دياليكتيك بناء وحدة الماركسيين اللينينيين المغاربة


الماركسيون اللينينيون الوحدويون المغاربة
2016 / 8 / 26 - 15:04     

كان لفشل تجارب المنظمات الماركسية ـ اللينينية السبعينية في بناء وحدة الماركسيين اللينينيين المغاربة على أسس العلاقة الدياليكتيكية بين النظرية والممارسة، دور كبير في أزمة البناء التنظيمي التي لازمت الحركة حوالي نصف قرن من بروز الفكر الماركسي اللينيني بالمغرب بعد انتفاضة 23 مارس 1965، نتيجة المسافة الفاصلة بين المناضلين الثوريين وجماهير العمال والفلاحين التي جعلت قيادات هذه المنظمات بعيدة عن الحركة العمالية، وجعلها حبيسة هيمنة الفكر البرجوازي الصغير الموروث عن طبيعة الأحزاب التحريفية الإصلاحية وممارساتها الإنتهازية، الذي يرى في مناضلي هذه المنظمات أرقى ما أنتجته الثورة المغربية بعيدا عن الدياليكتيك الماركسي الذي يرى في الجماهير مصدر القوة الثورية.

وكان لانكباب المنظمات السبعينية على الخلافات الأيديولوجية والسياسية بعيدا عن الممارسة الثورية المنبثقة من صلب الطبقة أثر كبير في انتشار المثالية الذاتية وتكريس الذاتوية والإطاروية في صفوف الحركة الماركسية ـ اللينينية، وبالتالي بروز الخطوط التحريفية التي تكرس العمل الإصلاحي في الممارسة السياسية والعمل الإقتصادي في الحركة العمالية.

ورغم انتعاش الحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية إن على مستوى الإنتاج الفكري أو على مستوى النضال الكفاحي في أوساط الجماهير الشعبية خلال العقد الإخير، إلا أن هذا الإنتعاش لم يخل من انتكاسات على المستوى التنظيمي مما يغذي التناحر بين فصائلها، حيث تعرف تياراتها صراعات مريرة زادت من حدة تناقضات الثانوية، التي خلفتها سنوات الثمانينات التي برزت فيها أوراق الماركسيين اللينينيين داخل الحركة الطلابية في محاولة لإعادة بناء الطريق الثوري، فانشطرت عنها تيارات متعددة تتفرع باستمرار خارج الجامعة حتى كادت تكون هذه الظاهرة عقيدة التطور السلبي للحركة والتي تعرقل البناء التنظيمي.

والحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية تضم بداخلها قوة شبابية هائلة تكاد تكون جبارة لو تخلصت من شكلها التناحري وارتقت إلى مستوى الجدل والنقاش والصراع في ظل الوحدة التنظيمية، القادرة على أن تذيب ثلوج سنوات من الجمود الفكري والعقائدي داخل الحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية لإخراج الحزب الثوري إلى الواقع الملموس ومن صلب الطبقة، لو تم توظيف كل الجهود التي تم تصريفها في التناقضات الثانوية الداخلية وتصريفها في اتجاه تغلغل الفكر الماركسي اللينيني في أوساط العمال والفلاحين، ليتم تقصير مسافة الوصول إلى الطريق الثوري عقودا من الزمن يتم فيها تكنيس التحريفية الإنتهازية التي عمت جسم الحركة الذي اخترقته طعنات الإصلاحية ضد كل ما هو ثوري فكرا وممارسة.

ورغم تداعيات الأزمة فإن الفكر الثوري ما زال منتعشا في أوساط جماهير الشباب بالجامعات وخارجها وصامدا أمام القمع والإعتقالات وزحف الإصلاحية والتحريفية اللتان تعملان على تغيير مساحيقهما وأقنعتهما الثورية الوهمية، التي تستهوي الشباب الفاقد للهوية الأيديولوجية الثورية وفي ظل تشكل تنظيمات حزبية باسم قادة الفكر الماركسي التحريفي.

فهل الحركة الماركسية ـ اللينينية بحاجة إلى هذا العدد الهائل من التيارات والتيارات الفرعية ؟ إلى هذا العدد من التسميات والتسميات الفرعية ؟ إلى الصراعات الهامشية حول ما يسمى تعسفا الوضوح الأيديولوجي والسياسي والتنظيمي ؟

فلماذا كل هذه التفرعات والفروع المتناقضة ؟ أليس ذلك من صلب قولبة القبلية في لباس أيديولوجي يراد له أن يكون ثوريا تعسفا ؟ أليس ذلك من قبيل نشر البؤس الفكري والسياسي والصبيانية في الحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية ؟

إنها بالفعل أزمة الفكر الثوري التي تمزق جسم الحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية، حتى أصبح الكل يشك في الكل والكل يتربص بالكل وانتشرت الممارسات الليبرالية في صفوف الماركسيين اللينينيين إلى حد أصبح الكذب هواية يتعامل بها الكل مع الكل باسم السرية، حتى أصبحت السرية عملا تعسفيا يمارسه الكل على الكل حتى في نفس النفق الضيق إلى حد تنعدم فيه الثقة بالنفس ويسود فيه تبادل التهم والدعاية والدعاية المضادة باسم التمويه والسرية.

لقد أصبح الكل عدو الكل مما فسح المجال للعدو ليجهز كل أجهزته السرية والعلنية لاختراق وتمزيق جسم الحركة، فأصبحت المغامرة احترافا ثوريا للزج بالمناضلين في السجون من أجل الحصول على العملة الصعبة التي يشكلها ما يسمى تعسفا الإعتقال السياسي، فأصبحت مقولة "الإعتقال قضية طبقية" مقولة مبتذلة مفتوحة على جميع الإحتمالات يتناولها الكل ضد الكل بالمزايدة السياسية وانتعش الإعتقال في صفوف المناضلين المكافحين.

إن جسم الحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية مصاب ب"المرض الطفولي في الشيوعية" مما يتطلب إعادة بناء الفكر الماركسي اللينيني في أوساط جماهير الشباب الثائر وكنيس التحريفية الإنتهازية داخل الحركة، ولن يتحقق ذلك إلا ببناء منظمة ماركسية ـ لينينية تضم الثوريين المحترفين قادة الفكر والممارسة، قادرين على بلورة ممارسة ثورية صلبة من أجل بناء الطريق الثوري في العلاقة بين بناء استراتيجية الثورية والبناء الإستراتيجي للحزب الماركسي ـ اللينيني مغربي.

إن من بين المهام الأساسية للماركسيين اللينينيين الوحدويين المغاربة تناول الإرث الماركسي اللينيني السبعيني الفكري والتنظيمي وما جاء بعده من محاولات البناء والتصحيح، بالدرس والتحليل واستنتاج الخلاصات المادية التاريخية وقف المنهج الدياليكتيكي لبناء الخط الأيديولوجي الصحيح في طريق بناء المنظمة الماركسية ـ اللينينية المغربية، ولن يتم ذلك إلا بالجدل والنقاش والصراع.