موقع الثورة الصينية في وحدة الماركسيين اللينينيين المغاربة


الماركسيون اللينينيون الوحدويون المغاربة
2016 / 8 / 1 - 13:39     

تعتبر التجربة الثورية الصينية الشكل الثاني من التجارب الثورية التي أفرزتها الصراعات الطبقية بين الإشتراكية والرأسمالية في عصر الإمبريالية، وتختلف عن الثورة البلشفية بكونها تمت في بلد شبه مستعمر ودولة شبيهة بالإقطاع، وكلتا الثورتين تلتقيان في قيادة البروليتاريا للثورة.

وتعتبر الثورة الصينية النموذج المكمل للثورة البلشفية في بعدهما العالمي، في التناقض بين الثورة الديمقراطية البورجوازية والثورة الديمقراطية البروليتارية، وفي تكاملهما في الإنتقال من الديمقراطية البورجوازية إلى الديمقراطية البروليتارية، التي دعا إليها لينين حيث المهام الثورية للبروليتاريا لا تتوقف عند حدود الديمقراطية البورجوازية بل تتعداها إلى تحقيق الديمقراطية البروليتارية، فلا يمكن تحقيق الديمقراطية كاملة إلا بسيطرة البروليتاريا على السلطة في ظل ديكتاتورية البروليتاريا حسب النظرية الماركسية اللينينية.

وعمل ماو تسي تونغ على بلورة مفهوم الديمقراطية البروليتارية التي سماها "الديمقراطية الجديدة" في بلد يسود فيه نظام شبه إقطاعي لم تنضج فيه شروط الثورة الإشتراكية بعد، التي تتطلب بلوغ مستوى الرأسمالية في مراحلها العليا أي الإمبريالية كما هو الشأن في روسيا، وأكد ماو تسي تونغ على دور البورجوازية الوطنية في التحالف الطبقي ضد الإمبريالية وحلفائها الكومبرادور والملاكين العقاريين الكبار، من التحالف في حرب التحرير الشعبية التي قادها الحزب الشيوعي الصيني والسيطرة على السلطة بقيادة البروليتاريا إلى البناء الإشتراكي في بلد مضطهد من طرف الإستعمار الإمبريالي.

وكان للحزب الشيوعي الصيني دور كبير في بلورة التاكتيك والإستراتيجية الثوريين أثناء حرب التحرير ضد الإمبريالية، فكان للتحالف التاكتيكي مع الكومبرادور أثناء الحرب الإمبريالية العالمية الثانية أثر كبير في انتصار حركة التحرر الوطني، وكان لاستراتيجية التحالف الطبقي بين البروليتاريا والفلاحين أثر كبير في القضاء على الكومبرادور خلال حرب التحرير الشعبية وسيطرة البروليتاريا على السلطة، وجاء التحالف التاكتيكي مع البورجوازية الوطنية من أجل التسريع في بلورة الشروط المادية للبناء الإشتراكي في دولة ديكتاتورية البروليتاريا.

إن التحالف الطبقي المركزي في البناء الإشتراكي هو التحالف الحربي والإقتصادي بين البروليتاريا والفلاحين وفق النظرية الماركسية اللينينية، ويبقى التحالف الطبقي لهاتين الطبقتين الإستراتيجيتين في الثورة مع البورجوازية الوطنية في التجربة الصينية تحالف تاكتيكي، نظرا لشروط الحياة المادية لتحقيق الثورة الإشتراكية التي لم تنضج بعد بالصين لكون البنية الرأسمالية ضعيفة فيها وفي وطن شاسع غالبية سكانه فقراء، حيث لا يمكن الحديث عن الثورة الإشتراكية دون وجود مقدمات الأساس الإقتصادي الرأسمالي في أعلى مراحلها/الإمبريالية.

وهكذا تكون الثورة الصينية قد أتمت مقومات النظرية الماركسية اللينينية ممارسة حول مفهوم الثورة في عصر الإمبريالية، في التناقض بين أقلية من الدول الإمبريالية التي تضطهد شعوب البلدان الفقيرة للسيطرة على ثرواتها الطبيعية وترويج سلعها في السوق التجارية العالمية، وبين الغالبية العظمى من الدول الكومبرادورية التابعة للإمبريالية التي تقوم باضطهاد شعوبها في ظل التحالف الطبقي بين الرأسمال الإمبريالي والرأسمال الكومبرادوري ضد مصالح الشعوب المضطهدة.

إن العلاقة الجدلية بين الثورات الإشتراكية في ظل الديمقراطية البروليتارية بالدول الإمبريالية والثورات الوطنية الديمقراطية الشعبية بالبلدان المضطهدة من طرف الدول الكومبرادورية، يحيلنا إلى العلاقة الجدلية بين التحالف الطبقي بين البروليتاريا بالدول الإمبريالية والبروليتاريا بالدول الكومبرادورية وحلفائهما الطبقيين الفلاحون والبورجوازية الوطنية في التجربة الصينية.

وهكذا فإن الثورتين البلشفية والصينية صيغتين متناقضتين متكاملتين لطريق انتصار الثورات الإشتراكية على الدول الإمبريالية، طريق الثورات البروليتارية يكون فيها الحزبان الشيوعيان البلشفي والصيني الصيغتين التنظيميتين المتكاملتين في تحقيق الثورة الإشتراكية عالميا.