-الإنتهازية- بوصفها ركيزة للإمبريالية


حاتم بشر
2016 / 8 / 13 - 01:02     

”..أخطر ما في الأمر، هم الناس الذين لا يريدون أن يفهموا أن النضال ضد الإمبريالية، اذا لم يــقــتــرن اقترانا وثــيــقــاً بالنضال ضد الإنــتــهــازيــة، يكون عبارة فارغة وكاذبة..“.
Lenin. "Imperialism The Highest Stage of Capitalism".p.176.
طُـفَـيْـلِـي² ((طفيلي أُسّ 2). بهذا التعبير المجازي-الرياضياتي وصف لينين النهب الطفيلي المضاعف الذي يرتبط بتصدير الرأسمال: فهو، أولا، ينهب شعب البلد المصدر للرأسمال، علاوة على نهبه، ثانيا، لشعوب البلدان التي يمارس فيها نشاطه. إن هذا الربح الإضافي الفاحش، الذي هو سمة جوهرية من سمات الإمبريالية، يمكن من رشوة زعماء العمال والفئة العليا التي تكون اريستقراطية العمال. والرأسماليون في المتربولات يرشون ويستقطبون هذه الفئة، بآلاف الطرق، مباشرة وغير مباشرة، علنية وفي الخفاء. وهنالك، يمثل هؤلاء، على حد وصف لينين: ”عملاء حقيقيون للبرجوازية في حركة العمال، متعهدون عمال في خدمة طبقة الرأسماليين، وسائط حقيقية لنقل الإصلاحية..“ وكل تلاوين الإنحرافات إلى داخل أوساط العمال.
أما في الأطراف التابعة والملحقة وأشباه المستعمرات، فإن الرأسمال الأجنبي الوافد يخلق في داخل القطر المستورد، أولا، عميله/وكيله الأساسي، أي الطبقة الحاكمة التابعة: الرأسماليين الكبار الذين يخضعون ماليا لاحتكارات البلدان الإمبريالية، والوسطاء الذين يبيعون سلع الإحتكارات الأجنبية ويشترون لحسابها الخامات والمواد التموينية المحلية، والتجار وأصحاب الأعمال الذين يخدمون الوكالات الأجنبية..وهلمجرا.
، ثم الوكيل الثانوي أو وكيل الوكيل، أي الأريستقراطية العمالية، ورؤوس النقابات والفئة العليا من العمال، والأحزاب والكوادر الممولة...الخ.
إن الوكيل الأساسي والوكيل الثانوي، يتفقان من حيث الطبيعة، ويختلفان فقط من حيث الدرجة.
فكلاهما ينشأ بمقتضي حركة الرأسمال الأجنبي، وكلاهما يبذل نفسه في الذود عن مصالحه. والتواطؤ معه في مقابل خيانة مصالح الكادحين، أي مصالح 99٪ من أبناء الوطن.