موقع تأسيس منظمة -إلى الأمام- في وحدة الماركسيين اللينينيين المغاربة


الماركسيون اللينينيون الوحدويون المغاربة
2016 / 9 / 1 - 22:21     

في كل سنة تحل ذكرى تأسيس الحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية وعلى رأسها منظمة "إلى الأمام"، التي تعتبر ملهمة الماركسيين اللينينيين الثوريين المغاربة لكونها سطرت الطريق الثوري منذ سنواتها الأولى، بعد نقد مفهوم "الإنطلاقة الثورية" التي ارتكزت على جماهيرية الحركة وعفوية الحركة الجماهيرية ورسم الأفق الإستراتيجي للثورة المغربية، وكان مفهوم "الإستراتيجية الثورية" في علاقتها ب"إستراتيجية بناء الحزب الثوري" المنظور الجديد للطريق الثوري للثورة بالمغرب.

وكان للصراع الأيديولوجي والسياسي بين هذين المنظورين الثوريين المتناقضين دور كبير في بروز الخطين في الحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية، بين خط الجماهير في أعلى مستوياته الثورية بإدماج البعد العسكري في انتصار الثورة وبين الخط الإصلاحي : "الإطاروية والذاتوية" وفصل المنظمات الثورية عن الجماهير، مما جعل المسافة بين البعدين تتسع كلما احتدت الصراعات الطبقية، مما قلص المجال أمام إمكانية وحدة الماركسيين اللينينيين بعد فتح الصراع بين الثورية والإصلاحية.

وبعد مرور أزيد من أربعة عقود ونيف على تأسيس الحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية ازدادت المسافة اتساعا بين الخطين تركيبا وتعقيدا، تشكلت فيها خطوط ثانوية في كلي الخطين وتتخذ تعبيرات مختلفة ومتعددة تتناسل باستمرار على شكل مجيمعات تحاول بناء تجاربها الخاصة، وتبرز في أحسن الأحوال على شكل تيارات إنقسامية لما يضيق بها أفق البناء الثوري وتعجز عن فهم تطور الحركة وتعقد مساراتها، مما حول الصراع الأيديولوجي والسياسي داخل الحركة إلى وجبات يتناولها كل حسب ذوقه، في شكل "حسائه الإختياري" كما قال إنجلس، لإبراز تمايزه بين باقي التيارات، الشيء الذي حول الحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية إلى مجال للفوضى الفكري يعبث فيه كل من يرغب في تعليم بعض تعاليم الماركسية اللينينية.

لقد أصبح "الجمود العقائدي" منظورا فكريا مسيطرا على الساحة الأيديولوجية والسياسية داخل الحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية، فتحولت المفاهيم الثورية التي وصعتها الماركسية وطورتها الماركسية اللينينية إلى مصطلحتا يتم توظيفها عشوائيا وبشكل فج دون مراعاة وقع في الصراعات الطبقية، وأصبح "الإجتهاد الفكري" ذريعة يتقمصها الكل من يريد تمرير مغالطات سياسية دون الإلمام بقيمة النظرية الماركسية اللينينية التي انبثقت من صلب الصراعات الطبقية في مستواها الأعلى الإقتصادي والحربي، وأصبح "التنظير التعسفي" هواية لتعليم تعاليم الماركسية اللينينية والقذف بها في وحه كل من يحاول فهم الوضع السياسي العام وتكييفه وفق تطور الحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية، وأصبحت الطبقات الإستراتيجية في الصراعات الطبقية متجاوزة في نظر "المنظرين الجدد" الذين حولوا مواقع التناقضات الثانوية إلى مركز التناقضات الأساسية.

لقد أصبحت "الإنطلاقة الثورية" موضة العصر لدى بعض ماركسيين لينينيين الذين يعتبرون رفع "الشعارات الثورية" عملا ثوريا خارج التنظيم الثورين الذي لا يمكن اعتباره ثوريا دون القيام بإطلاق رصاصة واحدة، وأصبحت "الإطاروية والذاتوية" ثقافة جديدة لدى بعض الماركسيين اللينينيين خاصة منهم المعتقلين السياسيين القدماء الذين حولوا أنفسهم إلى محوار مجيمعات ينشرون فيها ثقافة "الإطاروية والذاتوية" من أجل تسويق الخطاب الثوري الفج.

لقد حول الإطارويون الذاتويون الحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية إلى مجال للإستهلاك الفكري الذي يركز ثقافة "الجمود العقائدي" في أوساط الحركة، وحولوا النظرية الماركسية اللينينية إلى ترف فكري على شكل شعارات استهلاكية اختلط فيها الشعار بالموقف في تناقض تام مع المبدأ، وتشروا ثقافة حفظ بعض النصوص المعزولة عن سياقها النضالي والتاريخي في أوساط الراغبين في تعليم تعاليم الماركسية اللينينية، اعتقادا منهم أن تعاليم "الإطاروية والذاتوية" أساس الثورة والثقافة الثورية معتبرين عملهم في صلب بناء خط الجماهير بدون أداة ثورية، وأن الطريق الثوري يمر عبر حفظة الكتاب وعبادته وأن الثقافة الثورية للجماهير تأتي من الخارج في تفسير فج لمقولة اللينينية "ربط الطبقة بالجماهير"، وتحولت الطبقة إلى برجوازية صغيرة تلد باستمرار عناصر الإنتهازية في أوساط الطبقة في جهل تام بمفهوم علاقة الطبقة بالحزب وعلاقتها بالجماهير.

إن وحدة الماركسيين اللينينيين المغاربة مهمة ملحة في بناء وحدة التصور الأيديولوجي والسياسي نضاليا وتاريخيا في علاقتها الجدلية ببناء وحدة المنظمة الماركسية ـ اللينينية المغربية، ذلك ما يتطلب القطع مع "الإطاروية والذاتوية" التي قطعت معها منظمة "إلى الأمام" في تصوراتها الأيديولوجية والسياسية، في الجدل والنقاش والصراع مع المناضلين الثوريين في منظمتي "23 مارس" و"لنخدم الشعب" في بداية السبعينات من القرن 20.

وحتى لا يتم إعادة إنتاج "الإطاروية والذاتوية" في شكلها الحديث يتم فيه التنويه بالإنجازات الفكرية للمنظمة والإثراء في سرد الوقائع والإحداث والمواقف الإيجابية، لا بد من فتح ملف "نقد التجربة" بشكل مادي تاريخي وقف المادية الجدلية خاصة وأنه يوجد الآن بين أيدينا رصيد وثائقي مهم، يكون أرضية دراستنا وتحليلنا في ربط مادي تاريخي لتطور الحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية بالعلاقة بتطور الصراعات الطبقية بمغرب اليوم.

إن مهام الماركسيين اللينينيين الوحدويين المغاربة لا ينحصر فقط في دراسة التاريخ النضالي للحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية بل يتعداه إلى دراسة تطورها الأيديولوجي والسياسي، من أجل بناء الأسس النظرية الجديدة للطريق الثوري على درب خط الجماهير وفق الجدل والنقاش والصراع داخل الحركة، ودحض جميع التصورات الأيديولوجية والسياسية والتنظيمية التي تركز "الجمود العقائدي" في صفوف الماركسيين اللينينيين المغاربة، بشكل موازي مع البناء النظري والنضالي للمنظمة الماركسية ـ اللينينية المغربية لكافة الماركسيين اللينينيين الثوريين.

31 غشت 2016