حرب اسرائيل عام 1948 وانحلال الاممية الرابعة -2 - يوسي شوارتز ( التيار الشيوعى الأممى )


سعيد العليمى
2016 / 9 / 26 - 00:14     

الهدف الصهيونى من حرب 1948
اذا كانت اسرائيل مجتمعا تقدميا واذا كانت تحارب حربا ثورية معادية للامبريالية فى 1948 كما ادعى الستالينيون فى هذا الوقت ، فقد كان الحاصل فى المنطقة سيكون اضعاف الامبريالية في الاقليم . وقد حدث العكس فى العالم الفعلى .
يكفى ان تقرأ المقالات ، واليوميات ، واحاديث القادة الصهاينة ، لتدرك ان الهدف الصهيونى من حرب 1948 كان تحطيم واجبار الفلسطينيين على ترك وطنهم . ويظهر ايضا ان الصهاينة قد صيغوا على شاكلة افريكان جنوب افريقيا . ويصبح هذا واضحا من كلمات القادة الصهاينة انفسهم .دعونا نقتبس اولا كلمات فلاديمير جابوتينسكى ، قائد الصهاينة التحريفيون .
" لابد أن ينتهى الاستعمار الصهيونى او ان يتحقق بدون اعتبار لارادة السكان الاصليين . يمكن لهذا الاستعمار من ثم ان يستمر ويتطور فقط تحت حماية قوة مستقلة عن السكان الاصليين – حائط حديدى لايمكن ان يخترقه السكان الاصليون . وهذه اجمالا سياستنا تجاه العرب وصياغة المسألة على اى نحو آخر سيكون نفاقا " ( 1 )
اعلن جابوتينسكى فيما بعد " القانون الحديدى لكل حركة استعمارية ، القانون الذى لايعرف استثناء ، القانون الذى وجد فى كل الازمنة وتحت كل الظروف . هو انه اذا رغبت فى ان تستعمر بلدا يتواجد فيه سكان بالفعل لابد ان تكون هناك حامية فى صفك . او – او عليك ان تتخلى عن استعمارك ، لأنه بغير قوة مسلحة تجعل من المستحيل ماديا اى محاولات لتدمير او منع هذا الاستعمار ، فإن الاستعمار مستحيل ، وليس " صعبا " ، وليس " خطرا " وانما مستحيلا ...الصهيونية مغامرة استعمارية ومن ثم تصمد او تسقط ارتكازا على مسألة القوة المسلحة . من المهم ان نبنى ، من المهم ان نتحدث العبرية ، لكن لسوء الحظ فإن الاكثر اهمية هو ان نكون قادرين على اطلاق النار – بخلاف ذلك أنت تعبث بالاستعمار " ( 2 )
قال جوزيف وايتز رئيس قسم الاستيطان بالوكالة اليهودية : " هناك البعض ممن يعتقدون ان السكان غير اليهود ، حتى وان كانوا بنسبة عالية داخل حدودنا فسوف يخضعون بشكل اكثر فعالية لرقابتنا ، وهناك البعض ممن يعتقدون العكس اى انه من الاسهل ان ننفذ المراقبة على انشطة جار اكثر مما لو كانوا مقيما . ( انا ) اميل لدعم وجهة النظر الاخيرة ولدى حجة اضافية (... ) وهى ان هناك حاجة لتعزيز طابع الدولة التى ستكون على ذلك يهودية ( ... ) ومعها أقلية غير يهودية لاتتجاوز 15 فى المائة . لقد سبق وتبنيت هذا الموقف الاساسي بشكل مبكر يعود الى عام 1940 ( و ) قد اثبته فى يومياتى " ( 3 )
لقد كتب دافيد بن جوريون ، رئيس الوزراء اللاحق لدولة اسرائيل فى 1937 فى خطاب لابنه عن الخطط الصهيونية لطرد الشعب الفلسطينى : " لابد ان نطرد العرب ونأخذ اماكنهم " ( 4 )
تشدد مقتطفات اخرى من بن جوريون على خطط التوسع الصهيونى : " لابد ان نستعد حتى ننتقل لمرحلة الهجوم . هدفنا ان نحطم لبنان ، عبر الاردن ، وسوريا . النقطة الضعيفة هى لبنان ، لأن النظام المسلم اصطناعى ويسهل ان نقوضه . سوف نؤسس دولة مسيحية هناك ، وحينئذ سوف ندمر الجيش العربى ونقضى على عبر الاردن وسوف تقع سوريا فى أيدينا . ثم نقصف ( ونواصل الاستيلاء على بورسعيد ، والاسكندرية وسيناء " ( 5 )
وقد ذكر اسحاق رابين فى يومياته : " لقد مشينا خارجا ، يصحبنا بن جوريون . وكرر ألون سؤاله ، ماذا سنفعل بالسكان الفلسطينيين ؟ اشاح بن جوريون بيده بإشارة تومئ الى ان " نلقى بهم فى الخارج " ( 6 )
وفيما بعد سوف يعبر رئيس الوزراء مناحم بيجن عن نزعته العرقية الصهيونية بصراحته الوحشية فى حديث للكنيست ( البرلمان الاسرائيلى ) : " عرقنا هو العرق السيد . نحن آلهة خالدون على هذا الكوكب اننا متميزون عن الاعراق الادنى مثلما يتميزون هم عن الحشرات . وفى الحقيقة فمقارنة بعرقنا ، فإن الاعراق الاخرى بمثابة وحوش وحيوانات وماشية فى افضل الاحوال . بل تعتبر الاعراق الاخرى بمثابة خراء . وقدرنا هو ان نسيطر على الاعراق الادنى . ان مملكتنا الارضية سوف يحكمها قائدنا بقضيب من حديد . سوف تلعق الجماهير اقدامنا وسوف يخدموننا كعبيد " ( 7 )
تبين الباقة الصغيرة من المقتطفات بجلاء الطبيعة الرجعية للصهيونية حينما كانت تخطط لانشاء دولة اسرائيل وحرب الاجلاء الضرورية لها . وبقدر رجعية الحروب الاسرائيلية ، بقدر ماتتمخض علن هزيمتها آثار تقدمية . نستطيع اليوم ان نرى هذا بغاية الوضوح مع هزائم اسرائيل الاخيرة فى لبنان عندما تعين عليها ان تهرب فى منتصف الليل فى عام 2000 ، وفى الحرب الثانية فى لبنان حينما هزمها حزب الله ، وفى حرب السلطة الفلسطينية التى ظاهرتها اسرائيل ضد حماس فى 2007 وفى الحرب الاخيرة ضد حماس فى 2012 والتى كانت جميعها عوامل مهمة فى نشوب الانتفاضة الثانية فى سبتمبر 2000 وكذلك فى الثورة العربية منذ 2011 . لقد اقنعت هذه الهزائم الاسرائيلية الجماهير العربية ليس فقط بأن اسرائيل يمكن ان تهزم وانما يمكن ايضا هزيمة الديكتاتوريين العرب . لو كان المجتمع الاسرائيلى مجتمعا تقدميا لأدى انتصار عام 1967 الى انتفاضة جماهيرية عربية . وفى الواقع ففى اعقاب حرب 1967 شعرت الجماهير العربية بالاذلال والضعف .

- يتبع -