موقع الإستشهاد في وحدة الماركسيين اللينينيين المغاربة


الماركسيون اللينينيون الوحدويون المغاربة
2016 / 8 / 10 - 15:02     

لما تحدث ماركس عن العنف الثوري، تأكد أولا بأن الدولة هي أداة لممارسة عنف الطبقات المسيطرة على الطبقات المضطهدة، فلا يمكن مواجهة عنف الدولة إلا بالعنف الثوري، فالحركة الثورية ضد استبداد الدولة لا معنى لها بدون ممارسة العنف الثوري.

فجاء لينين ليؤكد مقولة ماركس الثورية حول العنف الثوري، فبدون أداة ثورية : الحزب الماركسي ـ اللينيني لن يستقيم الطريق الثوري، ولم يستطع البلاشفة الوصول إلى السلطة إلا بالعنف الثوري المنظم، فقدموا من أجل ذلك شهداء من صلب العمال والفلاحين.

وفي أول مزجرة كبيرة في بتروغراد استشهد العمال أبناء الفلاحين، خرجوا فقط للمطالبة بتحسين أوضاع الإستغلال، واستشهدت قبلهم الجماهير الشعبية أمام قصر القيصر عندما طالبوا بفك بعض أغلالهم، فتعرضوا لمزجرة رهيبة.

كل الثورات حتى البرجوازية منها أعطت شهداء، أعلن المثقفون المفكرون البورجوازيون رفضهم للعبودية الفيودالية، فتعرضوا للقمع والإغتيال وأعطوا شهداء، فبدون الإستشهاد لا يمكن أن يستقيم الطريق الثوري.

فالحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية، بعد نشأتها، أعطت شهداء وباستمرار تعطيهم إلى أن يتحقق الهدف الإستراتيجي، نجاح الثورة المغربية ! ولن يتم ذلك دون المرور عبر الطريق الثوري : البناء الإستراتيجي للثورة في علاقته الموازية لبناء الحزب الماركسي ـ اللينيني.

فكان عريس الشهداء : عبد اللطيف زروال، من سك الطريق الثوري للثورة المغربية، باستشهاده أوقف نزيف الحركة الماركسية ـ اللينينية في مهدها، وبنى طريق الإستشهاد، في المعارك يكون الإستشهاد سدا منيعا ضد الإستسلام، ضد إفشاء أسرار الحرب، قطع الطريق على العدو للوصول إلى المقاومين، كذاك استشهاد الشهيد زروال، أوقف الوصول إلى فك قيادة الحركة الماركسية ـ اللينينية في مهدها.

فكانت عروس الشهداء : سعيدة المنبهي، من سكت طريق الثورة بمضمون نصف السماء، لتستكمل بذلك التناقض في ظل الوحدة، بين المرأة والرجل، المناضلة الثورية والمناضل الثوري، لتكتمل المعادلة الطبيعية والتاريخية، بأن الحركة الماركسية ـ اللينينية ليست ذكورية، إنما هي وحدة متكاملة بين الجنسين، في ظل الوحدة في بناء الطريق الثوري.

لقد خان من خان، واحترف من احترف التحريفية والإنتهازية، وصفق من صفق للإصلاحية، وبقي الطريق الثوري ترويه دماء الشهداء، وبقيت الحركة الماركسية ـ اللينينية تجدد دماءها باستمرار.

فكان لا بد من الوقوف عند مفهوم الإستشهاد، دلالته التاريخية في الصراعات الطبقية من أجل الثورة المغربية، من أبسط عناصرها إلى أعقدها وأعمقها في صيرورة الثورة، ففي كل محطة شهيد ماركسي لينيني قصة ثورة، في أبسط وأعقد تجلياتها، تعبيرا عن المعنى الحقيقي للإستشهاد.

في كل قصة استشهاد عبرة، مفادها أن عنف الدولة يحصد يوميا شهداء غير معلنين، غير منتمين، من صلب العمال والفلاحين، ضحايا العنف الثوري، هي قصص طويلة في تاريخ الثورة ببلادنا، حين نجمعها في كتب مؤلفة، تصبح تاريخا عميقا من الصراعات الطبقية، تتغير ألوانها وتختلف أشكالها وتتعدد تعبيراتها، معناها واحد : الإستشهاد نتيجة مقاومة عنف الدولة، من المقاومة السلمية بالرأي والتعبير إلى المقاومة بحمل السلاح، يتجلى البناء الصحيح للطريق الثوري.

الإستشهاد تعبير عن وجود حرب دائرة، بين عنف الدولة وعنف الثورة، يصطف الماركسيون ـ اللينينيون في خندق واحد، خندق الطريق الثوري، بحمل السلاح الثوري أيديولوجيا وسياسيا وعسكريا، في أعتى تجلياته الثورية التي لا تهدأ، يسقط الشهداء وتستمر الثورة، ولن يستقيم الطريق الثوري دون وحدة الماركسيين اللينينيين، لقد كان الحزب البلشفي في أحلك معاركه الثورية، يضم بداخله تناقضات أيديولوجية وسياسية في ظل وحدة العنف الثوري ضد عنف الدولة.

فالماركسيون اللينينيون الوحدويون، همهم الأساسي هو قيام الوحدة في ظل التناقضات، فلا حركة ثورية دون وحدة التناقضات، وحدة تكنيس القديم باستمرار، في بناء أيديولوجي وسياسي جديد، في استعداد تام للبناء العسكري للطريق الثوري، في شروط مادية جديدة أصبحت فيها عقيدة الجيش في متناول الجميع، يكون فيها الإستشهاد هو الوحيد الذي لا يتجدد، هو الذي قطع العهد مع القديم، ينير الطريق الثوري الجديد باستمرار.

وفي كل محطة استشهاد قضية ثورية، في ظل وحدة القضايا الثورية يبقى الإستشهاد واحد، وتبقى وحدة الماركسيين اللينينيين ضرورة تاريخية، لمواجهة عنف الدولة بالعنف الثوري، في حرب واحدة، في طريق ثوري واحد، من أجل البناء الإستراتيجي للحزب الماركسي ـ اللينيني المغربي.