لاهوتيه ..حركه النقد والمعارضه العراقيه


ليث الجادر
2016 / 7 / 1 - 15:00     

كثير من مثقفي وخطباء حركه النقد العراقي في وقتنا الراهن ..يتطوعون لممارسه مهنه مبيضي دواخل المعبد الاسلامي ..الذي تهرء سطح جدرانه ..فتآكل دهانه الانيق السابق وانتشرت عليها ندب سوداء قاتمه ...صارت السنتهم واقلامهم عباره عن فرشاه لصقل الدهان ..تروح وتجيء ...تجيء وتروح ..محاوله بشتى الطرق تغطيه تلك العيوب ...وفي مجرى محاولاتهم الدائبه هذه ..ظهر منهم افراد غايه في الاخلاص لدرجه ان حماستهم جعلتهم يتوهمون بقدرتهم على ممارسه طب التجميل لوجه الاراده الالهيه ...لا نعرف ان كان وجه الرب قبيحا ام جميل بحسب مواصفاتنا وقياساتنا ...لكن نفر من هؤلاء المخلصون للرب ..لفتوا انتباهنا وبشده الى ان هناك جمع من البشر استطاع ان يشوه ملامح الرب وان مسؤوليتهم ان يعيدوا تجميلها !!! ...واحد من هؤلاء وهو صاحب مؤلفات منها جمهوريه النبي (اذكر اسمه جبران ..وصدقا فانا لم احفظ اسمه بالكامل لكني قرات له ) ..اوحى في لحظه وجوديه قلقه ..انه استطاع ان يصل غرفه منام الرب ..وان ينصت له ..ومن ثم بعد ذالك افاض عليه ببركاته فمنحه صلاحيه وضع مخطط عمليه التجميل ..جبران هذا ..بدأ يرسم تصوراته لملامح الرب بذات الادوات التي يدعي ان الاخريين استخدموها في التشويه ..انها الفاظ المجاز ..والمزاوجه القسريه بين المتضادات والتي لايمكن ان تتم عقليا الا باستخدام تقنيه الزكرشه اللفظيه لتؤثر على العقل بفعل يشابه عمليه التنويم المغناطيسي ....الرب لم يأمر بالجهاد ..انه أمر بتحرير الانسان ..!! ..الرب لايحب ان يعبد في الجامع ...انه يريد ان يمارس الانسان حياته ..الرب يفضل اعانه الفقراء على ان تؤدي نسك الحج .....الخ ...من جمل ومختصرات ..ملغومه بالدرجه القصوى من حده التناقض ....والهدف وان كان غير مقصود بعينه الا ان محاكمه مثل هكذا اطروحات ستؤول في النهايه الى نتيجه مفادها هي ان هؤلاء الناقدون اللاهوتيون ..انما ليس فقط يبقون لاهوتيون كما عبر عن ذلك ماركس ...بل انهم يبدون ناقدون فقط لانهم لاهوتيون مخلصون .. لان كل مايقولونهم يشترط بدايه الاعتراف الضمني بنبؤتهم الربانيه ...والا فان ما ينفيه السيد جبران موجود بالنص وبالتشريعات ...وما يطرحه كبديل لاوجود له وهو طرح جديد !! ....الله يحب الفقراء ويفضل اعانتهم على ارتياد الجوامع واداء الحج والجهاد ..واصلا الجهاد لم يأمر به !! هل هناك نصوص تدعم هذا ...وهل السيد جبران قام باعاده شرح النصوص والتعليمات ...الجواب لا ...وانما هو فقط يتكلم وبثقه لاتحتج بالاثبات بان الرب يفضل كذا وكذا ... ولان حركه النقد العراقي ..تحوي في مضمونها كل معاني التردد والمساومات الجبانه الرخيصه ..لانها اصلاحيه هزيله ..فلقد توجت من امثال هؤلاء الخطباء باكاليل الحكمه والمعرفه التقدميه ....لن يمضي الوقت طويلا ..وفي ظلام هذه الانهيارات الواقعيه المباشره الاحساس ..الا ويجد هؤلاء انفسهم مهمليين دفعه واحده مع قوى الواقع القديم الذي سيتم الاندفاع الحتمي لمهاجمته وتغييره ....لكن هذا لايمنع ولاينفي ضروره التصدي لاؤلئك الخطباء وفضح مهنتهم كاجراء في الدواوينيه اللاهوتيه ....