حركات اليسار وما يجري في المنطقة العربية


فالح الحمراني
2016 / 6 / 24 - 20:19     

حركات اليسار وما يجري في المنطقة العربية
فالح الحمراني

هذه المقالة تدعو بدأ على بدأ على تفعيل قوى اليسار العربي لتحركها ونشاطها للتاثير على التطورات والاحداث الجارية في العالم العربي، ورفد الشعوب والقوى الوطنية بارشادات والتوصيات.
لقد استسلمت حركات اليسار العربي في السنوات الاخيرة للكسل وربما ساورها شعور بالاحباط. ولم يعوزها فقط المركز الذي حقا لم تتمتع به في يوم ما، وانما التوجهات والرؤية والبرنامج الموحد وتقييم الاحداث التي تمر بها البلدان العربية.
كان من المفترض ان نسمع عن مؤتمرات للقوى التي تنسب نفسها لليسار العربي عن تقيمها المبدأي للاحداث العاصفة التي تمر بها المنطقة منذ ربيع 2011، ووضع الاساليب اللازمة، من اجل المشاركة في الاحداث الانعطافية والتاثير عليها ومحاولة توجيهها لخدمة الجماهير الكادحة وبناء الدولة المتحضرة الديمقراطية والمشورعة والمسترشدة بالقانون. لم نر كل ذلك. تحدثت شخصيات واصوات وبيانات عن احزاب لم تكن لها حقا، اصداء واسعة. لقد لاح ان اليسار العربي بكافة مكواناته مخصيا، لاغير، وعاجزا عن رؤية الواقع وتقديم التوصيات لتلملس المسقبل.
ويلوح المشهد في البلدان العربية مأسويا. هناك الحروب الساخنة في سوريا والعراق وليبياواليمن التي غدت الجماهير الكادحة وقودا لها، والمواجهات بين المعارضة والحكومات في بعضها الاخر. وتقف جامعة الدول العربية عاجزة عن التدخل في ايجاد التسويات العادلة لتلك الخلافات والتناقضات الكامنة في جسد الشعوب العربية، فالجامعة في حقيقة الأمر ادارة تعكس ارادة وسياسات الدول التي تقوم بتمويلها لاغير، وهي انعكاس لحالة مناخ ما يسمى بالعالم العربي.
العالم العربي يعيش الان حالة من التشرذم وعدم وحدة الموقف والرأي والمصالح لم يشهدها في تاريخة السابق. وكل نظام عربي( لا اريد ان اقول دولة لانها مفهوم الدولة اكثر شمولية) اليوم يريد الخلاص بمفرده من ازمة دولته، وحتى على حساب الدول العربية الاخرى. بعض الانظمة تتعامل مع الشيطان من اجل الاستمرار بالحكم.
على الساحة السياسية تنامت القوى والانظمة التي تستخدم " الاسلام" في تحقيق مكاسبها او اهدافها. وتساهم في تظليل الجماهير وتخديرها وجرها في مشاكل وقعت في القرن التاسع لا علاقة لها بدين النبي محمد (ص). والمفروض ان ينهض اليسار العربي في ايقاظ هذه الجماهير وان ينتقد الواقع والسياسات التي تنتجها تلك القوى التي تتعكز على الشعار الدين.
ان تجربة القوى الدينية في مصر والعراق والمراجعات التي قام بها حزب النهضة في تونس وغيرها تؤكد عجز ادارة الدولة وفق قيم وقواعد تم تبنيها او الاشارة لها اعتبارا من القرن التاسع.
ان التحولات المطلوبة في المجتمعات العربية تتطلب نهوض قوى عربية جديدة عقلانية، تقنع الجماهير بضرورة فصل الدين عن الدولة، وان الدين قضية شخصية بحتة: اذا أنت حقا مؤمن وتريد تحقيق الارادة الالهية ودخول الجنة، فاتبع ما ورد من تعاليم جاءت واضحة في القران الكريم وفي الكتب السماوية الاخرى، وما ورد في احاديث النبي محمد( ص)، ولا يطلب الله تعالى اكثر من ذلك. وما دون ذلك ابتكار بشري املته الخلافات والتناقضات بين البشر.
حينما ننظر الى الخارطة الدولية اليوم نجد ان اغلب الدول العربية تعيش في وضع اجتماعي وسياسي اقتصادي مأساوي، ان قوى الرأسمالية العالمية التي تترأسها الولايات امتحدة شاركت، وبمساعدة دول عربية وبصور فعالة في تدمير اليمن والعراق واليمن وزعزعت الاستقرار في دول اخرى، للهيمنة على المنطقة، وليس على وحدها، وشل قدراتها في المساهمة في رسم خارطة العالم.
بعض الانظمة العربية(لا اريد ان اقول الدول) تريد اطالة امد وجودها من خلال السعي للهيمنة على دول المنطقة، بتأسيس المنظمات والحركات المسلحة وحتى تأسيس منظمات ارهابية على أمل توصيل قوى موالية لها على رأس الحكم في بعض الدول. ان نجاح هذه الانظمة في تحقيق اهدافها يعتمد على مدى قبول جماهير وشعب تلك الدولة لها.
وهنا ينهض دور الحركات الوطنية فعلا و اليسارية في فضح تلك الخطط ورسم الطريق الصحيح للجماهير في ان تدرك مصالحها وتحدد مصالحها في اتون المعركة من اجل بناء دول وطنية وحكومات تخدم شعوبها واقامة علاقات دولية عادلة بالنسبة للجميع وان تساهم الدول المتطورة في شد ازر الدل النامية، لا وضع العراقيل والعوائق اما تطورها.