الشيوعي أحمد حلاق يخرج من طقوس اختفاءه الثوري


دانا جلال
2016 / 10 / 29 - 19:48     

أنْ تكون شيوعياً عليكَ أن تضع أجنحة الفكرة وتَنطلق صوبَ مدى حلم لامُتناهي. صوبَ هيولي تَشَكلَ بصورةِ مُناضل شيوعي سَبقكَ الخطوة. بعضُ خطوات المُناضل انتقاله لِكَمٍ مُتَّراكم في رحلةِ الثورة، لِنوعٍ مُتَّنوعٍ انسانياً وتناسخ لا يُنسَخْ، لأن بَسملة الانتقال في ديالكتيك الرحيل الشيوعي هو الانسان، وخاتمته بيان يؤكد البيان الاحمر .
في لحظةِ زوغان اليسار صوب اليمين، يَبحثُ اليساري عَنْ يساره، لِيكتشف ذاته الحقيقة، هويته الطبقية، هذا ما أقدم عليه الشهيد "أحمد محمود أحمد" المعروف بأحمد حلاق.
حينما اتجه نصف الحزب الشيوعي العراقي صوب اليمين (اللجنة المركزية) ونصفه الآخر صوب اليسار (القيادة المركزية) أختار أحمد حلاق يسار الحزب. كان ذلك في العام 1967.
رفيق دربه فاروق ملا مصطفى يتَّعامل مع التاريخ وبالأخص الثوري منه بانه حاضر يُمكن أن نُعيد إنتاجه، ووضع لمسات ما كانَ بِمقدورنا وضعها حينما كانَ الحاضرُ حاضراً، وهذا ما تَجسد في لحظةِ إزاحته السِتار عَن تمثال الشهيد أحمد حلاق، ولسان حال رفيقه يقول: ها تعود رفيق دربي، أيها المُتّخمِ بالأسرار الثورية. ها يراك الجميع، فزمن الاختفاء السري قد إنتهى .. أقترب كي نحتضنك.
مدينة من بحر الشعر، حاراتها خنادق وخلايا ثورية، تُوصف بها المدن ولا تُوصفْ، هي السليمانية التي اعلنت في بيان ولادتها من جديد في العام 1928 عن ميلاد أحمد محمود أحمد.
قَدر المدينة مع الثورة، هي يسارية، جزء من طلاسمها العصية عن التفسير هو يسارها الذي إنتشر كسنابل قمح شهرزور التي كانت احدى محطات نضاله الشيوعي بين الفلاحين.
كان حاضرا في المتبغددة بغداد حينما كانت العاصمة تعيش قصة عشق وانتماء مع الحركة الشيوعية.
يستشهد ابن مدينته "أحمد حاج رحيم" في شوارع بغداد في العام 1952. يعود مع رفاته، يُدفن الشهيد في تل سيوان، يَخطُب أحمد حلاق مُستعيراً صوت الثورة والجماهير في الثورة وبين الجماهير.
مذكرة توقيف سلطوية يضعه في عوالم و طقوس العمل السري. الانتقال من مدينة الى مدينة هو قدر الثوري مع المكان. بين حلبجة، وبينجوين، والسليمانية، واربيل، وبغداد أرتقى سلالم النضال والتجربة بوعي شيوعي حقيقي ليصيح عضوا للمكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي ( القيادة المركزية).
الفاشية تبدا رحلة قمعها بالأكثر ثورية كي تؤسس لسلطتها الدموية، فكان الحزب الشيوعي العراقي ( القيادة المركزية) وقادته وهم في الخندق الامامي الهدف الأول .
يُعتَّقل أحمد حلاق في العام 1967 مع رفيقه عضو المكتب السياسي متي هيندو. هناك دوماً حوار بينَ الجلاد والثوري في غرفة التعذيب. الجلاد يُعذب وهو يَتعذب وتتآكل فيه انسانيته. السجين قد يلعب دور المتألم ويصرخ وجعاً كي يشعر الجلاد بانتصاره ويكف عن تعذيبه. لم يلجأ الشهيد أحمد حلاق لهذا السيناريو. كان يصرخ في وجه جلاديه، وبقي لآخر نبضة يواجه ويتحدى ويسخر منهم، لأنه كان يُدرك إنَّ قضيته وفكرته ستنتصران.
كان الشهيد أحمد حلاق مُنتصراً وهو يرحل، شاهدَ هزيمة جلاديه قبل أن يتناسخ في احدى مفردات الثورة، وهذا ما تجسد في لحظة رفع الستار عن تمثاله في مدينة السليمانية.
الوجيز في الكلام: لا يشترط ان تكون شيوعيا كي تكون شجاعا، ولكن ان تكون شجاعا فالشيوعية هي الاقرب، لأنها شجاعة الموقف والوعي.