خصام ونقاش مع فاخر فاخر٢


حسقيل قوجمان
2016 / 9 / 4 - 14:14     

خصام ونقاش مع فاخر فاخر٢
((ملاحظة بدون تعليق) اريد بهذه الملاحظة ان ابين طريقة فاخر فاخر في انتقاد حسقيل فلا يقتبس ما قال حسقيل حقا بل يترجم قول حسقيل بالشكل الذي يفهمه من قول حسقيل ولذلك فهو في الواقع ينتقد ذاته.
كتبت في المقال الاخير "بالطبع لم يكن الانتاج في عصر المانيفكتورة انتاجا راسماليا واضحا بل كان بداية الانتاج الراسمالي بشكله التجاري بدون التمسك بقواعد نشوء الاسطوات في صناعة الاصناف."
فكتب فاخر فاخر في انتقاده لهذه العبارة "ما كانت الرأسمالية لتظهر لولا الميركانتيلية أو الرأسمالية التجارية التي وفرت أموالا تتوظف في الصناعة فيشتري الرأسمالي قوى العمل" انتهت الملاحظة
كان انتاج المانيفكتورا مخالفا لانتاج الاصناف. ففي النظام الاقطاعي كان يسود انتاج الاصناف حيث يجب ان يمر العامل منذ طفولته في مراحل من تعلم الصنعة التي يريد ان يمارسها فيبدأ كمياوم اي كخادم في احد الاصناف وبعد سنوات يصبح خلفة اي نصف صناعي ان صح التعبير ثم يصبح اسطى اي صانع معترف به يمكنه ان يدير المصنع الذي يشتريه.
ماذا كان انتاج الاصناف ان لم يكن انتاجا بضاعيا؟ ان انتاج الاصناف كان انتاج بضائع وفق نظام الاصناف تباع في السوق. كانت صناعة الاصناف شائعة في العراق حتى في ايام صباي. كان اشهر اسواق الاصناف في بغداد ىسوق الصفافير الذي بقي حتى الاخير. ينتج الصفار طاوة او قدرا او كفكيرا او غير ذلك من الوسائل النحاسية وياتي الناس الى السوق لشراء هذه البضائع التي يحتاجونها. كان في بغداد ايضا سوق او خان الصاغة الذهبية والفضية. وكان سوق الصابئة الذين كانت لهم طريقة خاصة في الصياغة لم تعرف في مكان اخر في العالم. تعددت الاصناف في العراق بحيث يصعب تعديدها. الحدادون والنجارون والحذاؤون والخياطون والخياطات النسائية والحلاقون ونزاحو المراحيض والبلاليع ومبيضو القدور النحاسية والسقاؤون الذين كانوا يجلبون الماء من دجلة ليبعوه للبيوت قبل تنظيم اسالة الماء والحنفيات في البيوت ومخيطو الفرفوري وحدادو السكاكين الخ... كان صنف صياغة الحلى مثلا ينتج خاتما او سوارا ذهبيا يشتريه الرجل لاستعماله عند عقد قرانه. فماذا كان الخاتم او السوار الذهبي ان لم يكن سلعة او بضاعة؟ والحرفي صانع الاحذية هو الاخر يعمل بوسائل عمله البدائية مستخدما المواد التي يشتريها من جلد ومسامير وخيوط وغيرها لكي يصنع حذاءا كسلعة او بضاعة يبيعها لقاء ثمنها من النقود ليشتري بها ما يحتاج من اجل معيشته ومواصلة عمله كصانع احذية. ان قانون دورة الانتاج الحرفي او صناعة الاصناف هو سلعة، نقود، سلعة (س ـ ن ـ س). يبدو ان فاخر فاخر لم يسمع او يعلم به. واعتذر عن الاطالة في مناقشة هذه الفقرة التي كلها معروفة ولا نحتاج لتكرارها.
"ثانياً . وصل الأمر بالسيد قوجمان أن يعتبر مراكمة النقود في النظام الرأسمالي مثلها مثل الإغتناء بالإدخار! السادة في النظام العبودي كانوا أثرياء جداً لكنهم لم يكونوا رأسماليين وأموالهم جاءت عن طريق النهب وليس عن طريق مراكمة فائض القيمة" هنا ايضا يقدم فاخر فاخر ما كتبه حسقيل بلغته الخاصة وليس بلغة حسقيل التي يقراها في المقال الذي قراه ولذلك فهو في الواقع ينتقد نفسه انتقادا ذاتيا ولا ينتقد حسقيل.
بينت في مقالي ان الاستغلال في المجتمع العبودي كان استغلالا واضحا. فالسيد يمتلك العبد نفسه وجميع انتاجه ويقدم الى للعبد شيئا مما انتجه العبد له لابقائه على قيد الحياة. وقد اجبر الاسياد عبيدهم على بناء قبور خاصة لهم يوضعون فيها بعد وفاتهم بدون دفنهم لتسهيل قيامهم يوم القيامة. عمل في بناء هذه القبور ملايين العبيد ومات الملايين منهم اثناء بنائها لان عملهم كان جسميا ولا ادوات متطورة للبناء لديهم. وهذه القبور هي العمارات العظيمة التي تفتخر البشرية بعظمة هندستها وبنائها كاهرام الجيزة مثلا وغيرها الكثير حتى في اميركا الجنوبية.
وبينت ان الاستغلال في النظام الاقطاعي ايضا كان استغلالا واضحا فيما ياخذه الاقطاعي مباشرة من انتاج القن في ارضه وما يتلقاه من خدمات يجبر القن وعائلته على تقديمها له في قصره وفي مزارعه.
اما في النظام الراسمالي فقد تحرر الانسان واصبح الانسان العامل حرا في امتلاك ما يمتلكه من ثروة كغيره من البشر ولم يعد الاستغلال واضحا. الا ان العامل لم يمتلك غير بضاعة قوة عمله يبيعها لكي يعيش واذا لم ينجح في بيعها فانه يموت جوعا. وفي هذا النظام اصبح الاستغلال مستورا وليس واضحا بعملية البيع والشراء والتبادل الذي يجري بين البضائع في المجتمع ومن ضمنها بضاعة قوة عمل العامل، البضاعة الوحيدة التي يمتلكها العمال.
هذه الفقرة الثانية في انتقادات فاخر فاخر حول الادخار ايضا لا معنى لها كالفقرة الاولى. فقد ميزت بين ان يحب الانسان ادخار النقود، وفق القول بان القرش الابيض ينفع في اليوم الاسود، وهذا لم يكن في الانتاج الراسمالي فقط بل في كل الانظمة الاجتماعية، وبين تجميع الارباح الراسمالية التي لا يحققها الراسماليون الا عن طريق استغلال الطبقة العاملة والكادحين في النظام الراسمالي.
"الماركسي قوجمان يقول أن الدولة الأميركية عادت تسرق الشعب الأميركي ليغتني الرأسماليون وهذا اعتراف بأن الرأسماليين لم يعودوا ينتجون البضاعة ولم يعودوا رأسماليين"
هذه العبارة كسابقاتها يقولها فاخر فاخر بلغته هو ولا معنى لما يقوله قيها. لان حسقيل لم يقل "عادت تسرق الشعب الاميركي ليغتني الراسماليون" يبدو ان فاخر فاخر يقرا المقال العربي ولا يفهمه. قلت ان الحكومة الاميركية تقترض النقود ليس من الخارج رغم انها قد تقترضه من البنك الدولي مثلا بل ان النقود التي تقترضها هي في الواقع ثروات الاجيال القادمة من الشعب الاميركي لان هذه الاجيال هي التي عليها ان تسدد القروض وتدفع القوائد عنها. والحكومة الاميركية هي غير الراسماليين. الراسماليون اشخاص مستقلون عن الحكومة وهم ينتجون البضائع من اجل زيادة ارباحهم. والطريقة الوحيدة لزيادة ارباحهم هي استغلال العمال والكادحين لانتاج فائض القيمة. وبينت ان الحكومة الاميركية بصفتها الخادمة الطبيعية للطبقة الراسمالية تقترض من اجل القيام بواجبها في خدمة الطبقة الراسمالية الى درجة تقديم ما تقترضه للشركات والبنوك الراسمالية لانقاذها من الازمات الدورية التي تتعرض لها كما فعلت في ازمة الثمانينات على سبيل المثال. هل هناك اوضح من تقديمها مئات المليارات من الدولارات لانقاذ شركاتها الامبريالية الكبرى ومصارفها الكبرى من الافلاس او هل ان فاخر فاخر لا يعرف شيئا عن ذلك؟
ولماذا اذا "اغتنى الرأسماليون وهذا اعتراف بأن الرأسماليين لم يعودوا ينتجون البضاعة ولم يعودوا رأسماليين"؟ ما علاقة الغنى بانتاج البضاعة؟ ولماذا يعني اغتناء الراسمالي انه لم يعد راسماليا او انه لاينتج بضاعة؟ ان اغتناء الراسمالي لا يمنعه من انتاج البضاعة بل يدفعه الى انتاج المزيد منها. قبل مدة اعترف العالم بان صاحب شركة ميكروسوفت اصبح اول انسان بلغت ثروته الشخصية المائة مليار دولار. ومع ذلك لم يتوقف عن انتاج البضاعة وتوسيع نشاط شركته وزيادة ارباحه. ولماذا اذا اغتنى الراسماليون فهذا معناه انهم لم يعودوا راسماليين؟ كل ذلك ثرثرة لفاخر فاخر لا معنى لها.
"رابعاً . داوم قوجمان على لعبة الغماوة فخسر بصورة فاضحة
وصل الأمر به لأن يفترض أن ستالين كان على خطأ عندما أكد في المؤتمر التاسع عشر للحزب 1952 أن النظام الامبريالي سينهار في وقت قريب . في الحقيقة أن هذا كان قراراً لمؤتمر الحزب وليس لستالين فقط"
في هذه الفقرة من التعليق كما في الفقرات السابقة لا يكلف فاخر فاخر نفسه باقتباس ما كتبه حسقيل وهو يقرا المقال بل يصوغ عبارة الانتقاد بلغته الخاصة. وهذا يؤكد لي بان فاخر فاخر يقرا اللغة العربية ولا يفهمها. وهذا يعني ان فاخر فاخر ينتقد قوله هو وليس قول حسقيل اي انه ينتقد ذاته فهنيئا له على هذا الانتقاد الذاتي.
يقول فاخر فاخر ان حسقيل "يفترض ان ستالين كان على خطأ عندما اكد في المؤتمر التاسع عشر للحزب 1952 ان النظام الامبريالي سينهار في وقت قريب"
لا ادري اين قرأ فاخر فاخر انني خطات ستالين. فانا بينت ان ستالين كان يتكلم في حينه وفقا للظروف التي كان يعيشها وهي كانت ظروفا صالحة لمثل هذا التصريح الواضح العظيم. ولكن ظروف الاتحاد السوفييتي تغيرت حاليا ولم تعد الظروف تسمح بمثل هذا التصريح. والبرهان على ذلك ان تصريح ستالين لم يتحقق قريبا اذ يعيش العالم اليوم تحت نير افظع واوحش واشرس حكم امبريالي ولن يتحقق تمخبتلاخ الا اذا وقعت ثورات اشتراكية كثورة اكتوبر. فاعتبر فاخر فاخر انني خطات ستالين وهذا افتراء لا صحة له اطلاقا. على الانسان دائما ان يحلل الظروف وفق الاوضاع السائدة عند تحليله للاوضاع القائمة وليس حسب الاوضاع التي كانت سائدة سابقا. والاوضاع حاليا تختلف عن الاوضاع التي كانت قائمة حبن صرح ستالين تصريحه العظيم.