شعار -أرض حرية كرامة وطنية-


محمد علي الماوي
2016 / 6 / 20 - 22:29     

شعار "أرض حرية كرامة وطنية"
(من ارشيف الشيوعيين الماويين)
مثل هذا الشعار رمز الطرح الوطني الديمقراطي في بداية السبعينات من القرن الماضي وكان –في البداية-نتيجة تحليل جزئي لطبيعة المجتمع في تونس باعتباره مجتمعا زراعيا متخلفا وبتطور النضال الوطني اتخذ هذا الشعار مضامين مختلفة ووقع تبنيه حتى من قبل الفرق الانتهازية للركوب على التراث الشيوعي الماوي والطرح الوطني الديمقراطي واعتبروه زيفا ارثا لهم فماذا يعني هذا الشعار في الحقيقة عندما تم بلورته في السبعينات؟
لقد وضعت قضية الارض في الصدارة في بداية السبعينات لان الارض العربية محتلة ومغتصبة في العديد من المواقع-فلسطين خاصة- ولان الفلاحين الفقراء وقع مصادرة اراضيهم باعتماد قوانين جائرة او بافتكاك هذه الاراضي عبر طرق مختلفة من قبل الكمبرادور وملاكي الاراضي الكبار.
فشعار الارض كان يعني آنذاك تحرير الارض –تحرير فلسطين اولا-وتحرير كل الاراضي العربية المحتلة(---) وبتحرير الارض يتم التخلص من الاستعمار الجديد المتحكم في دواليب دول العمالة .لذلك فان شعار الارض يعني الاستقلال وتحقيق التحرر الوطني الديمقراطي أي التمتع بخيرات البلاد واحكام توزيع الخيرات بصفة عادلة وتحكم السلطة الشعبية في الموارد الطبيعية للبلاد.
ان شعار الارض يعني الاستقلال عن الدوائر الامبريالية من جهة وتحقيق الاصلاح الزراعي وفق شعار الارض لمن يفلحها وحسم المسألة الديمقراطية من جهة أخرى.
فكلمة ارض تتضمن اذا مسالة الاستقلال أي المسالة الوطنية ودحر الهيمنة الامبريالية وكذلك المسألة الديمقراطية وحل قضية المرأة والفلاحين والمسألة الزراعية التي تظل قضية الصراع اليومي بين الفلاحين الفقراء الذين وقع انتزاع اراضيهم والملاكين الكبار وكبار السماسرة في كل ارياف تونس وحتى في العديد من الاقطار العربية التي ادعت حسم قضية الارض عبر انجاز اصلاح زراعي شكلي-جزئي- يتماشى في الحقيقة مع مصالح الطبقات الحاكمة من كمبرادور واقطاع (مصر –سوريا- العراق مثلا انظر نص طبيعة المجتمع)

اما شعار الحرية فكان يعني منذ السبعينات الحريات العامة كما كان يفترض ان مثل هذه الحريات لايمكن بلوغها دون تحرير الارض أي دون تحقيق الثورة الوطنية الديمقراطية ودون تحقيق الاستقلال الفعلي لان الحريات التي يجود بها النظام تظل ثانوية للغاية ومقيدة بقوانين تخدم في الحقيقة "مؤسسات الدولة" وتساعد المال الفاسد على احتكار الاعلام والتحكم في الراي العام.

اما عبارة كرامة وطنية فهي تتضمن العديد من المفاهيم وهي تعني حفظ كرامة الشعب من خلال الاستقلال الوطني اولا وتوفير كل الضمانات ثانيا ليتحول الانسان الى مواطن يتمتع بكل حقوقه :حق الشغل وحق المسكن اللائق والعلاج المجاني والنقل المريح والتعليم المجاني والاجباري والبيئة السليمة الخ...
غير ان بعض الاطراف الانتهازية التي ترفع هذا الشعار لاستعمال الارث الوطني الديمقراطي كأصل تجاري بالرغم من انها لم تساهم بتاتا في بنائه ان هذه الاطراف التي تسمي نفسها "وطنية ديمقراطية" تريد تشويه الشعار وافراغه من محتواه الوطني والديمقراطي وهي تنظر للتحول السلمي وتتواجد جنبا الى جنب الكمبرادور والاقطاع وممثلي اكثر الطبقات رجعية –النهضة- الاخوان المسلمين-
فهل يجب اذن مراجعة هذا الشعار"ارض حرية كرامة وطنية" لان الانتهازية تبنته وشوهته ام يجب الاحتفاظ به رغم تغير الاوضاع ؟

ان شعار الارض والحرية والكرامة الوطنية شعار استراتيجي لن يتحقق الا بوجود الجمهورية الديمقراطية الشعبية وذلك لاينفي النضال اليومي من اجل افتكاك حق التنظم والتظاهر واصدار الجرائد والمناشير وتدريب الجماهير على ممارسة حقوقهم رغم الحصار والمراقبة .
ان شعار الارض والحرية والكرامة الوطنية يعني باختصار "الاستقلال والديمقراطية" كما يقول ماو تسي تونغ-الاستقلال اي التحرر من الامبريالية والعملاء والديمقراطية أي حسم المسالة الزراعية وقضية المرأة والحريات العامة.
(من ارشيف الماويين- نص من جريدة العلم الاحمر)
النسخ : محمد علي الماوي
تونس 20 جوان 2016