شهادة العقيد عبد الوهاب الأمين أمام المحكمة العسكرية العليا الخاصة


وصفي أحمد
2016 / 6 / 17 - 14:49     

يذكر العقيد الركن عبد اللوهاب الأمين في شهادته أمام المحكمة العسكرية العليا الخاصة : (( إن السيد فائق السامرائي سفير العراق لدى القاهرة , نقل إليه حديثه مع الرئيس عبد الناصر حول شخصية عبد السلام عارف قال : ( عند اجتماع الرئيس عبد الناصر بالعقيد عبد السلام عارف في دمشق يوم 19 تموز 1958 , أخذ انطباعاً عن عبد السلام بأنه طفل , والسبب هو بينما كانا جالسين على مائدة الطعام لتناول الغداء تحدث الرئيس عبد الناصر عن قضية فاضل الجمالي وزير الخارجية في العهد الملكي , فاجابه عبد السلام عارف بلهجة شديدة , بعد أن رمى السكين والملعقة من يده بشدة على المنضدة , هل تريد أن أقتله , طلقة بعشرين فلس )) . ويروي الجومرد العضو الآخر في الوفد : (( قبل العشاء عقد اجتماع شعبي عظيم , حضره وفود من كل مكان حتى غصت الساحة المقابلة لدار الرياسة وشوارعها ولم يبق مكان لإنسان , وهناك تكلم جمال عبد الناصر وقدم الخطباء للناس . تكلم قبل كل منا عبد السلام عارف , فأرتجل خطاباً طويلاً خليطاً من الآراء , مما يقال ومما لا يقال حتى تمنى كل واحد منا أن يسكت حتى لا يزاد خطؤه . ثم جاء دوري في الكلام فتعمدت أن لا أتكلم طويلاً , وأن لا أتحدث عن الثورة و وأن اقتصر خطابي على تبليغ الشعب العربي تحية الشعب العراقي , وذكر جهاد شعب سوريا في سبيل حريته وانتفاضته القومية العربية , ثم التنويه بجهاد بعض أجزاء البلاد العربية التي تعمل الآن على استقلالها .
ثم تكلم صديق شنشل فأطال , وتكلم محمد حديد فأطال , وكانت الإذاعة العربية تنقل في كل مكان هذه الخطب . وكان الاتفاق بيني وبين محمود فوزي ( وزير الخارجية المصري ) , أن يلقي أحدنا نص الاتفاقية في هذا الاجتماع بعد الخطباء , فكلفني بأن ألقيه أنا . فلما أنتهى الخطباء سألني عبد السلام : اين الاتفاقية ؟ قلت هي عندي , وطلبها مني امام الناس , ولم يفكر بان هذا من شان وزير الخارجية , ثم القى نص الاتفاقية بلغة مكسرة . وهكذا علمت بأن الرجل يريد كل شيء له , ولا يعرف اي شيئاً من الصول الدبلوماسية )) .
ومما زاد الطين بلة أن عبد السلام عارف ومن خلال (( اجتماعه بالرئيس عبد الناصر حيث جرت مباحثات بينهما حول ما يجب عمله إذا تعرض العراق لاعتداء خارجي , وقد وافق جمال عبد الناصر على جميع مطالب العراق وتم توقيع ( اتفاق الأحرار ) وتاثر عبد السلام عارف بشخصية الرئيس جمال عبد الناصر تأثراً كبيراً , وقيل أنه وعده بانضمام العراق إلى الجمهورية العربية المتحدة , وعندما سأله عبد الناصر ما عسى أن يكون مصير عبد الكريم قاسم إذا تم الانضمام ؟ فكان جواب عبد السلام سريعاً حازماً ( سيكون مصيره مصير اللواء محمد نجيب ) وقد قام أحد أعضاء وفد العراق المرافق لعبد الكريم قاسم بنقل ما دار من خطب وأحاديث في اجتماع دمشق )) .