الاسكندر الكبير في بابل


ابراهيم الحيدري
2016 / 6 / 22 - 09:18     

قامت حضارة وادي الرافدين على ضفاف نهري دجلة والفرات في بداية الألف الثالث قبل الميلاد حيث نشأت أولى القرى الزراعية القديمة الذي استقر فيها الانسان منذ سبعة الآف سنة و اقيمت عليها مدن سومر واكد وبابل واشور. كما اثبتت المكتشفات الأثرية في اور والوركاء وغيرها بان بابل من أقدم المدن التي أسسها السومريون في وادي الرافدين وقد اطلق عليها الاكديون اسم "باب الإله". وقد تألق نجمها الحضاري عند قيام سلالة بابل الأولى التي اسسها الملك البابلي"سمو- ابم" عام 1893، الذي استطاع ضم وتوحيد جميع اطراف العراق اليها.
وتعتبر بابل من أهم مدن وادي الرافدين القديمة التي ازدهرت فيها العلوم والاداب والفنون والعمارة والنظم السيلسية والقانونية والاقتصادية. وقد اطلق الاغريق عليها اسم"بابلونيا" Babilonو Babilonya واطلق عليها العرب "ارض بابل" ثم ارض السواد".
وقد حفلت حضارة وادي الرافدين بالكثير من الاحداث والشواهد التاريخية. فالسومرين هم اول من اخترع الكتابة المسمارية وبنى المعابد وأسس المدارس والمكتبات واستخدم الفخار. ومن ذلك الزمن بدأ التاريخ المكتوب للحضارات الانسانية. كما تركوا لنا اثارا حضارية متميزة، فهم أول من استخدم العجلة واول من سن القوانين، كما في مسلة حمورابي، وأول من وضع أسسا للعلوم وبخاصة في الفلك والرياضيات. كما سبق البابليون أولى المحاولات الفلسفية الجريئة التي ترتبط بتفسير الكون والوجود والحياة. كما اهتم السومريون بالادب والفن والشعر والموسيقى والملاحم والاساطير وفي مقدمتها قصة الخليقة والطوفان وملحمة كلكامش وغيرها.
وتشير النصوص المسمارية وما كتبه المؤرخون الاغريق وخاصة هيرودوت في القرن الخامس الى التقدم الحضاري لمدينة بابل القديمة التي جددها نبوخذنصر واعتبرت أهم واكبر مدينة انذاك" ولا تضاهيها في عظمتها وسعتها مدينة اخرى"(هيرودوت). وكان نهر الفرات يجري في وسطها وعليه جسر مقام على ركائز من طابوق مغلف بالحجر. وقد تقدمت فيها الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وازدهرت فيها الحضارة وكان من شواهدها العظيمة معبد مردوخ العظيم "الإيزاكيلا" والزقورة "أتمينانكي"أو برج بابل العظيم. وكان يحيط بالمدينة سور عظيم له ثمانية بوابات حصينة كما كانت بابل مركزا تجاريا عالميا. فبجوار معبد مردوخ كانت هناك مواني فيها أرصفة ترسو فيها السفن وشبكة شوارع رئيسية وفرعية متوازية متجهة نحو شارع الموكب المزين بالأسود الملونة مرورا ببوابة عشتار ليصل الى بيت "أكيتو" الذي يقام فيه سنويا مهرجان الربيع في عيد رأس السنة الجديدة.
احتلال بابل من قبل الفرس
في بدايات الالف الثاني ق.م بنى حمورابي، المشرع العظيم والمصلح الاجتماعي الكبيرالذي عرف بسن "مسلة حمورابي"، اول قانون في العالم، معبد الاله مردخ وشيد برج بابل وبسط سلطته على بلاد الرافدين وحول بابل الى حاضرة عظيمة. غير ان بابل سقطت على ايدي الكاشيين مرة ثم على ايدي الحيثيين مرة اخرى . ولكن نبوخذنصر استطاع الوقوف في وجه العيلاميين وتحريربابل كلها ثم عودتها الى مجدها في عهد نبوخذنصر الثاني عام 597 ق.م.
وبعد وفاة نبوخذنصر حدثت صراعات حادة على السلطة بين الكلدانيين والاراميين وتعاقب على الحكم فيها اربعة ملوك كان اخرهم نبونيد ،الذي سعى عام 556 الى توحيد القبائل الأرامية وتشكيل دولة موحدة قادرة على صد الخطر القادم من بلاد فارس.غير ان الخلافات الدينية الحادة وانشغال نيبونيد بالحرب في شبه الجزيرة العربية وتركه الحكم بيد ابنه بيل شاصر الضعيف ساعد الفرس على احتلال بلاد الرافدين وانهزام الجيش البابلي امام الجيش الفارسي وسقوط مدينة بابل عام 539 ق.م بقيادة كورش دون مقاومة تقريبا.
أعلن كورش ان قواته دخلت بابل بدون قتال وحررت أهلها من ظلم نبونيد، الذي وجه اليه تهمة الاستهجان بآلهة البلاد وازدرائه لها، وأعاد كورش تماثيل الآلهة التي سبق ان رفعها نبونيد من المدن البابلية وأعادها إلى معابدها الأصلية، وسمح للشعوب التي أجبرت على البقاء في بلاد الرافدين بالعودة إلى أوطانها الأصلية. وقد إنتهج الفرس تجاه السكان الأصليين وديانتهم سياسة مخالفة كليا للسياسة التي كان يتبعها البابليون والآشوريون، وساعدهم ذلك كثيرا على بسط نفوذهم على البلدان الواقعة إلى الغرب من بلاد الرافدين.
بعد سيطرته على بابل أبقى كورش شكليا على المملكة البابلية، ولم يجر أي تغيير جوهري في البنية الاجتماعية للبلاد. وأصبحت بابل مقرا من مقرات المملكة الاخمينية. كما لم تشهد الحياة الاقتصادية تغييرات جوهرية تذكرحيث سعى كورش إلى تهيئة ظروف طبيعة للحياة الاقتصادية، وتطوير تجارة التصدير والاستيراد والمحافظة على الوسائل التقليدية لإدارة البلاد. أضف الى ذلك ان حكم كورش لم يعتبر سيطرة أجنبية لأنه استلم السلطة شكليا من يد مردوخ، وفق المراسيم المقدسة. ومع ذلك فقد تحولت بلاد بابل من دولة مستقلة إلى ولاية تابعة للدولة الاخمينية وفقدت استقلالها في السياسة الخارجية، في حين أصبحت السلطة العسكرية والإدارية العليا بيد نائب الحاكم الفارسي..
لم يحدث أي تغيير في سياسة الفرس تجاه البابليين خلال خلال تلك الفترة.ولكن حدثت انتفاضة في بابل عند مجيء نبوخذنصر الثالث وكذلك نبوخذنصر الرابع. ولكن الانتفاضتين قمعتا. وللحد من النزاعات الانفصالية أقدم داري الأول على إصلاحات إدارية ومالية مهمة، سمحت بتكوين نظام متين لإدارة شؤون الدولة ومراقبة البلدان المستعمرة ونظام لجبي الضرائب، ووسع ملاك العسكريين. ويبدو ان هذه الإصلاحات انطلقت سنة 518 ق.م. واستمرت عدة سنوات. وقد نتج عنها قيام نظام إداري جديدة في بابل والبلدان المستعمرة الأخرى. ولم تطرأ على هذا النظام أية تغييرات جوهرية حتى نهاية حكم الإخمينيين.
كانت المهام الإدارية والعسكرية في عهد كورش وقمبيز مركزة في يد شخص واحد هو حاكم الولاية المرزبان. وتشير إلى ذلك، على الخصوص، الوثائق المتعلقة بنشاط المرزبان جوبارو في بابل وبلاد ما وراء النهر، حيث كان يجمع بين نائب الحاكم المدني والعسكري. قام داري بتقليص سلطات المرزبان وذلك بفصله بين مهام المرزبان ومهام السلطات العسكرية. أصبح المرزبان في بابل وفي البلدان التابعة الأخرى موظفا مدنيا يحتل قمة الإدارة ويشرف على تطبيق النظام القضائي و الحياة الاقتصادية للبلاد، ويتابع جباية الضرائب. بعد إصلاحات داري أخذ الفرس يتبوؤون المراكز الحساسة في جهاز الدولة وتركزت في أيديهم أهم المراكز المدنية والعسكرية. وأخذوا يعينون كقضاة في مؤسسات المقاطعات البابلية.
خلال عهد كسيرس عرفت بابل تغيرات سياسية مهمة، وخاصة بعد سنة 482 ق.م. ـ حين انتفض البابليون بقيادة بيل شيماني في المرة الأولى وبقيادة شمش ريبا في المرة الثانية. لقد هدمت بابل عن آخرها وهدم معها معبدها الرئيسي الإيساجيل. أما تمثال الإله الأعلى مردوخ فقد نقل إلى بلاد فارس. واختتمت هذه الإجراءات بإلغاء المملكة البابلية، التي ظلت قائمة حتى ذلك الوقت ويحكمها ملك الفرس. كان الملك الأخميني حتى ذلك العهد يحمل لقب " ملك بابل، ملك البلاد ". ولكن بعد الملك كسيرس اقتصر اللقب على " ملك البلاد ". تميز التأريخ اللاحق للدولة الإخمينية بكثرة الاضطرابات وعدم الاستقرار في مختلف الولايات، وكثرة الانقلابات في القصور. كل ذلك أدى إلى إضعاف الحكم المركزي للدولة. في عام 331 ق.م. وهو ما ساعد على احتلال الاسكندر المقدوني بابل عام 323ق.م.
بابل عاصمة عالمية
في منتصف القرن الرابع قبل الميلاد تمكن فيليب فيليبوس الثاني من توحيد الاقوام المقدونية في شمال شرقي بلاد اليونان تحت سلطته والتغلب على تحالف اثينا وطيبة في معركة حاسمة عند خيرونيا عام 338 ق.م وتكوين جيش منظم جرار تأهبا لصد القوات الفارسية التي تجمعت في ذلك الوقت عند مضيق الدردنيل تأهبا لغزو اوروبا.ولمواجهة الجيوش الفارسية لجأ فيليبيوس الثاني الى غزو ممالك اليونان تمهيدا لمواجهة الفرس.
وعندما مات فيليبوس خلفه على عرش مقدونيا ابنه الاسكندرالذي كان في العشرين من عمره. وبعد ان قضى على تمرد الممالك اليونانية قاد جيشا مكونا من 35 الف مقاتل عابرا مضيق الدردنيل عام 334 قبل الميلاد، لمواجهة الجيوش الفارسية. وفي اول معركة له مع الفرس عند نهر غرانيكوس شرق طروادة انتصر الاسكندر وهرب دارا (داريوس) ملك الفرس من ارض المعركة، مما جعل مدن آسيا الصغرى تفتح ابوابها للاسكندر دون قتال. وعند مدينة ايسوس، شمال الاراضي السورية ، اندحرت القوات الفارسية للمرة الثانية امام جيش الاسكندر وهرب دارا الى بلاد الرافدين تاركا وراءه أمه وزوجته واولاده، اسرى في يد الاسكندر.
وفي مطاردته للملك الفارسي، سار الاسكندر بجيشه جنوبا على الشاطئ السوري حتى وصل بلاد الفينيقيين، وهناك تلقى رسالة من دارا يعرض فيها شروط الصلح. فرد الاسكندر طالبا من الملك الفارسي الحضور شخصيا لمقابلته ومناقشة شروط السلام معه. ولما رفض دارا هذا الطلب واصل الاسكندر طريقه جنوبا على الساحل الفينيقي ولم تقف في طريقه سوى مدينة صور التي اضطر الى حصارها سبعة اشهر قبل سقوطها.
وعندما وصل الاسكندر الى الحدود المصرية، استقبله اهلها بالترحاب حتى يخلصهم من سوء المعاملة التي تلقوها على يد الفرس. وفي منف العاصمة توَّجه الكهنة ملكا على مصر ووضعوا على رأسه تاج الارضين.
وبعد ان قرر الاسكندر وضع خطة بناء مدينة الاسكندرية زار معبد آمون في سيوة بعد ان اخترق
مسافة 500 كيلومتر وسط رمال الصحراء الليبية، في رحلة شاقة استغرقت ثلاثة اسابيع للوصول الى واحة سيوة. وكان معبد آمون في سيوة له شهرة عالمية في النبوءة بلغت جميع انحاء العالم القديم. وكان اليونانيون يطلقون على آمون المصري اسم «زيوس»، وهو كبير آلهتهم، بينما اطلق عليه الرومان اسم «جوبيتر».
الاسكندر ذي القرنين
وعندما وصل الاسكندر الى معبد سيوة في فبراير (شباط) 331 قبل الميلاد اخذه الكاهن الاكبر وادخله الى قدس الاقداس وعندخرجه من المعبد كانت علامات الارتياح بادية عليه وكان كل ما قاله لاصدقائه : «سمعت ما يحبه قلبي».!
وفي سيوة اعلن الكهنة الاسكندر ابنا لآمون، ووضعوا على رأسه غطاء رأس آمون الذي يمثل رأس كبش له قرنان. واصبحت صورة الاسكندر على العملات المضروبة بعد هذا التاريخ تحمل قرنين على رأسه، تشبها بآمون ولهذا عرف الاسكندر على انه «ذو القرنين»، وهو الذي ورد ذكره في سورة الكهف: «ويسألونك عن ذي القرنين، قل سأتلو عليكم منه ذكرا».
وقبل مغادرته مصر اصدر الاوامر بالمباشرة في بناء مدينة الاسكندرية في 7 ابريل 331 ق.م. ثم عاد الى سوريا فعبر نهر الفرات لملاحقة جيوش دارا والتقى به في معركة حاسمة عند مدينة كوكميلة (قرب اربيل)، شرق دجلة، انهزم فيها الجيش الفارسي وصار الطريق مفتوحا امامه لغزو بلاد فارس نفسها.
وكانت بابل قد خضعت لحكم الفرس لمدة مائتي عام قبل وصول الاسكندر اليها وعانت خلالها من بطش الاكاسرة الفرس. اذ تحولت ارض الرافدين الخصبة الى اقطاعيات لقادة الفرس والاجانب، الذين التزموا بدفع الضرائب للقصر الفارسي في شوش.
وسار الاسكندر بجيشه جنوبا الى بلاد بابل فاستقبلته بالترحاب، حيثما حل، وعندما اقترب الاسكندر من اسوار بابل طلب من جنوده الاصطفاف والانتظام في مسيرتهم، واراد ان يظهر للبابليين انه جاء لتحريرهم من البطش الفارسي. ففتحت البوابات وخرج كبار المسؤولين لاستقباله يرشون الارض ازهارا ويحملون اواني فضية للبخور والعطور. وجاء قائد الحامية الفارسية بقطيع من الاغنام والخيل، ومن ورائه الكهنة يرتلون اناشيدهم ويعزفون موسيقاهم. ودخل الاسكندر المدينة ممتطيا عجلته الحربية، حتى وصل الى قصر الملوك الذي بناه نبوخذ نصر وسط بابل.
ومن بابل سار الاسكندر شرقا، حيث اخضع كامل الاراضي الفارسية، قبل دخوله بلاد الهند . وقد امتد نفوذه من شرق افغانستان الى بلاد اليونان.
وفي طريق عودته الى بابل خطرت له فكرة غزو جزيرة العرب. وكانت الجزيرة العربية قد اضحت المنطقة الوحيدة الباقية خارج سلطة الاسكندر في المنطقة الممتدة ما بين بلاد اليونان غربا والهند شرقا. وبالفعل ارسل الاسكندر احد ضباطه الى جزيرة البحرين ليعد الموقع لوصول قواته اليها، كما بنى ميناء خاصا على نهر الفرات عند مدينة بابل، جمع به اسطولا بني من خشب الارز الذي احضره من بلاد الفينيقيين الذين اختار منهم بحارته، ثم ارسل الاسكندر وحدة استطلاعية نزلت بجزيرة فيلكة ـ التابعة للكويت الآن ـ وكذلك في البحرين. وبالرغم من كل هذه التحضيرات لم يتحرك الجيش المقدوني من موقعه في بابل بسبب حمى شديدة اصابت الاسكندر فجأة مات بعدها ولم يتجاوز عمره الثالثة والثلاثين عاما.
بابلون عاصمة عالمية
دخل الإسكندر إلى بابل منتصرا في ربيع 323 ق.م في بلدة تدعى سوسة تقع على اعالي نهر الفرات، في سوريا حاليا، وقام بنصب معسكره بالقرب من النهر. وقد حاصرت جيوش الاسكندر مدينة بابل بعد معركة جاوجاميلا حتى تم فتحها. وفي منتصف فصل الشتاء اتجه الإسكندر إلى بيرسبوليس عاصمة الامبراطورية الفارسية وقام بحرقها انتقاما لما فعلة الفرس في أثينا عند احتلالهم لها.
وقد احتفظت بابل خلال الاحتلال الفارسي بمعظم مؤسساتها حيث حافظ عليها وعلى امتيازاتها واعاد اعمار ما تخرب من معابدها واطلق عليها "بابلون" وأصبحت عاصمة أغنى ولاية "مرزبانية" في الإمبراطورية واجمل او اروع مدينة في العالم حسب هيرودوتس. وكان الإسكندر مدركا ً للأهمية التجارية للمدينة، فسمح لحاكمها بسك العملة وبدأ بإنشاء ميناء لتشجيع التجارة.
كان الإسكندر من أعظم الجنرالات على مر العصور حيث وصف كقائد تكتيكي و قائد قوات بارع و ذلك دليل قدرته على فتح كل تلك المساحات الواسعة لفترة وجيزة. وكان شجاعا و سخيا ، و شديدا صلباً عندما تتطلب السياسة منه ذلك .كما وصفه المؤرخون بأنه ذا حكمة وانه كان يسعى لبناء عالم مبني على الأخوة والمحبة بدمجه الشرق مع الغرب في امبراطورية واحدة . فقد درب آلاف الشباب الفرس بمقدونيا و عينهم في جيشه ، و تبنى بنفسه عادات و تقاليد الفرس و تزوج نساء شرقيات منهم ركسانا التي توفيت عام 311 ق.م ابنة أكسيراتس التي لها صلة قرابة مباشرة( لداريوس) ، و شجع ضباط جيشه و جنوده على الزواج من نساء فارسيات.كما أصبحت اللغة اليونانية واسعة الإنتشار و مسيطرة على لغات العالم .
ويبدو، بان الاسكندرالكبير الذي اتخذ من قصر نبوخذنصر مقرا له كان يخطط ليجعل من بابل عاصمة لإمبراطوريته العالمية حيث اخذت بابل تدور في فلك الثقافة اليونانية، واستفاد العِلـْم الهلليني ينهل من مساهمات علم الفلك البابلي. غير ان الصراع على السلطة بين قادة جيوش الإسكندر بعد موته سبب انتقال بابل عام 312 إلى السلالة السلوقية. ومذاك قلت أهمية المدينة بشكل كبير جراء إنشاء عاصمة جديدة على نهر دجلة، هي سلوقية، التي نـُقـل إليها جزء من سكان بابل عام 275.