العراق _ تحرير الموصل فرض لا بد منه..!


باقر الفضلي
2016 / 10 / 20 - 17:29     

العراق _ تحرير الموصل فرض لا بد منه..!

تخوض القوات العراقية الوطنية، بمحتلف صنوفها المسلحة، الرسمية منها والشعبية المساندة، معارك ضارية من أجل تحرير مدينة الموصل العراقية، التي إغتصبت منذ عامين، من قبل الغزو الإرهابي، وهي بذلك تسجل تأريخاً مجيداً في مسيرة العراق، وفي محاربته للإرهاب في المنطقة، وتطهير أرضه المقدسة من دنس الإحتلال..!

إن ما عزم العراق عليه اليوم، لا يخرج عن حقه المشروع في تامين سيادته على أراضيه، وحماية ربوع الوطن من كل ما يعكر سلامته وإستقلاله، وحينما يشارك كل العراقيين في عملية تحرير الموصل، فإنما يبعثون بذلك، رسالة الى المجتمع الدولي؛ بأن عراقية الموصل هي في مقدمة كل المسائل التي تهمهم، فليس هناك ما يرقى على أي شبر من الأرض العراقية، وتظل الموصل قطعة من ذلك الجسد الذي أسمه العراق، فمن يغتصبها كإنما يغتصب العراق، وأبنائها هم أنفسهم أبناء العراق..!

تسائلنا قبل الآن عن ثمن تحرير الموصل،(1) عندما رفع البعض عقيرتهم منادين من جانبهم بأنهم يمتلكون الحق في المشاركة بذلك التحرير، دون وجه حق، وحاولوا أن يفردوا لهم موقعاً بين المواقع، في عملية التحرير، بل أن البعض منهم من طالب بالمشاركة في تجحفل التحالف الدولي في عملية التحرير أو إسنادها، بل وطالب بحصته في مواجهة " داعش" ، ونيل حصته من الموصل ثمناً لذلك التحرير..وأكدنا على عراقية المحافظة وأهمية تحريرها على يد العراقيين، دون منازع، وها هي اليوم، القوات الوطنية العراقية والمتطوعين من العراقيين، تأخذ على عاتقها، المشاركة في عملية التحرير؛ تلك العملية التي حظيت بدعم ومساندة كل العراقيين، والعديد من الدول العربية الشقيقة، كالشقيقة مصر والشقيقة سوريا والشقيقة لبنان، وعلى لسان السادة، رؤسائها وكذلك دعم الجامعة العربية، وبإعتراف ودعم بعض الدول الكبرى، ومنها أمريكا وبريطانيا وفرنسا، وأستراليا...!

إن عملية تحرير الموصل، وبأيد عراقية، قد إحتلت مكانها في التأريخ العراقي والعربي، ناهيك عن التأريخ الدولي، وعلى مستوى المجتمع الدولي، وإصبح لها مكانها المتميز في جملة الحروب والمواجهات التي تصدت للإرهاب، وطرد الغزاة، وحماية السيادة والإستقلال؛ أما الأكثر شمولية من كل ذلك؛ أنها وحدت صفوف الشعب العراقي بكل مكوناته، الدينية والمذهبية، والإثنية، وأصبحت رمزاً ومؤشراً واضح المعالم لمعنوية الشعب العراقي المتصاعدة، وإستبساله وصموده بوجه الإرهاب، وتكاتفه كتلة متراصة في مثل تلك الظروف..!

لقد أخذ الشعب العراقي بكل مكوناته السياسية، والإثنية، وكتله الدينية والمذهبية، ,,وبمشاركة الأجهزة الإعلامية، على عاتقه تحرير مدينة الموصل الفيحاء، بقيادة قواته الوطنية المسلحة، من الجيش والشرطة وبمشاركة فصائل البيشمركة وفصائل المتطوعين من مختلف الفئات العراقية الشعبية، ومطاردة وإنهاء فلول الإرهاب على الأرض العراقية، في نفس الوقت الذي أكدت فيه البعض من القوى السياسية، ومنها الحزب الشيوعي العراقي في تأكيده على... " ان النصر المؤزر قادم لا محال. فلنجعل منه منطلقا لمعالجة جذرية للاسباب والعوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية – الامنية، التي مكنت المجرمين الدواعش من السيطرة على الموصل ومدن نينوى الاخرى، والتمدد الى باقي مدن ومحافظات بلادنا. ولنعمل على التوجه الجاد نحو الخلاص من نهج المحاصصة والتعصب الطائفي - الاثني ، والوقوف الحازم في وجه كل انتهاك لحقوق الانسان ، وكل تمييز وتفرد .انها فرصة للمراجعة والتقويم، والانطلاق نحو وضع بلدنا على السكة الصحيحة، وصولا الى اقامة دولة المواطنة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية .تحية تقدير وثناء لقواتنا المسلحة ولكل المرابطين في ارض المعركة.." (*)

إن عملية تحرير الموصل باتت فرضاً وطنياً على جميع العراقيين، وهي تعيد لذاكرة الشعب العراقي البطولات التي إجترحها الأباء والأجداد في عشرينات القرن الماضي، حينما هب الشعب العراقي عن بكرة أبيه، في ثورة العشرين، وبمشاركة كل فئات الشعب، جنوبه ووسطه وشماله، حينما فرضوا من خلالها، وجود العراق، تلك الدولة المستقلة وصاحبة السيادة على أرض الواقع، ضد جبروت وعنت قوات المستعمرين الأنكليز والطامعين في أرض الوطن..!!(2)
باقر الفضلي
_____________________________________________________________________
(1) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=527897
(*) http://www.iraqicp.com/index.php/party/from-p/49414-2016-10-17-16-28-09
(2) https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%86