محاولة طمس تراثنا .... ستبوء حتما بالفشل


سعد محمد حسن
2016 / 6 / 27 - 18:11     

لم يتوانى نظام صدام حسن طيلة سنوات حكمة في مسعاه لتغييب ذاكرة العراقيين في حاضرها وفي أرثهم الحضاري و الإنساني وإعادة ذلك وفقا لتصورات ذلك النظام وتكريسا لهيمنة الدكتاتور و إشباعا لرغبته المريضة بدء من إضفاء أسمه على المدن والجامعات والمستشفيات ودور العبادة مرورا بألوف الجداريات التي حملت صورته , إلى طبع ملايين الصور وبألوان زاهية مختلفة يعاد توزيعها على جميع مرافق الدولة ومؤسساتها المدنية والعسكرية كل عام , ووضع أقواله على مخاطبات الدولة وكتبها الرسمية وليس انتهاء بالاحتفاليات التي تقام سنويا بمناسبة عيد ميلاده في الثامن والعشرون من نيسان من كل عام و انتهاءً وهو الأخطر في كل ممارساته , حين امتدت أيدي الدكتاتورية لتطال هذه المرة بابل بإرثها الحضاري حين وضعت أجهزة النظام الحرفين الأولين من أسم الدكتاتور . على أحدى أبنية الجنائن المعلقة في بابل مما أخرجها من قائمة عجائب الدنيا السبع
ولعل الأخطر من تلك الجريمة هو ما أقدمت علية داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى في استهدافها الإنسان العراقي بوجوده وهويته بعمقها التاريخي والاجتماعي والثقافي حين أقدمت على ارتكاب جريمة تدمير مقتنيات متحف نينوى وهدم آثارها وكررت جريمتها مرة أخرى في استهداف الأماكن التاريخية في تكريت وغيرها من المدن العراقية , وبدلا من أن تتضمن سبل مواجهتها بإظهار جرائمها هذه على أنها جرائم ضد الإنسانية , يحاول البعض من ضيقي الأفق ممن تمكنوا في غفلة من الزمن في الصعود إلى موقع المسؤولية , اللعب بمشاعر العراقيين وعواطفهم في مسعى تكريس نهج طائفي كريه , في محاولة بائسة ستفشل حتما لتغييب الإرث الإنساني لمدينة بابل وذلك في مسعاهم لتغيير أسمها بكل ما يحمله من دلالات إنسانية ومن عمق حضاري وإحلال بدلا عنه أسما يحمل في دلالاته شبهات طائفية