رسالة إلى أيقونة اليسار العربي الشهيد شكري بلعيد


هيثم حمدي
2016 / 8 / 27 - 21:50     

رسالة إلى أيقونة اليسار العربي
الشهيد شكري بلعيد
يا حبيبنا الذي سرقه منا الظلام
يا أبو نيروز
أيها الرفيق الذي لا يتكرر ،والنبي الذي أرسلته الأرض من عمقها من أجل أن يكون الوطن حديقة بمئة وردة وبمئة لون،ومن أجل أن تصبح البلاد عرسا دائما لحشود المستضعفين والمهمشين ...
الأكيد الآن يا رفيقي أن بريدك يعج الآن بالرسائل ككل ثوار العالم وشهداء الإنسانية التقدمية،وأنك مشغول بالتفكير في قضايا الشعوب و الفكر والفلسفة والأدب والحزب والجبهة والعائلة ،فدعني قبل كل شيء أعانقك عناق الثائر لوطنه،ثم لتقرأ رسالتي هذه على مهل :

أيها القائد المؤسس ،إن ذلك المولود الثوري (الحزب) ،الذي أرسلته مع ثلة من الرفاق والرفيقات رسولا لعموم شعبنا الكادح ،وجامعا لكل الوطنيين الديمقراطيين،هو الآن يكبر شيئا فشيئا كما يكبر النخيل والزيتون ،ويمشي بخطى ثابتة وأخرى متعثرة وعوده صلب لاينكسر ،وها نحن نمضي به نحو إنجاز مؤتمره الأول وفاء لك وإنتصارا لشعبنا الكادح ،في فترة يحاصر فيها دمك المغدور من تنكر له ومن أراد له أن يصبح ماء،فلقد سقط القناع عن وجوه عديدة ،ودمك الآن يرتسم منارة للبلاد ،حتى أن أعداء الحياة والمتآمرين على حقيقة إغتيالك (حركة النهضة ونداء تونس)،لازالوا يخافون صوتك وحزبك وحتى صورك ،لأنك تقض مضاجعهم ،وتفضح عوراتهم ،وتكشف عهرهم الفكري
يا أبو نيروز،إننا نمضي إلى المؤتمر الأول رغم الجراح ،رافعين دمك فوق كل الآعتبارات ،وخارج كل الحسابات الضيقة ،لأن الشهيد قضية، ولأن القضية تستحق الوفاء و التضحية
فلا تنم يا"سبارتكوس الأخير"،وإنهض وقم كما قلت للشهيد حسين مروة "قم ياحسين العلم "،لنواصل المسيرة والنضال ،فأنت الذي لاتعرف الهدوء ولاالتراجع ولا الإنكسار ،وإبتسم، فبسمتك تختصر معنى الحياة .
يا نبي المفقرين ،ما أقبح قتلتك (حركة النهضة)وما أغباهم، وما أضعفهم ،وما أجبنهم ،أ لم يعلموا أن بأن الأفكار مضادة للرصاص ،وبأن وراء وراء الرفيق رفاق ،وبأن الثوار لايموتون،وبأن الخلود للشهداء،والموت لأعداء الحياة ؟
حبيبي،ما أقسى غيابك ،وماأكبر الفراغ الذي تركته ،وما أحزن الوطن بعدك ،فدمك سيبقى أحمرا يرفض كل الألوان ،وسيظل ثائرا يطارد قاتلك ،وبوصلة نهتدي بها كلما أضعنا الطريق ،فلقد علمتنا بأن الحياة التي لا تقتل محبها حبا،هي مجرد صحراء وفراغ ،وها قد قتلتك الحياة بحبها،فأرتقيت شهيدا بحجم الوطن...

يا شكري،أيها الثائر الذي تبكيك الساحات ،يارفيقنا ومعلمنا وقائدنا،نعاهدك بأن الدم لن يصبح ماء،والأحمر لن يصبح أخضرا ،والعدو لن يصبح صديقا ،والحقيقة لن تصبح هراء،نعاهدك بأن الطريق هو الطريق ،وبأن لا تراجع عن الخط الذي عمدته دماء شهدائنا وكما قلت رفيقي ذات يوم " لأعدائنا دينهم ولنا الفقر والفرعنه "
فلا تهتم ،وإن قتلونا جميعا ستنبت من دمنا وردة وسط هذا البلد تهتف بأعلى صوت "أرض ،حرية،كرامة وطنية ".


هيثم حمدي -إتحاد شباب الوطنيين الديمقراطيين