مَنْ يعزي مَنْ؟


علاء مهدي
2016 / 7 / 11 - 10:12     


(ملاحظة : مقالنا هذا يعبر عن وجهة نظر شخصية ولا علاقة له بالمنظمات السياسية والمدنية التي أنتمي لها وأعمل وأنشط فيها)


عبر إتصال هاتفي من قنصلية جمهورية العراق في سيدني ، تم إشعارنا بأن القنصلية تدعو رموز الجالية - وليس كل الجالية كما يبدو - ، إلى زيارة مبنى القنصلية في سيدني يومي الاثنين والثلاثاء القادمين للتوقيع في سجل أعدته القنصلية لتقديم التعازي بحادثة الكرادة ، الحادثة - المأساة التي أودت بحياة عدد لم يتم حصره بعد من العراقيين الذين ذهبوا ضحايا الجريمة الإرهابية التي نفذت بين مجمعين تسويقيين في منطقة الكرادة المزدحمة بمناسبة قرب حلول عيد الفطر. .

ومن المفيد أن نذكر أن الإهتمام الذي تركز على جريمة الكرادة كان بسبب ضخامة الحدث وكثرة عدد الضحايا من القتلى والجرحى فيها، على الرغم من حدوث عدد غير قليل من العمليات الإرهابية الأخرى في مناطق متعددة في بغداد وخارجها ، مثل تلك التي حدثت في مناطق مثل المشتل ، حي الشعب ، الثورة ، بغداد الجديدة ، الدورة وآخرها مرقد "السيد محِمَدْ " بقضاء بلد حيث قضى حتفهم سبعة عشر شخصاً من عائلة واحدة فيه.

وبعودة لدعوة قنصلية جمهورية العراق ، أود إثارة بعض التساؤلات التي أتمنى أن تجد طريقها لمكتب سعادة قنصل جمهورية العراق في سيدني ليجيب عليها عبر هذه الصحيفة الغراء:

1. حسب معلوماتنا المتواضعة ، أن قنصلية جمهورية العراق في سيدني مسؤولة عن تمشية وتسهيل معاملات بنات وأبناء الجالية العراقية في أستراليا مع الدوائر الرسمية العراقية ، ولا علاقة للقنصلية بالأمور السياسية وتمثيل جمهورية العراق في أستراليا الذي هو من صميم عمل وواجبات ومهام السفارة في كانبيرا. ألا يعتبر فتح سجل لقبول تعازي المواطنين الأستراليين من أصول عراقية تجاوزاً على واجبات سفارة جمهورية العراق في كانبيرا..؟
2. الم يكن من الاجدر قيام سفارة جمهورية العراق بإقامة مجلس فاتحة في سيدني او في ملبورن أو فيهما معاً ودعوة كل الاستراليين من أصول عراقية او عربية او إسلامية لحضوره وتقديم التعازي للشعب العراقي وللجالية العراقية عبر ممارسة عامة توحي بأن الحدث الإجرامي كان ضد العراق والعراقيين وليس ضد النظام الحاكم في العراق؟
3. إذا كان سبب عدم القيام بذلك يعود لاجراءات التقشف المالي بسبب عجز الخزينة العراقية الخاوية التي تم إفراغ أرصدتها لأسباب لاعلاقة لها بضمان سلامة المواطنين عن طريق القضاء على الإرهاب، الم يكن من الاجدرأن تصدر السفارة في كانبيرا بيانا تستنكر فيه الجريمة النكراء التي راح ضحيتها كثير من العراقيات والعراقيين؟
4. ترى ، هل ستفتح القنصلية سجلات متعددة متخصصة بأحداث اجرامية اخرى ، مثلا ، سجل تعازي خاص بجريمة الكرادة ، وآخر بجريمة المشتل ، وثالث بجريمة حي الشعب ورابع بجريمة سيد محمد ببلد وآخرهم بجريمة بغداد الجديدة ؟ أم أن سجلاً واحداً يكفي للتعزية بمقتل العراقيين في كل مكان وبمناسبة وبدونها؟
5. قبل أن أوجه لكم سؤالي الأخير ، هل لكم بأدبية ، بيان ماهية تعليمات وزارة الخارجية العراقية بشأن مساهمتكم أو مساهمة السفارة في مثل هذه الحوادث ، وهل نصت تلك التعليمات على قيامكم بفتح سجلات تعزية ، أم قيامكم بإقامة مجلس فاتحة ، كلفته إيجار قاعة ، أو تبرع مسجد بها؟
6. دبلوماسياً ، مثل هذه السجلات تفتح في السفارة كي يوقع فيها ممثلو سفارات وقنصليات الدول الصديقة وليس عباد الله من الهاربين من ظلم الأنظمة وإرهابهم. هل تؤيدون ذلك؟
7. السؤال الأهم: من يجب ان يعزي من؟

أتمنى أن أسمع وأبناء الجالية منكم . . . . سعادة القنصل.

علاء مهدي