طريق اليسار - العدد 87 آب / أغسطس 2016


تجمع اليسار الماركسي في سورية
2016 / 8 / 31 - 07:08     


طريق اليســـــار
جريدة سياسية يصدرها تجمع اليسار الماركسي في سورية / تيم /
* العدد 87 آب / أغسطس 2016 - [email protected] E-M: *


* الافتتاحية *
- تبدلات في لوحة إقليم الشرق الأوسط

هناك تواريخ تصنع مراحل وأحياناً أكثر:30تشرين أول/أوكتوبر1918يوم استسلام العثمانيين أمام الحلفاء بعد أربع سنوات من الحرب العالميةالأولى،اعلان دولة اسرائيل يوم الجمعة 14أيار/مايو1948،هزيمة5حزيران1967،وصول الخميني للسلطة في ايران يوم11شباط/فبراير1979،سقوط بغداد بيد الأميركي في9نيسان/إبريل2003،توقيع الاتفاق النووي مع ايران يوم14تموز/يوليو2015 في فيينا،والدخول العسكري الروسي إلى سورية منذ 30أيلول2015.لم يحدد فقط كل تاريخ من هذه التواريخ المرحلة اللاحقة له بل قاد إلى التاريخ الثاني وربما أكثر:قادت السيطرة البريطانية في مرحلة مابعد العثمانيين إلى قيام دولة اسرائيل وعملياً كان(سايكس-بيكو)في حالة ترابط عضوي مع(وعد بلفور).كان حدث(5حزيران1967)من أجل تثبيت(14أيار1948).لايمكن فصل سقوط بغداد عن الحرب العراقية – الايرانية (1980-1988)التي أتت من صدام حسين لمنع تصدير نار(11شباط1979)الايرانية للداخل العراقي،وقد كانت هذه الحرب هي السبب في الغزو العراقي للكويت يوم2آب/أوغسطس1990،الذي قاد بدوره إلى تداعيات كان ذروتها الغزو الأميركي للعراق. لايمكن عزل (اتفاق فيينا)عن غزو العراق من قبل واشنطن برضا وتحالف ايرانيين،وقد قاد ماحصل في العاصمة النمساوية ليس فقط إلى تكريس الشراكة الأميركية-الايرانية في العراق،التي بدأت في9نيسان2003 ثم تعثرت مع استئناف طهران لبرنامج تخصيب اليورانيوم في1آب/أوغسطس2005،بل إلى انهاء الصدام الذي بدأ بين واشنطن وطهران منذ يوم11 شباط1979قبل أن يقطعه زواج 9نيسان2003الذي استمر حتى 1آب2005ثم تم استئنافه في فيينا14تموز2015.بعد حرب حزيران "لم يكن هناك مفر من أن يعتبر الروس هزيمة مصر هزيمة لهم أيضاً"(محمد حسنين هيكل:"الطريق إلى رمضان"،دار النهار، بيروت 1975، ص50):عبر الأزمة السورية أثبتت موسكو بعامي 2011و2012أنها استيقظت وتمردت على القطب الواحد للعالم من خلال فيتوات مجلس الأمن ثم عادت برضا باراك أوباما إلى الشرق الأوسط من البوابة السورية يوم 30أيلول2015بعد أن أخرجها السادات من المنطقة عبر البوابة المصرية عام1974 تحت إشراف هنري كيسنجر .
على الأرجح ،تعطي صورة الجنرال قاسم سليماني قائد "فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني" ،وهو يقود عملياً "قوات الحشد الشعبي" ضد (داعش)على أطراف الفلوجة حيث يغطي عمليات تلك القوات سلاح الجو الأميركي، مؤشراً كافياً عن استئناف زواج 9نيسان2003الايراني-الأميركي في أرض بلاد الرافدين.كان سقوط الموصل بيد(داعش)يوم10حزيران/يونيو2014عاملاً رئيسياً في تمهيد الطريق إلى (فيينا).كان الطريق إلى ذلك هو تحجيم النفوذ الايراني في العراق الذي كاد أن يصبح انفرادياً في العراق بعد انسحاب الأميركان في31كانون أول/ديسمبر2011.كان اسقاط نوري المالكي من منصب رئيس الوزراء العراقي يوم14آب/أوغسطس2014عودة للثنائية الأميركية-الايرانية في العراق وكسراً لأحادية طهران في بغداد.ماكان لهذا أن يتم لولا(موصل10حزيران2014).
ليست الصورة هكذا في سوريا:بعد شهرين ونصف من(فيينا)دخلت القوات الروسية إلى سوريا بيوم30أيلول/سبتمبر.كانت محطات(فيينا1)/30تشرين أول /،و(فيينا2)/14تشرين ثاني/ ، و (القرار 2254)/18كانون أول2015/،و(جنيف3)/منذ29كانون ثاني 2016/ - ذات دلالة كافية على أن (حدث30أيلول2015)قد تم برضا أميركي.قاد التوافق الأميركي- الروسي في (سوريا مابعد30أيلول2015)إلى تحجيم الدور الايراني،وهذا واضح منذ هدنة27شباط /فبراير 2016، حيث بان اختلاف الأجندات الروسية-الايرانية وخاصة في شمال وجنوب حلب.في (فيينا2)،حيث تقرر أن تكون الرياض هي مكان عقد مؤتمر المعارضة السورية ،كانت طهران هي المعترض الوحيد،فيما وضح بأن التوافق الأميركي-الروسي لاتستطيع دول الاقليم ،ومنها ايران، عرقلة قطاره أومنعه من المسير.فييوم27حزيران/يونيو2016 أعلن رجب طيب أردوغان عن ادراكه لهذا:كانت أنقرة مشتركة مع طهران في عضوية (نادي المتضررين)من التوافق الأميركي- الروسي في (سوريا مابعد30أيلول2015)،وقد عبرت العاصمة التركية عن ذلك بأكثر من شكل كان أحدها اسقاط الطائرة الروسية في الشمال السوري،كماأن الموالين لها في المعارضة السورية مارسوا وضعية العرقلة ووضع العصي في دواليب(جنيف3).ليست مصالحة أردوغان لبوتين،عبر الاعتذار عن اسقاط الطائرة الروسية،أكثر من البحث عن مقعد في القطار الأميركي- الروسي ،وخاصة بعد أن قاد الأخير إلى تحجيم تركية وإلى تعويم الأكراد السوريين الموالين لحزب عبدالله أوجلان بكل مايمكن أن يولد هذا التعويم من تداعيات على عشرين مليون كردي تركي مجاور.على الأرجح أن هذا البحث التركي عن مقعد في القطار الأميركي- الروسي كان طريقه يمر بموسكو وليس بواشنطن كماأن طرقه الفرعية ستقود أنقرة إلى طهران ودمشق،وبالتالي ستكون إعادة التموضع التركية استدارة جذرية لأنقرة بعيداً عن موقعها الذي كان منذ الخمسينيات كجناح جنوبي شرقي للناتو.في2010عوقب أردوغان على اتفاق17أيار/مايو الثلاثي التركي- البرازيلي- الايراني لحل (أزمة الملف النووي الايراني)،الذي أثار اعتراض واشنطن وغضبها الشديد،من خلال الهجوم الاسرائيلي على سفينة مرمرة التركية المحملة بالمساعدات إلى غزة في يوم31أيار/مايو2010.لايمكن هنا عزل محاولة الانقلاب في تركية يوم15تموز/يوليو2016عن إعادة التموضع الأردوغانية يوم27حزيران باتجاه موسكو،ومن الضروري هنا دراسة الصمت الأميركي عن الانقلاب أثناء الأربع ساعات التي استغرقها قبل فشله،ثم التأييد الروسي-الايراني لاجراءات أردوغان التي أعقبت فشل المحاولة الانقلابية.
بالنتيجة ،تحضر واشنطن في العراق وسوريا،وتغيب روسيا عن النفوذ في بلاد الرافدين،فيمامنع الأتراك من أن يكون لهم امتداد عسكري بخريف2015في شمال العراق عند مسعود البرزاني حيث علاقات أربيل الإقتصادية بأنقرة أقوى من تلك التي مع بغداد،فيماتمنع طهران من أن يكون لها ثنائية واشنطن على امتداد(الهلال الخصيب) عبر مقص أميركي- روسي مع حصر أميركي لها في ثنائية أميركية- ايرانية ببغداد. كان هناك اعتراض أميركي على "المنطقة الآمنة:جرابلس- إعزاز"التيحاول الأتراك،حلفاءالأميركان في (حلف الأطلسي)، إقامتها في صيف2015فيما لم تعترض واشنطن بعد قليل من ذلك على الدخول العسكري الروسي إلى سوريا.
هنا،بعد يومين من (27حزيران التركي)قال بوتين العبارة التالية:"مستقبل سورية يمكن أن يقرر مستقبل المنطقة كلها".على الأرجح أن كلام الرئيس الروسي هو أقرب للوقائع :تشبه سورية2011-2016اسبانية في نزاع1936-1939الذي كان تكثيفاً مسبقاً لماسيحصل بعد ستة أشهر من نهاية النزاع الإسباني مع بدء الحرب العالمية الثانية يوم1أيلول1939من حيث القوى المتصارعة،كماتشبه سورية بولندا التي كانت شرارة بدء الحرب العالمية الثانية ثم كانت صورة تطبيقية لماحصل في مؤتمر(يالطا) على صعيد تقاسم النفوذ في القارة الأوروبية بين المنتصرين على هتلر وتجسديهما اللاحقين في (حلف الأطلسي)و(حلف وارسو)،حيث رغم كون (حكومة لندن)البولندية هي أقوى على الأرض البولندية ضد المحتل الألماني1939-1944 من (حكومة لوبلين)الشيوعية،إلاأن الأخيرة هي التي استلمت السلطة في وارسو حيث انعكس (الخارج)في(الداخل)وكان الأخير في"مستقبله"صورة عن "مستقبل أوروبة الحرب الباردة1947-1989"،تماماً كمابدأ دق أول مسمار في نعش الكرملين السوفياتي المنهار عام1991في وارسو نقابة التضامن بعامي1980-1981. اللامبالاة الروسية ،بمايجري في عراق2003-2016وعدم الاعتراض الروسي على قرارات مجلس الأمن تجاه ليبيا2011ويمن2015،كانت توازيها تصلبات الكرملين التي وصلت إلى استعمال الفيتو مرات عدة في نيويورك تجاه الموضوع السوري.على الأرجح أن تلك الفيتوات الروسية تفسر كلام بوتين المذكور آنفاً،عندما كانت أنقرة متولية للملف السوري عند واشنطن،فيماقاد التوافق الأميركي الروسي منذ اتفاق كيري-لافروف في 7أيار2013 إلى قرار مجلس الأمن (رقم 2118)/27أيلول2013/ الذي انبنى عليه(جنيف2)،وأدى التوافق الأميركي -الروسي على التواجد العسكري الروسي في سوريا إلى (القرار2254)و(جنيف3).
الديموقراطية وإشكالية التعريف
- محمد أسعد -
منذ 2500 عام حتى وقتنا الحالي تعتبر الديموقراطية منذ نشؤها واندثارها في اوقات معينة وعودتها، من أكثر المسائل جدلية، وقد شهد العالم في النصف الأخير من القرن العشرين تغيراً سياسياً غير مسبوق فجميع بدائل الديموقراطية أختفت وحتى تلك التي لم تكن ديموقراطية فقد ارتدت ثوب الديموقراطية، وفي ظل كل التغيرات التاريخية بقت الديموقراطية كـتعريف امراً مثير للجدل، حيث نجد في شريحة واسعة من المشتغلين بالسياسة او الغير مشتغلين بها، يعرفون الديموقراطية نسبةً لجذر كلمة ديموقراطية أي"حكم الشعب" او على حد تعبير أبراهام لينكولين "حكم الشعب بالشعب ولصالح الشعب"، دون الاخذ بعين الإعتبار التجليات العَملانية لهذا المفهوم!، ولكن اذا سلمنا بهذا التعريف الكلاسيكي " حكم الشعب للشعب" سيترتب على ذلك منطقياً أن السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية منبثقة عن الشعب وهذا مقبول من الناحية النظرية فقط، لان القرارات والقوانين تحتاج إلى كفاءات وخبرات معينة قد لا تتوافر في مختلف فئات الشعب، ومن ناحية عَملانية يصعب الحصول على اجماع كافة المواطنين على كل ما يصدر في الدولة من قوانين وقرارات، كما انه على المدى البعيد قد تُستخدم الجاليات المجنسة في "دولة ما" على إعاقة قرارات مصيرية، كما أن هذه الطريقة قد تؤدي إلى تعقيد وطول اجراءات إصدار أي قانون أو قرار في الدولة، كما ان هذا التعريف الكلاسيكي المتداول على مستوى ونطاق واسعين ، مع التسليم بجديته، لا يتدارك تطور الانظمة الحديثة، والممارسات الديموقراطية الجديدة، في أماكن أخرى نجد أن مصطلح الديموقراطية يُستخدم في الغرب في أغلب الأحوال بالمعنى الذي أعطته إياه الثورة الفرنسية، ويشمل المضمون الواسع لهذا المُصطلح، "حق الشعب المطلق في أن يشرع لجميع الامور العامة بأغلبية نوابه، وعلى هذا فإن إرادة الشعب التي انبعثت عن النظام الديموقراطي تعني أن هذه الإرادة حرة لا تتقيد أبداً بقيود خارجية، فهي سيدة نفسها، ولا تُسأل أي سلطة سوا سلتطها" نرى أن هذا التعريف قد تدارك أن حكم الشعب نفسه بنفسه أمر مستحيل عملياً، لذلك أورد فكرة قيام الشعب بالتشريع في جميع الامور عن طريق أغلبية أصوات النواب، ولكنه أيضاً تجاهل إلى حد ما الحالات العديدة التي يجوز فيها للشعب التشريع مُباشرة كما في حالات الاستفتاء الشعبي عن طريق صناديق الاقتراع مثلاً.
ولنتدارك تلك الاشكاليات جميعها من حيث مطابقة التعريف لامكانية التحقيق سنُعرف اليموقراطية في أضيق معانيها التي هي" قدرة المواطنين على المشاركة بكامل الحرية في قرارات الدولة السياسية، ف الديموقراطية هنا تعني أن يحكم الشعب نفسه بنفسه عن طريق حكومة يختارها هو تعمل وفق إرادته وتحقق رغباته ثم يكون له بعد ذلك حق تكليفها بالاستمرار أو اختيار حكومة جديدة في نطاق مدة محدودة .
والجدير بالذكر بأن في ظل التغيرات التاريخية شهد مفهوم الحكم الديموقراطي الكلاسيكي صعوبات كثيرة وبانت عليه ملامح تآكله ذاتياً وهذا ما حث الفلاسفة وعلماء الاجتماع في القرنين السابع والثامن عشر، إلى مناقشة الاشكاليات التي طرحت نفسها، مما اسس لظهور (الديموقراطية المحدثة)*
-------------------------------------------
(*)- الديموقراطية المُحدثة ظهرت في بادء الامر كمذهب سياسي فلسفي على يد كبار كتاب القرنين السابع عشر والثامن عشر أمثال "جون لوك" في انجلتره و "جون جاك روسو" و"منتسكيو" في فرنسا، وكانت غاية المذهب الفلسفي الديموقراطي هي محاربة الحكم الاستبدادي المطلق الذي ساد في أوربا آنذاك، ويتضمن الآن هذا المفهوم كل من( الديموقراطية التشاركية "مثل فنزويلا"، الديموقراطية السلطوية، الديموقراطية التفويضية، الديموقراطية الموجهة، الديموقراطية الإنتخابية)

هيئة التنسيق الوطنية
لقوى التغيير الديمقراطي
بيان سياسي
ان ما صدر عن الهيئة العليا للمفاوضات، من ترحيب لموقف جبهة النصرة وتغيير اسمها الى جبهة فتح الشام، الذي تم بالاتفاق مع قيادة تنظيم القاعدة وموافقتها دون التطرق الى التغيير في أهدافها ونهجها، ما هو الا التفاف مكشوف على القرارات الدولية التي صنفت قوى الإرهاب.
وبهذا الصدد نود التنويه الى هذا الموقف المفاجئ والمتسرع ممن اصدره يقع خارج دائرة اختصاصه لان الهيئة العليا للمفاوضات ليست جسما سياسيا كي تتخذ هكذا قرارات دون العودة الى مكوناتها كمرجعية سياسية لها.
إن ذلك التنظيم قام بتصفية العديد من النشطاء السلميين وخيرة الضباط والأفراد المنشقين في الجيش الحر (فصائل المعارضة المسلحة الملتزمة بالحل السياسي)، ويحمل أجندات ورؤى بعيدة عن أهداف الشعب السوري المنتفض من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، والساعي لحل سياسي تفاوضي يحقق الانتقال السياسي، لشعب قدم الكثير من التضحيات من أجل دولته الوطنية الديمقراطية.
إننا في المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية نطالب الهيئة العليا للمفاوضات بالتمسك بالرؤية السياسية المشتركة، والمواقف المشتركة، وعدم إصدار أي بيان تحت أي ضغوط من أية جهة دون مشاركة ممثلي أطرافها. ونؤكد على ما يلي:
أولاً: نرفض مضمون بيان الهيئة العليا للمفاوضات، ونعتبره متجاوزا ومخالفا للقرارات الدولية ذات الصلة.
ثانياً: ان هيئة التنسيق الوطنية بوصفها إحدى المكونات الأساسية للهيئة العليا للمفاوضات، لم تطلع على البيان المذكور، كما انها لم تطلع سابقا على البيان الذي أصدرته الهيئة العليا للمفاوضات في اجتماعها الأخير لذلك تعتبر البيانين المذكورين لا يمثلانها.
ثالثاً: تؤكد هيئة التنسيق الوطنية تمسكها بالعملية السياسية التفاوضية، للوصول الى حل سياسي على أساس بيان جنيف وكافة القرارات الدولية ذات الصلة، بما فيها القرارات التي تصنف النصرة وداعش ضمن المنظمات الارهابية.
رابعاً: تطالب هيئة التنسيق الهيئة العليا للمفاوضات بعدم اصدار مواقف سياسية تخرج عن اختصاصها بوصفها كيانا وظيفيا مهمته خاصة بالمفاوضات فقط، وليست جسما سياسيا.
خامساً: تذكر هيئة التنسيق الوطنية الهيئة العليا للمفاوضات بالتوجه الذي تم التوافق عليه في الاجتماع الأخير في الرياض حول ضرورة الانخراط بالعملية التفاوضية بلا توقف وبدون شروط مسبقة على العملية التفاوضية
1/8/2016 المكتب التنفيذي
نص :
مشروع إعلان دستوري للمرحلة الانتقالية
السادة أعضاء المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق
السادة أعضاء اللجنة الدستورية في هيئة التنسيق
كان من المفترض وحسب قرار اللجنة إجراء مشروع دستور جديد للبلاد . وبعد عدة اجتماعات للجنة القانونية بحلب , رأت اللجنة عدم تقديم مشروع دستور جديد للبلاد حالياً , والاستعاضة عنه بمشروع إعلان دستوري للمرحلة الانتقالية للأسباب التالية :
1. إن انجاز دستور جديد قبل الوصول إلى تشكيل هيئة الحكم الانتقالي غير مفيد الآن , وذلك لأن هيئة الحكم الانتقالي ستمارس صلاحياتها وفق دستور مؤقت نظرا لطبيعته المؤقتة .
2. لا يجوز تنظيم دستور جديد من أية جهة أو هيئة أو حزب قبل المرحلة الانتقالية , وإنما يفترض أن يكون الدستور الجديد نتيجة حوار وطني شامل بين كافة الإطارات السياسية والمجتمعية
3. إعداد دستور جديد يتطلب وقتاً كافياً لانجازه من قبل اختصاصيين وفي ظل مناخ يفتح المجال أمام انجاز دستور عصري للبلاد
4. إن هيئة التنسيق في أدبياتها وفي توجهها رأت أن الدستور يجب أن ينجز خلال المرحلة الانتقالية وليس قبلها
5. إن جدول الأعمال الذي قدمه دي مستورا في المفاوضات يحدد بإحدى فقراته انجاز إعلان دستوري أو دستور جديد , وهذا يعني انه قدم فكرة الإعلان الدستوري على الدستور الجديد في تناوله مسألة الدستور .
السادة أعضاء هيئة التنسيق المحترمين
نرسل لكم مشروع إعلان دستوري , نرجو الاطلاع عليه واتخاذ الإجراء المناسب
اللجنة الدستورية لهيئة التنسيق الوطنية
استجابة لتطلعات الشعب العربي السوري ، في التغيير الوطني الديمقراطي وإقامة نظام برلماني جمهوري ديمقراطي يقوم على مبادئ المواطنة المتساوية ، والتعددية السياسية وتداول السلطة وفصل السلطات واستقلال القضاء وعلى المساواة في الحقوق والواجبات وعلى العدالة وقيام دولة الحق والقانون واستنادا إلى قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بالوضع في سوريا ذوات الأرقام 2258 /2012 و 2218 / 2268 لعام 2016 و 2254 / 2015 وبيانات مجموعة الدعم الدولية فإن هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي قررت إصدار إعلان دستوري ليكون أساسا للحكم خلال المرحلة الانتقالية .
مشروع إعلان دستوري للمرحلة الانتقالية
مادة 1- يعلق العمل بالدستور الحالي , وجميع القوانين والمحاكم الاستثنائية وخاصة القانون 49 / 1980 , وقانون مكافحة الإرهاب , والقانون الخاص بحماية عناصر الأمن من المحاكمة , وإيقاف العمل بالمحاكم الميدانية , وجميع القوانين الأخرى التي تعرقل عملية الانتقال الديمقراطي في سوريه .
مادة 2- تسري أحكام هذا الإعلان الدستوري على المرحلة الانتقالية التي تستمر لمدة ....... وينتهي العمل بت بعد إقرار دستور جديد للبلاد والقيام بإجراءات الانتخابات النيابية والرئاسية , وانبثاق حكومة جديدة تخضع للبرلمان المنتخب .
المبادئ الأساسية :
مادة 3- 1- الجمهورية العربية السورية دولة ديمقراطية نيابية ذات سيادة , عاصمتها دمشق , وهي وحدة جغرافية وسياسية لا تتجزأ ولا يجوز التخلي عن أي جزء من أراضيها , وهي جزء من الأمة العربية ومن الوطن العربي وجزء من المنظومة الإقليمية والدولية .
( هناك رأي يقول : الجمهورية السورية العربية بدلا من الجمهورية العربية السورية )
2- السيادة للشعب السوري على أرضه وهو مصدر جميع السلطات
3- علم الدولة الرسمي يتألف من ثلاثة ألوان طوله ضعف عرضه اللون الأحمر في الأعلى ثم الأبيض في الوسط وفيه نجمتان خضر ذات خمسة شعب واللون الأسود في الأسفل .
مادة 4- الشعب السوري شعب واحد يتساوى أبناؤه في المواطنة وهم متساوون أمام القانون , لا تمييز بينهم على أساس الدين أو القومية أو الجنس أو الثروة أو الآراء السياسية أو الوضع الاجتماعي .
مادة 5- تصون الدولة حقوق الإنسان وحرياته الأساسية وفق مبادئ حقوق الإنسان المدنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية , ولا يجوز إصدار تشريع أو قانون ينتهك مبادئ حقوق الإنسان .
مادة 6- النظام السياسي في الدولة نظام مدني ديمقراطي نيابي جمهوري مبني على التعددية السياسية والحزبية ويقوم على التداول الديمقراطي السلمي للسلطة
مادة 7- اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة .وتكفل الدولة الحقوق الثقافية والسياسية لكل مكونات الشعب السوري
مادة 8- تكفل الدولة السورية احترام التنوع المجتمعي ومعتقدات وخصوصيات كل أطياف الشعب السوري , وتكفل إزالة أشكال التمييز ضد المرأة .
الحريات وسيادة القانون
مادة 9- الدفاع عن الوطن ووحدته الوطنية واجب كل مواطن .
مادة 10- تكفل الدولة حق اللجوء بمقتضى القانون , ولا يجوز تسليم اللاجئين السياسيين .
مادة 11- لحياة المواطنين الخاصة ومسكنه وعقاراته حرمتها , ولا يجوز المراقبة أو الدخول أو التفتيش إلا بإذن قضائي وفق أحكام القانون . وحماية الأموال العامة والخاصة واجب على كل مواطن .
مادة 12- تكفل الدولة حرية ممارسة الشعائر الدينية لكل المواطنين
مادة 13- لا يجوز إبعاد المواطن عن وطنه أو منعه من العودة إليه , ولا يجوز تسليمه إلى أي جهة أجنبية , ولكل مواطن الحق بالتنقل والانتقال في أراض الدولة السورية أو مغادرتها , ولا يجوز منعه إلا بقرار من القضاء المختص أو تنفيذا لقوانين الصحة والسلامة العامة .
مادة 14- تضمن الدولة حرية الرأي والتعبير الفردي والجماعي , وحرية الاتصال والتواصل , وتكفل حرية المراسلات والمحادثات الهاتفية والالكترونية وعيرها من وسائل الاتصال . ولا يجوز مصادرتها أو الاطلاع عليها أو رقابتها إلا بأمر قضائي ولمدة محددة , ولكل إنسان الحق بالتعبير عن رأيه ونشره بكل وسائل التعبير في حدود القانون . وللمواطنين أو من في حكمهم حق الاجتماع والتظاهر والإضراب السلمي بناء على إعلام الجهات المختصة ينظمه القانون
مادة 15- حرية الصحافة والطباعة والنشر وسائر وسائل الإعلام مكفولة , والرقابة الإدارية لها محظورة , ولا يجوز حظرها إلا بقرار قضائي .
مادة 16- للمواطنين أو من في حكمهم حق تكوين الأحزاب السياسية والجمعيات والنقابات والاتحادات وسائر منظمات المجتمع المدني , ويحظر إنشاء جمعيات سرية أو ذات طابع عسكري أو غير ذلك مما يهدد وحدة الدولة أرضا وشعبا , ولا يجوز قيام أي حزب سياسي على أساس التفرقة بسبب الجنس أو الأصل أو الدين .. ولا يجوز حل الأحزاب والجمعيات والنقابات والاتحادات وسائر منظمات المجتمع المدني إلا بحكم قضائي .
مادة 17- ترعى الدولة السورية عملية إعادة الاعمار وتشجيع حرية الاستثمار , وتكافؤ الفرص ضمن ضوابط تكافح الاحتكار والمضاربات , وتحمي حقوق العاملين والمستهلكين , وتسن القوانين اللازمة لذلك . كما تلتزم بإزالة كافة أشكال الفقر ومكافحة البطالة , والإنصاف في الأجور وتحقيق العدالة في توزيع الثروة الوطنية , وتحقيق التنمية وحماية البيئة وتامين كافة الخدمات الأساسية .
مادة 18- للملكية العامة حرمتها , وتكفل القوانين حماية الملكية العامة , والملكية الخاصة مصونة ولا يجوز فرض الحراسة أو المصادرة أو الاستملاك أو غير ذلك إلا للمصلحة العامة بالأصول المحددة بالقانون ومقابل تعويض فوري عادل .
مادة 19- العمل حق لكل مواطن وواجب عليه , وتعمل الدولة على توفيره لجميع المواطنين , وتكفل الدولة الضمان الاجتماعي والصحي للعاملين .
مادة 20- سيادة القانون أساس الحكم في الدولة , والمواطنون متساوون أمام القانون , وحق التقاضي مصان , والمحاكمات علنية , والعقوبة شخصية , وتكفل الدولة المساعدة القضائية لغير القادرين , ولا يجوز التحصين القانوني لأي عمل أو قرار إداري بما يخرج عن رقابة القضاء .
مادة 21- السلطة القضائية مستقلة , ولا يجوز لأي سلطة التدخل في شؤون العدالة , وتكفل الدولة حرية القضاء واستقلاله وسلامته وتنظيم السلطة القضائية بقانون .
مادة 22- كل اعتداء على الحرية الشخصية أو الحقوق والحريات العامة التي يكفلها الدستور والقانون جريمة , ولا تسقط الدعاوى الناشئة عنها بالتقادم , ولا يجوز تحري أو توقيف أحد إلا بموجب قرار أو مذكرة قضائية إلا إذا قيض عليه بالجرم المشهود , ولا يجوز تعذيب أحد أو معاملته معاملة مهينة ويحدد القانون عقاب ذلك . كما لا يجوز توقيفه لأكثر من 48 ساعة أمام السلطات الإدارية أو الأمنية أو الشرطية إلا بأمر من السلطة القضائية المختصة .
نظام الحكم في المرحلة الانتقالية
هيئة الحكم الانتقالي
مادة 23- هيئة الحكم الانتقالي هيئة عليا حاكمة يتم الاتفاق على تكوينها من كافة التحالفات والقوى السياسية المؤيدة للانتقال الديمقراطي وممثلين عن المجتمع المدني والشخصيات الوطنية , ويتم التصديق على اعتمادها بقرار من مجلس الأمن .
مادة 24- تمارس هيئة الحكم الانتقالي جميع الصلاحيات التشريعية والسياسية التنفيذية وهي مرجعاً للتصديق على كافة القوانين والتشريعات .
مادة 25- تتمتع هيئة الحكم الانتقالي بسلطة تنفيذية كاملة على جميع الشؤون المدنية والعسكرية والأمنية .
مادة 26- تعمل هيئة الحكم الانتقالي على إيجاد بيئة ومعايير مستقلة خلال مدة زمنية محددة تمكن من انطلاق عملية الانتقال السياسي بما يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري في دولة مدنية ديمقراطية تداولية .
مادة 27- تمارس هيئة الحكم الانتقالي تمثيل الدولة السورية في المحافل الدولية والقيام بمهام الشؤون الخارجية والعلاقات بين الدول والمنظمات الإقليمية والدولية والالتزام بالمواثيق الدولية
مادة 28- تعمل هيئة الحكم الانتقالي على استمرار عمل المؤسسات والمديريات والهيئات الخدمية العامة مع إعادة تقييم دورها وإصلاح بنيتها التنظيمية وتحديد مهامها ومراجعة أنظمة التوظيف والعمل فيها بما ينسجم مع المعايير المهنية وسلطة القانون ومعايير حقوق الإنسان
مادة 29- تعمل هيئة الحكم الانتقالي على وضع الخطط اللازمة لإنهاء العنف والتصدي للإرهاب وحماية المجتمع السوري من الانزلاق في صراعات طائفية وعرقية .
مادة 30- تتبع هيئة الحكم الانتقالي خطة متكاملة لإعادة الاعمار وتسهيل عودة النازحين واللاجئين إلى مناطقهم , وضمان وصول المساعدات الإنسانية والطبية , والعمل على إنشاء صندوق خاص لهذه الغاية .
مادة 31- تقوم هيئة الحكم الانتقالي بالإشراف على إجراء انتخابات حرة ونزيهة وتعددية داخل البلاد وخارجها في بيئة آمنة ومحايدة بإشراف ومراقبة الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني الإقليمية والدولية .
مادة 32- تضمن هيئة الحكم الانتقالي حرية التعبير وحق تشكيل الأحزاب والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني وحرية التجمع والاعتصام السلمي وحق التظاهر السلمي وحرية الإعلام وتدفق المعلومات . وتضمن المواطنة المتساوية لجميع المواطنين دون أي تمييز .
مادة 33- ينبثق عن هيئة الحكم الانتقالي المؤسسات التالية :
1. المجلس الوطني الانتقالي
2. حكومة المرحلة الانتقالية
3. المحكمة الدستورية العليا
4. مجلس القضاء الأعلى
5. المجلس العسكري الوطني الانتقالي
- المجلس الوطني الانتقالي
مادة 34- يتولى المجلس الوطني الانتقالي مهمة التشريع والرقابة على الحكومة في المرحلة الانتقالية , ويضم ممثلين عن القوى السياسية وممثلين عن المجتمع المدني بحيث يمثل كافة مكونات الشعب السوري على نحو وازن وعادل
مادة 35- يقوم المجلس الوطني الانتقالي بإدارة حوار وطني لتحقيق الوفاق الوطني , ويعتمد الإعلان الدستوري الانتقالي المؤقت .
مادة 36- يتكون المجلس الوطني الانتقالي من / / عضواً ويضع نظامه الداخلي لتنظيم أسلوب عمله وكيفية ممارسة مهامه وتحديد رئيسه ونوابه ومواعيد انعقاد اجتماعاته , ومخصصات وتعويضات أعضائه بعد المصادقة على ذلك من هيئة الحكم الانتقالي .
مادة 37- يقوم المجلس الوطني الانتقالي بتشكيل اللجنة الوطنية للدستور من أصحاب الكفاءة , لصياغة الدستور الدائم للبلاد ضمن مدة محددة , وتقوم اللجنة بإعلان مشروع الدستور على الرأي العام عن طريق الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وغير ذلك لأخذ الآراء خلال مدة لا تتجاوز ....... يوما . ووفقاً للآراء الواردة إليها تجري اللجنة إعادة النظر في مشروع الدستور وتعديل ما تراه تعديلا لازماً , ثم تحيله إلى المجلس الوطني الانتقالي لاعتماده , ويصادق عليه من هيئة الحكم الانتقالي , ومن ثم يطرح على الاستفتاء العام في مدة لا تتجاوز ...... يوما . ويجب أن يحصل الدستور على موافقة الشعب بأغلبية ثلثي المقترعين ليصبح دستورا دائما للبلاد .
مادة 37- يشكل المجلس الوطني الانتقالي الهيئة المستقلة للإنصاف والمصالحة .
مادة 38- تضع هيئة الإنصاف والمصالحة برنامجا للمصالحة الوطنية وإعادة السلم الأهلي , والإشراف على برنامج العدالة والإنصاف ورأب الصدع الذي أصاب النسيج المجتمعي السوري نتيجة للازمة السورية المتفاقمة .
- حكومة المرحلة الانتقالية
مادة 39- تقوم هيئة الحكم الانتقالي بتشكيل " حكومة انتقالية " وتحدد مهامها وتسمية أعضائها وتوزيع حقائبها .
مادة 40- تتمتع الحكومة الانتقالية بكافة الصلاحيات التنفيذية . وتتألف من رئيس ونائبين وعدد من الوزراء تحددهم هيئة الحكم الانتقالي .
مادة 41- الحكومة الانتقالية مسؤولة أمام المجلس الوطني الانتقالي عن تنفيذ السياسة العامة للدولة , وعن تنفيذ الإجراءات الانتقالية المنصوص عنها في هذا الإعلان .
مادة 42- الحكومة الانتقالية مسؤولة عن تنفيذ القوانين والأنظمة ومراقبة عمل أجهزة الدولة ومؤسساتها .
- المحكمة الدستورية العليا الانتقالية
مادة43- تقوم هيئة الحكم الانتقالي بتشكيل المحكمة الدستورية العليا من سبعة أعضاء من ضمن قائمة يعدها وزير العدل . وقراراتها ملزمة .
مادة 44- تنظر المحكمة الدستورية العليا بدستورية القوانين المحال إليها , ودستورية وقانونية مشروعات المراسيم المحالة من رئيس الحكومة الانتقالية , كما تنظر في طعون الانتخابات , وطلبات إبطال الأعمال والقرارات الإدارية والمراسيم التنظيمية بناء على شكوى المتضرر .
- مجلس القضاء الأعلى
مادة 45- تشكل هيئة الحكم الانتقالي مجلس القضاء الأعلى , وتحدد مهامه وتسمية أعضائه من بين قضاة مستقلين محايدين معروفين بالكفاءة والنزاهة .
مادة 46- يؤلف مجلس القضاء الأعلى من سبعة أعضاء يرأسه رئيس المحكمة الدستورية العليا , ويدخل في عضويته اثنين من أعضاء المحكمة الدستورية وأربعة أعضاء من قضاة محكمة التمييز ( النقض ) .
مادة 47- يقوم مجلس القضاء الأعلى بتعيين القضاة وترفيعهم ونقلهم وتأديبهم وعزلهم وفقا للقانون , ويقوم بتهيئة مشروعات القوانين والمراسيم ويرفعها إلى وزير العدل للبت فيها في مجلس الحكومة الانتقالية , ومن ثم المصادقة عليها من هيئة الحكم الانتقالي . كما ويقترح مشروعات القوانين المتعلقة بإنشاء المحاكم وإلغائها .
• المجلس العسكري الوطني الانتقالي
مادة 48- تحدث هيئة الحكم الانتقالي المجلس العسكري الانتقالي , ويضم المجلس ضباطاً من الجيش العربي السوري ومن كافة الفصائل المسلحة المؤمنة بالحل السياسي والانتقال الديمقراطي .
مادة 49- يعمل المجلس العسكري تحت أمرة الحكومة الانتقالية وتخضع له كافة القطاعات العسكرية , وتكون مهمته قيادة القوات العسكرية والأمنية , ويرأس المجلس العسكري وزير الدفاع .
مادة 50- يتولى المجلس العسكري في المرحلة الانتقالية المهام التالية :
1. إعادة هيكلة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية
2. حفظ السلم الأهلي والوطني وسحب الجيش إلى ثكناته , وتنظيم عمليات وقف إطلاق النار .
3. السيطرة على المعابر الحدودية وحماية الحدود , ومنع تسلل الإرهابيين , ومكافحة التنظيمات الإرهابية
4. حفظ أمن المنشآت الحيوية في الدولة .
مادة 51- تعتبر هيئة الحكم الانتقالي منحلة فور تشكيل الحكومة الدائمة ومصادقة مجلس النواب المنتخب عليها وأدائها اليمين القانونية أصولا
مادة 52- في حال غياب النص الحاكم لعمل الدولة ومؤسساتها في هذا الإعلان الدستوري فإن دستور 1950 يعتبر في نصوصه مرجعاً يعمل به .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملف :فتح الله غولن
عن ويكيبيديا

فتح الله كولن
. (مايو 2016)
معلومات شخصية
الميلاد 27 أبريل 1941
أرضروم، تركيا

الإقامة Saylorsburg

الجنسية تركي
العرق أتراك

الديانة أهل السنة والجماعة، ماتريدية[1]

الحياة العملية
المهنة ناشط اجتماعي، وداعية، وكاتب، وعالم،وكاتب عمومي

مجال العمل إلهيات، وصوفية

الموقع http://ar.fgulen.com

فتح الله كولن ((بالتركية: Fethullah Gülen)) مفكر إسلامي وداعية تركي. ولد فتح الله كولن أو فتح الله جولان أو فتح الله غولان في 27 أبريل 1941 في قرية صغيرة تابعة لقضاء حسن قلعة المرتبطة بمحافظة أرضروم، وهي قرية كوروجك ونشأ في عائلة متدينة.[2]
يعتبر كولن من مريدي سعيد النورسي، كما يركز في أعماله بفكرة الديمقراطية وحوار الأديان. كان كولن من حلفاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الماضي لكن العلاقة بين حكومة حزب العدالة وحركة كولن (الحزمت) أصبحت متوترة، وأصبح الإنقسام علنيا في سنة 2013 م، حين ظهرت تهم فساد للمسؤلين في الحكومة التركية، واتهم أردوغان كولن بالوقوف وراء المشكلة للتأثير سلبا على حزب العدالة والتنمية.
درس في المدرسة الدينية في طفولته وصباه، وكان يتردد إلى (التكية) أيضًا، أي تلقى تربية روحية إلى ‏جانب العلوم الدينية التي بدأ يتلقاها أيضًا من علماء معروفين من أبرزهم عثمان بكتاش الذي كان من أبرز ‏فقهاء عهده، حيث درس عليه النحو والبلاغة والفقه وأصول الفقه والعقائد. ولم يهمل دراسة العلوم الوضعية ‏والفلسفةأيضاً. في أثناء أعوام دراسته تعرف برسائل النور وتأثر بها كثيراً، فقد كانت حركة تجديدية وإحيائية ‏شاملة بدأها وقادها العلامة بديع الزمان سعيد النورسي مؤلف (رسائل النور).‏
وبتقدمه في العمر ازدادت مطالعاته وتنوعت ثقافته وتوسعت فاطلع على الثقافة الغربية وأفكارها وفلسفاتها ‏وعلى الفلسفة الشرقية أيضاً وتابع قراءة العلوم الوضعيةكالفيزياء والكيمياء وعلم الفلك وعلم الأحياء...إلخ.
عندما بلغ محمد فتح الله العشرين من عمره عيّن إماماً في جامع (أُوجْ شرفلي) في مدينة أدرنة حيث ‏قضى فيها مدة سنتين ونصف سنة في جو من الزهد ورياضة النفس. وقرر المبيت في الجامع وعدم الخروج إلى ‏الشارع إلا لضرورة.‏
العمل الدعوي
بدأ عمله الدعوي في أزمير في جامع (كستانه بازاري) في مدرسة تحفيظ القرآن التابعة للجامع. ثم عمل واعظاً متجولاً، فطاف في جميع أنحاء غربي الأناضول. وفي خطبه ومواعظه كان يربي النفوس ويطهرها من أدرانها، ويذكرها بخالقها وربها ويرجعها إليه. كانت النفوس عطشى، والأرواح ظمآى إلى مثل هذا المرشد الذي ينير أمامها الطريق إلى الله وإلى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.
وكان يجوب البلاد طولاً وعرضاً كواعظ متجول يلقي خطبه ومواعظه على الناس في الجوامع. كما كان ‏يرتب المحاضرات العلمية والدينية والاجتماعية والفلسفية والفكرية.
ويعقد الندوات والمجالس واللقاءات الخاصة يجيب فيها على الأسئلة الحائرة التي تجول في أذهان الناس والشباب خاصة ولا يعرفون لها أي جواب مما كان يلقي بهم في مهالك الشبهة والإلحاد. فكانت أجوبته هذه بلسماً شافياً لعقول وقلوب هؤلاء الشباب والناس مما جعلهم يلتفون حوله ويطلبون إرشاداته. كما حثّ أهل الهمة والغيرة على الاهتمام بمجال التعليم. ونتيجة لذلك قام هؤلاء الذين استفادوا من أفكاره - دون انتظار أي نفع مادي أو دنيوي - وضمن إطار القوانين المرعية في تركيا بإنشاء العديد من المدارس والأقسام الداخلية، وبإصدار الجرائد والمجلات وإنشاء المطابع وتأليف الكتب ومحطة إذاعة وقناة تلفزيونية. وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي انتشرت هذه المدارس في العالم بأسره، وخاصة في دول آسيا الوسطىالتي عانت من الاحتلال الروسي ومن الإلحاد الشيوعي سبعين عاماً تقريباً.[3]
التسامح والحوار
بدأ فتح الله -ولا سيما بعد عام 1990- بحركة رائدة في الحوار والتفاهم بين الأديان وبين الأفكار الأخرى متسمة بالمرونة والبعد عن التعصب والتشنج، ووجدت هذه الحركة صداها في تركيا ثم في خارجها. ووصلت هذه الحركة إلى ذروتها في الاجتماع الذي تم عقده في الفاتيكان بين الشيخ فتح الله وبين البابا إثر دعوة البابا لـه. لقد آمن بان العالم أصبح -بعد تقدم وسائل الاتصالات- قرية عالمية لذا فان أي ‏حركة قائمة على الخصومة والعداء لن تؤدي إلى أي نتيجة إيجابية، وأنه يجب الانفتاح على العالم بأسره، وابلاغ العالم كله بان الإسلام ليس قائماً على الإرهاب -كما يصوره أعداؤه- وان هناك مجالات واسعة للتعاون بين الإسلام وبين الأديان الأخرى.[2]
الإسلام الاجتماعي
على عكس نجم الدين أربكان الذي يعد أب الإسلام السياسي في تركيا، فإن فتح الله كولن يطلق عليه أب الإسلام الاجتماعي. [3]فهو مؤسس وزعيم "حركة كولن"، وهى حركة دينية تمتلك مئات المدارس في تركيا، ومئات المدارس خارج تركيا، بدءا من جمهوريات آسيا الوسطى، وروسيا وحتى المغرب وكينيا وأوغندا، مرورا بالبلقان والقوقاز. كما تملك الحركة صحفها ومجلاتها وتلفزيوناتها الخاصة، وشركات خاصة وأعمال تجارية ومؤسسات خيرية. ولا يقتصر نشاط الحركة على ذلك بل يمتد إلى إقامة مراكز ثقافية خاصة بها في عدد كبير من دو ل العالم، وإقامة مؤتمرات سنوية في بريطانيا والاتحاد الأوروبي واميركا، بالتعاون مع كبريات الجامعات العالمية من اجل دراسة الحركة وتأثيرها وجذورها الثقافية والاجتماعية.[3]
منهجه

كولن عقب محاولة الانقلاب في تركيا 2016
تتميز به حركة كولن عن باقي الحركات الإسلامية في المنطقة والعالم هو أنها غالبا تلقى ترحيبا كبيرا من الغرب. إذ تعتبر هي "النموذج" الذي ينبغي ان يحتذى به بسبب "انفتاحها" على العالم، وخطابها الفكري. فمثلا إذا كان نجم الدين أربكان يرى أميركا عدوا للعالم الإسلامي بسبب تحكم "الصهيونية العالمية" في صنع القرار فيها، فإن كولن يرى ان اميركا والغرب عموما قوى عالمية لابد من التعاون معها. وإذا كان أربكان يرى ضرورة الوحدة بين العالم الإسلامي، وهي الافكار التي بلورها عمليا في تأسيسه مجموعة الثماني الإسلامية، فإن غولن لا ينظر إلى العالم العربي وإيران بوصفهما المجال الحيوي لتركيا، بل يعتبر القوقاز وجمهوريات آسيا الوسطى والبلقان هم المجال الحيوي لتركيا، فهذه البلدان تضم اقليات تركية هامة، وهو يرى انه إذا كان لتركيا يوما ما ان تعود لمكانتها بوصفها واحدة من أهم دول العالم، كما كانت خلال الدولة العثمانية، فلابد من نفوذ قوي لها وسط الاتراك في كل مكان في العالم. لكن غولن من البراغماتية والذكاء بحيث لا يستخدم تعبير "القيادة التركية" في المنطقة، كما لا يدعو إلى استقلال الاقليات التركية في وسط آسيا، ولا تمارس جماعته انشطة تعليمية في البلاد التي يمكن ان تتعرض فيها الاقلية التركية لمشاكل من قبل النظم الحاكمة مثل الصين وروسيا واليونان.[2]
وأول ما يلفت النظر في كولن هو أنه لا يفضل تطبيق الشريعة في تركيا، حيث يقول الغالبية العظمى من قواعد الشريعة تتعلق بالحياة الخاصة للناس، فيما الاقلية منها تتعلق بإدارة الدولة وشؤونها، وانه لا داعي لتطبيق احكام الشريعة في الشأن العام. ووفقا لهذا يعتقد كولن ان الديمقراطية هي أفضل حل، ولهذا يكن عداء للأنظمة الشمولية في العالم الإسلامي. ومع ان اربكان ينظر اليه بوصفه استاذ رئيس الوزراء التركي رجب طيب اروغان، إلا أن تجربة حزب العدالة والتنميةفي الحكم تشير إلى ان كولن هو أستاذ اردوغان الحقيقي.
ازدهرت حركة فتح الله كولن في إطار انتعاش الحركات والطرق الدينية في تركيا في الثمانينيات من القرن الماضي. بعد الانقلاب العسكري بقيادة كنعان افرينعام 1980، والقرارت التي اتخذتها الحكومة العسكرية والمتعلقة بتحرير الاقتصاد وخصخصة الاعلام واتاحة حرية عمل أكبر، للمنظمات المدنية بما في ذلك الجماعات الدينية، بدأت الطرق الدينية في الازدهار ومنها "طريقة النور" التي أسسها الصوفي الكردي سعيد النورسي (1873- 1960) والتي خرجت منها وتأثرت بها لاحقا حركة كولن. وجوهر فلسفتها ايجاد مجتمع إسلامي ملتزم، لكن في الوقت نفسه متلهف للمعرفةوالتكنولوجيا الحديثة والتقدم لإنهاء تقدم العالم الغربي على العالم الإسلامي. واليوم يقترن اسم فتح الله كولن بمصطلح الإسلام التركي المتنور أو المعتدل، إذ حاول فتح الله كولن مع مؤيديه تأسيس حركة دينية سياسية اجتماعية حديثة تمزج الحداثة، بالتدين بالقومية بالتسامح بالديمقراطية. ووضع الإسلام والقومية والليبرالية في بوتقة واحدة.[2]
الاعلام الغربي عنه
كتبت الكثير من الدوريات الغربية عن كولن تصوره كزعيم حركة اجتماعية إسلامية قومية غير معاد للغرب، ووجه المستقبل للإسلام الاجتماعي في الشرق الأوسط، لكن معارضيه يقولون عنه انه الخطر الحقيقي علىالعلمانية التركية، ويتهمونه بمحاولة تقويض العلمانية التركية عبر أسلمة الممارسات الاجتماعية للاتراك.[2]
خروجه من تركيا
بعد متاعب كولن مع السلطات التركية بدأت في 18 يونيو(حزيران) عام 1999 , غادر إلى الولايات المتحدة وعندما تحدث في التلفزيون التركي، وقال كلاما أعتبره البعض انتقادا ضمنيا لمؤسسات الدولة التركية. وبعد ذلك بدأ المدعي العام للدولة تحقيقا في تصريحات كولن، وساعتها تدخل رئيس الوزراء التركي انذاك بولنت اجاويد ودعا الدولة إلى معالجة الامر بهدوء، بدلا من فتح الموضوع للنقاش على المحطات التلفزيونية التركية، كما دافع عن كولن وعن مؤسساته التعليمية وقال: "مدارسه تنشر الثقافة التركية حول العالم، وتعرف تركيا بالعالم. مدارسه تخضع لإشراف متواصل من السلطات". بعد ذلك اعتذر كولن علانية عن تصريحاته، إلا أن بعض العلمانيين ظلوا متشككين في أهدافه، ولاحقا وجهت له اتهامات بمحاولة تحقيق مكاسب سياسية على حساب مؤسسات الدولة بما في ذلك الجيش.[3]
ازمة لقطة الفيديو
بعد تلك الأزمة حدثت ازمة لقطة الفيديو الشهيرة التي بثت على اليوتيوب وظهر فيها كولن وهو يقول لعدد من أنصاره أنه سيتحرك ببطء من اجل تغيير طبيعة النظام التركي من نظام علماني إلى نظام إسلامي، كما تحدث عن نشر الثقافة التركية في أوزبكستان، مما اثار موجه غضب في الجيش التركي وباقي المؤسسات العلمانية في البلاد. كما أدى إلى أزمة دبلوماسية بين تركيا وأوزبكستان دفعت بولند اجاويد للتدخل مجددا في محاولة لحلها. وقال أجاويد:الرئيس الأوزبكستاني لديه مخاوف غير مبررة تتعلق بتركيا. تركيا لا تتدخل في الشؤون الداخلية لاوزبكستان. لا يمكن ان نسمح بالإساءة إلى العلاقات بين البلدين بسبب مخاوف غير ضرورية". لكن أوزبكستان قررت إغلاق عدد من المدارس التابعة لكولن. ويبدو أنه خلال هذا الوقت كانت المؤسسة العلمانية في تركيا بدأت هي أيضا تستشعر قلقا متزايدا من كولن ومؤسساته التعليمية، فأصدرت هيئة التعليم العالي في تركيا قرارا يقضي بعدم الاعتراف بالشهادات العلمية التي تعطيها مدارس كولن، لكن هذا القرار كان مؤقتا.
مؤلفاته
لفتح الله كولن 60 كتابا، وقد حصل على العديد من الجوائز على كتبه هذه، وأغلبها حول التصوف في الإسلام ومعنى التدين، والتحديات التي تواجه الإسلام اليوم.ألف في السيرة النبوية كتابا حديثا أسماه (النور الخالد) الدراسة العلمية في السيرة النبوية. ومن كتبه ومقالاته أيضا[4]
• البيان
• التلال الزمردية
• ونحن نقيم صرح الروح
• النور الخالد
• أسئلة العصر المحيِّرة
• تعليم العربية بطريقة حديثة
• جيل الحداثة
• ونحن نبنى حضارتنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن الbbc

من هو فتح الله غولن المتهم بأنه العقل المدبر لانقلاب تركيا؟
• 19 يوليو/ تموز 2016
يرى أنصار حركة "خدمة" التي أسسها رجل الدين فتح الله غولن المعارض، أنها تمثل الوجه الحقيقي والحداثي للاسلام، إلا أن هناك أسئلة يطرحها الكثير من المراقبين حول أهداف تلك الحركة.
وتتهم الحكومة التركية غولن بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في تركيا الجمعة الماضية، وبأنه العقل المدبر لها، لكنه يرفض هذه الاتهامات ويقول إنه لا علاقة له بالانقلاب.
من هو فتح الله غولن؟ وما هي حركة "خدمة"؟
 ولد فتح الله غولن في تركيا عام 1941، ويبلغ من العمر 75 عاما
 انتقل عام 1999 للعيش في الولايات المتحدة، حيث يقيم في منطقة جبال بوكونو في ولاية بنسلفانيا الأمريكية
 يعيش غولن في منفاه الاختياري بعيدا عن الأضواء، ومن النادر أن يدلي بتصريحات او مقابلات لوسائل الإعلام، بالرغم من أن حركته استقطبت قطاعات كثيرة من المجتمع التركي، وفي الخارج، كما تدير استثمارات بمليارات الدولارات
 كان غولن حليفا مقربا من رجب طيب إردوغان في السابق، لكن الرجلين اختلفا منذ بدأ إردوغان يستشعر الخطر من حركة غولن التي اتهمها بأنها تسعى لتأسيس كيان مواز للدولة التركية داخل البلاد
 دعم غولن إردوغان في سنوات حكمه الأولى منذ 2003 قبل أن يختلف معه فيما بعد
 ظهرت الخلافات علنا بين غولن وإردوغان منذ أواخر 2013، بعد أن كشف قضاة قيل إنهم من أنصار غولن فضيحة فساد داخل أجهزة الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية بزعامة إردوغان
 طالت فضيحة الفساد تلك عددا من المقربين من إردوغان، ومن بينهم نجله بلال
 يقول معارضو غولن إنه طالب باختراق المجتمع التركي ومؤسساته، ويشيرون إلى شريط فيديو طلب فيه ذلك من انصاره عام 1999
حركة "خدمة"
Image captionتنادي حركة "خدمة" التي يتزعمها غولن بالإسلام الاجتماعي الحداثي لكن الحكومة تقول إنها تسعى لتأسيس دولة موازية داخل تركيا
 أسس غولن حركة "خدمة" التي انتشرت من خلال دعم وسائل الإعلام والصحافة وبناء المدارس في دول إفريقية وآسيوية، كما عززت من وجودها داخل المجتمع التركي، خاصة في الإدارة
 منذ نهاية 2013، قادت الحكومة التركية حملة توقيف طالت عددا من قادة الجيش، وطرد عدد آخر من رجال الشرطة والقضاء، وأغلقت عددا من المدارس التابعة لحركة "خدمة" التابعة لغولن
 أغلقت الحكومة عددا من الصحف التركية أو طردت رؤساء تحريرها بتهمة الانتماء للحركة ، أو دعمها تحريريا
 لا تصرح حركة "خدمة" بأي هيكل إداري يحكمها ولا تسمي أي تسلسل هرمي لمسؤوليها، لكنها تقول إنها ملتزمة بالاصلاح الديمقراطي والحوار بين الأديان
 حركة "خدمة" تعمل منذ أربعين عاما، وتؤكد التزامها بالسلم والديمقراطية
 تقدر بعض المصادر أنصار الحركة بملايين عدة داخل تركيا التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 70 مليون نسمة
 تقول حركة "خدمة" إن أساسها هو الإسلام المتسامح والإيثار والتربية والعمل بجد واجتهاد
 تقدر بعض المصادر تبرعات انصار غولن ما بين 5 في المئة إلى 20 في المئة للمؤسسات المرتبطة بحركته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالعربية cnn
من "الزواج القسري" إلى "الطلاق البشع".. من هو فتح الله غولن "حليف وعدو" أردوغان؟
بعد اتهامات السلطات الموالية للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لرجل الدين التركي، فتح الله غولن، بالوقوف وراء محاولة الانقلاب العسكري التي شهدتها تركيا، ليلة الجمعة، وأدت إلى مقتل أكثر من مائة شخص واعتقال آلاف العناصر من الجنود في الجيش.. تعرف على الرجل الذي أثار ضجة على وسائل الإعلام التركية:
من هو غولن الذي يُقيم في ولاية بنسلفانيا في أمريكا؟
يُقيم فتح الله غولن، البالغ من العمر 75 عاما، في ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة منذ عام 1999، هرباً من ملاحقات القضاء التركي بسبب تهم تتمحور حول "أنشطة مناهضة للعلمانية،" عبر "حركة غولن" التي تقول إنها تنشر الثقافة التركية في كافة أنحاء العالم، كما تدعم وسائل إعلام من ضمنها الصحيفة الأكثر انتشارا في تركيا "زمان،" وتعد من أكبر صحف المعارضة في الدولة.
ونادرا ما يتحدث غولن إلى الصحفيين ورفض عدة طلبات بإجراء مقابلات معه على شبكة CNN منذ أكثر من أربعة سنوات.
ويصفه أنصاره بأنه رجل دين معتدل يدعو إلى الحوار بين الأديان المختلفة، وتُظهر مقاطع فيديو لقائه مع البابا يوحنا بولس الثاني في الفاتيكان في التسعينات من القرن الماضي، كما التقى أيضا في كثير من المناسبات مع الحاخامات ورجال الدين المسيحيين في تركيا.
ولغولن أتباع أولياء، ينتمون أيضا إلى حركة "حزمة"، التي هي مبادرة عالمية مستوحاة من غولن، الذي يدعو إلى ما وصفته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بأنه "نوع من الإسلام السني المعتدل الموالي للغرب، والذي يروق للعديد من الأتراك الذين يحظون بمستوى عال من التعليم والاحترافية."
ويشير الكثيرون إلى عودة الفضل في معالجة العديد من المشاكل الاجتماعية في تركيا، إلى المنظمات غير الحكومية التي أسستها حركة "حزمة"، بما في ذلك إنشاء المئات من المدارس المختلطة العلمانية ومراكز الدروس الخصوصية المجانية والمستشفيات ووكالات الإغاثة.
كما أدت حركته إلى تأسيس شبكة عالمية من المدارس والجامعات في أكثر من 100 دولة، وفي الولايات المتحدة تشمل هذه الإمبراطورية الأكاديمية مدارس "الوئام" العامة، وهي أكبر شبكة مدارس مستأجرة في ولاية تكساس.
ويملك متطوعون في "حركة غولن" داخل تركيا محطات تلفزيون خاصة وصحفا ذات انتشار واسع النطاق، ومناجم ذهب وبنك تركي واحد على الأقل.
غولن: مهندس انقلاب أم كبش فداء؟
طالب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، السبت، الحكومة الأمريكية باعتقال أو تسليم، شريكه السابق، رجل الدين التركي، فتح الله غولن، والذي اتهمه أردوغان بأنه يقف وراء محاولة الانقلاب العسكري، التي شهدتها تركيا، ليلة الجمعة، ووصفها الرئيس التركي بـ"الفاشلة".
وقال أردوغان: "هذه الدولة عانت الكثير على يد أيدي عناصر حركة غولن، إذ قوضت سمعة تركيا في أوروبا والولايات المتحدة، وأوجه نداءً إلى أمريكا والرئيس باراك أوباما، عزيزي السيد الرئيس، لقد قلت لك هذا من قبل، إما أن تعتقل غولن أو سلمه للسلطات التركية، ولكنك لم تستجب لي.. أناشدك مرة أخرى، بعد محاولة الانقلاب، بتسليم هذا الرجل في ولاية بنسلفانيا الأمريكية إلى تركيا.. إذا كنا حقا شركاءً استراتيجيين، ستفعل ما هو ضروري."
كما اتهم رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، غولن بأنه من يقف وراء محاولة الانقلاب، مؤكدا أن ما وصفه بـ"التمرد" قد "أخمد،" ومشيرا إلى أن غولن هو "رئيس عصابة إرهابية."
ومن جانبه نفى غولن أي صلة بمحاولة الانقلاب، قائلا: "كشخص عانى تحت وطأة عدة انقلابات عسكرية خلال العقود الخمسة الماضية، من المهين أن اتهم بصلة في محاولة كهذه، وأنا أرفض هذه الاتهامات،" في البيان المنشور على موقعه الرسمي.
وتابع غولن: "أنا أدين بأشد العبارات محاولة الانقلاب العسكري في تركيا، الحكومة يجب الفوز بها عبر عملية انتخابية عادلة وحرة وليس بالقوة، أنا أصلي لله في سبيل تركيا والشعب التركي وللجميع في تركيا بأن تحل هذه الأوضاع بسرعة وبصورة سلمية."
ليس الاتهام الأول بالوقوف وراء انقلاب
اتهمت الحكومة التركية أيضا أنصار غولن بتزعم محاولة انقلاب فاشلة في تركيا في يناير/ كانون الثاني عام 2014. وقارن أردوغان، الذي يُعرف بأنه من المحافظين، غولن وأنصاره بـ"فيروس ومجموعة من القتلة المأجورين من العصور الوسطى،" على حد تعبيره.
وفي مقابلة مع شبكة CNN في تلك الفترة، مسؤول بارز من حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا ويتزعمه أردوغان، "حركة غولن" بأنها "متعاطفة مع العدو" وتسللت إلى داخل قوة الشرطة التركية والقضاء.
وقال عضو البرلمان ونائب رئيس حزب "العدالة والتنمية"، ماهر أونال، لشبكةCNN: "إننا نواجه كيانا لا يتبع الأوامر ضمن قيادة الدولة، إنما عوضا عن ذلك، فإنه يتبع أوامر من خارجها."
وخلال الاشتباكات في عام 2014، نفى غولن في مقابلة نادرة عبر البريد الالكتروني نُشرت في صحيفة "وول ستريت جورنال" أي تورط في مؤامرة سياسية، قائلا: "لن نكون أبدا جزءاً في أي مخطط ضد حكام دولتنا،" حسبما كتب.
غولن وأردوغان: من شراكة إلى عداء شديد
الخلاف الذي نشهده اليوم لم يكن موجودا دائما، بل في الواقع، خلال فترات طويلة من العقد الماضي، كانت "حركة غولن" مؤيدة قوية لأردوغان.
إذ دعمت وسائل الإعلام الموالية لغولن التحقيقات في مؤامرات انقلاب منظم مزعوم من جانب القادة العسكريين الأتراك، إذ قضى العشرات من ضباط الجيش وكذلك الكتّاب العلمانيين والأكاديميين ورجال الأعمال سنوات في السجن في انتظار محاكماتهم، وفي ذلك الوقت، تصاعد خطر انتقاد "حركة غولن."
واعتقلت الشرطة وسجنت الكاتب، أحمد سيك، لأكثر من عام، بتهمة دعم منظمة إرهابية، وحظرت محكمة كتابه "جيش الإمام،" قبل نشره، ويُذكر أنه كان يفحص "حركة غولن." وبعد خروجه من السجن، قال سيك إن التحالف طويل الأمد بين اثنين من القادة الإسلاميين البارزين في تركيا (أردوغان وغولن) انهار في صراع مرير على السلطة.
وقال سيك لـCNN: "كان هناك زواج قسري، والمعركة التي بدأت بسبب الخلاف على من سيتولى قيادة شؤون الأسرة استمر ليصبح طلاقا بشعا،" على حد تعبيره.
وتابع سيك: "في جانب واحد، هناك مجتمع غولن، قوة مظلمة وغامضة يمكنها أن تضر الإدارة الأقوى في التاريخ التركي، وعلى الجانب الآخر، لديك الإدارة التي تحت ستار مكافحة ذلك المجتمع، أصبح باستطاعتها تعليق جميع المبادئ القانونية والديمقراطية."
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

القصة الكاملة لحركة "فتح الله كولن" المتهمة بتدبير انقلاب تركيا
السبت 23-07-2016|
رجل الدين التركي فتح الله كولن
د. أحمد موسى بدوي
«الخدمة» تمتلك نفوذًا ممتدًا فى أرجاء المجتمع ومتوغلة فى مؤسسات الدولة
لديها مدارس خاصة ومؤسسات خيرية وعناصرها الأكثر ظهورًا فى الوظائف الحكومية والخاصة
مظاهرات ميدان تقسيم كانت بداية الصدام بين «أردوغان» وحليفه السابق
فى أعقاب الانقلاب الفاشل الذى قامت به مجموعات من القوات المسلحة التركية منذ عدة أيام فى تركيا، لم يجد رجب طيب أردوغان وقيادات العدالة والتنمية سوى «جماعة الخدمة» التى أسسها فتح الله كولن، لكى يحملها المسئولية الكاملة عن هذا الانقلاب، وفى صبيحة الليلة الشهيرة، قامت قوات الأمن التركية بعمليات اعتقال وتوقيف ضخمة، طالت كل مؤسسات الدولة، بما فيها ديوان رئيس الجمهورية وديوان مجلس الوزراء، متهمين أعضاء جماعة الخدمة بالتواطؤ مع الخارج لهدم الدولة التركية.
وفى هذا المقال نحاول الإجابة عن سؤال رئيسي: هل تعتبر جماعة الخدمة حركة إسلامية إصلاحية أم إرهابية؟ متبوع بسؤال فرعي: ما سر العلاقة العدائية بين أردوغان بالتحديد وجماعة الخدمة؟ مع التأكيد مبدئيًا على أن كاتب المقال ينطلق من مبدأ رافض لفكرة الانقلاب على النظام الديمقراطى بصفة عامة.

المصلح الدينى الكردى بديع الزمان سعيد النورسى
الحركة الإسلامية في تركيا
يحلو للبعض - بقصد ودون قصد - أن يصف أردوغان بأنه مهندس الصحوة الإسلامية فى تركيا، بعد تفوقه وتجاوزه لإنجاز أستاذه نجم الدين أربكان، والحقيقة أن كليهما يجنى ثمرات حالة تاريخية تمر بها تركيا، منذ إعلانها دولة علمانية فى عام ١٩٢٨ - حالة أسس لها المصلح الدينى الكردى بديع الزمان سعيد النورسى (١٨٧٧-١٩٦٠) الذى ناضل من أجل الحفاظ على الهوية الإسلامية للأتراك وقت ازدهار دولة أتاتورك.
لم يكن سعيد النورسى، حالمًا باستعادة الخلافة الإسلامية، مقارنة بهدف حسن البنا عند تأسيس جماعة الإخوان، وإنما كان حالما باستعادة الهوية الإسلامية لتركيا، فى وقت خربت فيه المساجد وهجرت، وحرمت السلطات على الأتراك المجاهرة بممارسة العبادات، ومنعت تدريس اللغة العربية وتحفيظ القرآن، وتعقبت بالسجن والتنكيل كل رجال الدين، هى حالة لم تعشها أى دولة غالبية سكانها من المسلمين تحض على المقاومة بكل أشكالها دفاعا عن العقيدة والهوية الدينية، فكيف كان منهج النورسى، والذى طوره بعد ذلك فتح الله كولن كما سنرى بعد قليل.
فى سبيل الحفاظ على الهوية الإسلامية للأتراك قضى النورسى عمره بين السجن والنفى وتحديد الإقامة، واللافت للانتباه والإعجاب فى ذات الوقت، أنه رغم كل ذلك لم يدع مطلقًا إلى حمل السلاح فى وجه الدولة العلمانية، وحرم على أتباعه وتلاميذه ومحبيه العمل بالسياسة تحريمًا مطلقًا، وكان دائم الترديد لشعار (أعوذ بالله من الشيطان والسياسة)، وعجزت السلطات التركية عن إثبات تهمة واحدة عليه، فاكتفت باستمرار سجنه ونفيه بلا تهمه، حتى بعد وفاته لم يسلم جسده من المعاناة، فقد أصرت السلطات التركية على نقل جثمانه بعد الدفن بأيام إلى مكان غير معلوم. على أى حال، انشغل سعيد النورسى، بتأليف رسائل النور، مستغرقًا فى ذلك نصف قرن من عمره، وكان يكتبها طلابه، وينسخونها فى سرية تامة، ثم يتم توزيعها فى أرجاء تركيا بعيدًا عن أعين الأمن، جددت هذه الرسائل الدين الإسلامى بوسطيته وعدم تناقضه مع الحضارة الحديثة، وصارت هذه الرسائل وحتى الآن المصدر الرئيسى للمعرفة الدينية فى تركيا. لا علاقة لهذه الحركة من حيث المنهج والأهداف بالحركات والتنظيمات الدينية فى العالم العربى.

تطور الحركة النورية
تغيرت الأحوال السياسية فى تركيا فى سبعينيات القرن الماضى، وسمحت السلطات بالنشاط الدينى فى حدود ضيقة وصارمة يرسمها القانون، واستغلالًا لهذه الانفراجة السياسية، أسس طلاب ومُحبو النورسى العديد من المؤسسات الخيرية لنشر تعاليم النورسى ورسائله، وجميع هذه المؤسسات تحافظ بصورة أو بأخرى على وصية النورسى لطلابه بعدم الاشتغال بالسياسة، فلا يسمح لأعضائها، بالترشح فى أى انتخابات، من أى نوع، كما أن هذه المؤسسات لا تدعم بصفتها الاعتبارية أى مرشحين من أى نوع، فتحولت لهذا السبب إلى مؤسسات تمنح الدعم المعنوى والفعلى للأحزاب الإسلامية، دون أن تضطر هذه الأحزاب إلى دفع ثمن سياسى مقابل هذا الدعم، لذلك فقد شكلت هذه المؤسسات، قوة ناعمة ذات تأثير عميق وممتد فى المجتمع التركى، وليست جماعة فتح الله كولن، سوى واحدة من هذه المؤسسات.
ومن هنا نؤكد للقارئ أن الحركة النورية (نسبة لرسائل النور التى ألفها النورسي)، كتب لها البقاء والازدهار ولم تمت بعد موت مؤسسها.
وأصبحت حركة اجتماعية كاملة الأركان، وفقا لنظرية تشارلز تلى، لأنها استوفت مقومات قيام الحركة الاجتماعية بشروطها الثلاثة المتمثلة فى:
(١) وجود مجهود عام مستدام ومنظم لتحقيق الفكرة الإصلاحية الدينية، يسميه تلى «الحملة المستمرة».
(٢) وجود أشكال متنوعة من الممارسات والمؤسسات الداعمة (جمعيات، تحالفات، مواكب ثقافية، خدمات، ظهور إعلامي.. إلخ) كل هذه المظاهر وغيرها يسميها تلى «ذخيرة الحركة الاجتماعية».
(٣) تَجَسُّد فكر الحملة فى صورة أفراد يتميزون بخصائص متشابهة هي: الجدارة، الوحدة، الزخم، الالتزام.
غير أنها لم تعد حركة واحدة أيضا، ولكنها انقسمت إلى عدد كبير من الحركات على رأس كل منها تلميذ أو أكثر من تلاميذ النورسى فيما بينها تنافس وأحيانا صراع، ولكنها جميعا تحتفظ بصورة أو بأخرى بروح سعيد النورسى وأفكاره التنويرية الدينية المعتدلة ما يجعلها تملك دون شك نفوذًا ممتدًا فى جميع أرجاء المجتمع التركى، وفى كل مؤسسات الدولة، بالإضافة إلى ما تمتلكه هذه الحركات من مؤسسات خيرية وأوقاف للصرف على التعليم والخدمات الاجتماعية والثقافية.

فتح الله كولن
جماعة الخدمة
فتح الله كولن (خوجة أفندي): رجل دين إصلاحى من مواليد عام ١٩٤٢، وأحد أتباع العلامة سعيد النورسى، يتمتع بثقافة واسعة ولديه قدرة غير محدودة على التفكير الإبداعى، حمل على عاتقه منذ انشغاله بالعمل العام فى تركيا نقل تعاليم سعيد النورسى إلى العالم بطريقة مبتكرة، تثبت قدرة الإسلام على التشكيل الحضارى، تقوم فلسفة فتح الله كولن على إيجاد مجتمع إسلامى ملتزم، لكن فى الوقت نفسه متلهف للمعرفة والتكنولوجيا الحديثة والتقدم.
واليوم يقترن اسم فتح الله كولن بمصطلح الإسلام التركى المستنير أو المعتدل، إذ حاول كولن مع مؤيديه تأسيس حركة دينية سياسية اجتماعية حديثة تمزج الحداثة بالتدين، ووضع الإسلام والقومية والليبرالية فى بوتقة واحدة.
بعد الانقلاب العسكرى بقيادة كنعان افرين، عام ١٩٨٠، والقرارات التى اتخذتها الحكومة العسكرية فيما يتعلق بتحرير الاقتصاد وخصخصة الإعلام وإتاحة حرية عمل أكبر للمنظمات المدنية، بما فى ذلك الجماعات الدينية، بدأت الحركات الدينية ذات الأصول النورية تزدهر، وعلى رأسها حركة الخدمة التى أسسها فتح الله كولن، مركزًا اهتمامه على قطاع الثقافة والتعليم، فأسس العديد من المدارس الخاصة، يقدم فيها تعليما راقيا عالى الجودة، تفوق على التعليم الحكومى بدرجة ملفتة، ولم يمض وقت طويل حتى كان خريج مدارس الخدمة هو الأكثر حظًا فى التعليم الجامعى، والأكثر طلبًا فى سوق العمل الحكومى والخاص على حد سواء.
لم يكتف كولن بقطاع التعليم، لأنه يمتلك مبادرة حضارية شاملة، فقام بتأسيس مجموعة من المؤسسات الاقتصادية الناجحة فى مجال النشر ووسائل الإعلام المختلفة، وانطلاقًا من النجاح الداخلى توسعت جماعة الخدمة خارجيًا فأسست مدارس لها فى أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا وآسيا الوسطى، بالإضافة إلى شركات اقتصادية ناجحة. ثم أسس (بنك مشاركة) فى عام ١٩٩٠ برأسمال تركى ١٠٠٪ على غرار بنك الفقراء الذى أسسه محمد يونس فى بنجلاديش.
وحافظ كولن على شعار النورسى، فلم يحترف السياسة ولم تؤسس الجماعة لنفسها حزبا سياسيا، ولو فعلت لكانت فى سدة الحكم منذ زمن بعيد. فكل التطور الذى لحق بحركة كولن حدث قبل أن يكون للأحزاب السياسية الإسلامية وزن حقيقى على المسرح السياسى التركى، ما يجعلنا نؤكد أن النموذج الناجح الذى قدمته جماعة الخدمة كان من أهم العوامل التى جذبت الناخب التركى للتصويت للأحزاب الإسلامية بعد ذلك.
ونتوقف هنا مع القارئ لتأمل نشاط فتح الله كولن الاجتماعى والثقافى والاقتصادى، وكيف أثمر هذا النشاط فى تنشئة جيل جديد من الإسلاميين الأتراك القادرين على فهم مشكلات العالم المعاصر، متسلحين بالعلم والثقافة المطلوبين، وهو الجيل الذى أسهم بدور كبير بعد ذلك فى نهضة تركيا الاقتصادية، وهو نفس الجيل الذى يعتلى أعلى المناصب فى كافة المؤسسات التركية الآن. ومن هنا يكتشف القارئ سر الوصف الاعتباطى - المناقض للحقائق والوقائع - الذى أطلقه أردوغان على جماعة الخدمة بأنها كيان مواز، وأغلب الظن أن الأعداد الضخمة التى تم توقيفها عن العمل بعد الانقلاب هم من خريجى مدارس الخدمة، ومن العاملين فى مؤسسات الخدمة المتنوعة.

تأثير النورية في السياسة
دون شك، فإن جميع الأحزاب الإسلامية التركية، التى بدأت فى الظهور فى مطلع السبعينيات، اكتسبت قوتها، من مصدر وحيد وهو أتباع الحركات الاجتماعية النورية، ما يعنى أن منح القوة السياسية لهذا الحزب أو ذاك، يمر بطريقة غير مباشرة عبر هذه الحركات المنتشرة فى كل بقاع تركيا، وعلى رأسها جماعة الخدمة. وأن أردوغان ومن قبله أربكان، هما من صنع هذه القوة الناعمة. والمتأمل فى تأسيس الأحزاب الإسلامية وحلها، فى التاريخ السياسى التركى، يتبين أنه لا يهم اسم الحزب ولا من يرأسه، فكل حزب له توجه إسلامى فى تركيا، سوف يظهر مؤقتا ثم يختفى، وفى كل ظهور جديد هناك دائما قوة شعبية تقف خلفه، على النحو التالي:
(١) حزب النظام الوطنى (١٩٧٠-١٩٧١): كان الحزب الإسلامى الأول فى تركيا الجمهورية، الذى دعا إلى اعتماد الإسلام فى سياساته، أسسه نجم الدين أربكان، وعقد الحزب مؤتمره الأول فى فبراير ١٩٧٠، ولكن لم يلبث أن أحيل مؤسسه لمكتب المدعى العام فى عام ١٩٧١، لمحاكمته بتهمة استغلال الدين لتحقيق أهداف سياسية، ومن أهم برامجه إعادة تأسيس وتشجيع التعليم الدينى فى كل المدارس التركية.
(٢) حزب السلامة الوطنى (١٩٧٢-١٩٨٠): أسسه ١٩ شخصا، ارتبط أغلبهم بحزب النظام الوطنى المنحل، وانتشر الحزب سريعا فى ٦٧ منطقة بتركيا، بفضل الحركات الاجتماعية النورية، وكارزمية أربكان، فنجح الحزب الوليد فى الحصول على ٤٨ مقعدا من ٤٥٠ فى الانتخابات البرلمانية عام ١٩٧٣، وفى عام ١٩٨١ قامت السلطات العسكرية بحل الحزب.
(٣) حزب الرفاة (١٩٨٣-١٩٩٨): أسسه على تركمان، بعد حظر نشاط نجم الدين أربكان وآخرين، ولكن بعد رفع الحظر فى عام ١٩٨٤ عاد أربكان رئيسا لحزب الرفاة، وشهد المجال السياسى التحول الكبير فى انتخابات ١٩٩٦ حين حصل حزب الرفاة على ١٥٨ مقعدًا من أصل ٥٥٠، ما جعله أقوى الأحزاب وسمح لزعيمه، أن يصبح رئيسًا للوزراء. وفى ١٩٩٧ أخرج الجيش أربكان وحزبه خارج الحكومة، ثم فى يناير ١٩٩٨ قامت المحكمة الدستورية بحل الحزب.
(٤) حزب الفضيلة (١٩٩٨-٢٠٠١): قام أعضاء حزب الرفاة المنحل، بتأسيس حزب الفضيلة، وترشح عدة أسماء لرئاسة الحزب الجديد، من بينهم رجب طيب أردوغان وعبدالله جول، واختار الأعضاء رجائى طوقان رئيسًا للحزب فى ديسمبر ١٩٩٨. وتم حل الحزب فى يونيو ٢٠٠١. بتهمة تهديد النظام العلمانى فى تركيا.
(٥) حزب العدالة والتنمية (٢٠٠١- ): بعد حل حزب الفضيلة، انقسم الأعضاء إلى فريقين: الأول يسير على النهج الأربكانى، وبدأ إجراءات تأسيس حزب السعادة. أما التيار الثانى من حزب الفضيلة المنحل، فيضم الجيل الجديد من السياسيين الإسلاميين، وعلى رأسهم عبدالله جول ورجب طيب أردوغان، وأسست هذه المجموعة حزب العدالة والتنمية، واعتلت سدة الحكم حتى اللحظة الراهنة. كل هذه المحاولات، ما كان لها أن تستمر، فى ظل هذا المناخ السياسى العجيب، إلا إذا كانت هذه الأحزاب ضامنة فى كل مرة ظهور وتأسيس، أن هناك قوة اجتماعية تؤازرها، وهى الحركات الاجتماعية النورية، وعلى رأسها حركة جماعة الخدمة.

مظاهرات ميدان تقسيم 2013
العدالة والتنمية وجماعة الخدمة
جماعة الخدمة بطبيعة تكوينها تمتلك مبادرة حضارية شاملة، وقدرات كبيرة على تفعيل هذه المبادرة على الأرض داخل وخارج تركيا، ما جعلها تحظى بالقبول الاجتماعى والثقافى الواسع، وأصبحت بحق قوة ناعمة غير قابلة للاحتواء، وتمثل التعبير الحقيقى عن الحس المشترك الإسلامى فى تركيا، ومن المؤكد أن قيادات العدالة والتنمية على يقين بهذه الحقيقة. ومن المعلوم أن الحزب فى بداية حكمه استعان بفتح الله كولن وكوادر الخدمة فى رسم السياسات التعليمية والثقافية التركية، لكن المشكلة أن الحزب أراد احتواء ما لا يمكن احتواؤه، فإما أن تكون جماعة الخدمة مؤيدة تأييدا مطلقا للحزب، أو يتم التنكيل بها ووصفها تعسفيا بالمنظمة الإرهابية، هى استراتيجية خاطئة فى التعامل مع حركة اجتماعية إصلاحية تنموية، أدت إلى تسميم الحياة السياسية فى تركيا، والواقع أن رجب طيب أردوغان يتحمل مسئولية تاريخية تجاه شيطنة جماعة الخدمة، عبر أربع وقائع متعاقبة.. كيف ذلك؟
(١) تمثل مظاهرات ميدان تقسيم فى شهر مايو من عام ٢٠١٣ بداية توتر العلاقة بين أردوغان والقوى السياسية والاجتماعية التركية، ومن بينها جماعة الخدمة، فقد اعتادت تلك القوى على الاحتفال السنوى بعيد العمال فى هذا الميدان منذ سنوات طويلة، وتعكس فعاليات الاحتفال بشكل كبير موقف الأتراك من النظام الحاكم، وعلى خلفية ربيع الميادين العربية، قررت حكومة أردوغان القيام بعدة مشروعات لتغيير معالم الميدان لمحو رمزية الميدان فى الحياة السياسية التركية. فضلًا عن ظهور أردوغان فى نهاية مدته كرئيس للوزراء بمظهر الحاكم بأمر نفسه.
تعاملت الشرطة بعنف مفرط مع المتظاهرين، ما أدى إلى اندلاع المظاهرات فى مدن تركية أخرى، وهنا يحاول أردوغان الخروج من الورطة، باستحضار العدو الداخلى حينما اندفع فى اتهام فتح الله كولن مؤسس جماعة الخدمة بتدبير أزمة ميدان تقسيم، مدعيًا أن قوات الأمن التى تعاملت بعنف مفرط مع المحتجين هم من أنصار كولن، الذين يسيطرون على مواقع مهمة داخل قوات الشرطة التركية، وعلى إثر ذلك قام بالتخلص من مئات القيادات الأمنية.
(٢) بعدها بشهور قليلة استطاعت الشرطة التركية وهيئة الادعاء العام الكشف عن مجموعة قضايا فساد كبيرة تورط فيها وزراء ومسئولون وأبناء مسئولين متنفذين فى الدولة وامتدت لتطال أسرة أردوغان. ومرة أخرى يستحضر أردوغان العدو المصطنع مندفعا نحو اتهام جماعة الخدمة بالسيطرة على القضاء. ولا يمل أردوغان من ترديد مقولة الدولة الموازية. وحاول بشكل سافر، التغطية على هذه الجرائم وعدم الاعتراف بها.
(٣) عاد أردوغان وقبيل الانتخابات البرلمانية عام ٢٠١٥ وطمعًا فى الحصول على أغلبية مطلقة تتيح له تغيير الدستور والتحول إلى النظام الرئاسى، وقام بشن حملة ضارية وهجوما شرسا على الجميع، متهما حزب الشعب وجماعة الخدمة وحزب الشعوب الديمقراطى، بالتواطؤ معًا من أجل تدمير الهوية الإسلامية لتركيا، ووقف مشروع تركيا المستقبل. يحاول أردوغان التشويش على الرأى العام، واستغلال سطوة الحزب وسطوته الشخصية مدعيا احتكار الوطنية لنفسه كقائد ولحزبه كتنظيم سياسى، موزعا الاتهامات الجزافية على الجميع. كما حدث فى مسألة الأكراد الأتراك، وكيف حولهم من فصيل نجح فى الاندماج فى الحياة السياسية التركية، بعد حصول حزب الشعوب على ٧٩ مقعدًا فى البرلمان التركى، إلى قوة سياسية تواجه الاعتقال والتوقيف، ولا نريد التوسع فى الحديث عن الأزمة الكردية فى تركيا حتى لا يخرج المقال عن سؤاله الرئيسى.
(٤) بمجرد الإعلان عن الانقلاب الفاشل، سارعت قيادات الحزب فى اتهام جماعة الخدمة، وألصقوا بها تهمة جديدة استغلالًا لتوحد الشعور التركى الرافض للانقلاب، وهى تهمة تنفيذ مؤامرة خارجية على تركيا. وباشرت السلطات تنفيذ حملة اعتقالات وتوقيف طالت عشرات الآلاف من الموظفين، فى الشرطة والجيش والقضاء والمخابرات والتعليم والمالية، بالإضافة إلى غلق مئات المؤسسات التعليمية والإعلامية، حملة لم يشهد لها مثيل فى أى نظام سياسى على مستوى العالم، ولا يمكن منطقيًا أن تكون كل هذه الأعداد جزءًا من الانقلاب أو داعمة له، لأنهم ببساطة لو كانوا كذلك لدعموا الانقلاب شعبيًا من أول لحظة ولتغير الموقف تمامًا.
نستخلص مما سبق أن جماعة الخدمة، لا يمكن وصفها بالتنظيم الإرهابى، لأنها جزء أصيل من مكونات المجتمع التركى، ولها دور تنموى بارز فى مختلف المجالات، ولا يعنى اختلافها سياسيا مع الحزب الحاكم أو معارضتها لطموحات رجب طيب أردوغان أن تتحول إلى منظمة إرهابية، ولا شك أن الانقلاب الفاشل وما تلاه من قرارات خارج إطار القانون والعرف معًا، لن تضع تركيا على مسار الاستقرار الذى نتمناه للشعب التركى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كيف بدأ الانقلاب فى تركيا.. وكيف انتهى؟
300 دقيقة فتحت الطريق أمام "أردوغان" لإذلال جيشه
الأحد 17-07-2016|
أردوغان
كرم منصور ووكالات
اعتقال 2939 ضابطًا ومجندًا.. ومقتل وإصابة المئات من مدبرى العملية.. وبدء خطوات انتقام واسعة ضد القوات المسلحة و«الكيان الموازى»

على عكس ما دأبت عليه المسلسلات التركية من «مط وتطويل» لتصل حلقاتها إلى مئات الساعات الدرامية، شهدت مدنها، مساء الجمعة، دراما من نوع مختلف، قصيرة جدا، لم تزد على ٣٠٠ دقيقة، عنوانها الأبرز «محاولة انقلاب فاشلة للاستيلاء على الحكم، بدأت فى حوالى العاشرة من مساء أمس الأول الجمعة، بتوقيت مصر، وانتهت فى الثالثة فجرا.
ومع بداية الساعات الأولى من صباح السبت، بدأت تتضح تفاصيل عملية تركيع الجيش التركي، وإذلال قياداته، بإعلان قوات الشرطة الموالية لرئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان اعتقال ٢٨٩٣ من ضباط وأفراد الجيش التى قالت وكالات الأنباء التركية الرسمية، ووسائل إعلام غربية إنها قامت ليل الجمعة بمحاولة انقلاب عسكرى «فاشلة»، بهدف الاستيلاء على السلطة، وبثت الفضائيات التركية مشاهد إذلال الجنود الأتراك، ومعاملتهم كجنود احتلال، وهم مكبلون بين أيدى ميليشيات أردوغان المسلحة، ترافقها أنباء عن قتل وإعدام هؤلاء الجنود دون محاكمات، وخارج إطار القانون، فيما تبرز علامات استفهام حول عدم تولى بقية فصائل الجيش إلقاء القبض على زملائهم «المتمردين»، الذين قيل إنهم «فصيل صغير»، وتصوير عمليات القبض والاعتقال بمعرفة قوات الشرطة.
وأعلن «بن على يلدريم»، رئيس الوزراء التركي، صباح السبت، مقتل نحو ٢٠ من مدبرى «الانقلاب العسكري» فى تركيا، وإصابة ٣٠ آخرين، وكشف أن ٢٩٣٩ من أفراد الجيش تم اعتقالهم، ومن بينهم جنود عاديون، وضباط رفيعو المستوى. وقال «يلدريم»، إن أى دولة تقف إلى جانب الداعية «فتح الله كولن»، الذى يعيش فى الولايات المتحدة، واتهمت الحكومة أتباعه بالوقوف وراء محاولة «الانقلاب» الأخيرة، لن تكون صديقة لتركيا، وستعتبر فى حالة حرب معها.
وشدد «أوميت دوندار»، القائم بأعمال رئيس هيئة الأركان التركية، على أن القوات المسلحة عازمة على إقصاء عناصر «الهيكل الموازي» عن مناصبها، فى إشارة إلى أنصار «كولن»، وقال إن جنودًا شاركوا فى محاولة «الانقلاب» يحتجزون عددا من القادة العسكريين «رهائن»، وأضاف: «تركيا طوت صفحة الانقلابات إلى الأبد، ولن يعاد فتحها مرة أخرى أبدا».
وأفاد «دوندار» باعتقال ١٥٦٣ عسكريا على ارتباط بـ «المحاولة الانقلابية»، فيما سلم حوالى ٢٠٠ جندى كانوا لا يزالون متحصنين فى مقر رئاسة الأركان فى «أنقرة» أنفسهم لقوات الأمن التركية، وفق وكالة «الأناضول».
وفيما هرب ٨ عسكريين أتراك على علاقة بـ«محاولة الانقلاب» إلى اليونان بطائرة هيلكوبتر، وطلبوا اللجوء السياسي، ودعا وزير الخارجية التركى «مولود أوغلو»، السلطات اليونانية إلى تسليمهم. قال مصدر عسكرى يوناني، إن مجموعة معارضة لـ«حكومة تركيا» استولت على فرقاطة فى قاعدة «جولجوك» البحرية التركية، واحتجزت قائد الأسطول التركى رهينة.
كانت البداية بتداول وسائل إعلام عالمية أنباءً عن «انقلاب عسكري» فى تركيا فى تمام العاشرة من ليل الجمعة، وظلت «التكهنات» تدور بين مكذبين ومصدقين، حتى خرج رئيس الوزراء التركى «بن على يدريم» ليقطع الشك باليقين، ويؤكد أن «محاولة غير شرعية» تقوم بها «مجموعة» داخل الجيش التركي، فى تلميح صريح لـ«محاولة الانقلاب»، وتعهد بأن يدفع مدبروها ثمنًا غاليًا.
وأفادت قناة «تى أآت تي» الرسمية التركية، بعد نقلها تصريحات «يدريم» فى العاشرة والربع، بأنه تم قطع حركة المرور فوق جسرى «البوسفور» اللذين يربطان بين آسيا وأوروبا، وكشفت عن قيام «طائرات مقاتلة» بالتحليق على علو منخفض فوق «أنقره»، لم يتحدد حينها إلى أى جهة تنتمي. بعدها بـ٥ دقائق، نشرت وسائل إعلام تركية، صورًا لانتشار دبابات قرب مطار «أتاتورك» بإسطنبول.
عاد رئيس الوزراء التركى للظهور مرة أخرى، وقال فى العاشرة و٢٣ دقيقة، إن مجموعة من داخل الجيش التركى حاولت الإطاحة بالحكومة، وتم استدعاء قوات الأمن للقيام بما يلزم، وأضاف فى تصريحات لمحطة «إن. تي. فى» التليفزيونية الخاصة: «بعض الأشخاص نفذوا أفعالا غير قانونية خارج إطار تسلسل القيادة.. الحكومة المنتخبة من الشعب لا تزال فى موقع السلطة. هذه الحكومة لن ترحل إلا حين يقول الشعب ذلك».
تطورت الأمور سريعًا، وفوجئ الجميع ببيان قيل إنه صادر عن «الجيش التركي»، وأعلن خلاله «المنقلبون» على «أردوغان» وحكومته، السيطرة وتولى السلطة فى البلاد، وجاء فيه: «الإدارة السياسة توقفت فى حربها على الأكراد، وهذه السياسة كلفت حياة الكثير من المدنيين والأبرياء، بجانب الفساد والسرقة اللذين وصلا إلى مجال غير مسبوق، حتى أصيبت الديمقراطية بالشلل».
وأضاف بيان الجيش، الذى تمت إذاعته على قناة «تى آر تي» الرسمية، بعد السيطرة عليه: «علينا إعادة اعتبار تركيا التى خسرناها فى العالم والمنطقة وإقامة علاقات أفضل مع العالم، ولهذه الأسباب وضع الجيش يده على الحكومة»، مؤكدًا أن الجيش سيتحرك من خلال مبدأ السلام والصلح، والعلاقات ستبقى قائمة مع العالم وحلف «الناتو»، والمحافظة على كل الاتفاقيات والمعاهدات»، وشدد على أنه «تم إسقاط حكومة العدالة والتنمية، وسيكون هناك من يدير البلاد».
فى تلك الأثناء، نقلت وكالة «رويترز» عن شهود عيان ومراسلين لها فى «أنقرة» و«إسطنبول» تأكيدًا على وجود مجموعة من الانفجارات وأصوات إطلاق النار بالمدينتين، إلى جانب إغلاق مطار «أتاتورك» بإسطنبول، ووقوع انفجار فى مقر القيادة العامة للشرطة بالمدينة.
ومع الأنباء المتعاقبة عن تطويق الجيش التركي، مقر حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، وقيام طائرة حربية بإطلاق نار عشوائي، إلى جانب إعلان «المتمردين» احتجاز رئيس هيئة الأركان، الجنرال خلوصى آكار، خرج الحزب الذى أسسه «أردوغان» ليدعو فى بيان، أنصاره، وباقى أفراد الشعب التركي للنزول إلى الشوارع، وحماية القيادة المنتخبة.
مرت كل هذه الأحداث، دون أى ظهور لـ«أردوغان»، حتى خرجت محطة «سى إن إن» التركية، حوالى الحادية عشر إلا ربع، لتنقل عن مصدر رئاسى مطلع أنه «فى مكان أمن»، ودعا «المصدر» ذاته، دول العالم إلى مساندة الشعب التركي، وبعد التصريح، بثت المحطة خبرًا عاجلًا مفاده: «حديث للرئيس التركى رجب طيب أردوغان بعد قليل».
وقبل حديث «أردوغان»، سارت الأمور بشكل غامض، وتأرجحت كفة النصر ما بين «أردوغان» ومعارضيه، وظهر ذلك فى عناوين أخبار مثل: «الجيش يعلن حظر التجول فى كل أنحاء البلاد، وفرض الأحكام العرفية، وإغلاق المطارات، أهالى مدن تركية يخرجون للتظاهر ضد محاولة الانقلاب، أردوغان يتوجه إلى مطار أتاتورك بإسطنبول، الرئاسة التركية: الرئيس والحكومة لا يزالان فى السلطة».
وعبر مكالمة فيديو باستخدام أحد تطبيقات أجهزة «الأيفون»، خرج «أردوغان» فى الحادية عشر ونصف، ليدلى بأول أحاديثه، ودعا فيه جموع الشعب إلى التجمع بالميادين والشوارع والمطارات لدعمه، ولمواجهة الحركة «الانقلابية»، مؤكدًا أن «الانقلاب» مدعوم من جهات موازية للجيش، وسيواجهون إياه بالوسائل الديمقراطية، وشدد على أن «من قام بهذه العملية سيدفع الثمن»، خاصة أن «الانقلابيين لم ينجحوا على مر التاريخ». فى تلك الأثناء، وبعد دقائق من الخطاب، تعرض مبنى البرلمان التركى لقصف من دبابات، واختبأ أعضاؤه فى «الملاجئ» داخل المبنى.
ومن الثانية عشرة إلا ربع، توالت الأحداث سريعًا، وردود الفعل العالمية، فخرجت بريطانيا تصرح بأنها تشعر بالقلق، ثم هز انفجار عنيف مدينة «أنقره»، واشتبكت الشرطة الموالية لـ«أردوغان» مع مجموعة من «متمردى الجيش»، ودعا الرئيس التركى السابق عبد الله جول للعودة إلى الديمقراطية، وحاصرت الدبابات مقر البرلمان التركي.
وفيما قصفت طائرات هيلكوبتر حربية مقر وكالة المخابرات الوطنية، وحاصرت بعض عربات الجيش مديرية الأمن العام بالمدينة، خرج نائب رئيس الوزراء التركى ليؤكد أن الحكومة لا تزال تتولى زمام الأمور، وأن أوامر صدرت لكل قطاعات الجيش بالعودة إلى ثكناتهم، وجاء ذلك متزامنًا مع نزول مظاهرات مؤيدة لـ«أردوغان ومن معه».
رغم هذا تواصلت «المعركة» بين الجانبين، وبينما أعلن «معسكر أردوغان» إسقاطه طائرة حربية تابعة للانقلابيين، أعلنت وكالة الأناضول الرسمية، أن ١٧ من أفراد القوات الخاصة للشرطة قتلوا فى هجوم على مقر تلك القوات فى «أنقرة».
وفى الوقت الذى دعت فيه الولايات المتحدة، على لسان أوباما، إلى ضرورة تحلى جميع الأطراف بضبط النفس، بدا أن ثمة «تراجع» فى تقدم «الانقلابيين»، وميل «كفة النصر» لصالح «فريق أردوغان».
كما اتضح ذلك فى تواصل «أردوغان» مع رئيس هيئة الأركان، وتوجيههه باستهداف أى طائرة عسكرية تعمل لصالح «الانقلابيين»، إلى جانب اعتقال الشرطة التركية ضابطين وثلاثة جنود وتم الإعلان عبر «الأناضول» أن العقيد «محرم كوسا»، المستشار القانونى لرئيس الأركان هو المخطط للانقلاب.
وكان وصول «أردوغان» إلى «إسطنبول»، وظهوره وسط أنصاره بالقرب من مطار «أتاتورك»، فى القنوات الرسمية التركية، والتى أعيدت السيطرة عليها من قبل «معسكر الرئيس التركي»، دليلًا قويًا على «تراجع الانقلاب»، وبدأت وسائل الإعلام تستخدم لأول مرة منذ بداية الأحداث عبارة «فشل الانقلاب فى تركيا».
وصل «أردوغان» إلى مقر الضيافة فى مطار «أتاتورك»، وألقى خطابًا فى الثالثة فجرًا، قال فيه إن «التحرك العسكرى الأخير من قبل المجموعة الموازية خيانة»، وتعهد بتطهير الجيش، قائلا: «هؤلاء الذين قادوا الدبابات عليهم العودة من حيث أتوا».
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بروفايل| فتح الله كولن.. "الكيان الموازي" ينقلب على أردوغان
السبت 16-07-2016
ميسر ياسين

تنتشر الدبابات والجنود المدججون بالأسلحة، ليسيطروا على المناطق الحيوية، والمقرات الحكومية التركية شيئًا فشيئًا، لتبدأ ملامح الانقلاب العسكري على حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تظهر، وتشير أصابع الاتهام إلى تورط فتح الله كولن، في هذا الانقلاب.
قبل نهاية شهر أبريل عام 1941، وُلد جولن في قرية بمحافظة أرضروم شرق البلاد، ليتلقى تعليما دينيا منذ صباه، إضافة لعلم الفلسفة وغيرها، كما اطلع على الثقافة الغربية وأفكارها وفلسفاتها إلى جانب الفلسفة الشرقية، وأثناء دراسته تأثر برسائل النور التي ألفها سعيد النورسي.
لما بلغ أشده وصار في العشرين من عمره، عُيِّن كولن إمام جامع في مدينة إدرنة، ليبدأ طريقه في الدعوة، ليتدرج في المناصب ويصبح واعظًا، ليكون حركته الخاصة به والتي حملت اسم "حركة الخدمة" أو حركة "كولن"، التي صنفتها الحكومة التركية، منظمة إرهابية، وذلك بعد أن تبحر في العلوم الإنسانية وألف الكثير من الكتب، ترجمت إلى أكثر من 30 لغة حول العالم، وأغلب هذه الكتب كانت تدور حول التصوف والتحديات التي تواجه الأمة الإسلامية.
يعرف عن "كولن" مواقفه الغريبة والمنفتحة إلى الثقافة الغربية التي تأثر بها حينما درس الفلسفة، فمن بين آرائه أنه بينما كانت الحركات الإسلامية تحتج على حظر الحجاب في الجامعات في ثمانينيات القرن الماضي، قال فتح الله كولن إن لبس الحجاب ليس من أصول الإسلام، بل هي قضية فرعية، وطلب من الطالبات خلع الحجاب لمواصلة دراستهن.
وفي 19 ديسمبر صدر أمر بضبط فتح الله كولن، وذلك في إطار الحملة التي شنتها الحكومة التركية على ملاحقة ما عُرف بـ"الكيان الموازي" وهو اسم أطلقته الحكومة على تنظيم سري، يضم عاملين في السلكين القضاء والأمني، يهدف إلى إسقاط الحكومة وتقويضها، لكن كولن كان وقتها يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، في منفى اختيار بولاية بنسلفانيا.
ما زال "كولن" في بنسلفانيا بأمريكا، حيث يترأس شبكة ضخمة غير رسمية من المدارس والمراكز البحثية والشركات ووسائل الإعلام في خمس قارات، ومع الانقلاب الذي يحدث في تركيا الآن، حضر اسم فتح الله كولن والكيان الموازي بقوة، ليعلن وزير العدل التركي أن فتح الله كولن والكيان الموازي هم وراء ما يحدث.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ









غلاف طريق اليسار الورقي


-------------------------------------------------------------------------------------------------------

حتى نلتقي .....
فضاءات 12
* الشيخ *


لعينيك سحر الشفق
ساعة السحر
لعينيك هدوء البحر
لحظة انبلاج
صبح ربيعي
لعينيك جمال شمس خريفية
خلعت ثيابها
لتغوص في مياه المحيط
لعينيك سواد ليل صحراوي
غاب عنه القمر
لعينيك رهبة هيمالايا
غطاها الضباب
لعينيك ، ولعينيك ..
لحظة ولادة جديدة .





الموقع الفرعي لتجمع اليسار في الحوار المتمدن:
htt://www.ahewar.org/m.asp?i=1715




للاطلاع على صفحة الحزب الشيوعي السوري - المكتب السياسي على الفيسبوك على الرابط التالي:
https://www.facebook.com/pages/الحزب-الشيوعي-السوري-المكتب-السياسي/1509678585952833