حوار حول المؤتمر الرابع للنهج الديمقراطي


عبد الله الحريف
2016 / 7 / 25 - 09:55     

حوار مع الرفيق عبدالله الحريف منسق اللجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع للنهج الديمقراطي


* هل لك أن توضح لنا كيف جرت التحضيرات للمؤتمر الوطني الرابع؟
انطلق التهييء للمؤتمر الوطني الرابع للنهج الديمقراطي منذ انعقاد المجلس الوطني في 4 أكتوبر 2015 والذي شكل لجنة تحضيرية واقترح توجيهات عامة لعملها تتمثل، أساسا، في النقط التالية:
–البحث والتدقيق في القضايا الإستراتيجية والتكتيكية

–التدقيق في السيرورات الأربعة( سيرورة بناء التنظيم المستقل للطبقة العاملة وعموم الكادحين، سيرورة بناء التنظيمات الذاتية المستقلة للجماهير الكادحة، سيرورة بناء جبهة الطبقات الشعبية، سيرورة بناء أممية ماركسية) وترجمتها إلى خطط عملية ملموسة

–معالجة الاختلالات الكبرى التي يعاني منها النهج الديمقراطي: طغيان العمل في المنظمات الجماهيرية على العمل السياسي-التنظيمي، ضعف الانغراس وسط الطبقة العاملة، توسع محدود وسط الشباب و ضعف العمل النسائي.

انعقد أول اجتماع للجنة التحضيرية في 17 أكتوبر 2015 وبعد نقاش مستفيض شكل أربعة لجان:

–لجنة الإستراتيجية و الهوية والتكتيك والبرنامج العام

–لجنة التحليل السياسي وبرنامج الفترة والذي يجب أن يركز على التوجهات الكبرى Tendances lourdesفي الوضع الدولي والإقليمي والمحلي

–لجنة السيرورات الأربعة ( المساهمة في بناء التنظيم السياسي المستقل للطبقة العاملة وعموم الكادحين والتنظيمات الذاتية المستقلة للجماهير وجبهة الطبقات الشعبية وأممية ماركسية) والقانون الأساسي والنظام الداخلي

–لجنة الإعداد المادي واللوجستيك

كما قررت اللجنة التحضيرية أن يتم تجميع منتوج اللجان الثلاثة الأولى( ما عدا القانون الأساسي والنظام الداخلي) في وثيقة واحدة منسجمة ومرقمة سميت “أطروحات المؤتمر الوطني الرابع”.

اجتمعت اللجان وقدمت نتاج عملها لاجتماعين للجنة التحضيرية بتاريخ 31 أكتوبر 2015 و31 يناير 2016 الذين أغنيا الوثائق المطروحة بملاحظاتهما ومقترحاتهما. وهكذا تم اعتماد المشاريع التالية:

–أطروحات المؤتمر الوطني الرابع التي تشكل الخط السياسي والفكري للنهج الديمقراطي وتنضاف إلى الوثائق التي بلورها المؤتمر الوطني الثالث، وخاصة وثيقة “الإطار المرجعي للنهج الديمقراطي”.

–مقرر من أجل بلترة وتصليب وتوسيع التنظيم لتدقيق وأجرأة خطط عمل النهج الديمقراطي في الفترة الحالية.

–القانون الأساسي والنظام الداخلي

وأرسلت هذه المشاريع إلى الفروع ، في يناير 2016، ، لنقاشها. ثم تم تنظيم نقاش في الفروع و الجهات. وتوج الإعداد بعقد مؤتمر قبلي، في 22 ماي 2016، كان مناسبة للمزيد من نقاش وإغناء المشاريع المقدمة وبلورة شعار المؤتمر.

وموازاة مع ما سبق، اشتغلت لجنة الإعداد المادي واللوجستيك لتوفير الشروط المادية لإنجاح المؤتمر من خلال توفير قاعة لاحتضان الجلسة الافتتاحية ومكان لعقد أشغال المؤتمر وضمان شروط مريحة لانعقاده( الإقامة، التغذية، النقل…) ودعوة واستقبال الضيوف من الخارج والداخل وتوفير التغطية الإعلامية والإشعاع لهذا الحدث الهام…

* ما هي القضايا التي اشتغلت عليها مشاريع الوثائق و لماذا بالضبط تم التركيز على هذه القضايا وليس غيرها؟
أعتقد أن هذا المؤتمر سيشكل نقلة نوعية في خط وممارسة النهج الديمقراطي من خلال:
–توضيح وتدقيق إستراتيجية التغيير الثوري في بلادنا حيث تم تحديد أهداف التغيير الثوري ومراحله( مرحلة التغيير الوطني الديمقراطي الشعبي ومرحلة التغيير الاشتراكي والعلاقة بينهما) وأدواته( حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحين، التنظيمات الذاتية المستقلة للجماهير، وخاصة الكادحة، جبهة الطبقات الشعبية) وعلاقة هذه الأدوات بعضها ببعض وطبيعة الدولة المنشودة التي تضمن ازدهار مكونات شعبنا.

–تدقيق وتطوير تكتيكاتنا التي ترتكز، بالأساس، على تحديد التناقضات الثانوية التي، إذا تم التعامل معها بشكل سديد، تسمح، في فترة معينة، ببناء جبهات تكتيكية أوسع من جبهة الطبقات الشعبية ذات الطبيعة الإستراتيجية وتؤدي إلى عزل العدو الأكثر شراسة والذي نعتبر أنه يتمثل، في الفترة الحالية، في المخزن، وخاصة نواته الصلبة المافيا المخزنية. وقد جاء هذا التطور نتيجة لدروس حركة 20 فبراير المجيدة. هكذا وكجواب على متطلبات الفترة الحالية يعمل النهج الديمقراطي على المساهمة في بناء جبهة ديمقراطية تضم كل القوى التي تناضل من أجل ديمقراطية حقيقية و جبهة ميدانية على غرار حركة 20 فبراير.

كما بلورت اللجنة التحضيرية خطط مدققة نسبيا لأجرأة عملنا لتفعيل السيرورات الأربعة ضمنتها في وثيقة “من أجل بلترة وتصليب وتوسيع التنظيم”.

–التركيز على مهمة بناء حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحين كمهمة مركزية عوض الاكتفاء ب “المساهمة في بناء التنظيم المستقل للطبقة العاملة وعموم الكادحين” كما طرحه مؤتمرنا الوطني الثالث.

إن طرح بناء الحزب المستقل للطبقة العاملة وعموم الكادحين وليس المساهمة في بناء التنظيم المستقل للطبقة العاملة وعموم الكادحين لا ينطلق من رغبة ذاتية ولا من نظرة حلقية ولا من ارادوية مفرطة ولا من نظرة هيمنية واستعلائية بقدر ما أنه يعني تحمل النهج الديمقراطي لمسؤوليته التاريخية دون انتظار وبشكل حازم وإرادي استجابة للتطورات المتسارعة على المستوى الدولي والإقليمي والوطني ولواقع القوى المفترض فيها المساهمة في إنجاز هذه المهمة، وذلك مع الاستمرار في المجهودات لتوحيد الماركسيين.

–وقد حضي الجانب التنظيمي باهتمام خاص حيث نوقش القانون الأساسي والنظام الداخلي بشكل عميق. ولعل أهم مستجد، في هذا الباب، هو اعتبار الهيئات الجهوية بمثابة قيادات سياسية-تنظيمية ذات صلاحيات واسعة بدل دورها كإطارات للتنسيق سابقا. كما تضمنت وثيقة “من أجل بلترة وتصليب وتوسيع التنظيم” تشريحا للوضع التنظيمي وطرحت إجراءات ووسائل لعلاج اختلالاته.

* هل من تحديات واجهت التحضير للمؤتمر؟
إن التحديات التي واجهت التحضير كانت من نوعين:
–التضييق الذي مارسته السلطة ضد النهج الديمقراطي وتمثل، بالخصوص، في حرمان المؤتمرين الوطنيين للشبيبة والنساء من القاعات العمومية وأماكن عقد الأشغال والقمع الذي واجهت به السلطة المخزنية الوقفة أمام قاعة المهدي بن بركة والتماطل في منح قاعة الافتتاح ومكان عقد أشغال المؤتمر الوطني الرابع.

–التحدي الثاني تمثل في كثرة المحطات التي كان على المناضلين(ات) تحضيرها وإنجاحها: المؤتمر الوطني للشباب والمؤتمر الوطني للنساء ومساهمة مناضلينا(اتنا) العاملين في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والنقابة الوطنية للتعليم-التوجه الديمقراطي- والجامعة الوطنية لموظفي الجماعات المحلية و النقابة الوطنية للتعليم-كدش- في التحضير والمساهمة الفعالة في مؤتمرات هذه المنظمات الجماهيرية.

وهنا لا بد من التنويه بالمجهودات والتضحيات التي قدمتها الرفيقات والرفاق للمساهمة في إنجاح هذه المحطات النضالية الهامة. وكذاك دمجم(ن) الخلاق بين التهيئ الأدبي والتنظيمي للمؤتمر والتواجد الميداني في جبهات النضال والكفاح الجماهيري. لم يسجل على مناضلينا انكفاءهم وانغلاقهم على انفسهم تحت مبرر الاعداد للمؤتمر الوطني الرابع.

* ما هو السؤال الذي تراه مهما ولم نضعه؟
أعتقد أن من المهم أن أشرح، بعجالة، شعار المؤتمر: “بناء حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحين والجبهة الموحدة للتخلص من المخزن وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية الشعبية”.

إن شعار المؤتمر يجب أن يكثف المهام الأساسية التي تنتظرنا في الأربع سنوات المقبلة ويعبر، في نفس الآن، على أهم مطمح شعبي سياسي اليوم وربطه بالأفق المرحلي:

إن المهام الأساسية المطروحة علينا في الفترة الراهنة هي:

–بناء حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحين

–توحيد وتوسيع حركة النضال الشعبي

–بناء الجبهة الموحدة ضد المخزن

أما أهم مطمح سياسي شعبي فهو التخلص من المخزن الذي يشكل العقبة الكأداء أمام بناء الديمقراطية الحقيقية والأفق هو بناء الدولة الوطنية الديمقراطية الشعبية.