ــــ و لأن البعض كان و لا يزال يعتقد أن "مسلسل إعادة البناء" جاء كتعبير عن خط بروليتاري دون قدرة البرهنة على ذلك، بل عند استعادة مسار هذا المسلسل، يتم الوقوف في منتصف الطريق دون استطاعة تجاوز خريف 1985، محطة نهايته و فشله، و الرسالة تلخص إلى حد ما النهاية المأساوية لأصحاب "إعادة البناء" في شخص أحد منظريها و قادتها و نعني بذلك أبراهام السرفاتي.

إن موقع "30 غشت"، و هو يفتتح المرحلة الثانية من تاريخ منظمة "إلى الأمام" 1980 ــــ 1994 بهذه الرسالة، فإنما للتأكيد على فشل خط "إعادة البناء" البروليتاري المزعوم و إفلاسه النهائي، قبل البدء في نشر وثائق هذه المرحلة الثانية و التطرق إلى خصائصها الإيديولوجية و السياسية، ضمن منهج تاريخي يضع التحولات الإيديولوجية و السياسية ضمن سياقها العام.

لقراءة الوثيقة ــــ الرسالة، أنظر الصفحة الرئيسية لموقع "30 غشت" http://www.30aout.info