مهام الجامعه الشيوعيه لكادحي الشرق فيما يتعلق بدول الشرق المستعمرة والتابعه .


عليه اخرس
2016 / 10 / 2 - 06:14     

مهام الجامعه الشيوعيه لكادحي الشرق فيما يتعلق بدول الشرق المستعمرة والتابعه .
جوزيف ستالين
دعونا ننتقل إلى السؤال الثاني، الى مسألة مهام الجامعه الشيوعيه لكادحي الشرق بالنسبة لدول الشرق المستعمره والتابعه.
بماذا تتمثل السمات الخاصه للتكوين والتطور الذي يميز دول الشرق عن دول الشرق السوفياتيه ؟
أولا، أن هذه الدول تعيش وتتطور تحت نير الإمبريالية.
ثانيا، أن وجود القمع المزدوج ،القمع الداخلي المتمثل (بالبرجوازية الوطنيه ) والقهر الخارجي المتمثل ( بالبرجوازية الإمبريالية الأجنبية)، يعمقا ألازمة الثورية في هذه البلدان ويزيدان من حدتها. .
ثالثا، إن تطور الرأسمالية بشكل سريع، في بعض من هذه البلدان،كالهند على سبيل المثال ، يؤدي إلى ظهور وتشكل طبقة أكثر أو أقل عددا من البروليتاريا المحلية.
رابعا،في الواقع انه مع نمو الحركة الثورية للبرجوازية الوطنية في هذه الدول تحصل عملية تشققها وتجزئتها إلى قسمين الثورية (البرجوازية الصغيرة)، والمساومة (البرجوازية الكبيرة)، الاولى اي البرجوازية الصغيرة تستمر في طريق النضال الثوري، والثانيه البرجوازية الكبيرة تدخل في تكتل مع الإمبريالية.
خامسا،بالحقيقة أنه بالاضافة الى التحالف الإمبريالي تشكل في هذه البلدان حلف أخر يضم العمال وصغار البرجوازية الثورية،الحلف المناهض للإمبريالية، والساعي الى تحقيق هدفه بالتحرر الكامل من براثم الامبرياليه.
سادسا، أن مسألة سيطرة البروليتاريا في تلك البلدان، وتحرير الجماهير من نفوذ البرجوازية الوطنية المساومة، لا تزال أكثر وأشد إلحاحا.
سابعا، أن هذا الواقع يسهل بشكل كبير مسالة ربط حركة التحرر الوطني في هذه البلدان بالحركة البروليتارية في البلدان الغربيه المتقدمة .
من هذا الوضع ، ينبثق على الاقل، ثلاثة استنتاجات:
1) إن تحرير البلدان المستعمرة والتابعة من الإمبريالية لا يمكن أن يتحقق بدون ثورة مظفرة : لن يتم الحصول على الاستقلال دون مقابل.
2) إن دفع الثورة قدما والحصول على لاستقلال الكامل للمستعمرات الرأسماليه المتقدمة والبلدان التابعه،لا يمكن ان يتحقق دون عزل البرجوازية الوطنية المساومة، دون الافراج عن جماهير البرجوازية الصغيرة الثورية من نفوذ البرجوازية، دون وضع سياسة تقوم على حكم البروليتاريا،ودون تنظيم العناصر الطليعيه للطبقة العاملة في اطار حزب شيوعي مستقل .
3) لا يمكن تحقيق فوز ساحق في البلدان المستعمرة والتابعة دون وجود صلة حقيقية بين حركة التحرر في هذه البلدان والحركة البروليتارية في البلدان المتقدمة في الغرب.
ان المهمة الرئيسية للشيوعيين في البلدان المستعمرة والتابعة تتمثل في البناء على هذه الاستنتاجات كقاعدة في ممارسة أنشطتها الثورية .
بماذا تتلخص المهام العاجلة للحركة الثورية في المستعمرات والبلدان التابعه في ظل هذه الظروف؟
ان خصائص المستعمرات والبلدان التابعه في هذه اللحظة يتمثل في ان وحدة وشمول جميع دول الشرق المستعمره لم يعد من الطبيعة تحصيلا حاصلا .سابقا قدموا الشرق الاستعماري كوحدة متجانسه. اما الآن هذا الرأي لم يعد يتوافق مع الواقع.فيوجد عندنا الان ،ما لا يقل ،عن ثلاثة فئات من البلدان المستعمرة والتابعة
أولا، فإن دولا مثل المغرب، لا يوجد لديها أو تقريبا لا يوجد لديها طبقة البروليتاريا،وعلى الصعيد الصناعي فهي متخلفة جدا.
ثانيا، إن دولا مثل الصين ومصرفانها تحضى بتطور صناعي محدود ، ونمو البروليتاريا فيها قليل . نسبيا
ثالثا، دول مثل الهند، فالرأسماليه فيها متطوره الى حد ما ويوجد فيها عدد لا يستهان به من البروليتاريا الوطنيه.
فمن الواضح أنه لا يمكن وضع كل هذه الدول في نفس المستوى. بالنسبة لدول مثل المغرب، حيث البرجوازية الوطنية لا يوجد لديها سببا حتى الآن للتجزئه إلى حزب ثوري واخر مساوم ، ان مهمة العناصر الشيوعية هو بذل كل جهد ممكن لخلق جبهة وطنية موحدة ضد الإمبريالية
إن انتقاء العناصر الشيوعية وانضوائها في حزب واحد يمكن أن يحصل في هذه البلدان فقط فى سياق النضال ضد الإمبريالية، وخاصة بعد النضال الثوري المظفر ضد الإمبريالية.
في بلدان مثل مصر والصين، حيث انشقت البرجوازية الوطنية إلى حزب ثوري واخر مساوم، ولكن قسم البرجوازية المساوم ليس قادرا على الانضمام إلى الإمبريالية بعد،ولم يعد باستطاعة الشيوعيين ان يضعوا لانفسهم هدفا بتشكيل جبهة وطنية موحدة ضد الإمبريالية
يجب على شيوعيي هذه الدول الانتقال من سياسة الجبهة الوطنية الموحدة الى سياسة التحالف الثوري للعمال والبرجوازية الصغيرة
هذا الحلف في هذه البلدان يمكن أن ياخذ شكل حزب واحد،حزب العمال والفلاحين، ولكن بشرط، ان يكون هذا الحزب واضح المعالم ويمثل في الواقع حلف من قوتين - الحزب الشيوعي وحزب البرجوازية الصغيرة الثورية.
هدف الوحدة من هذا التحالف تتلخص في - فضح عدم اكتمال وعدم اتساق البرجوازية الوطنية والنضال الحازم ضد الامبريالية .حزب ثنائي الشكل كهذا يعد ضروة ملائمة، إذا لم يكبل أيادي واقدام الحزب الشيوعي ،إذا كان لا يحد من حرية التحريض والعمل الدعائي للحزب الشيوعي، إذا كان لا يعيق استنهاض البروليتاريا والتفافها حول الحزب الشيوعي، ان الوضع يختلف إلى حد ما في دول مثل الهند.الأساسي والجديدة في وجود مثل هذه المستعمرات، مثل الهند،تتمثل ليس فقط في أن البرجوازية الوطنية انقسمت إلى حزب ثوري واخر مساوم،ولكن، قبل كل شيء، أن القسم المساوم من هذه البرجوازية قد تمكنت بالفعل من اقامة تفاهم مع الإمبريالية.
خافت من الثورة أكثر من الإمبريالية نفسها ،وحافظت على رعاية مصالحها وزيادة عائداتها الماليه، اكثر من مصالح بلدها،هذا جزء من البرجوازية،الاكثر ثراءا وتاثيرا،حيث أصبحت كلا قدميها في معسكر العدو اللدود للثورة،تزكي التحالف مع الإمبريالية ضد عمال وفلاحين بلدها الام .لا يمكن ان تنتصر الثورة دون كسر الحلف.ولكن لتحطيم هذا التحالف يجب تركيزالنار ضد البرجوازية الوطنية المساومة، لفضح خيانتها وتحرير الجماهير الكادحة من تحت نفوذها وتحضر الضروف اللازمة بصورة منتظمة لهيمنة البروليتاريا.وبعبارة أخرى، يجري العمل على مسألة أن في مثل هذه المستعمرات، مثل الهند، يتم إعداد البروليتاريا للدور القيادي لحركة التحرر، خطوة بخطوة من اجل طرد البرجوازية وأبواقها من هذا المنصب .
انشاء حلف ثوري مناهض للامبرياليه يضمن هيمنة الطبقة العاملة - بهذا تتمثل المهمة .هذا الحلف ليس بالضرورة يمكن ان ياخذ دائما شكل تحالف وحدة حزب العمال والفلاحين ،مرتبطة بشكل رسمي ببرنامج موحد. ان استقلالية الحزب الشيوعي في هذه البلدان يجب ان يكون الشعار الرئيسي لجميع العناصر الشيوعية المتقدمة،لان سيطرة الطبقة العاملة يمكن ان تحضر وتنفذ فقط من قبل الحزب الشيوعي.
ولكن يمكن للحزب الشيوعي، ان يدخل في تحالف مفتوح مع الجناح الثوري من البرجوازية من أجل، عزل البرجوازية الوطنية المساومة، واستقطاب جماهير غفيرة من البرجوازية الصغيرة في المدن والمناطق الريفية في النضال ضد الإمبريالية.
وبالتالي، فإن المهام العاجلة للحركة الثورية في المستعمرات الرأسماليه المتقدمة والدول التابعه
1) استمالة أفضل العناصر من الطبقة العاملة ووقوفهم إلى جانب الشيوعية، وإنشاء أحزاب شيوعية مستقلة
2) إنشاء تحالف وطني ثوري يضم العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين ضد تحالف البرجوازية الوطنية المساومة والإمبريالية
3) تاكيد ضمان سيطرة الطبقة العاملة على هذا الحلف.
4) تعزيز النضال لتحرير البرجوازية الصغيرة في المدن والمناطق الريفية من نفوذ البرجوازية الوطنية المساومة
5) ضمان التعاون بين حركة التحرر وحركة البروليتاريا في البلدان المتقدمة.
هذه هي المجموعات الثلاث من المهام العاجلة التي تواجه الكوادر القيادية في الدول الشرقيه المستعمرة والتابعة .
ان هذه المهام تكتسب طبيعة خطيرة وأهمية خاصة، اذا نظرنا لها على ضؤ الوضع الدولي الراهن.
يتميز الوضع الدولي حاليا بفترة من الهدوء المؤقت في نضال الحركة الثورية. ولكن ما هو الهدوء، وماذا يعني في هذه اللحظة؟
انه يعني فقط زيادة الضغط على العمال في الغرب، على مستعمرات الشرق وقبل كل شيء، على الاتحاد السوفياتي، حامل لواء الحركة الثورية في جميع البلدان.
ليس هناك ادنى شك في أن التحضير للضغط على الاتحاد السوفياتي قد بدأ بالفعل في صفوف الإمبرياليين
ان التحريض الشائن ضد الاتحاد السوفييتي وعلاقته بالانفجار في صوفيا، يعتبر حملة شامله للصحافة البرجوازية ضد بلدنا -كل هذا يعد المرحلة التحضيرية للهجوم.حملة التشهير هذه انطلقت على ضؤ الانتفاضة في استونيا،
هذا يعني إلاعداد الحربي لتهيئة الرأي العام، الذي يهدف الى ضمان ترويض الجمهور على الهجوم ضد الاتحاد السوفيتي وإرساء الشروط الأخلاقية للتدخل.
ما سوف يخرج من هذه الحملة جملة من الأكاذيب والافتراءات، هل سيخاطر الامبرياليون بإتخاذر قرار خطير بالهجوم ,- سنرى لاحقا . غير أن هذه الهجمات لا تبشر بالخير بالنسبة للمستعمرات، بهذا لا يوجد مجالا للشك.
لذلك، فإن مسألة إعداد القوات المشتركة للثورة لهجوم مضاد ضد هجوم الإمبريالية المحتمل يعتبر موضوع الساعه الان ..
لهذا السبب فإن تحقيق المهام العاجلة للحركة الثورية في الدول المستعمره والبلدان التابعه تكتسب أهمية خاصة .
بماذا تتلخص مهمة جامعة الشعوب الشرقيه بالنسبة للدول المستعمره والتابعه في ظل كل هذه الظروف؟
ان مهمة الجامعة تتلخص في الاخذ بعين الاعتبار جميع ملامح التطور الثوري وتدريب الكوادر، القادمة من هذه الدول، في اتجاه يضمن لها تنفيذ مجموعة متنوعة من المهام الفورية المذكورة أعلاه .
في جامعة شعوب الشرق يوجد حوالي 10 مجموعات مختلفة من الطلبة الذين يأتون إلى هنا من الدول الاستعمارية والتابعة.الجميع يعلم ،بأن هؤلاء الرفاق متعطشين للنور والمعرفة.
مهمة جامعة شعوب الشرق جعل من هؤلاء الشبيبه ثوارا حقيقيين،مسلحين بالنظرية اللينينية، مزودين بالخبرة العملية اللينينية، وقادرين على أداء المهام الفورية لحركة التحرر في المستعمرات والبلدان التابعة، ليس خوفا .وانما بوعي وضمير..
ينبغي أن يؤخذ بالاعتبارأن هناك نوعان من الانحرافات في ممارسة الكوادر القيادية في الشرق الاستعماري، النضال الضروري الذي لا بد من مكافحته من أجل تربية كوادر ثورية حقيقيه .
الانحراف الأول يكمن في التقليل من الإمكانيات الثورية لحركة التحرر وإعادة تقييم فكرة اقامة جبهة وطنية واحدة في المستعمرات والبلدان التابعة، بغض النظر عن وضع ومستوى التطور في هذه الدول.
هذا يعتبر انحرافا إلى اليمين، فإنه محفوف بخطر التقليل من شأن الحركة الثورية وانحلال العناصر الشيوعية فى جوقة البرجوازيين القوميين العامة.
النضال الحاسم ضد هذا الانحراف يعتبر من المسؤوليات المباشرة لجامعة شعوب الشرق.
الانحراف الثاني هو إعادة تقييم إلامكانيات الثورية لحركة التحرر والتقليل من شان قضية تحالف الطبقة العاملة مع البرجوازية الثورية ضد الإمبريالية.كما يبدو، ان وضع شعار السلطة السوفياتية لجميع المواطنين مؤخرا ، يؤثر على الشيوعيين كثيرا.هذا هو انحراف إلى اليسار، فإنه محفوف بخطر الانفصال عن الجماهير وتحويل الحزب الشيوعي الى طائفة.
النضال الحاسم ضد هذا الانحراف هو شرط أساسي لتدريب الكوادر الثورية الحقيقية للمستعمرات وبلدان الشرق التابعه
هذه هي بصفة عامة الأهداف السياسية لجامعة شعوب الشرق السوفيتية والشرق الاستعماري
اننا نأمل أن يكون لجامعة شعوب الشرق شرف تحقيق هذه المهام
يوسف فيساريونوفيتش ستالين!!
" البرافدا ، عدد 115،
22 ايار ، 1925

مقتطف من المهام السياسية لجامعة شعوب الشرق
كلمة ستالين في اجتماع طلاب
الجامعة الشيوعية لكادحي الشرق
18 ايار ، 1925
ترجمة عليه اخرس