اليسار الكوردستاني، الى اليمين دُر (ج1)


دانا جلال
2016 / 6 / 19 - 21:28     

ما الذي جعل الكوردي "آكو باقر محمد" المُلَّقب بجيفارا كرميان (21عام) من أن يتجاوز مفاهيم النضال في حدود جغرافيته السياسية، وواقع احادية خندقه القومي، ليُحَلِق عالياً واممياً مع مناضلين مُتَّعَددي الجنسيات ضمن قوات الحماية الشعبية ( YPG ) والتي تعمل ضمن منظومة فكر "عبد الله اوجلان" لمواجهة داعش الارهابية في سوريا وروج آفا؟
هل فقد "جيفارا كرميان" ثقته باليسار الكوردستاني حينما ترك في عام 2014 ناحيته المُهمشة (رزگاری) والتابعة الى ادارة كرميان بعد أن أكتشف إن فكر اوجلان ومنظومته السياسية والقتالية هو اليسار، بل واليسار الحقيقي والجديد؟
للإجابة على سؤال فقدان اليسار ليساره ومن ضمنه (الحزب الشيوعي الكردستاني)، ومن ثم فقدان الشبيبة الكوردستانية بقدرة تلك القوى على التغيير الثوري رغم تاريخهم النضالي، ونقاءهم الاجتماعي، ناهيك عن امتلاكهم لنظرية علمية و ثورية، يجب ان نسلط الضوء على تاريخ نشوء الطبقة العاملة الكوردستانية ونقيضتها البرجوازية كحاضنة طبقية لليسار والقوى المضادة لها.
ظهرت الطبقة العاملة الكوردستانية من خلال مؤثر خارجي بعد انشاء شركة نفط العراق (IPC) والتي استخرجت النفط لأول مرة في حقل بابا كركر في عام 1927والذي يمثل البداية الحقيقية (كماً ونوعاً) لظهور الطبقة العاملة الكوردستانية.
الطبقة العاملة الكورستناية لم تجد نفسها بمواجهة البرجوازية الكوردستانية وفائض قمعها و قيمتها، وجدت نفسها مقابل شركات دولة استعمارية محتلة، وهذا ادى الى عرقلة وعيه ونضاله الطبقي.
إن القمع القومي التي مارستها البرجوازية العراقية في المركز ضد الكورد كأمة ومصادرة حقوقها جعل من الطبقة العاملة الكوردستانية تؤجل صراعها مع البرجوازية الكوردية بل وساومت من خلال احزابها مع تلك البرجوازية وهذا ما تجسد من خلال انضمام غالبية الشيوعيين الكوردستانيين في حزب الخلاص الوطني القومي عام 1945 ومن ثم حل الاخيرة لنفسه في عام 1946 وانضمامه الى الحزب الديمقراطي الكردي.
إن حل الاحزاب اليسارية الكوردية لنفسها ضمن احزاب قومية فترة الثلاثينيات والاربعينيات من القرن الماضي، وعملها فترة الستينيات و لغاية نهاية الثمانينيات تحت خيمة الحركات القومية الكوردية فترة نضالها في الجبل، وتبعيتها لأحزاب السلطة فترة تأسيس تلك الاحزاب لسلطتها السياسية مطلع تسعينيات القرن الماضي في جنوب كوردستان جزء من عوامل ادت الى فقدان اليسار الكوردستاني ليساره ليبقى بذلك مُترنحاً بين الشعار الثوري ومساومات ممارستها العملية.