نماذج من خطب عبد السلام عارف


وصفي أحمد
2016 / 6 / 21 - 22:26     

كانت الفترة الممتدة من 14 تموز 1958 , حتى مغادرته بغداد غلى بون عودته منها وسجنه بتاريخ 5 تشرين الثاني 1958 , فترة قصيرة لا تتجاوز بضعة أشهر , لكن عبد السلام استغلها في الحركة والكلام , فقد تحرك كثيراً وخطب كثيراً .
ومن خطبه التي وصف بها ثورة 14 تموز : (( ديمقراطية إسلامية تعاونية سماوية )) . ووصف الجمهورية بأنها (( اشتراكية وطنية إلهية خاكية )) . وقال : (( لا قصور ولا دور ولا حاكم ولا محكوم لا أحزب لا كتل , أمة واحدة وحزب واحد )) .
وقال في خطاب آخر : (( لا شرقية ولا غربية لا جوني ولا جون بول إنما حمد وحمود )) . و (( لا غقطاع بعد اليوم لا قصور ولا ثلاجات ولا تلفزيونات لا تفاوت لا طبقات ولا جلالات ولا معالي ولا فخامات بل حرية وعدل ومساواة )) . و (( لا غني ولا فقير ولا أحمر ولا أبيض ولا اسود ولا استعباد )) . وقال : (( لا فرق بين باب لكش وباب البيض )) .
وقال أيضاً : (( هدف واحد بلد واحد جمهورية واحدة غاية واحدة قومية واحدة مبدأ واحد إن حزب الله هم المفلحون )) . و (( إعلموا أن لكم إخواناً في الشام والشمال الأفريقي والجزيرة العربية هم جزء منكم وعلى رأسهم اخونا الأكبر جمال عبد الناصر )) . و (( بأسم أخينا الأكبر بطل السلام اهديكم تحية جمال عبد الناصر فقد حملني تحياته وأشواقه وبذل كل ما في عنده في خدمتكم فليحيا اخونا جمال )) .
ومن أقواله المأثورة في خطاباته تلك , عندما زار مدينة الرمادي خاطبهم قائلاً : (( أنتم يا أهل الرمادي يا من رميتم الرماد في وجه الأعادي )) . وفي البصرة قال : (( يا أهل البصرة يا من بصرتم لبزوغ الجمهورية العراقية )) . وفي الناصرية : (( يا أهالي الناصرية يا من نصرتم الجمهورية العراقية ... الله وكيلكم .. جمهورية خاكية .. لا قصور ولا ثلاجات بعد اليوم )) .
هذه الخطب دفعت سياسيين محترفين ورجال قانون وعسكريين أن يحاولوا توجيه النصائح إلى عبد السلام كي يبتعد عن الكلام المسف , وكان من بين هؤلاء الدكتور عبد الرحمن البزاز الذي زاره عندما كان وزيراً للداخية ونصحه قائلاً له : (( في خطبك عبارات تطرف لا تتناسب والوضع الراهن وأرجوا أن تتزن , وأنت ليس زعيم ثوري و إنما رجل مسؤول )) .
كذلك فعل الزعيم المتقاعد فؤاد عارف ـ محافظ كربلاء آنذاك ـ حين قال له : (( إن خطبك يجب أن تكون مسبوكة لأن وكالات الأنباء والصحف تتناقلها )) .
إلا أن هذه النصائح لم تلق أذاناً صاغية لدى عبد السلام وظل كما هو , وتجد ذلك في ما يرويه الاستاذ حسن العلوي الذي رافق عبد السلام عارف ضمن ثلاثة إعلاميين لتغطية زيارته إلى المناطق الشمالية من العراق , وفيها كعادته ألقى خطاباً ارتجاليا هاجم يلتفت فيه الملا مصطفى , وكان يلتفت إلى مرافقيه عندما يشعر أنه يرفع وينصب كما يشاء وبتواضع جم يقول : (( أبناء العم اعذروني أنا لست خطيباً , انا رجل حطني على دبابة واسويلك انقلاب , ثم يعود لاستكمال خطبته )) .