حرب اسرائيل عام 1948 وانحلال الاممية الرابعة - 1 - يوسي شوارتز ( التيار الشيوعى الاممى )


سعيد العليمى
2016 / 9 / 23 - 19:36     

حرب اسرائيل عام 1948 وانحلال الاممية الرابعة يوسي شوارتز
( التيار الشيوعى الاممى )
مايو 2013
مقدمة هيئة التحرير : الوثيقة التالية المقدمة من الرفيق يوسي شارتز تمثل اسهاما كبيرا فى جانبين . فهى تحدد اولا الموقف الماركسي من دولة الاستعمار الاستيطانى اسرائيل ، ظهورها وحربها الرجعية عام 1948 – التى يسميها الصهاينة بلغة اورويلية حقيقية " حرب الاستقلال " . يضاف الى ذلك ، ان الوثيقة هامة ايضا فى فهم تاريخ موقف الاممية الرابعة من الصهيونية والنضال من اجل التحرر القومى فى فلسطين . ويبين الرفيق شوارتز بصفة خاصة ان القوى التروتسكية الصغيرة فى فلسطين تحت قيادة تونى كليف ( الذى اصبح فيما بعد مؤسس التيار الاشتراكى الوسطى الاممى وخاصة حزب العمال الاشتراكى البريطانى ) لم تفهم ابدا المسألة القومية فى فلسطين واخفقت فى ان تتخذ موقفا ثوريا . لقد كان واحدا من تجليات عملية تحللها الوسطى ان الاممية الرابعة اخفقت فى ان تتخذ موقفا انهزاميا ثوريا ضد اسرائيل فى حرب عام 1948 وموقفا دفاعيا ثوريا مع البلدان العربية .
والمؤلف يوسي شوارتز ، هو بالتأكيد واحد من اكثر الاشخاص ملائمة لتناول هذه الموضوعات . فهو اسرائيلى – يهودى تروتسكوى معاد للصهيونية وقد كان نشطا لعدة عقود ودائما ماانحاز للنضال التحررى الفلسطينى بالكلمات والافعال . وهو قائد مخضرم فى العصبة الاشتراكية الاممية التى انضمت حديثا للتيار الشيوعى الثورى الاممى واصبحت فرعه فى فلسطين المحتلة / اسرائيل .
يعمل الرفيق يوسي شوارتز حاليا على موضوع الموقف الماركسي من حروب اسرائيل المتواترة فى التاريخ . وهذه الوثيقة هى الاولى فى سلسلة من المقالات المخطط لها حول الموضوع . ونحن نأمل ان تشجع هذه الوثيقة المناقشة وسط القوى الثورية الجادة فى كل من فلسطين المحتلة / اسرائيل وكذلك على الصعيد الاممى .
******************************
ان الحرب التى جرت عام 1948 من جانب القوى المسلحة الصهيونية ضد الفلسطينيين والدول العربية لم تكن حربا بين دولة امبريالية ( لم تكن اسرائيل دولة امبريالية بعد ) والمستعمرات او شبه المستعمرات . لقد كانت حربا بين اسرائيل التى كانت شبه مستعمرة بناها المستعمرون المستوطنون من جانب بينما كان الفلسطينيون شعبا مستعمرا مضطهدا ومعهم الدول العربية التى كانت شبه مستعمرة من جانب آخر . بالنسبة لهؤلاء الذين يستخدمون المنطق الشكلى لم يكن امرا سهلا بالنسبة لهم ان يختاروا جانبا . اليوم اغلب من يدعمون الفلسطينيين سوف يوافقون على انه كان من الضرورى الانحياز للفلسطينيين والدول العربية اثناء الحرب . وإن كانوا سيجدون بعض الصعوبة فى تفسير لم يتعين عليهم مساندة الدول العربية التى كان " يحكمها " الملوك الذين كانوا يخدمون السادة الامبرياليين البريطانيين والفرنسيين بوضوح .
ان حجة كثير من انصار قضية الفلسطينيين العادلة يطرحون انه كان من الضرورى الوقوف ضد اسرائيل فى الحرب لأن اسرائيل كانت مجتمعا مستعمرا مستوطنا قمعيا – وهى حجة معممة . حين حاربت بريطانيا ضد 13 مستعمرة امريكية فى حرب الاستقلال الامريكية ( 1775-- 1783) فقد كان القسم التقدمى والثورى من الانسانية فى جانب المستعمرين المستوطنين الامريكيين حتى عندما اضطهد هؤلاء المستعمرون الهنود الاصليين . لقد كان من الضرورى الدفاع عن الهنود ضد المستوطنين البيض والدفاع عن المستوطنين المستعمرين ضد الامبراطورية البريطانية لأن الامبراطورية البريطانية كانت العدو الأسوأ . ولايمكن لأحد ان يظن ان الامبراطورية البريطانية قد حاربت فى صف الهنود . وهؤلاء الذين رفضوا الوقوف مع المستعمرين الامريكيين ضد الامبريالية لم يساعدوا الهنود وانما الامبرياليين .
ترتبط مسألة هل كان من الواجب تأييد او معارضة اسرائيل فى حرب 1948 بالطبع بمسألة : هل يؤيد الماركسيون حق تقرير المصير للاسرائيليين ؟
يمكن فقط لنظرة الطبقة العاملة الاممية التى ترى وحدة العالم من خلال المنظور الثورى للعمال فى الاقسام غير المتساوية لكن المركبة - يمكن ان تقدم الاجابة النظرية على حرب 1948 .
وقعت حرب 1948 فى عصر انحلال الراسمالية . وهكذا بينما كانت حرب الاستقلال الامريكية المرحلة الاولى من ثورة ديموقراطية اكتملت بانتصار الشمال على الجنوب فى الحرب الاهلية 1861 – 1865 ، اما اسرائيل فمع انها دولة امبريالية ، فهى لم تمر ابدا ولم يكن ممكنا ان تمر بثورة ديموقراطية بسبب طبيعة هذه الفترة وطبيعة الصهيونية . واسرائيل لاتستطيع ان تعطى للفلسطينيين حقوقا متساوية لأنها لن تصبح دولة ذات اغلبية يهودية من المواطنين بعد ذلك . وسوف تفقد شرعية الوجود وسوف يتعرض كل جهاز دولتها السياسي والعسكرى للتهديد . سوف يعنى هذا انتحارا لإسرائيل وهو الامر الذى لن يقوم به الوحش . وهذا هو سبب ان مطلب اقامة جمهورية ديموقراطية واحدة من النهر الى البحر لايمكن ان يتحقق دون ثورة اشتراكية .