قراءه في كتاب -هل للراسماليه مستقبلا ؟ او ستموت ؟


محمد سعيد العضب
2016 / 9 / 1 - 17:44     

اساتذه علم الاجتماع حسب المصدر .. عرض ومراجعه محمدسعيد العضب

قراءه في الكتاب الموسوم " نهايه الراسماليه" والمحرر باللغه الانكليزيه والالمانيه (1) اعده نخبه من علماء الاجتماع بهدف مناقشه التحديات والتغيرات العاصفه حاليا في عالمنا المعاصر , كله لفتح الافاق والتصورات واعطاء رؤيا مستقبليه ليس فقط للراسماليه المعوله, بل استهدف ايضا التنبوء بمسارات العالم خلال العقود القادمه ولفتره تترواح ما بين 30-40 عاما قادما .
انه بحق كتاب لابد من قراءته والتمعن في دلالالته . سوف احاول عبر عرضه تسليط الضوء علي مكوناته واهم مقولات كتابه الخمس وهم الاستاذه :
1 امانئيل فالنشتاين محلل الراسماليه المعولمه ومؤسس تحليل النظام العالمي وباحث اقدم في جامعه يليل الاميركيه Immananuel Wallenstein
برفسور RANDEL COLLINs 2 راندل كولن راندلكولن عالم اللاجتماع في جامعه بنسلفانيا ورئيس اتحاد علم الاجتماع في الولايات
ميشيل مان عالم الاجتماع في جامعه لوس انجلس 3 برفسور Michael Mann
جورج ديليجيني برفسور في البحوث الاجتماعيه . George4 Derluguian 5برفسور علم الاجتماع ومدير مدرسه لندن للاقتصاد.Graaig* Calhoun

تضمن الكتاب علي الفصول التاليه
اولا : حركه الرده الكبري ااي القادمه ورضت من خلاله تقديم مشترك لمحرري الكتاب وطرحت اراءهم المختلف حول موت الراسماليه او التغيرات المتوقعه للنظام في العقود المستقبيله
ثانيا:الازمه الهيكيليه السائده والناجمه من الركود الاقتصادي العنيف السائد . او لماذ ا اخفقت الراسماليه في توليد العائد او الريع المثمر المناسب ؟
ثالثا:ن البطاله المتوقعه في صفوف الطبقه الوسطي او ربما تتلاشي وتضمحل في قطاع خدمات الاداره العامه والتقنيات المتطوره
رابعا :ماذا كانت الشيوعيه ؟ لماذا اخفقت وهل يوجد طريق بديل لها
خامسا: هل اصبحت الراسماليه مهدده بمخاطر الزوال
سادسا: ساعه الانذار والتنبيه الحقيقه
انطلق الكتاب من ظاهره هامه لاحت في الافق وتجلت في الازمه الهيكيليه –الركود الاقتصادي الكبير الحديث - الذي تصاحب بهزات وتدميرات عميقه هائله علاوه علي تحولات مشهوده في الاقتصاد الدولي والاوضاع الاجتماعيه العالميه .
البرفسور فالرشتاين حاول تفسير اسباب هذه الازمه الهيكيليه في عالمنا المعاصر مع توكيده علي احتمالات انهيار النظام الراسمالي. فخلال 30-40 سنه القادمه يعتقد الاستاذ فالرشتاين ان الطبقه الراسماليه العالميه ستواجه ضغوط هائله ناجمه عن تصاعد التكاليف الاجتماعيه والبيئه للنشاطات الاقتصاديه , مما يزايد الصعوبات لاتخاذ القرارت الاستثماريه في الاسواق المعوله .فالراسماليه عبر تاريخها الطويل الذي امتد لاكثر من 5 قرون اتسمت ب كوزوبوليتنيه (العالمليه ) من ناحيه ,واقتصاد سوق عالمي هرمي . اصطدمت هذه الاوضاع التاريخيه بقضايا وظواهر قاسيه ادت الي ايصال النظام الراسمالي - رغم دينامكيته المشهوده – الي حدوده القصوي .
ركز الباحث راندل كولن عير سياقات محدده التحديات الضخمه التي قد تهدد مستقبل الراسماليه ,وما سوف ينجم عنهم من تعرض اكثر من 2/3 من الطبقه الوسطي المتعلمه في الغرب الي البطاله المزمنه .فعلي الرغم ان اكتشاف خبراء الاقتصاد ظاهره تراجع الطبقه الوسطي ,لكن معظم التحليلات ظلت غامضه وعولت كثيرا علي بعض الحلول السياسيه المحتمله من ناحيه او امكانيه علاجها عبر المخارج السابقه التي تم ابتداعها عبر المسيره التاريخيه للراسماليه والتي ركزت علي تقليص الكلف الاجتماعيه, و هذا ولا يعتقد ان المخارج السابقه قد تكون ملائمه مستقبلا لحسم مشكله البطاله في قطاع التقنيات العاليه والخدمه العامه .
قادت راسماليه القرن التاسع عشر والعشرين الي تحويل العمل اليدوي الي العمل الالي , كما خلقت توازن عام من خلال زياده فرص العمل للطبقه الوسطي . اليوم تقود التقنيات المتطوره للقرن الواحد والعشرين هجمه عاتيه ضد الطبقه الوسطي ,كل ذلك يقود الي مقوله هامه تتجلي في افتقار الراسماليه الاسناد السياسي والاجتماعي القوي للطبقه الوسطي كما حصل سابقا وبسبب تراجع دور الطبقه الوسطي مستقبلا .
استنتج الباحث كالهون بان الراسماليه يمكن انقاذها من خلال عمليه الاصلاح في كينونتها , خصوصا وحسب اعتقاده ان الراسماليه ليس فقط اقتصاد سوق بل هي عباره عن اقتصاد سياسي , حيث تظل اطر شروط تاسيسه الموسسي تحدد عبر القرارات السياسيه مما قد تظهر تناقاضات هيكيليه في تقنيات السوق المعقده, كما يبدو ان السياسيه عجزت ليس فقط بل ,اهملت التحكم والسيطره علي الامور كاملا.. هذا ويري الكاتب في نهايه استناجاته ان الاقتصاد المركزي الاشتراكي قد يشكل احد الخيارات الممكنه هذا وربما ان الطريق الصيني قد يشكل الملاذ الامن للتحكم في التنميه الاقتصاديه والاجتماعيه علي المستوي العالمي اي سيظل العالم يحوم حول نظام اقتصادي سياسي اجتماعي يتمحور في ما يطلق عليه راسماليه الدوله الراسماليه مع ابقاء الدور الهام والحاسم لاقتصاد السوق وبعد تنقيته من اشكال الملكيه الراسماليه السائده وتقليص اهميه النشاط المالي في الفعاليات والنشاطات الاقتصاديه المختلفه .
يعتقد الباحث ميخائيل مان ان مشكلات الراسماليه لايمكن حسمها الا من خلال حلول اجتماعيه ديمقراطيه كما حاول تسليط الضوء علي علي قضايا عميقه نجمت من السببيه المتعدده الجوانب في كيان السلطه وانظمه الحكم . فجانب الراسماليه توجد السياسه والجيو السياسيه العسكريه والاديولوجيه علاوه علي الاديان العالميه المشهوده التاثير . فمثل هذه التعقيدات تجعل الوظائف الراسماليه غير ممكنه التحقق الفاعل والكفوء هذا وسيظل الخطر الداهم وغير المحسوب الناجم من الازمه البيئه من ناحيه وحروب المياه والغذاء وتدفقات المهاجرين
من هنا نري ان الكتاب حاول التنبوء بوع معين جديد من الاشتراكيه وعوضا الدخول في متاهات اديولوجيه والجدل تم التوكيد علي ان مجرد التنبوء وضمن الالتزام بقواعد التحليل العلمي يسوق الي تبيان اسباب التغيرات الممكنه والوصول الي اوضاع تاريخيه اخري مغايره عن الراسماليه ونظمها السائده . حاول الكتاب الاجابه علي السوال الازلي هل سيكون الطريق في نهايه المطاف الاشتراكيه وضمن هذا السياق ماذا يعني التهديد الازلي والمطروح من قبل البرفسور راند كولن حول انحلال وتلاشي الطبقه المتوسطه خصوصا وانها لعبت دورا وظيفيا هاما واساسيا ضمن ا نظام اقتصاد السوق القائم علي تحقيق الارباح القصوي . مع ذلك يري الباحث راندل في ظهور نظام جديد للانتاج والتوزيع واقتصاد سياسي يهدف بوعي تام تحقيق التشغيل الجماعي والمجدي لاكثريه السكان . ان تعمق هيكيليه مشكلات الراسماليه الحديثه يفرض بالضروره عن بديل وهو الاشتراكيه هذا ولابد ان لا يغيب عن الذهن تجارب قرن العشرين وتجارب الشيوعيه والدول الديمقراطيه الاشتراكيه خصوصا وان الاشتراكيه بذاتها تحمل مشكلاتها لما تتميز بها من مركزيه الشديده وبروقرطيه عاتيه وما ينجم عنها من تعمق امكانيات الاستبداد السياسي الذي يشكل عائقا ومعرقل للدينامكيه الاقتصاديه . هذا وعنما تحسم ازمات الراسماليه عبر الاشتراكيه لابد ان تطرح مشكلات جديده ولابد ان تحتل الاولويه والمركزيه . فالاشتراكيه حسب راي الاستاذ كولن سوف لاتدوم الي الابد وسيظل العالم يعيش اشكال مزدوجه من الراسماليه والاشتراكيه التي تحمل كل منها عيبوبها واخطاءها . وضمن نظره اكثر تفاءلا يري يري الاستاذان كريك كاهون و مان في تنبواتهما امكانيه توحد الدول القوميه في ضيغ جديده استجابه لمواجهه التهديات الناجمه من انهيارات او تصاعد مخاطر الحوب النوويه ان ذلك وحسب اعتقاد الكاتبان قد تشكل قوه دافعه للراسماليه لتنحو اتجاه نموذج ديمقراطي اشتراكي حديث . هذا ويعتقد برفسور درلوجيان ان النظام الاشتراكي الجديد المحتمل يختلف النموذج السوفيتي الذي ولي عبر الصراع الاديولوجي في الاخيره وختاما يري الاستاذ فالرشتاين صعوبه القول باستبدال الراسماليه حيث ان الطريق البديل في نظام لا رسمالي يحمل في طياته ملامح الهرميه والاستقاط السائد في الراسماليه وبذات الوقت سمات معينه من الديمقراطيه والعداله النسبيه





باللغه الالمانيه المصدر
Sribt der Kapitalismus by
Immanuel Wallerstein, Randell Collins, Michael Mann, Georgi Derluguian and Craig Calhorn
وعنوان الكتاب باللغه االانكليزيه :
Does capitalism have a future
Bei oxford uni. press

(